الرئيسية / القرآن الكريم / جنة الخلد – الأشراف، أصحاب اللّيل

جنة الخلد – الأشراف، أصحاب اللّيل

الأشراف، أصحاب اللّيل:

والمجموعة الثانية من أشراف الأمة هم أصحاب الليل كما ورد في الرواية الشريفة الآنفة الذكر، والمقصود بأصحاب الليل هم أهل إحياء الليل الذين يقضون الليل قياماً لله تعالى ويقفون على عتبته المقدسة في الأسحار ويتوجهون إليه وقد استيقنوا ما سيؤول إليه معادهم ببركة ما اخبرهم به القرآن العظيم، لذلك تراهم قد أعدّوا عددهم وهيّئوا زادهم في رحلة إلى دار البقاء بما صدقوا به واعتقدوه فلن يصيبهم بعد ذلك نصب أو قتر مما يصيب أهل الدين الذين حرصوا على الدنيا وأموالها فهم يقومون الليل ويكدّون النهار رجاء جمع المال ونيل الأوطار من نعم تزول ونعيم لا يطول، فرحل أهل الآخرة في حرصهم على طلب الحسنات والزهد في الدنيا سعياً وراء لآخرة، لذا نراهم يهجرون الفراش الوثير والنوم الهانئ إلى رقدة القبر، فيقومون الليل يتلوون في بكاء وأنين وبث الشكوى متأرجحين بين الخوف من ربهم والرجاء لما عنده في دعاء وتضرع ومناجاة كما يتصور هذا المشهد الرائع في قوله تعالى (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً) (سورة السجدة، الآية: 16).

شاهد أيضاً

الرد الإيراني و النجاحات السياسية القطبية – فتحي الذاري

استراتيجية الرد الإيراني ذات أبعاد مترامية الأطراف ونجاحات سياسية قطبية تمثل جزءاً هاماً من السياسة ...