الرئيسية / صوتي ومرئي متنوع / ابن تيمية في صورته الحقيقية – صائب عبد الحميد

ابن تيمية في صورته الحقيقية – صائب عبد الحميد

من كلامه في التجسيم :
وله في التجسيم كلام صريح كان يقوله في خطبه ، لكنه لم
يذكره بنصه في كتبه التي وصلتنا ، فمن ذلك :
أ – ما نقله ابن بطوطة وابن حجر العسقلاني ، أنه قال وهو
على المنبر : إن الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا .
( رحلة ابن بطوطة : 95 ، الدرر الكامنة 1 : 154 )
ب – ما نقله أبو حيان في تفسيريه ( البحر المحيط )
و ( النهر ) من أنه قرأ في ( كتاب العرش ) لابن تيمية ما صورته
بخطه :
إن الله تعالى يجلس على الكرسي ، وقد أخلى مكانا
يقعد معه فيه رسول الله . ولكن هذا الكلام الذي نقله
يوسف النبهاني في ( شواهد الحق : 130 ) عن كتاب ( النهر )
لأبي حيان ، ونقله صاحب كشف الظنون في كتابه ( كشف
الظنون 2 : 1438 ) قد حذف من كتاب ( النهر ) المطبوع ، كما
حذف غيره من الكلام الذي تناول فيه عقائد ابن تيمية !
ولكن ابن تيمية قد دافع عن هذا المعنى بإصرار من غير
أن يذكر جلوس النبي معه على العرش ، وذلك في كتابه
( منهاج السنة 1 : 260 – 261 )
ج‍ – قوله : رفع اليدين في الدعاء دليل على أن الله تعالى
في جهة العلو . ( الحموية الكبرى : 94 ، شرح حديث النزول : 59 )
ترى إذا توجه المصلي نحو القبلة وقال : * ( وجهت وجهي
للذي فطر السماوات والأرض ) * فهل يستدل من هذا على أنه
تعالى شأنه في جهة القبلة ؟
سبحانه وتعالى عما يصفون .
إن الجمود على ما يفهم من ظاهر اللفظ لأول وهلة يعد
من أكبر الخطأ ، وليس هو من شأن العرب الذين نزل القرآن
بلغتهم .
ففي قوله تعالى : * ( واعتصموا بحبل الله جميعا ) * هل قال
أحد أن الحبل هنا هو ما نفهمه من لفظ الحبل ، فعلينا أن
ننظر حبلا بأوصاف خاصة يتدلى من جهة الفوق كما يريد
الحشوية ، لنعتصم به ؟ !
إنهم أجمعوا هنا على تأويل الحبل بمعاني أخرى ،
فقالوا : هو الإسلام أو القرآن ، أو الثقلان – كتاب الله وعترة
رسوله – اللذان ورد الأمر بالتمسك بهما .
إن من ينكر ضرورة التأويل في أمثال هذه الألفاظ فقد
ارتكب جهلا وخطأ كبيرا . .
وإن من ينكر تأويل السلف لآيات الصفات فقد افترى
عليهم فرية كبيرة . . وإن من ينكر ورود ذلك في كتب
التفسير فهو كمن حفر جبا لأخيه فوقع هو فيه ! فهذه كتب
التفسير مشحونة بروايات التأويل عن الصحابة وكبار
السلف ، وباستطاعة كل من يحسن القراءة أن يقف على
ذلك ينفسه .
3 – ابن تيمية وأهل البيت
إن لأهل بيت الرسول ( ص ) منزلة عظمى أثبتها القرآن
وأثبتها الرسول ( ص ) وأيقن بها المسلمون ، ولم يمار فيها إلا
من كان في قبلة مرض . .
وابن تيمية في بعض ما كتب يثبت شيئا مما ورد في
منزلتهم العظمى وتقديمهم على سائر الأمة ، فيقول :
– إن بني هاشم أفضل قريش ، وقريش أفضل العرب ،
والعرب أفضل بني آدم ، كما صح ذلك عن النبي ( ص ) قوله
في الحديث الصحيح : ” إن الله اصطفى بني إسماعيل ،
واصطفى كنانة من بني إسماعيل ، واصطفى قريشا من كنانة ،
واصطفى بني هاشم من قريش ” .
– وفي صحيح مسلم عنه أنه قال يوم غدير خم :
” أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ،
أذكركم الله في أهل بيتي ” .
– وفي السنن أنه شكا إليه العباس أن بعض قريش
يحقرونهم ، فقال : ” والذي نفسي بيده لا يدخلون الجنة
حتى يحبوكم لله ولقرابتي ” .
– ثم قال : وإذا كانوا أفضل الخلائق فلا ريب أن أعمالهم
أفضل الأعمال . ( رأس الحسين : 200 – 201 )
والسؤال كيف كانت عقيدته فيهم ؟ وكيف كان موقفه
الدائم منهم ؟

شاهد أيضاً

أبناء الرسول صلى الله عليه وأله في كربلاء

ف‍ (يزيد) هذا، لا يملك ذرة من الصلاحية التي تؤهله لأن يجلس من الأمة المسلمة ...