بسم الله الرحمن الرحيم آداب المسجد وأحكامه – الأمر بإيجاد دُور للعبادة من التشريعات الإلهية التي أمر الله عز وجل بها سائر أنبيائه ، والمسجد هو الذي يمثل ذلك المكان الذي إعتنى الإسلام بشأنه ليكون محلاً تُقام فيه شعائر التعظيم والعبودية والإخلاص للباري تبارك وتعالى.
وقد أطلق على هذه الأماكن لفظ (المساجد) أي الأماكن التي تكون مواضع للسجود ، والسجود هو الشعار الذي يعبر به عن منتهى الخضوع والإنقياد والطاعة ، لتكون المنطلق لإيجاد حالة الإخلاص وبناء روح التقوى في المجتمع الإسلامي ، ولذا حرص الرسول الأكرم (ص) والأئمة الطاهرين (ع) على أن تكون السلوكيات الصادرة في تلك الأماكن بالخصوص هي تلك السلوكيات التي تنمى ظاهرة الإخلاص والتسليم لله عز وجل ، وتعزز في النفس روح العبودية الصادقة ، وحذروا من جميع التصرفات التي قد تخدش هذا البناء الإيماني.
ولم يكن المسجد في صدر الإسلام محلاً تقام فيه الصلاة فقط ، بل كان داراً للعلم والمعرفة ، ومركزاً لتجمع المؤمنين وترابطهم ، ومنطلقاً للجهاد والتحرك نحو مقارعة المستكبرين ، وكان البرنامج الدائم فيه هو إقامة الصلوات والأدعية ونحو ذلك ، وإنما كان المسجد محلا لجميع الأنشطة الإسلامية حينئذ لترتبط حياة المجتمع الإجتماعية والسياسية بروح الإيمان والتقوى ، ولأجل أن لا تكون تلك الأعمال فارغة عن المحتوى العقائدي ، ولتتحول جميع مظاهر الحياة إلى حالة إنقيادية لله تعالى تتضمن في عمقها العبادة والسعي نحو الكمال المطلق ، ولتبتني على أخلاق الإسلام.
ومجمل القول : فإن المساجد من أهم الشعائر الإلهية التي أمر الله عز وجل بنصبها وإقامتها لتكون المنطلق الأول لبناء الإنسان بناءاً عقائدياً شاملاً ، والموقع الأساسي لتقوية العلاقة مع الله عزوجل ، ومنشأ الحركة لجميع أبعاد السلوك الفردي والإجتماعي والسياسي ، لأن هذه الأعمال كتكاليف يفترض فيها قبل أن تكون أعمالاً فردية أو سياسية أو إجتماعية ، فهي أمور عقائدية لابد أن تنبثق من خلال العلاقة مع الله سبحانه وتعالى.
يقول الإمام الخميني (رض) :
اسعوا في إعادة المساجد إلى ما كانت عليه في صدر الإسلام، ولتنتبهوا إلى أنه ليس في الإسلام عزلة أو اعتزال.
ويقول أيضا :
لقد هيأ سيد المظلومين ( عليه السلام ) للجماهير وسيلة مكنتها من عقد اجتماعاتها بسهولة ودون الحاجة إلى بذل جهود كبرى. والإسلام جعل من المساجد خنادق ووسائل ،لأن هذه المساجد والتجمعات وصلوات الجمعة والجماعة هيأت جميع ما يراد لتحقيق ما فيه مصلحة الإسلام وما يقيض أسباب تقدم النهضة إلى الإمام .
هذه هي خلاصة دور المسجد ومكانته في الإسلام ، ولتتضح أكثر بما يساعد على فهم وظائفنا تجاه هذه الأماكن المقدسة ، نحتاج إلى بسط الكلام بشيئ من التفصيل ،