رحمه الله في مرآة العقول في شرح الحديث الشريف : ( كنت سمعه وبصره ) ما حاصله أن من لم يصرف بصره وسمعه وسائر أعضائه في سبيل إطاعة الحق تعالى لم يكن له بصر وسمع روحاني وهذا البصر والسمع الملكي الجسماني لا ينتقل إلى ذاك العالم ويكون الإنسان في عالم القبر والقيامة بلا سمع وبلا بصر ، والميزان في السؤال والجواب في القبر تلك الأعضاء الروحانية ( انتهى ملخصا ) .
والأحاديث الشريفة في هذا النحو من الطمأنينة وآثارها ، كثيرة ، ومن هذه الجهة أمر بترتيل القرآن الشريف ، وفي الحديث : عن أبي عبد الله ( ع ) قال سمعته يقول : ” من نسي سورة من القرآن مُثّلَت له في صورة حسنة ودرجة رفيعة ، فإذا رآها قال من أنت ما أحسنك ليتك لي ، فتقول : أما تعرفني ، أنا سورة كذا وكذا لو لم تنسني لرفعتك إلى هذا المكان ” .
{ 50 }
وفي الحديث قال : ” من قرأ القرآن وهو شاب مؤمن اختلط القرآن بدمه ولحمه ” .
والسّر في ذلك أنّ اشتغال القلب وتكدره في أيام الشباب أقل . لذا يتأثر القلب من القرآن أكثر أسرع ويكون أثره أيضاً أبقى . وفي هذا الباب أحاديث كثيرة نذكر منها في باب القراءة إنشاء الله . وفي الحديث الشريف : ” ما من شيء أحبّ إلى الله عزّ وجل من عمل يداوم عليه وإن قلّ ” ولعل السر العمدة فيه أنه مع المداومة يكون العمل صورة باطنية للقلب كما ذكرنا .