رغم ان كل مسؤول دبلوماسي متواجد في العراق يحمل معه سياسته الخاصة ، ولكن الحقيقة هي ان تراكم هذا الحضور مؤشر على اهمية العراق على صعيد المعادلات الاقليمية والدولية .
– اضافة الى الوفد السياسي – التجاري الايراني المتواجد في العراق برئاسة وزير الخارجية محمد جواد ظريف ، فان تواجد ملك الاردن عبد الله الثاني بهدف متابعة سياسة تعزيز العلاقات الاقتصادية وعلى راسها مسالة الطاقة ، افتتاح جميع المعابر التجارية بين البلدين وبالتالي الاستفادة من انبوب نقل النفط العراقي الذي ىصل ميناء العقبة بالبحر المتوسط وبالتالي اوروبا يعني ان المستقبل الذي ينتظر العراق سيكون اكثر اهمية من غالبية دول المنطقة من جهة ، وفي نفس الوقت سيتحول العراق الى “رئة” للتنفيس عن امان وبالطلبع الكثير من دول المنطقة .
-تواجد وزير الخارجية الفرنسي في العراق، والذي ياتي بهدف الاستفادة من المواقف الحيادية لهذا البلد في الشؤون الاقليمية، يشير الى الاهمية الفائقة للعراق بالنسبة للدول الاوروبية ، وفي نفس الوقت فان الزيارات الاخيرة للمسؤولين القطريين والاتراك والسعودين والخ.. تؤكد الاهمية التي توليها جميع هذه البلدان للعراق الجديد. في هذه الايام يجري سباق في العراق تتنافس فيه غالبية الدول البعيدة والقريبة للحصول على قصب السبق .
-في حين ان غالبية المسؤولين السياسيين للبلدان المختلفة يعترفون اليوم بان نجاح دورهم في عراق المستقبل رهن باقامة علاقات متوازنة مبنية على الاحترام المتبادل فان النظرة الاستعلائية للرئيس الامريكي ووزير خارجيته خلال زيارتهما للعراق كشفت عن ان واشنطن لازالت تنتهج سياستها الاستعلائية حيال العراق والعراقيين ، الامر الذي لقي ردا مناسبا من قبل العراق حكومة وشعبا في أوانه .
– عراق اليوم هو ضمن محور المقاومة ، ويبحث عن عزته الراهنة وشموخه المستقبلي في اطار سيادته النابعة من فطنة ودقة شعبه في اختيار حكامه . وبناء على هذا يتوقع ان تستقبل العاصمة العراقية بغداد خلال الايام والاشهر القادمة المزيد من الوفود التي تتطلع الى ترسيخ العلاقات مع هذا البلد . ولكن الى متى ستصمت امريكا و”اسرائيل” حيال هذا التوجه وبالطبع العلاقات المتنامية، فهذا ما ستكشفه الايام القادمة .