الرئيسية / صوتي ومرئي متنوع / اكثر من 183 سنة مفقودة من تاريخ الإسلام .. أين اختفت ؟

اكثر من 183 سنة مفقودة من تاريخ الإسلام .. أين اختفت ؟

تدوين السنة الشريفة
بدايته المبكرة في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
ومصيره في عهود الخلفاء إلى نهاية القرن الأول
– السيد محمد رضا الحسيني الجلالي
اكثر من 183 سنة مفقودة من تاريخ الإسلام .. أين اختفت ؟

هذا البحث جدير بالقراءة والتمعن .

تدوين السنة الشريفة – السيد محمد رضا الجلالي – الصفحة ١٣١

وهذا عدا من رواه في طرق الشيعة من الصحابة، ومن أورده من مؤلفيهم (1).
وقد اختلف أهل المذاهب في تفسير المراد بالاثني عشر، وطبقه كل على من يراه مناسبا للخلافة من الخلفاء، وسكت بعضهم عن التدخل في تفسيره، لكن أحدا منهم لم يوفق إلى تفسيره بما لا يرد عليه شئ قال ابن الجوزي: قد أطلت البحث عن معنى هذا الحديث وتطلبت مظانه، وسألت عنه، فلم أقع على المقصود (2).
وأما القول بأن هذا الحديث مجمل غير مبين، فباطل، وذلك:
1 – لأن موضوع الحديث وهو الإمامة والخلافة عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم منصب مهم جدا لا يتحمل التسامح فيه بإيراد نص مجمل لا يفهم منه شئ، وإلا، فمن الممكن أن يقال: ما فائدة هذا الكلام، ولماذا يتصدى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى لقائه، إذا لم يكن له معنى مفهوم، أو ثمرة بينة.


(1) لاحظ غاية المرام (ص 211 – 235) وإثبات الهداة (1 / 496 – 500).
(2) نقله في أضواء على السنة (ص 235) عن كتاب (كشف المشكل) لابن الجوزي وانظر فتح الباري (13 / 180 – 181).

(١٢٩)

مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله (1)، كتاب فتح الباري (1)

2 – لأن هذا الحديث لا يحتوي على لفظة مفردة غريبة توجب الإجمال في معنى الكلام، وليست الجملة بكاملها معقدة حتى يتوقف في فهم المراد منها.
بل – على العكس – فإن المراد والمدلول واضح جدا، يقول:
إن الخلفاء الذين يلون أمر إمامة الإسلام هم اثنا عشر، في الفترة بين وفاته صلى الله عليه وآله وسلم وحتى يوم القيامة.
وإذا لم ينطبق هذا المدلول الثابت الحق، إلا على ما يقوله الشيعة الإمامية، وكان الأئمة الاثنا عشر من أهل البيت هم الذين يصدق فيهم حديث الثقلين، فأي مانع من الالتزام بأنهم المقصودون بحديث الأئمة (الاثني عشر) من قريش؟ ما دام هذا الالتزام يؤدي إلى العمل بكل ما قاله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وعدم نسبة الإجمال إليه؟!
مضافا إلى أن أيا من المذاهب لم يقدم اعتقادا في أناس تنطبق عليهم الصفات المذكورة في حديث الثقلين، وينطبق عليهم العدد المذكور في حديث الخلفاء الاثني عشر.
3 – مع أن هؤلاء الأئمة الاثني عشر قد جمعوا إلى كرم النسب شرف الحسب، وحازوا قصب السبق في كل فضيلة، وجمعوا طارف المجد وتليده، فهم بين الأمة كالنجوم السواطع، اعترف بفضلهم كل عدو وصديق، وأذعن لعلمهم كل عالم ضليع، وأقر بمجدهم وسؤددهم الأولون والآخرون.
(١٣٠)

مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله (1)، حديث الثقلين (2)، يوم القيامة (1)

فهذا الذهبي – وهو من كبار مؤرخي تاريخ الإسلام، ومترجمي الأعلام – نراه يترجمللإمام المنتظر المهدي عليه السلام، فيقول: – خاتمة الاثني عشر سيدا الذين تدعي الإمامية عصمتهم…
ومحمد هذا هو الذي يزعمون أنه الخلف الحجة، وأنه صاحب الزمان، وأنه حي، لا يموتحتى يخرج فيملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا.
فوددنا ذلك، والله.
فمولانا علي من الخلفاء الراشدين.
وابناه الحسن والحسين، فسبطا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيدا شباب أهل الجنة، لو استخلفا لكانا أهلا لذلك.
وزين العابدين كبير القدر، ومن سادة العلماء العاملين، يصلح للإمامة!…
وكذلك ابنه أبو جعفر الباقر سيد، إمام، فقيه، يصلح للخلافة!
وكذا ولده جعفر الصادق كبير الشأن، من أئمة العلم، كان أولى بالأمر من أبي جعفر المنصور.
وكان ولده موسى كبير القدر، جيد العلم، وأولى بالخلافة من هارون.
وابنه علي بن موسى الرضا كبير الشأن، له علم وبيان، ووقع في النفوس، صيره المأمون ولي عهده، لجلالته.
(١٣١)

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...