المرأة والأسرة
4 أكتوبر,2019
صوتي ومرئي متنوع, طرائف الحكم
718 زيارة
3- البعد الأُسريّ:
يُنظر إلى المرأة بصفتها عضواً في الأسرة، وهو الأهمّ من كلّ ذلك.
أيّها الأعزّة، لم يعطِ الإسلام الرجل إذناً بالتسلّط على المرأة وفرض شيء عليها. قد جُعلت للرجل حقوق محدودة في الأسرة من باب كمال الحكمة والمصلحة، وكلّ من يتّضح له ذلك يؤمن حتماً أن قد جُعل للمرأة في مقابل ذلك ومن باب المصلحة، حقوق أيضاً.
لكلّ من المرأة والرجل خصائص وطباع وغرائز خاصّة به. ولو استثمرت تلك الطباع الخاصة بالرجل والمرأة بشكل سليم فإنّهما يشكّلان في الأسرة ثنائياً متكاملاً ومتجانساً ومنسجماً. ولكنّ التوازن يختلّ إذا تمادى الرجل، وكذا الحال إذا تمادت المرأة.
الإسلام جعل في الأسرة جزأين شبيهين بمصراعي الباب، أو كالعينين في وجه الإنسان، أو كرفيقي السلاح في خندق صراع الحياة، أو كشريكين في دكّان واحد، لكلّ واحد منهما خصائصه، وطباعه، وخصاله، ولكلّ منهما جسمه، وروحه، وفكره، وغرائزه، وعواطفه الخاصّة به. للمرأة خصائصها، وللرجل خصائصه. ولو عاش هذان الجزءان بتلك الحدود والموازين نفسها التي عيّنها الإسلام فسيشكّلان أسرة خالدة، وعطوفة، ومباركة ونافعة[1].
في نهاية الأمر، الرجل هو الواجهة الخارجية داخل الأسرة، والمرأة هي الواجهة الداخلية، وإن شئتم أن تُعبّروا بلطفٍ أكثر، فإنّ الرجل هو غلاف (قشرة) حبة اللوز بينما المرأة هي لبّها. ويمكن
استخدام مثل هذه التعابير، الرجل هو أكثر ظهوراً، بنيته هي هكذا. لقد خلقه الله وجعله لهذا العمل، وخلق المرأة لعمل آخر. بناءً على هذا فإنّ البروز والظهور والعرض والإطلالة هي أكثر عند الرجل لهذه الخصوصيات وليس بمعنى الأفضلية. ففي القضايا الأساسية للإنسان – والتي تتعلّق به – لا فرق بين الرجل والمرأة[2].
[1] خطاب الإمام الخامنئي دام ظله بمناسبة الاجتماع النسوي الكبير في محافظة آذربيجان، بحضور مختلف شرائح نساء محافظة آذربيجان، بتاريخ 04/05/1417ه.ق.
[2] خطاب الإمام الخامنئي دام ظله في لقاء المشاركين في الملتقى الثالث للأفكار الاستراتيجيّة في موضوع المرأة والأسرة، بمناسبة إقامة الملتقى الثالث للأفكار الاستراتيجيّة، في طهران، بحضور جمعٌ من العلماء والمفكّرين والمسؤولين والنخب، تاريخ14/01/2012م.
2019-10-04