الرئيسية / القرآن الكريم / بيّنات في معرفة القرآن الكريم

بيّنات في معرفة القرآن الكريم

نظرة تفسيريّة موضوعيّة في خصائص القرآن الكريم

الأفكار الرئيسة

1- للقرآن الكريم تسميات عدّة غير اسم القرآن، هي بحسب اشتهارها: القرآن، ثمّ الفرقان، ثمّ يأتي بعدهما في الشهرة ترتيباً: الكتاب، والذِكْر، والتنزيل، والمصحف.

2- ورد ذِكْر هذه الأسماء في القرآن الكريم، باستثناء اسم المصحف الذي جرى تداوله بين المسلمين بعد رحيل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في مسألة جمع القرآن.

3- اسم “القرآن” هو الاسم الوحيد الذي اختصّ به كتاب رسالة الإسلام عن كتب باقي الرسالات السماويّة.

4- الأسماء الثلاثة: الكتاب، الذكر، الفرقان، هي أسماء مشتركة بين القرآن والكتب السماويّة الأخرى.

5- ورد في القرآن الكريم ذِكْر جملة من الصفات التي اقترنت بأسماء القرآن المشهورة، منها: الحكيم، العزيز، العظيم، العربيّ، البشير، النذير، الشافي، القيّم، الكريم، المبارك، المبين، المتشابه، المثاني، المجيد، ذو الذِكْر، غير ذي عوج، . . .

 

فكِّر وأجب

1- عدّد أبرز أسماء القرآن الكريم، مبيناً معانيها وترتيبها بحسب المشهور.

2- تكلّم عن اسم الكتاب، مبيّناً المعاني التي ورد فيها في القرآن.

3- اذكر 5 صفات من أوصاف القرآن الكريم، مبيّناً معانيها.

مطالعة

 

عظمة القرآن[1]:

إنّ عظمة كلّ كلام وكلّ كتاب، إمّا بعظمة متكلّمه وكاتبه، وإمّا بعظمة مطالبه ومقاصده، وإمّا بعظمة نتائجه وثمراته، وإمّا بعظمة الرسول والواسطة، وإمّا بعظمة المرسَل إليه وحامله، وإمّا بعظمة حافظه وحارسه، وإمّا بعظمة شارحه ومبيّنه، وإمّا بعظمة وقت إرساله وكيفيّة إرساله. وبعض هذه الأمور دخيل في العظمة ذاتاً وجوهراً، وبعضها عرضاً وبالواسطة، وبعضها كاشف عن العظمة. وجميع هذه الأمور التي ذكرناها موجودة في هذه الصحيفة النورانيّة بالوجه الأعلى والأوفى، بل هي من مختصّاتها، بحيث إنّ أيّ كتاب آخر، إمّا ألاَّ يشترك معها في شي‏ء أصلاً، وإمّا أن لا يشترك معها في بعض المراتب.

أمّا عظمة متكلّمه ومنشئه وصاحبه، فهو العظيم المطلق الذي جميع أنواع العظمة المتصوّرة في الملك والملكوت، وجميع أنواع القدرة النازلة في الغيب والشهادة رشحة من تجلّيات عظمة فعل تلك الذات المقدّسة. ولا يمكن أن يتجلّى الحقّ تعالى بالعظمة لأحدٍ، وإنّما يتجلّى بها من وراء آلاف الحجب والسرادقات، كما في الحديث: “إن لله تبارك وتعالى سبعين ألف حجاب من نور وظلمة، لو كُشفت لأحرقت سبحات وجهه ما دونه”[2]. وعند أهل المعرفة فقد صدر هذا الكتاب الشريف من الحقّ تعالى بمبدئيّة جميع الشؤون الذاتيّة والصفاتيّة والفعليّة، وبجميع التجلّيات الجماليّة والجلاليّة، وليست لسائر الكتب السماويّة هذه المرتبة والمنزلة.

وأمّا عظمته بواسطة محتوياته ومقاصده ومطالبه، فيستدعي ذلك عقد فصل على حدة، بل فصول وأبواب، ورسالة مستقلّة، وكتاب مستقلّ، حتّى يسلك نبذة منها في سلك البيان والتحرير…

وأمّا عظمة رسول الوحي وواسطة الإيصال، فهو جبرائيل الأمين والروح الأعظم الذي يتّصل الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بعد خروجه من الجلباب البشريّ، وتوجيه شطر قلبه إلى حضرة الجبروت، بذاك الروح الأعظم، وهو أحد أركان دار التحقّق الأربعة، بل هو أعظم أركانها وأشرف أنواعها، لأنّ تلك الذات النورانيّة ملك موكل للعلم والحكمة، وصاحب الأرزاق المعنويّة والأطعمة الروحانيّة. ويستفاد من كتاب الله والأحاديث الشريفة تعظيم جبرائيل وتقدّمه على سائر الملائكة.

وأمّا عظمة المرسَل إليه ومتحمّله، فهو القلب التقيّ النقيّ الأحمديّ الأحديّ الجمعيّ المحمّديّ الذي تجلّى له الحقّ تعالى بجميع الشؤون الذاتيّة والصفاتيّة والأسمائيّة والأفعاليّة، وهو صاحب النبوّة الختميّة، والولاية المطلقة، وهو أكرم البريّة، وأعظم الخليقة، وخلاصة الكون، وجوهرة الوجود، وعصارة دار التحقّق، واللبنة الأخيرة، وصاحب البرزخيّة الكبرى، والخلافة العظمى.

وأمّا حافظه وحارسه، فهو ذات الحقّ جلّ جلاله، كما قال في الآية الكريمة المباركة: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾[3].

وأمّا شارحه ومبيّنه، فالذّوات المطهّرة المعصومون من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى حجّة العصر عجّل الله فرجه، الذين هم مفاتيح الوجود، ومخازن الكبرياء، ومعادن الحكمة والوحي، وأصول المعارف والعوارف، وأصحاب مقام الجمع والتفصيل.

وأمّا وقت الوحي فليلة القدر، أعظم الليالي و﴿خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ[4], وأنور الأزمنة، وهي في الحقيقة وقت وصول الوليّ المطلق والرسول الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم.

[1] الخمينيّ، منهجيّة الثورة الإسلاميّة، م.س، ص 49-51.

[2] المجلسي، محمد باقر: بحار الأنوار، تحقيق: يحيى العابدي الزنجانيّ، كاظم الموسويّ الميامويّ، ط2، بيروت، مؤسّسة الوفاء، 1403هـ.ق/ 1983م، ج‏58، باب5، ح13، ص‏45.

[3] سورة الحجر، الآية 9.

[4] سورة القدر، الآية 3.

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...