يقول رسول الله(ص) في حديثه المعروف:
(مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى).
ويصف القرآن رسول الله(ص) وأتباعه فيقول:
{ رسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ}. في هذه الآية إشارة إلى الولاء السلبي والولاء الإيجابي العام. ولقد سبق أن قلنا إن الآيات القرآنية تنبهنا إلى أن أعداء الإسلام في كل زمان يسعون إلى أن يبدلوا ولاءنا الإيجابي بولاء سلبي، والولاء السلبي بولاء إيجابي، أي أنهم يسعون إلى جعل العلائق بين المسلمين وغير المسلمين علاقات صميمية، وجعلها بين المسلمين أنفسهم ـ بأعذار مختلفة كالتفرقة الطائفية ـ علاقة عدائية.
إننا نلاحظ في عصرنا هذا جهوداً، كثيرة يبذلها الأجانب في هذا السبيل، بحيث أنهم خصصوا لذلك المبالغ الطائلة، وإنه لمما يؤسف له أن نلاحظ أنهم نجحوا في إيجاد عناصر بين المسلمين لا عمل لهم سوى تغيير الولاء السلبي الإسلامي إلى ولاء إيجابي والعكس بالعكس. وهذه أشد ضربة يمكن أن توجه إلى الإسلام. وإذا كانت هناك مصيبة من مصائب الإسلام ومأساة من مآسيهم تستدر الدم بدل الدموع فهي هذه, يقول علي (ع):
(فيا عجباً والله يميت القلب ويجلب الهم من اجتماع هؤلاء القوم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم).
نسأل الله أن يقينا شر أمثال هؤلاء ويصوننا من مكارههم: