4 – ابن تيمية وعلماء الإسلام
من السمات المميزة لشخصية ابن تيمية : حدته ، وهجنة
أسلوبه في الجدل . .
وقال يصف حوارا له مع بعض الفقهاء في مجلس أمير
دمشق :
قلت : كان الناس في قديم الزمان قد اختلفوا في الفاسق
الملي ، وهو أول اختلاف حدث في الملة . . فقال الشيخ
الكبير : ليس كما قلت ، ولكن أول مسألة اختلف فيها
المسلمون مسألة الكلام . . . قال ابن تيمية فغضبت عليه
وقلت : أخطأت ، وهذا كذب مخالف للإجماع ، وقلت له :
لا أدب ولا فضيلة ، لا تأدبت معي في الخطاب ، ولا أصبت
في الجواب ! ( العقود الدرية في مناقب ابن تيمية : 235 )
فهذا هو أدب الخطاب عند الشيخ : ” أخطأت ، هذا
كذب ، لا أدب ، لا فضيلة ، لا تأدبت ، لا أصبت ” كلها في
جملة من سطر واحد !
أفتى ابن تيمية في مسألة ، وأفتى فقيه آخر بخلافه ،
فرد عليه ابن تيمية قائلا : من قال هذا فهو كالحمار الذي في
داره ! ( الفقيه المعذب ابن تيمية : 152 )
كان كثير السب لابن عربي والعفيف التلمساني والإمام
الغزالي والفخر الرازي ، وكثير النيل منهم والتهكم عليهم
ويصفهم بأنهم فراخ الهنود واليونان . .
وإذا ذكر العلامة ابن المطهر الحلي ، يقول : ابن
المنجس ! !
وإذا ذكر دبيران صاحب المنطق ، ولا يقول إلا ” دبيران “
بضم الدال . ( أنظر الوافي بالوفيات للصفدي 7 : 18 – 19 وقد دون ذلك
من سماعه المباشر عن ابن تيمية في دروسه )
هذا كل ما تحلى به ابن تيمية من أدب الخطاب ! !
5 – مع اليزيدية
إن لابن تيمية مع هذا الطائفة من الغلاة كلاما يثير الكثير من
الشكوك ، ويضع العديد من علامات الاستفهام حول
عقيدته . .
من هذه الطائفة قوم غلوا بيزيد بن معاوية وبالشيخ
عدي بن مسافر الأموي ، فانضافوا إلى فرق الغلاة التي
أجمع المسلمون على كفرها وخروجها من الإسلام لأنها
أضافت إلى البشر صفات الإله جل جلاله ، ، وهذه الفرقة
التي غلت بيزيد وعدي بن مسافر عرفت بالعدوية ، نسبة
إلى عدي بن مسافر . .
لقد عاصر ابن تيمية هذه الطائفة فكتب إليهم كتابا
استهله بكلام لا يشبه شيئا من كلامه في مخالفيه وخاصة
من أصحاب الفرق الأخرى وأهل البدع الظاهرة ، أو حتى
الذين عدهم هو من أهل البدع . .
لقد استهل كتابه بقوله :
” من أحمد بن تيمية إلى من يصل إليه هذا الكتاب من
المسلمين المنتسبين إلى السنة والجماعة ، والمنتمين إلى
جماعة الشيخ العارف القدوة أبي البركات عدي بن مسافر
الأموي ، ومن نحى نحوهم ، وفقهم الله لسلوك سبيله . . .
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ” ! ! ( الوصية الكبرى لابن تيمية : 5 )
هكذا مع علمه بأنهم من الغلاة ، جعلهم من المسلمين
المنتسبين إلى السنة والجماعة . . ودعا لهم بالتوفيق إلى
سلوك السبيل . ورفع إليهم تحية الإسلام . . وليس ذلك لهم
وحدهم ، بل لمن نحى نحوهم أيضا وسلك طريقتهم في
الغلو ! !
هذا الرجل هو الذي سلط لسانه الجارح على أهل البيت
كما رأينا سابقا . .
وهو الذي عد الرازي والغزالي وابن سينا من فراخ الهنود
واليونان ، وأنهم أضل من اليهود والنصارى . .
وهو صاحب ذلك الكلام الجارح مع العلماء . .
فلأي شئ خاطب هذه الطائفة من الغلاة بهذا الخطاب
العذب الذي لم يخاطب به أيا من فرق المسلمين ؟ !
لعل السر في ذلك أن غلو هؤلاء كان في يزيد بن
معاوية ، وتعظيم يزيد عنده هو علامة الانتماء إلى أهل
السنة والجماعة ، وإن بلغ التعظيم حد الغلو . .
فهل ينتهي العجب لهذا الرجل الذي يروي بنفسه
حديث الإمام أحمد بن حنبل الذي قال فيه : ” وهل يحب
يزيد أحد يؤمن بالله واليوم الآخر ؟ ! ” !
بل لعله لأجل هذا ونحوه لم يتقد بمذهب أحمد بن
حنبل ! !
شاهد أيضاً
الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ
أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...