هل كان جاحدا ملحدا لا يؤمن بوجود الله ؟
هل كان لا يؤمن بان الله هو الحي القيوم ؟
هل كان لا يؤمن بان الله هو الخلاق ذو القوة المتين ؟
هل كان ابليس لا يؤمن بان الله هو القادر على الاماتة والابقاء ؟
هل كان لا يؤمن بيوم البعث والحساب ؟
هل كان من اول حياته عاصيا لم يعبد الله ؟

الجواب :
من خلال الايات والروايات نفهم بان ابليس لم يكن كذلك …

بل كان ( قد عبد الله ستة الاف سنة )

ثم انه قد خاطب الله قائلا ( خلقتني من نار ) اي انه يؤمن بخالقية الله وانه هو سبحانه الذي خلقه وخلق ادم …

وكذلك يؤمن بيوم القيامة وقدرة الله على الاماتة والابقاء حيث يقول : (أنظرني الى يوم يبعثون ) 
…

اذن ماهي مشكلة ابليس ؟ وهل هي خاصة به ؟
أم ربما يبتلي الانسان بمثل دائه ، ويرتكب مثل معصيته ؟

ربما نقف على دائه اذا تدبرنا آيات القرآن الكريم والاحاديث الشريفة …

قال تعالى في سورة البقرة آية 34 :
واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس ابى واستكبر وكان من الكافرين

وكذلك لو رجعنا للنص العلوي الذي جاء في نهج البلاغة حيث يقول امير المؤمنين عليه السلام في خطبة القاصعة :

فاعتبروا بما كان من فعل الله بابليس اذ احبط عمله الطويل وجهده الجهيد ( الجميل ) وكان قد عبد الله ستة آلاف سنة لايدرى امن سني الدنيا ام من سني الاخرة عن كبر ساعة واحدة ، فمن ذا بعد ابليس يسلم على الله بمثل معصيته ) …

ونقول : لو كان هذا الكبر خاصا بابليس ، لما قال الامام عليه السلام : ( فاعتبروا) …

ثم ما هذا الكبر الذي له قدرة على احباط وابطال عبادة ستة الاف سنة
 !!!

ثم ان عليا عليه السلام يقول في تكملة هذا الحديث ( فاحذروا عباد الله عدو الله ان يعديكم بدائه ) …

والنتيجة هي:
أن من يتكبر على أوامر الله تعالى ، بعدم طاعة من أمرني الله ورسوله بطاعته والخضوع له ، وذلك بحجة أن هذا الذي امرني الله بطاعته انسانا مثلي أو ليس هو أهلا لذلك المنصب ، أو غير ذلك من الاسباب سوف يعرضني لاحباط عباداتي مهما بلغت !!!

ولذا ورد عن النبي ص قوله :
– من لم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية …
– ومن مات بلا امام مات ميتة جاهلية …
– ومن مات وليس عليه امام مات ميتة جاهلية …
– ومن مات وليس في عنقه بيعة لامام مات ميتة جاهلية 

لأن الله أمر نبيه في غدير خم بأن يبلغ ما أنزل عليه بحق علي ع …
فأوقف النبي ص الركب في صحراء الهجير ونادى :
(ألست أولى بكم من أنفسكم ؟؟؟)
قالوا : بلى .
فقال: (
 فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ).
فبايعوه وقالوا : 
بخ بخ يا ابن ابي طالب اصبحت مولانا ومولى كل مؤمن ومؤمنة ...
ولكنهم بعد وفاة النبي ص رفضوا ذلك ولم يقبلوا بولايته وبايعوا غيره !!!
رغم أنه لم يمض على بيعتهم لعلي ع سوى سبعون يوم ( من 18 ذي الحجة يوم بيعتهم لعلي ع – الى – 28 صفر يوم وفاته ص ) !!!