ناجي امهز
لن اطيل عليكم لاني اعرف أن الحقيقة تؤلم، لذلك سأبدأ معكم بالكلام من الاخير، فانا اريد ان اشرح للشعب السوري من هي روسيا التي تحاول ان تتمدد على حساب ايران التي قدمت وضحت الكثير من أجل وحدة سوريا.
اولا جميعنا نعلم أن روسيا اول وأغنى بلد بالنفط عالميا، وترتيبها الثاني بإنتاجه وتصديره.
ولكن الذي لم نكن نعلمه أن روسيا هذه غير قادرة أن تبيع برميل نفط واحد من دون التنسيق مع الإدارة الأمريكية التي تسوق نفط مجلس التعاون الخليجي لان جزء كبير من أرباحه يعود إليها.
وحقيقة تفاجئنا بان روسيا هذه لا يمكنها رفض تمنيات الإدارة الامريكية، لدرجة انها تنتج ما يتجاوز ال أحد عشر مليون برميل من النفط يوميا، وهي غير مستعدة أن تزود سوريا التي تعاني أزمة وقود خانقة ببرميل واحد من النفط.
مع العلم ان روسيا كان بامكانها تحت ذريعة ما او انها تحتاج النفط بسوريا من أجل استخدامه في تحريك آلياتها ومعداتها العسكرية والمدنية، في الحرب او الاعمار، أن تضخ الى سوريا اقل من نصف واحد بالمائة من انتاجها وتقبض ثمنه.
*ولكن يبدو أن روسيا كانت مستفيدة من النفط الذي تقدمه ايران الى الشعب السوري بكلفة التصدير،*
وصدقا لا ابالغ ان طلبت من احدهم ان يشرح لي كيف روسيا تجلس على بحر من النفط وتقبل بما يعانيه الشعب السوري الصامد البطل الذي ينتظر ساعات وساعات ليحصل على بعض الليترات من الوقود.
على كل حال انتم اعلم مني، وان كنت من الأساس غير مقتنع بالدور الروسي الذي كان سعيدا بقصف الإرهاب كما سعادته بارباحه من إعادة الاعمار، مع العلم انه لم يرد على الإرهاب الإسرائيلي الذي تمارسه عند اعتدائها على سوريا.
*كما لم افهم كيف روسيا تقول انها تدافع عن مصالح سوريا وإيران وهي حتى هذه اللحظة لم تسقط طائرة إسرائيلية معادية، أو اقله تستخدم الفيتو حفاظا على ماء وجهها كما تدعي انها تحمي سوريا.*
*او أن تزود الجيش السوري بمنظومة اس ٤٠٠.*
هل من المصادفة ان ترتفع اسعار النفط الروسي مع اقتراب تصفير تصدير النفط الإيراني، ام أن هناك أمرا ما حصل بين بوتين وترامب في قمة هلسنكي.
لا افهم كيف تقول الإدارة الأمريكية ان رئيسها ترامب وصل بتلاعب حصل بواسطة الروس وهناك تحقيق رسمي مفتوح، وبمكان ما نصدق بأن بوتين وترامب على اختلاف بوجهات النظر، مع العلم أن امريكا تقول بوتين وراء وصول ترامب مما يعني أن قرارات ترامب تتم بالتنسيق مع بوتين.
لا افهم كيف بوتين هو حليف المشروع المقاوم وهو الذي أنقذ محمد بن سلمان بقمة العشرين وفك عزلته، وعقد صفقة أسلحة مع السعودية لتستخدمها ضد الشعب اليمني وربما غيره من شعوب المنطقة.
لن اتكلم كثيرا لان الذي يريد أن يفهم ماذا يجري حوله يستطيع الاستنتاج من موقف أو حركة، والذي لا يريد أن يعرف لا تنفع معه كل الحقائق.
والذي لم يقتنع من حقيقة المشهد برمته والأحداث، كيف سيقتنع أن روسيا فرحتها بإعادة رفات القتلى من جنود العدو الإسرائيلي أكبر من فرحة نتنياهو شخصيا.
لا أريد أن أقول لكم بأن الأيام ستكشف لكم الحقيقة، لان المواضيع لم تعد متعلقة بمن هو على حق بقدر ما هي متعلقة بأن نخرج سالمين مما يحاك لنا وللمنطقة.
حمى الله سوريا وإيران ولبنان من ما يرسم لهم لأنهم كل ما تبق بهذا الشرق.