إن ( الفسيولوجيا ) ككتاب توحيد كامل ترى في كل صفحة منه ألوف
ألوف من الأدلة القاطعة على توحيد الله جل شأنه . وكلما توسع العلماء فيه
واكتشفوا شيئا جديدا ازدادت تلك الأدلة ، وعلم أن ما من ذرة في هذا البدن
وأقل من ذرة إلا وفيها أمر مقصود مدبر عن علم .
فكيف يقرأ ذلك الكتاب قارئ ويجرأ على إنكار القصد والإرادة والتدبير
والتقدير والعلم لخالق هذا البدن العجيب الصنع . ألا يكون القارئ مكذب
حسه ، ومنكر نفسه .
إن النكات السود السود في ساعتي
والعقرب الدائر حول النكات
أحصت حياتي نكتة نكتة
بالضبط فالساعة رمز الحياة
دقات قلب المرء دقاتها
والسكتة السكتة حين الممات
دورتها في نبضها مثلما
الدورة في عروقنا النابضات
آلات جسمي مثل آلاتها
أقاصدات هي أم غافلات
مدبر الأوقات في جريها
دل على مدبر الكائنات .
ظريفة
( ومن ظريف ما أجيب به عن وجود الله تعالى ، حين سأل عصري أحد
طلاب العلوم الدينية : من خلق الله ؟ . فأجابه : خلقه إله أعلا منه . فقال
له : ومن خلق ذلك الإله ؟ فقال له أيضا : إله أعلا منه ، فسأله
ثالثة : ومن خلق ذلك الإله ؟ . فأجابه بمثل السابق . فقال له : لا بد
وأن يكون إله أعلا من الكل خلق الجميع .
فأجابه : ذلك هو الله . . . وبهذه الطريقة أمكنه أن يوصله إلى مراده
إذ أن كل نفس إنسانية تقر بذاتها بوجود صانع ، خالق لها ولكل الأشياء
وأنه ليس مسبوقا بالعدم . ( 1 )