الرئيسية / من / طرائف الحكم / تتمة الحكم والأخلاق في منطق الثورة الحسينية

تتمة الحكم والأخلاق في منطق الثورة الحسينية

إن كان خيراً رضينا وإن كان بلاء صبرنا(1) .
وعلى هذا الأساس جاءت معارضته للحسين (عليه السلام) وتكررت في مواقف كثيرة ومنها الموقف الحاسم الذي ذكره الخوارزمي فقال :
اقبل ابن عمر على الحسين وقال له : مهلاً ابا عبدالله عما ازمعت عليه وارجع معنا إلى المدينة وادخل في صلح القوم ولا تغب عن وطنك وحرم جدك ولا تجعل لهؤلاء القوم الذين لا خلاق لهم على نفسك حجة وسبيلا وإن احببت أن لا تبايع فإنك متروك حتى ترى رأيك فإن يزيد بن معاوية عسى أن لا يعيش إلاّ قليلاً فيكفيك الله أمره .

 
فقال الحسين : اُف لهذا الكلام ابداً ما دامت السموات والارض أسألك بالله يا أبا عبدالرحمن اعندك أني على خطأ من أمري هذا فإن كنت على خطأ فردّني عنه فإنّي ارجع واسمع وأطيع فقال ابن عمر : اللهم لا ولم يكن الله تبارك وتعالى ليجعل ابن بنت رسوله على خطأ وليس مثلك في طهارته وموضعه من الرسول أن يسلّم على يزيد بن معاوية باسم الخلافة ولكن اخشى أن يضرب وجهك هذا الحسن الجميل بالسيوف وترى من هذه الاُمّة ما لا تحب فارجع معنا إلى المدينة وإن شئت أن لا تبايع فلا تبايع أبداً واقعد في منزلك فقال له الحسين :
هيهات يابن عمران القوم لا يتركوني إن أصابوني وإن لم يصيبوني فانّهم يطلبوني أبداً حتّى ابايع وانا كاره أو يقتلوني(2) .

 
وكل من اظهر النصح للإمام (عليه السلام) بالعدول عن عزمه على الهجرة كان يضمر في نفسه ما اضمره ابن عمر .
فهذا عبدالله بن مطيع العدوي يقول للحسين : جعلت فداك يابن رسول الله لا تخرج إلى العراق فإن حرمتك من الله حرمة وقرابتك من رسول الله قرابة وقد قتل ابن عمك بالكوفة وإن بني امية إن قتلوك لم يرتدعوا عن حرمة الله أن ينتهكوها ولم يهابوا أحداً بعدك أن يقتلوه فالله الله أن تفجعنا بنفسك فلم يلتفت الحسين (عليه السلام) إلى

——————————————————————————–

(1) ابن سعد ، الطبقات ، ج4 ص182 .
(2) مقتل الخوارزمي ، ص192 .

 

شاهد أيضاً

أسباب الثورة الحسينية

أسباب ثورة الإمام الحسين (عليه السلام)هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإصلاح من الفساد الإموي، ...