ومن جهته، أكّد إمام مسجد القدس في صيدا الشّيخ ماهر حمود ـ في خطبة الجمعة ـ ضرورة التّضامن مع أهالي عرسال الّذين رفضوا أن يسلموا بلدتهم إلى المسلّحين المجرمين،
ومع الجيش اللبنانيّ الّذي حمى لبنان من أن يتقسّم إلى دويلات متقاتلة ومتناحرة، لافتاً إلى أنَّ كلّ ما وصل إليه البلد هو نتيجة أخطاء منهجيّة وقع فيها شركاء في الوطن أخطأوا في توصيف الأمور وإتخاذ المواقف المناسبة؛ معتبرًا أنَّه ـ وبعد ما جرى في المنطقة من عرسال إلى شمال العراق والدولة الإسلامية المزعومة في الرقة والموصل وبعد مشاهد الذبح والقتل والإبادة، لم يعد جائزاً إعتبار ما حصل في سوريا ثورة عدالة وحرية،
بل مؤامرة عليها إختلط فيها الحق والباطل؛ كما لم يعد جائزاً بعد الذي حصل في لبنان تحميل المقاومة مسؤوليّة تنامي التّطرّف والتّكفير، فالمقاومة إستشعرت الخطر قبل غيرها؛ وقدّمت خدمة للوطن بحمايتها الحدود الشّرقيّة.
وقال: السّبب الحقيقيّ في ما وصلنا إليه هو إستطاعة البعض فرض اجتهادهم الإسلامي المزعوم على الآخرين وأن يوهموا جزءاً كبيراً من أبناء الوطن بأنّ الإسلام هو أفكار تتشابه كثيراً وتتقاطع كثيراً مع أفكار وأقوال التّكفيريّين والمتطرّفين والمجرمين الّذين قام أمثالهم بالهجوم على الجيش اللبنانيّ في عرسال ، والإعتداء على الوجود المسيحيّ وعلى الآخرين جميعا في الموصل،
واختزال الإسلام بأفكار وهابيّة تشوّه سماحة الإسلام وسعة أفقه وعمقه في التاريخ… والمال السّعوديّ الّذي يبذل بسخاء على جهات معيّنة دون أخرى يحول دون انتقاد المذهب الوهابيّ وتبيان الأخطاء الكبيرة الّتي تنسب إلى الإسلام من خلال الفهم الوهابيّ المشوّه.