أسرار الصلاة – الجليل الشيخ الجوادي الآملي 30
10 ديسمبر,2020
صوتي ومرئي متنوع, طرائف الحكم
738 زيارة
فتبيّن في هذه الخاتمة أمور :
الأوّل : أنّ قوام الصلاة هو النجوى مع اللَّه ، وقادمها وغابرها الدعاء ، وأنّ المصلَّي الشاهد لفقره الذاتيّ والوصفيّ والفعليّ لا يجد في نفسه إلَّا فيض مولاه المحيط به من بين يديه وما خلفه وما بين ذلك . كما أنّ الملك المقرّب أيضا كذلك .
الثاني : أنّ التعقيب موجب لدوام الصلاة وامتدادها ، بحيث يكون المصلَّي المعقّب دائما في صلاته .
الثالث : أنّ قلب المؤمن مرآة صدق ، يرى به السالك ما للَّه عنده وما له عند اللَّه تعالى .
الرابع : أنّ الدعاء مستجاب حال التعقيب ، وأنّ ترك الدعاء والمسألة عقيب الصلاة موهم للاستغناء عن اللَّه .
الخامس : أنّ للتعقيب مراتب ، وأنّ المصلَّي ما دام متطهّرا فهو في التعقيب .
السادس : أنّ سرّ رفع الأيدي بالتكبير هو : تمثّل الرفقة المعنويّة بالرفع الصوريّ ، وتمثّل لرفع الحجاب أيضا ، وأنّ تثليثه للمراحل الثلاث من التوحيد .
السابع : أنّ تسبيح فاطمة – عليها السّلام – هو : الذكر الكثير ، وأنّ أهل البيت – عليهم السّلام – كانوا يأمرون صبيانهم بذلك .
الثامن : أنّ أنجح ما أمر به في التعقيب هو : ما يرجع إلى التوحيد والولاية .
التاسع : أنّ الموت الإراديّ كالطبيعيّ سبب لمشاهدة نتيجة قراءة آية الكرسيّ في التعقيب .
العاشر : أنّ الاعتراف بإمامة أهل البيت – عليهم السّلام – هو الجنّة ، وأنّ المعترف بها في الجنّة وإن لم يعلم بذلك .
الحادي عشر : أنّ كلّ ذكر إلهيّ هو حيّ ناطق مسبّح ، وأنّ سرّه التكوينيّ قد تدلَّى وتدنّى إلى الوجود الطبيعيّ ، ومنه إلى الوجود الوضعيّ الاعتباريّ بعد تنزّله وتطوّره في المراحل السابقة .
الثاني عشر : أنّ التأثير الخارجيّ للذكر إنّما هو بلحاظ سرّه العينيّ ، لا وجوده اللفظيّ ، أو الكتبيّ ، أو مفهومه الذهنيّ .
الثالث عشر : أنّ العلم النافع : هو السرّ التكوينيّ لا ما عداه ، وأنّ رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله – كان يعوذ باللَّه في التعقيب من الأربع ، وأنّ لقاء اللَّه هو المطلوب بعد الصلاة عند الأئمّة عليهم السّلام .
الرابع عشر : أنّ التردّد منتزع من فعل الواجب ، لا من وصفه الذاتيّ فضلا عن الذات ، وأنّ تردّده تعالى في قبض روح المؤمن له وجه معقول ومقبول .
الخامس عشر : أنّ قضاء وطر المحاويج إذا كان للَّه فهو معدود من التعقيب .
السادس عشر : أنّ سجدة الشكر من ألزم السنن في التعقيب ، وأنّ السجود تمثّل للذلَّة ، كما أنّ الركوع تمثّل للعظمة ، وأنّ الطواف تمثّل للتفدية .
السابع عشر : أنّ موسى الكليم – عليه السّلام – كان أذلّ أهل عصره للَّه تعالى ، وأنّ اصطفاءه كان لذلك ، وأنّ الرحلة إلى اللَّه تعالى قريبة المسافة .
الثامن عشر : أنّ الإمام المعصوم – عليه السّلام – يكون أذلّ العباد للَّه في عصره ، فلذا يكون أرفعهم عند اللَّه ، وأنّ عليّا – عليه السّلام – هو أوّل من سجد شكرا للَّه بعد الرسول صلَّى اللَّه عليه وآله .
التاسع عشر : أنّ تسبيح الإمام المعصوم – عليه السّلام – موجب لتسبيح الشجر والمدر وتأويبهما معه – عليه السّلام – فيه ، وأنّ المؤثّر في ذلك هو : سرّ الذكر ، لا لفظه ، ولا مفهومه الذهنيّ ، وأنّ النيل إلى ذلك المقام ليس وقفا للمعصوم عليه السّلام .
الموفي عشرين : أنّ طريق الوصول إلى العزّة هو التذلَّل المتمثّل بالسجود ، وأنّ غير واحد من الصحابة قد تأسّوا بأهل البيت – عليهم السّلام – في طول السجود .
2020-12-10