الرئيسية / القرآن الكريم / جنة الخلد – العمى والصمم الناشئ عن ارتكاب المعاصي واقتراف الذنوب

جنة الخلد – العمى والصمم الناشئ عن ارتكاب المعاصي واقتراف الذنوب

العمى والصمم الناشئ عن ارتكاب المعاصي واقتراف الذنوب:

ففي النظرة المحرمة إلى غير المحارم خيانة، لأنها سهم شيطاني يسدده المرء نحو بصيرته ولعل تكرارها يؤدي إلى الاصابة بالعمى فيصبح المرء محروماً من القدرة على رؤية ألوان الرحمة الخاصة بسبب عميه عن رؤية الحق بعينه.

وكل استماع واصغاء للغو المحرم من موسيقى مطربة أو أغانٍ محرمة ما هو الاّ إسدال لستائر الصمم على الأذن الباطنية لدى الإنسان، مما يؤدي الاسراف فيها إلى وقوع الصمم في أذني المرء الظاهريتين، ويعدّ الكذب واستماع التهمة وعيوب الناس من جملة اللغو المحرم استماعه، ولو تحاشى المرء كل ذلك لكتبت له الرحمة الخاصة وعداً من الله حقاً كما يبشر الله تعالى عباده بها في قوله (فسأكتبها للذين يتقون) (سورة الأعراف، الآية: 156). اذ ان الرحمة الرحيمية قد آل بها الله عز وجل على نفسه أن يهبها للمتقين من عباده ومعنى ذلك ان يتناسب نيل الرحمة الرحيمية مع مقدار التقوى لدى العبد المسلم، فكلما ارتفع منسوب التقوى لديه ازداد نصيبه من الاستعدادات والقابليات على الانتفاع والاستمتاع بألوان وعطور ونعم الجنة، وكلما ازداد تطهر الإنسان وزكى عمله في دار الدنيا كلما تحقق له الرصيد الأوفى من النعيم والسعادة الابدية في الآخرة، لأن الآخرة هي دار الفصل والتمايز بين الطاهرين والمتنجسين كما يشير إلى هذه الحقيقة قوله عز وجل (ان يوم الفصل ميقاتهم أجمعين) (سورة الدخان، الآية: 40). فكيف يمكن لنا أن نرى من قد علا الدرن والاقذار جسده وهو يجالس سلمان الفارسي؟!!

لذلك كان حريّ بنا جميعاً ان نبادر ونسارع بالرجوع إلى ذواتنا ونجيل النظر في شريط عمرنا لنبحث فيه عن مقدار ما كسبنا فيه من حصيلة التقوى لنعرف درجة اللياقة والاستعداد في نيلنا لرحمة الله الرحيمية الخاصة.

إذاً نخلص بالقول من كل ما سبق أن (الرحمن) هو صاحب الرحمة العامة الشاملة لكافة الموجودات في عالم الدنيا، و(الرحيم) هو صاحب الرحمة الخاصة بالمؤمنين، ورغم ان الرحمة الرحمانية تشمل الجميع إلا ان الرحمة الرحيمية أهم واكبر لأنها الرحمة الباقية الابدية، وهي الرحمة التي تنفع الإنسان في يوم يكون فيه في أشد الحاجة وأمسّها إلى مثل تلك الرحمة ولكن لن ينالها أبداً إلا من سار في ركب أهل الايمان وأعدّ نفسه للتأهل بها.

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...