المرأة والأسرة
24 ديسمبر,2019
صوتي ومرئي متنوع, طرائف الحكم
772 زيارة
5- الدفاع عن المرأة:
ثمّة قضيّة أُخرى تسترعي الاهتمام بها وهي وجوب الدفاع الأخلاقيّ والقانونيّ عن المرأة وخاصّة داخل الأسرة. والدفاع القانونيّ يتمّ عبر إصلاح القوانين ـ كما سبقت الاشارة ـ ومن خلال تشريع القوانين الكفيلة بإنجاز هذه المهمّة. أمّا الدفاع الأخلاقيّ فإنجازه يتيسّر عن طريق مواجهة الأشخاص الذين لا يدركون الحقائق ويعاملون المرأة في البيت كمستخدمَة ويظلمونها ويعتبرونها غير مؤهّلة للرقيّ المعنويّ. ويجب التصدّي لمثل هذه الآراء بشدّة ولكن بشكل منطقيّ وعقلانيّ.
6- التمسّك بعفّة المرأة:
القضية الأُخرى هي الاهتمام بشأن العفاف عند المرأة. وكلّ حركة تنبري للدفاع عن المرأة يجب أن تجعل ركنها الأساس التمسّك بعفاف المرأة. وكما سبق لي القول بأنَّ الغرب وبسبب إهماله لهذا الجانب، آلت الأُمور فيه إلى ما آلت إليه من التفسّخ والتحلّل. فجانب العفاف عند المرأة ـ وهو أهمّ عنصر في شخصيتها ـ يجب أن لا يكون عرضة للإهمال. عفّة المرأة وسيلة لتكريمها ورفع منزلتها في نظر الآخرين، وحتّى في نظر الرجال المتحلّلين وأتباع الشهوات، وهي في الحقيقة جوهر احترامها وتقديرها. وليست مسائل الحجاب والأجنبيّ وغير الأجنبيّ، وإباحة النظر أو تحريمه إلّا لأجل صيانة العفاف.
الإسلام يُعنى كثيراً بعفاف المرأة. كما أنّ عفاف الرجل ـ بطبيعة الحال ـ مهمّ أيضاً. لأنّ العفاف لا يختصّ بالمرأة، فالرجل أيضاً يجب أن يكون عفيفاً. ولكن بما أنّ الرجل يتمتّع بقوّة بدنية تفوقها، فهو قادر على الإساءة إليها ومعاملتها بما لا ترضاه. ولهذا كان التأكيد على عفّة المرأة أكثر.
ولو أنّكم نظرتم اليوم إلى العالم لوجدتم أنّ من جملة المشاكل التي تكابدها المرأة في العالم الغربيّ، وخاصة في الولايات المتحدة، هي ركون الرجل إلى قوّته في التجاوز على عفّة المرأة. وقد اطّلعتُ على الاحصائيات الصادرة من جهات رسمية في أمريكا نفسها، كانت إحداها صادرة عن جهات قضائية، والثانية عن جهة أُخرى، كانت الأرقام رهيبة حقّاً، ففي كلّ ستّ ثوان تقع في أمريكا حادثة اعتداء قسريّ (اغتصاب)! لاحظوا مدى أهمية العفّة، وما تؤول إليه الأُمور إذا قوبلت بالاهمال! حادثة اعتداء بالعنف كلّ ستّ ثوان، رغم إرادة المرأة، يقوم بها الرجل الظالم المتسلّط المتهتّك، فيعتدي على حريم عفّة المرأة. الإسلام يلاحظ كلّ هذه الجوانب، وهذا هو سبب تأكيد الإسلام بشدّة على مسألة الحجاب.
إذن الاهتمام بموضوع العفّة والتمسّك بالحجاب من الأمور الأُخرى التي يؤكّد عليها الإسلام.
7- تعليم المرأة:
هناك أيضاً موضوع تربية وتعليم المرأة، وهو ما أكّدت عليه
مراراً. ومن حسن الحظ أنّ تعليم وتربية المرأة من الأُمور الشائعة في مجتمعنا. ولكن في الوقت نفسه لا زالت هناك عوائل تمنع بناتها من اكتساب العلوم. فإذا كانت أجواء الدراسة يوماً ما أجواءً موبوءة، فهي ليست كذلك اليوم في عهد النظام الإسلاميّ. يجب على هذه العوائل السماح للفتيات بالتعلّم والدراسة والمطالعة والاطّلاع على المعارف الدينية والإنسانية من أجل تقوية أذهانهنّ. هذا العمل له ضرورة قصوى ولا بدّ من تحقيقه.
8- التصدّي لظاهرة الاعتداء البدنيّ على المرأة:
الموضوع الآخر هو وجوب التصدّي الشديد، قانونياً وأخلاقياً، لمن يبيح لنفسه التجاوز على المرأة. والقانون أيضاً يجب أن يتضمّن عقوبات صارمة لمثل هذه المخالفات. وأُشير ثانية إلى أنّ الدول الغربية ورغم جميع الشعارات التي تنادي بها إلّا انّها لم تستطع حتّى الآن ضمان عدم وقوع هذه التجاوزات. أي أنّ هناك نساءً يتعرّضن للضرب من أزواجهنّ، وفتيات يُضربن وقد يصل (الضرب إلى) حدّ الجرح على يد آبائهنّ. وهناك إحصايئات رهيبة ومثيرة في هذا الخصوص، ناهيك عن شيوع ظاهرة أُخرى هناك وهي القتل، إذ إنّ الدماء هناك تراق بكلّ بساطة. واستقباح القتل في الأجواء الإسلامية ليس موجوداً ـ وللأسف ـ في تلك الأجواء التي لا تعرف شيئاً عن المعارف الإلهية.
وظاهرة قتل النساء التي هي من البلايا المستهجنة والقبيحة
جداً، أمر شائع في البلدان الغربية ـ خاصة أمريكا ـ ومن حسن الحظّ أنّها ليست كذلك في بلدنا، ولا تقع إلّا في حالات نادرة جداً. ولكن على كلّ الأحوال لا بدّ من التصدّي بشدّة لأي اعتداء بدنيّ على المرأة لكي يتسنّى لمجتمعنا بلوغ المستوى الذي يصبو إليه الإسلام في هذا المجال.
2019-12-24