الرئيسية / صوتي ومرئي متنوع / ينابيع المودة لذوي القربى – القندوزي ج 1

ينابيع المودة لذوي القربى – القندوزي ج 1

خطبة الكتاب ] الحمد الله رب العالمين، الذي أبدع الرجود، وأفاض الجود، وأظهر شوونه، وأبرز نوره محمد صلى الله عليه واله وسلم قبل خلق خلقه، وعلمه بالقلم، وعلم الانسان ما لم يعلم. وهو المتفضل المفيض بالامتنان، والمتطول المكرم بالاحسان، وإنه بالجود الاعم على العالمين منان، وبالرحمة الواسعة على الكل حنان. تقدست أسماؤه، وتعالت آلاؤه. وحده لا شريك له، ولا له مثل ولا ضد، ولا له زوجة ولا ولد، بل هو الله الاحد الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد. وهو ذو المواهب السنية، وذو الآلاء الجليلة، وذو النعماء الجميلة، وصاحب الرحموت (1) الواسعة، والبركوت (2) النامية الكثيرة. وهو الذي خلق أولا من نور ذاته الاقدس حقيقة المحمدية، التي هي جامعة للعوالم (3) الغيبية والشهودية، ومحيطة بالمقامات الملكوتية والجبروتية. وجعل محمدا صلى الله عليه واله وسلم خير خلقه، ومبدأ العوالم في ايجاده ه‍ فلهذا ختم به أنبياءه، وأبقى دينه وشرائعه الى يوم الدين، وبعثه الى كافة المكلفين بالهداية الكاملة المرصلة الن النعم الدائمة الابدية، والى السعادات التامة
________________________________________
(1) الرحموت: من الرحمة. (2) البركوت – هن البركة -: وهى النماء والزيادة والخير الكثير في كل أمر. (3) في (أ): ” للعلوم “. (*)
________________________________________
[ 24 ]
السرمدية، وأرسله رحمة عظيمة، ونعمة جزيلة إلى الثقلين، وأكرمه تلطفا، وشرفه تعطفا بسيادة الكونين، وجعله برزخا بين الرجوب والامكان، وعلة غائية في تكوين الاكوان. وقال في حديثه القدسي: ” لولاك لما خلقت الافلاك “. وقال في كتابه: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) (1). وقال: (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرأ ونذيرا) (2). وقال: (قل ان كان للرحمن ولد فانا أول العالبدين) (3). وقال: (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى) (4). ولله الحمد والشكر على منه، إذ جعلنا من الله امة ونبيه وحبيبه صلى الله عليه وآله وسلم، ومن ذريته، وجعلنا من أهل الجماعة وسنته، ومن المحبين الموادين لاهل بيته وآله وصحبه، ومن المتمسكين بادابهم وآثارهم، ومن المهتدين بهداهم وأنوارهم، وحظظنا الله باشتياق تتبع تفاسير تنزيله، ومطالعة كتب أحاديث نبيه صلى الله عليه واله وسلم، ووفقنا بالانقياد بأوامر الله ونواهيه، وبعظيم أنبيائه ورسله عليهم السلام، وباحترام أوليائه، وصلحاء عباده. فلله (5) الحمد بلا انقضاء، وله الشكر بلا انتهاء، دائمان بدوامه، وباقيان ببقائه. وصلى الله على ملوك حظائر القدس، ورؤساء أبناء الجنس، من الرسل والانبياء، والاوصياء والاولياء، والصديقين والشهداء، والاصفياء والصالحين، لا سيما علئ محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين الهادين، * (هامش (* (1) الأنبياء / 107. (2) سبأ / 82. (3) الزخرف /
________________________________________

شاهد أيضاً

أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في كتب أهل السنّة

أئمة أهل البيت (ع) في كتب أهل السنّة / الصفحات: ٣٢١ – ٣٤٠ الثاني وإن ...