الرئيسية / تقاريـــر / فى ذكرى يوم القدس العالمى القدس محور المعركة الأخيرة – سالم الصباغ

فى ذكرى يوم القدس العالمى القدس محور المعركة الأخيرة – سالم الصباغ

ونحن نعيش ذكرى يوم القدس العالمى ، الذى أعلنه قائد الثورة الإسلامية الإمام الخمينى رضوان الله عليه بعد إنتصار الثورة الإيرانية عام 1979 
والذى يوافق هذه الأيام العدوان الصهيونى الإرهابى على الشعب الفلسطينى فى غزة وكذلك فى الضفة الغربية وفى أكناف بيت المقدس ..

فى هذه الظروف نحاول أن نكتشف دور القدس المحورى فى المعركة الأخيرة بين المسلمين واليهود ، وسوف نعرف أن هذا الصراع ممتد منذ عصر الرسول الأعظم صلوات الله عليه وأله والإفسادة الأولى لليهود فيه ، حتى عصر الإمام المهدى عليه السلام والإفسادة الثانية لليهود .

ولعلنا نقرأ فى إفسادة اليهود الثانية ونحن نشاهدها على القنوات الفضائية ، ماخفى عنا من إفسادة اليهود الاولى ،،، حيث العدد القليل من اليهود الذى كان بالمدينة أستطاعوا أن يدبروا كل هذه المؤامرات التى وصلت إلى حد محاولة قتل الرسول الاعظم صلوات الله عليه وأله ، رغم أنه مكتوباَ عندهم فى التوراة والإنجيل ،بل وتحريف الإسلام بما تم بثه من إسرائيليات فيه ، وهذا هو الإفساد اليهودى الحقيقى الذى تعيشه الأمة منذ أربعة عشر قرناَ ، وكذلك حجم هذا الإفساد العالمى الذى يقوم به الصهاينة هذه الأيام رغم قلة عددهم .

القدس هى أولى القبلتين ، وثالث الحرمين ، ومسرى رسول الله صلوات الله عليه وأله ، ولها شأن كبير فى أحداث الظهور تناولته الروايات الشريفة ، وصدقه الواقع السياسى الذى تعيشه الأمة الإسلامية ،،

إن لليهود دور كبير سلبياَ فى حياة الأمة الإسلامية ، حتى أن القرأن الكريم فى عشرات الأيات تحدث عن بنى إسرائيل عامة وعن اليهود خاصة ، وكأنما القرأن نزل ليخبرنا عن بنى إسرائيل .

وفى هذا البحث سوف أتناول دور اليهود أو بنى إسرائيل ، وبالتالى دور القدس الشريف وخاصة فى أحداث أخر الزمان ، وسوف نحاول أن يكون بحثنا قرأنياَ مستمدا من سورة الإسراء وسورة الحشر ، مع الربط بينهما مع الإستشاهد ببعض الروايات المفسرة وخاصة النصوص التى تكلمت عن أحداث فى الواقع المعاصر نراها بأعيننا ، لنعرف كيف نقرأها قراءة دينية بجانب قراءتها السياسية .

سورة الإسراء ومكانة القدس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقول الله عز وجل :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1) الإسراء

هذا هو الذكر الوحيد للمسجد الأقصى فى القرأن الكريم ، ولكن لاحظ الحديث فى السورة الشريفة عن إفسادين فى الأرض لبنى إسرائيل ، يقول الله عز وجل فى الأية التالية :

(وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4 الإسراء )
ولقد أختلف العلماء فى شيئين :
الأول : زمن الإفسادتين

ماهو الزمن المقصود بالإفسادتين ، هل كان هذا الإفساد فى الماضى أم أن الحديث هو عن مستقبل الأمة الإسلامية …؟

الثانى : لمن الوعد بالإفساد

لمن الوعد بالإفساد ، هل هو لبنى إسرائيل كما ورد فى ظاهر الأية الكريمة ،، أم أن الخطاب لبنى إسرائيل والمقصود به هذه الأمة …؟

، وخاصة الإفساد السفيانى الأموى الذى عانت منه الأمة الإسلامية ، وهل هناك إفساد أكبر من قتل أمير المؤمنين على عليه السلام ، والإمام الحسن عليه السلام ، وهل هناك علو وإستكبار وإفساد أكثر مما حصل بشهاد الإمام الحسين عليه السلام ؟ وتحويل الخلافية لملكية وراثية يرثها الأبناء والأحفاد حتى لو كانوا من شاربى الخمور والمجاهرين بالفجر والفسوق .
وأصحاب هذا الرأى يستندون لبعض الروايات ، وذلك لأن الأية كانت تخاطب العرب الحاضرون ، بقوله تعالى : ( لتفسدن ) ولم يقل ( ليفسدن ) لنقول أن الحديث عن بنى إسرائيل ..

والحقيقة أن الأقرب للصحة والتى سنحاول إثباتها ، هو أن الأيات الكريمة تتحدث عن أحداث سوف تقع فى مستقبل الأمة الإسلامية ويخبرنا الله عز وجل بها ، ولا مانع من أن يكون حدث أكثر من إفساد من بنى إسرائيل على مدار التاريخ ، ولكن سوف نثبت هنا أن :

الإفساد الأول

أن الإفساد الأول قد وقع فعلاَ ، وهو إفساد اليهود فى عهد الرسول صلوات الله عليه وأله ، حتى وصل الأمر لمحاولات قتل الرسول الأكرم صلوات الله عليه وأله والتحالف مع المشركين والمنافقين ومنهم الحزب الأموى ( الطلقاء ) و كذلك ماتميز به اليهود من الغدر ونقض العهود للقضاء على الإسلام ،، والدليل على أن الإفساد الأول قد وقع فعلاَ هو فى قوله تعالى عن وقوعه ووقوع العقوبة عليه : 
( وكان وعدا مفعولاَ )

الإفساد الثانى

هو إفساد معين يقع فى المستقبل ، وسوف نثبت أنه يقع فى عصر المهدى عليه السلام ، كما حدث الإفساد الأول فى عهد الرسول الأعظم صلوات الله عليه وأله ، وهذا ممكن أن نعرفه لو تتبعنا مواضع الصراع الٍإسلامى اليهودى فى القرأن الكريم لوجدنا أن القرأن دائماَ يحدثنا عن التاريخ فى سياق الحديث عن المراحل والأحداث التى عاصرها الأنبياء والرسل والأئمة فقط وليس كل الأحداث التاريخية ، وبالنسبة للأمة الإسلامية فتوجد فيها فترتين تمكن فيها المعصوم أوسوف يتمكن فيها :

الفترة الأولى : هى فترة دولة الرسول صلوات الله عليه وأله 
والفترة الثانية : هى فترة دولة الإمام المهدى عليه السلام ( خلافة على منهاج النبوة )

لمن الوعد بالإفساد ……….؟

كذلك لا يوجد مانع من أن يكون الخطاب بالإفساد هو لبنى إسرائيل ( الخط اليهودى ) حسب ظاهر الأية الكريمة ، وكذلك فى نفس الوقت لبنى أمية ( الخط السفيانى ) … على أساس أنهم وجهان لعملة واحدة ، وأنهما معاَ يقودان خط الإفساد فى الأمة الإسلامية ، ويتبادلون الأدوار حسب مراكز القوة لكل منهما فى كل عصر ، فأحيانا بتحريف الدين ( الإسرائيليات ) ..وأحيانا بالقتل وإشاعة الفاحشة ..

إسرائيل وداعش

ولعل هذا يكشف عما نراه واقعاَ الأن على الساحة الإسلامية من ( الإفساد والعلو اليهودى الصهيونى ) فيما يسمى (بدولة إسرائيل ) .. وكذلك من الإفساد والعلو ( السفيانى الأموى السعودى الوهابى التركى ) والذى يتجلى بوضوح فى التمكين للخط السفيانى ( داعش ) من السيطرة على أماكن شاسعة من الشام والعراق ، فيما يسمى ( بالدولة الإسلامية )ليعيثوا في الأرض فسادا …

سورة الحشر تكشف الإفسادين

ففى سورة ( الحشر ) تم الإشارة إلى عقوبتين وحشرين لليهود لعلها تفسر الإفسادين المذكورين فى سورة الإسراء ، يقول الله عز وجل فى سورة الحشر :
(هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ (2 )وَلَوْلَا أَن كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاء لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ (3 ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (4( سورة الحشر

بقراءة تفسيرية للنص نلاحظ الأتى :

1 ـ المقصود بالذي كفروا من أهل الكتاب هم اليهود المعاصرون للرسول صلوات الله عليه وأله بعد تدبيرهم محاولة لقتله ، فجمعهم للخروج للشام وكان وقتها يشمل كل من سوريا ولبنان والأردن وفلسطين ، و هذا الخروج الأول لليهود وهو المقصود بأول الحشر

2 ـ قوله تعالى :
( لِأَوَّلِ الْحَشْرِ )
أستخدام جملة ( أول الحشر ) … وهى دليل على وجود ( أخر الحشر ) والمقصود بالحشر هنا هو التجمع للخروج

أما ( أخر الحشر ) فهو عند بيت المقدس

فالمقصود به فى أخر الزمن ، ومكانه عند صخرة بيت المقدس … فى زمن الإمام المهدى عليه السلام

ففى تفسير الصافى :

هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لاول الحشر

أي لاول جلائهم إلى الشام ، وآخر حشرهم إليه يكون في الرجفة كما مرت الاشارة إليه في سورة الدخان والحشر إخراج جمع من مكان إلى آخر .
في المجمع عن ابن عباس قال لهم النبي صلى الله عليه وآله اخرجوا قالوا إلى أين قال إلى أرض المحشر ( أى القدس )

والقمي عن الحسن المجتبى عليه السلام في حديث ملك الروم ثم يبعث الله نارا من المشرق ونارا من المغرب ويتبعهما بريحين شديدين فيحشر الناس عند صخرة بيت المقدس

3 ـ قوله تعالى عن اليهود :
(وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ )
لاحظ عادة اليهود فى القتال من خلف الحصون 
الإسلام وعلاقتها بحصن خيبر الشهير ،
ولاحظ أيضا فتح (على ) عليه السلام لهذا الحصن ، وخصوصية هذا الحدث ورمزيته وما ورد فيه من روايات فى فضل (على ) عليه السلام إذا ماربطناه بدور المسلمين من ( شيعة على ) فى هذا العصر ، والدور الإيرانى الصاعد فى الصراع مع العدو الصهيونى ، وخاصة منذ إنتصار الثورة الإسلامية فى إيران عام 1979

4 ـ قول الله عز وجل :
(وَلَوْلَا أَن كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاء لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ )
أن الله عز وجل لم يأمر الرسول صلوات الله عليه واله بقتل اليهود الذين غدروا به وخططوا لقتله ، لأن الله كتب عليهم ( الجلاء ) أى الخروج لأول الحشر ، حتى يأتى وعد الأخرة ( أخر الحشر ) فيأتى بهم من كل بقاع الأرض للتجمع عند بيت المقدس ، يقول عز وجل فى سورة الإسراء :
( فإذا جاء وعد الأخرة جئنا بكم لفيفا )
وهذا مايمكن أن نلحظه فى تفسير قوله تعالى ( عباداَ لنا ) وعلاقتها بالثورة الإيرانية :

الثورة الإسلامية الإيرانية ودورها فى تحرير القدس 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراقب لتطورات الثورة الإسلامية فى إيران يجد تركيز شديد من الإمام الخمينى رضوان الله عليه على أن القدس هى القضية المركزية للمسلمين ، بل دعى لتكوين جيش العشرين مليون لحرب تحرير القدس ، ولقد خصص الجمعة الأخيرة من شهر رمضان ليوم القدس العالمى ، وفى أول أيام الثورة الإسلامية أغلق سفارة العدو الصهيونى ، وجعلها سفارة لدولة فلسطين …
ولقد سار الأمام الخامينئى على نفس المنهاج ، وحدد العدو تحديدا واضحاَ ، وأن إزالة إسرائيل من الوجود هو هدف إستراتيجى ، فعمل على تقوية الدولة الإسلامية فى جميع المجالات الصناعية والعلمية وخاصة فى مجال التسليح والتكنولوجيا النووية للأغراض السلمية ..

أيضاَ من أجل ذلك تبنى مشروع الوحدة الإسلامية والتقريب بين المذاهب ونصرة المستضعفين بغض النظر عن الإنتماء العقائدى لهم ..
لقد أصبح واضحاَ للجميع أن الإمام الخمينى وثورته الإسلامية جاءت لهدف محدد إستراتيجى ( ومقدس ) وهو القضاء على العدو الصهيونى ،، لا يعلوا عليه هدف أخر ، فهو تكليفها الشرعى ، وعلى ضوء هذا التكليف تضبط المسائل الأخرى .

ولذلك عندما وقعت حركة حماس فى فخ المذهبية البغيضة وخانت الأمانة فى سوريا ، وخانت حزب الله ، وإنضمت إلى المعسكر القطرى التركى ،،لم يُتخلى عن تسليحها بشرط أن يستخدم السلاح فى الدفاع عن الشعب الفلسطينى ، وهذا مانراه فى غزة هذه الأيام ..
السؤال هنا : لماذا هذا الموقف الإيرانى ؟ هل هو تكليف مقدس ؟ ومن أين الثقة بالنصر منذ اليوم الأول للثورة ورغم التحديات ؟

الدور الإيرانى المقدس فى تحرير القدس 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ سورة الإسراء

يقول تعالى :

(فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْد مفعولا )

..
ففى الحديث الشريف :
ففي تفسير العياشي عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال بعد أن قرأ قوله تعالى: (بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ): هو القائم وأصحابه ، أولو بأس شديد

وفي بحار الأنوار:60/216عن الإمام الصادق عليه السلام ( أنه قرأ هذه الآية.. فقلنا: جعلنا فداك من هؤلاء ؟ فقال ثلاث مرات: هم والله أهل قم ، هم والله أهل قم ، هم والله أهل قم

2 ـ سورة الجمعة :
فى قوله تعالى : ( وأخرين منهم لما يلحقوا بهم ) 
فى البخارى ومسلم هم أهل فارس ، لو كان الإيمان عند الثريا لتناوله رجل من فارس )

3 ـ سورة محمد :
وإن تتولوا يستبدل قوماَ غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم )
فى الحديث فى البخارى ومسلم : هم أهل فارس

4 ـ قيام العلماء فى قم مقام الحجة عليه السلام :
وهذه الرواية أدعوا المواليين لمدرسة أهل البيت عليهم السلام ، والذين يأخذون موقفاَ عدائيا من إيران ، أو حتى موقفاَ سلبياَ إلى تأمل هذا الحديث ..

يقول الإمام الصادق عليه السلام: ستخلو الكوفة (النجف هي نجف الكوفة) من المؤمنين, ويأزر عنها العلم كما تأزر الحية في جحرها ثم يظهر العلم ببلد يقال لها قم, وتصير معدناً للعلم والفضل حتى لا يبقى في الأرض مستضعف في الدين حتى المخدّرات وذلك عند قرب ظهور قائمنا عجل الله تعالى فرجه الشريف (سفينة البحار ص 365)

وعن الصادق عليه السلام: وأن البلايا مرفوعة عن قم وأهلها, وسيأتي زمان تكون قم وأهلها حجة على الخلائق, وذلك زمان غيبة قائمنا إلى ظهوره (البحار ج 60 ص 213)

السفيانى وداعش والعدو الصهيونى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أثير هذا السؤال هذه الأيام :
من هو العدو الأول داعش أو مايسمى ( بالدولة الإسلامية ) أم العدو الصهيونى أو مايسمى ( بدولة إسرائيل ) ….؟!!
الروايات التى تثبت أن المشروع السفيانى والمشروع الصهيونى هما وجهان لعملة واحدة كثيرة جداَ ، حتى أن الروايات تثبت أن السفيانى سيقتل فى فلسطين ، أى أنه سوف يكون فى حماية اليهود ، أو أن اليهود سيستعينون به بعد هزيمتهم .. من هذه رواية مقتل السفيانى فى فلسطين

مقتل السفيانى بوادى الرملة بفلسطين 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا يدل على أن السفيانى ليس سوى عميل للمعسكر الغربى … وفى هذا اليوم المسمى بيوم الأبدال ، سوف يخرج من معسكر الإمام المهدى عليه السلام من كانوا يدعون الولاية لأل محمد صلوات الله عليه وأله ، وينضمون للسفيانى فى أخر لحظة ،، وكذلك يخرج الموالون من معسكر السفيانى وينضمون إلى معسكر المهدى عليه السلام فى عملية فرز رهيبة …
الرواية التى تصور لنا هذا المشهد

فعن الإمام الباقر عليه السلام يتحدث عن حركة المهدى عليه السلام قال :

( ثم يأتي الكوفة فيطيل المكث بها ما شاء الله أن يمكث حتى يظهر عليها. ثم يسير حتى يأتي العذراء هو من معه ، وقد التحق به ناس كثير ، والسفياني يومئذ بوادي الرملة. حتى إذا التقوا وهو يوم الأبدال ، يخرج أناس كانوا مع السفياني مع شيعة آل محمد صلى الله عليه وآله ، ويخرج ناس كانوا مع آل محمد إلى السفياني ، فهم من شيعته حتى يلحقوا بهم ، ويخرج كل ناس إلى رايتهم وهو يوم الأبدال. قال أمير المؤمنين عليه السلام : ويقتل يومئذ السفياني ومن معه حتى لايدرك منهم مخبر ، والخائب يومئذ من خاب من غنيمة كلب ). ( البحار : 52/224)

رواية أخرى تدل على نهاية السفيانى وقتله بفلسطين على بحيرة طبرية :

ـ المهدى عليه السلام يقتل السفيانى بفلسطين ( بحيرة طبرية )

وفي رواية الملاحم والفتن عن أمير المؤمنين عليه السلام في وصف هذه المعركة قال :
( فيغضب الله على السفياني ، ويغضب خلق الله لغضب الله تعالى ، فترشقهم الطير بأجنحتها ، والجبال بصخورها ، والملائكة بأصواتها! ولا تكون ساعة حتى يهلك الله أصحاب السفياني كلهم ، ولايبقى على الأرض غيره وحده فيأخذه المهدي فيذبحه تحت الشجرة التي أغصانها مدلاة على بحيرة طبرية

المعركة الأخيرة لليهود مع المسلمين والإنتصار الساحق للمسلمين

والروايات فى هذا الشأن مجمع عليها بين المسلمين ، ومنها :

ومن أشهر أحاديثها في مصادر السنة ، الحديث الذي رواه مسلم وغيره عن النبي صلى الله عليه وآله قال :
( لاتقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهود من وراء الحجر والشجر ، فيقول الحجر والشجر يامسلم هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله ، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود ). ( التاج الجامع للأصول : 5/356 وأحمد : 2/417 ) ، ويشبهه ما رواه مسلم والترمذي في كتاب الفتن ، والبخاري في كتاب المناقب : ( يقاتلكم اليهود فتسلطون عليهم .)

الخلاصة 
ـــــــــــــــــ
ونحن فى هذه الأيام العصيبة نشاهد الحملة الصهيونية الإرهابية الوحشية على الشعب الفلسطينى فى غزة ، ونحن أيضاَ نحى ذكرى يوم القدس العالمى ، لابد أن نعلم أن الصراع مع العدو الصهيونى ممتد منذ زمن الرسول الأعظم صلوات الله عليه وأله حيث الإفساد اليهودى الأول ، حتى عصر الإمام المهدى حيث الإفساد اليهودى الأخر ،، والهزيمة النهائية للمشروع الصهيونى وكذلك للمشروع السفيانى وهو مشروع الإسلام الأمريكى الوهابى هى أمر حتمى موعود …
وهاهى المقاومة الفلسطينية تكتب تاريخ جديد ومعادلات جديدة للصراع ، مستلهمة تجربة حزب الله ، وفى ظل دعم غير محدود من الجمهورية الإسلامية الإيرانية ..
ولابد من اليقين أن النصر قادم لا محالة وأنه قريب .

شاهد أيضاً

قصيدة تلقى قبل أذان الصبح في حضرة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رمضان المبارك

  أشرب الماءَ وعجّل قبل َأن يأتي الصباح  أشربَ الماءَ هنيئا أنهُ ماءٌ مباح أشربَ ...