اعتبرت المرجعية الدينية العليا حسم منصبي رئاستي البرلمان والجمهورية بالخطوة المهمة لتجاوز الازمة الراهنة في الوقت ذاته حثت العشائر العراقية الى القيام بدور أكبر في لمّ الصف الوطني ، كما دعت الى الاهتمام بالعناية الطبية للنازحين.
وذكر ممثل المرجعية الدينية الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني المطهر ان ” نجاح مجلس النواب خلال فترة زمنية مقبولة في تجاوز محطتين مهمتين يمثل خطوة مهمة في حراك السياسيين لتجاو الازمة الراهنة ولابد من اتباع ذلك بخطوة اهم وهي تشكيل حكومة جديدة خلال فترة زمنية لا تتجاوز المدة الدستورية ويجب ان تحظى بقبول وطني واسع حتى تتمتع بالقدرة على تجاوز التحديات الراهنة ومعالجة الاخطاء السابقة وتلم الصف الوطني لمكافحة الارهاب ودرء خطر التقسيم والانفصال “.
واضاف ان ” حساسية المرحلة من تاريخ العراق تحتم على الاطراف المعنية التحلي بروح المسؤولية الوطنية وتتطلب العمل بمبدأ التضحية ونكران الذات وعدم التشبث بالمواقع والمناصب والتعامل مع الظروف الواقعية وتقديم المصالح العامة للشعب العراقي على بعض المكاسب الشخصية”.
واشار ممثل المرجعية الى تعاظم الجرائم في العراق واستهداف المسيحيين واجبارهم على ترك مساكنهم ومصادرة ممتلكاتهم والاستيلاء على المسوغات الذهبية للنساء “، مشددا بالقول ” اننا في الوقت الذي ندين فيه تلك الاعمال اللاانسانية لهذه العصابات التي تدعي الاسلام وتشوه الدين الحنيف نطالب المجتمع الدولي بمساعدة الحكومة مساعدة حقيقة ومجدية في الحرب ضد الارهاب .
وتابع ان ” الظروف الحرجة بالبلد تتطلب بذل اقصى درجات ضبط النفس وعدم الانجرار الى الشحن الطائفي او القومي ، كما نؤكد على ضرورة اتخاذ وزارة الداخلية والجهات المعنية اجراءات فاعلة لانهاء بعض الظواهر المستفزة والمدانة بالاعتداء على المواطنين من بعض المجموعات المسلحة وان مكافحة ذلك يعد جزءً اساس من مهام الحكومة لا يمكن التسامح بها “.
ولفت الشيخ الكربلائي الى ان ” للعشائر العراقية دورا وطنيا كبيرا في السنوات السابقة للدفاع عن العراق وتعزيز قيم المحبة والتآلف بعيدا عن روح العداء والكراهية ، وبما ان العراق مهدد في الوقت الحاضر ليس فقط بالتقسيم والتجزئة بل بتفتيت نسيجه الاجتماعي على اساس طائفي وقومي لذا يتطلب دور اكبر للعشائر في لم الصف الوطني ونهوض العشائر الشيعية والسنية لتفويت الفرصة على من يريد احداث شرخ بالعراق والعمل على الحفاظ على التماسك ونبذ العنف وتحقيق المزيد من اللقاءات بين زعمائها للوصول الى تعزيز الروابط والوقوف كصف واحد امام اعداء العراق من الارهابيين الغرباء “.
ودعا الشيخ الكربلائي في احد محاور خطبته الجهات والدوائر المعنية المعينة للاهتمام اكثر بالعناية الطبية للنازحين “، مبينا ان ” رحلة النزوح وشدة الحر وعدم توفر العناية الطبية خلفت اصابة الكثير من الاطفال وكبار السن بحالات مرضية ادت الى وفاة الكثير منهم”.
كما دعا الامم المتحدة الى تفعيل دورها ومنظماتها الانسانية لاغاثة النازحين وتوفير الرعاية الصحية للاطفال والحوامل وكبار السن”، مشيرا الى ان ” الجرائم التي ترتكبها الجماعات الارهابية بحق الابرياء واستهداف دور العبادة والمراقد الدينية يوضح الطبيعة الاجرامية لهؤلاء المعتدين” .
وبين الشيخ الكربلائي انه ” من الضروري تكثيف الجهود وتعزيز جهود القوات المسلحة واتخاذ الاجراءات الكفيلة بفك الحصار عن المحاصرين في بعض المدن كناحية آمرلي حيث يستغيثون اهلها من هجمات الارهابيين خوفا من ان التعرض الى مجازر واعتداء على الاعراض وموجة النزوح “.
ودعا القوات المسلحة الى دعم العشائر التي تقاتل الارهابيين في المدن التي تشهد هجمات، وتنظيم الجهد لاندفاع المتطوعين في مساندة القوات الامنية والتعاون معهم بما يليق بموقفهم البطولي والحذر من زجهم بالمعارك من دون تدريبهم “.
وختم ممثل المرجعية الدينية خطبته بالاشارة الى ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من اعتداءات من قبل اسرائيل بالقول ان ” استمرار الكيان الاسرائيلي باعتداءاته في قطاع غزة وعدم تحرك المجتمع الاسلامي والعربي لوضع حد للجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين يعد تقصيرا واضحا ، ومن المؤسف ان يواجه الشعب الفلسطيني الاحتلال والاعتداء والظلم ولا رادع لذلك