الرئيسية / القرآن الكريم / جنة الخلد – الاستعانة بالله أحد آثار فهم معنى بسم الله

جنة الخلد – الاستعانة بالله أحد آثار فهم معنى بسم الله

الاستعانة بالله أحد آثار فهم معنى بسم الله:

وما يهمنا هنا هو حقيقة ومعنى بسم الله باعتبار شدة قربها من الاسم الأعظم فالباء في (بسم الله) هي باء الاستعانة، فيكون معنى بسم الله (بعون اسم الله) ويعظم اثر حقيقة بسم الله عندما يدرك قائلها بما يملك من علم وسلوك أنه قد استيقن ان العبد لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولا حياة بدون عون الله لأن المرء لا يمكنه أن يبتدع شيئاً من نفسه، بل ان الإنسان لا يملك حتى نفسه التي بين جنبيه، مع ان اسم الله لوحده لا يقدم عملاً أو يؤخره بدون ارادة الله تعالى في تقديم العون المنشود لعبده، فكم من خارج من داره لم يعد لها ثانية؟ وكم من مشيد بناء لم يتم بناءه؟

إذاً لو أدرك العبد حقيقة بسم الله فسيجد ان حالة الاستعانة والتوجه إلى الله قد حصل عنده، فهو عندما يقول في صلاته بسم الله انما يعني انه يقول بسم الله أقرأ وافتح، وبسم الله اعمل وانطلق وأقول، لأنه يعلم يقيناً أنه لا استقلالية له البتة.

يقول الإمام الحسن العسكري (ع) عن معنى بسم الله (تقول بسم الله أي استعين على اموري كلها بالله)[2] إذاً علينا ان ندرك هذه الحقيقة بحيث تصبح لدينا ملكة وسلوكاً دائماً نفهم مع كل بسم الله نقولها أننا قد استيقنا عجز ذواتنا وسائر الأشياء دون إرادة الله تعالى ومشيئته، بل إن المصباح المضي لا يضيء بذاته أو بذات وقوده النفطي أو الزيتي أو الكهربائي وإنما تحصل إضاءته وفق إرادة الله عز وجل، وان حركة ووجود وبقاء كل موجود انما يتم وفقاً لإرادة الله تعالى. فهذا الحال لو تملك العبد فصدر سلوكه وفق هذا الأساس فسيدرك معنى المسكنة والعبودية الدائمة لله عز وجل الذي ينبع من علمه بحقيقة ومعنى بسم الله.

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...