الرئيسية / صوتي ومرئي متنوع / تعريف بكتاب: الجداول الفقهية للمسائل المنتخبة

تعريف بكتاب: الجداول الفقهية للمسائل المنتخبة

جاءت فكرة تبديل « المسائل المنتخبة » إلى جداول تتضمّن «الموضوع» و«الحکم» من أجل تسهیل الإلمام بهذه المسائل الفقهیة؛ لأنّ القارئ یبتغي من مراجعة الرسالة العملية التعرّف على أحكام المسائل، فيتطلّب منه الأمر المزيد من التركيز على العبارات للوصول إلى مبتغاه، ولكن المنهجية المطروحة في هذا الكتاب (الجداول الفقهية للمسائل المنتخبة) تيسّر له الأمر، وتبيّن له المواضيع والأحكام الشرعية بشكل واضح ومحدّد.    بقلم الدكتور علاء حسون

خاص الاجتهاد: قال الله عزوجل : (وما كان المؤمنون لينفرُوا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين وليُنذِرُوا قومهم إذا رجَعُوا إليهم لَعَلَّهُمْ ليحذرون). [التوبة: ۱۲۲ ]

وقد أكّد أهل البيت عنها على التفقّه في الدين، وبيّنوا بأنّ «من يرد الله به خيراً يفقّهه في الدين»، وأنّ «التفقّه في الدين… فيه شرف الدين والدنيا والفوز بالجنّة يوم القيامة»، وأنّه «لا يذوق المرء من حقيقة الإيمان حتّى يكون فيه… الفقه في الدين»، بل «لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتّى يكون فيه… التفقه في الدين»، وأنّ «قليل الفقه خير من كثير من العبادة»، بل إنّ «أفضل العبادة الفقه»، وأنّه «لا عبادة إلّا بالتفقه»، وقالوا علیهم السلام: «إنا نحبّ من كان فقيهاً»، ف«تفقّهوا في الحلال والحرام وإلّا فأنتم أعراب»، و«لاخير فيمن لا يتفقّه من أصحابنا»، و«من لم يتفقّه في دين الله لم ينظر الله إليه يوم القيامة ولم يزكّ له عملاً».الجداول الفقهية للمسائل المنتخبة

ولأهمية التفقّه في الدين قال رسول الله صلی الله علیه و آله من قبل: «أفّ لكلّ مسلم لا يجعل في کلّ جمعة یوماً یتفقّه فيه أمر دینه ويسأل عن دينه»، وقال الإمام الباقر علیه السلام: «لو أتيت کل بشاب من شباب الشيعة لا يتفقّه في الدين لأدّبته»، وقال الإمام الصادق علیه السلام: «ليت السياط على رؤوس أصحابي حتّی يتفقّهوا في الحلال والحرام»، ف«لایسع الناس حتّی يسألوا أو يتفقّهوا»، «وهل يسأل الناس عن شيء أفضل من الحلال و الحرام»، و أنّ «صفة المؤمن… حرص في فقه».

وقد بذل الفقهاء – على مرّ العصور – الكثير من الجهود والمساعي في مختلف المجالات الفقهیة، منها تبیین المعلومات الفقهیة والمسائل الشرعیة في الحلال والحرام بطرق تتطوّر من عصر إلی آخر نتیجة حدوث التطوّر الشامل في أسالیب التعبیر وبیان المعلومات.

ففي عصر الفقهاء كُتبت العديد من المؤلفات الفقهية، فكَتَب الشيخ الصدوق قُدّس سرّه(ت 381ه) «المقنع» و«الهداية»، وكتب الشيخ المفید قُدّس سرّه (ت 413 ه) «المقنعة»، وکتب السید المرتضی قُدّس سرّه (ت 436ه) «الناصریات»، وکتب أبوالصلاح الحلبي قُدّس سرّه (ت 447 ه) «الكافي في الفقه»، وكتب الشيخ الطوسي قُدّس سرّه (ت 460 هـ) «النهاية»، وكتب ابن حمزة الطوسي قُدّس سرّه (ت ق 6 ه) «الوسیلة»، وكتب ابن زهرة الحلبي قُدّس سرّه (ت ۵۸۵ ه) «الغُنیة».

وفي عصر المحقّق الحلّي قُدّس سرّه(ت 676ه) تطوّرت طريقة التبيين في الكتب الفقهية، فكتب المحقّق الحلي «شرائع الإسلام في مسائل الحلال والحرام» بأسلوب فريد في زمانه وبشکل منظّم ومیسّر، وکتب ابن سعید الحلي(ت ٦٨9ہ)«الجامع للشرائع»، وكتب العلّامة الحلّي قُدّس سرّه (ت 726ه) «التبصرة المتعلّمين».

وفي عصر الشيخ البهائي قُدّس سرّه(ت 1030 هـ) تطوّرت صياغة الرسائل العملية أكثر، فكتب الشيخ البهائي قُدّس سرّه باللغة الفارسية، وصاغه بأسلوب يتناغم مع لغة عامّة المكلّفين، وكتب الملا محمّد مهدي النراقي قُدّس سرّه (ت1٢0٩ه) «معتمد الشيعة في أحكام الشریعة»، وکتب الشیخ مرتضی الأنصاري قُدّس سرّه (ت ۱۲۸۱ ہ) «صراط النجاۃ»، وتطوّرت طريقة كتابة الرسائل العملية أيضاً بعد هذه المراحل، فكتب السيّد محمّد کاظم الیزدي قُدّس سرّه (ت ۱۳۳۷ ه ) «العروة الوثقی» وهي أوّل و أسهل رسالة عملیة شكّلت منعطفاً أساسياً في تدوين الرسائل العملية.

وجاء بعد «العروة الوثقى » في العصر المتأخّر رسائل عملية أخرى، ومن أبرزها التي شكّلت كتابتها خطوة هامّة على طريق توضيح الأحكام الفقهية لعامّة الناس: «وسيلة النجاة» للسيد أبوالحسن الإصفهاني قُدّس سرّه (ت 13٦٥ هـ)، و«توضيح المسائل» باللغة الفارسية، للسيّد البروجردي قُدّس سرّه(ت ۱۳۸۰ ه)، و «منهاج الصالین» للسیّد محسن الحکیم قُدس سرّه (ت ۱۳۹۰ ).

وامتازت هذه الرسائل عن سابقتها بأنّها لا تتضمّن المصطلحات التخصّصیة المتداولة بين الفقهاء، وتمّت فيها محاولة كتابة العبارات السهلة والواضحة والبسيطة لدى عموم الناس، فكان لها الأثر الكبير في تيسير أمر المؤمنين لفهم أحكامهم الدينية، وقد شكّلت هذه الحقبة الزمنية منعطفاً في تاريخ تدوين الرسائل العملية، وأصبحت هذه المنهجية هى المنهجية السائدة إلى يومنا هذا في كتابة الرسائل العملية.

وكمحاولة أخيرة في هذا المجال كتب السيد الشهيد محمّد باقر الصدر قُدّس سرّه (ت1400ه) «الفتاوى الواضحة» بطريقة تختلف عن المنهج السائد في الوسائل العملية، فبيّن المسائل العبادية فيها بتعابير بسيطة وواضحة بحيث يستطيع المكلّف أن يتعرّف على الأحكام الشرعية بسهولة ويسردون الرجوع إلى من يفسّر له المتن.

وكمحاولات أخرى في هذا الصعيد قام بعض طلبة العلوم الدينية بإنجازات أخرى من قبيل تبيين المسائل الفقهية على شكل تقسيمات مشجّرة أو عرضها مرفقة بصور توضيحية أو تسليط الضوء على موضوع معيّن من قبيل فقه الأسرة، فقه المرأة، فقه المغتربين، فقه المعاملات البنکیة، فقه العشيرة، أو فقه العمل الإداري والمؤسّسي وما شابه ذلك مع محاولة تبيين المسائل الشرعية المرتبطة به بلغة سهلة وميسّرة وبعيدة عن المصطلحات العلمية المختصة.

وحيث أنّنا نعيش اليوم في عالم قد اتّسعت فيه دائرة الأساليب في إيصال المعلومات المدوّنة إلى المخاطب، واعتاد البعض على تلقّي المعلومات بأسرع وقت ممكن، وباتت طريقة السرد عندهم طريقة غير جذّابة، تطلّب الأمر عرض المعلومات المرتبطة بالرسالة العملية بطريقة جديدة تلبّي طلب هذا النوع من الشرائح الاجتماعية الراغبة في سهولة التلقّي.

ومن هذا المنطلق جاءت فكرة تبديل « المسائل المنتخبة » إلى جداول تتضمّن «الموضوع» و «الحکم» من أجل تسهیل الإلمام بهذه المسائل الفقهیة؛ لأنّ القارئ یبتغي من مراجعة الرسالة العملية التعرّف على أحكام المسائل، فيتطلّب منه الأمر المزيد من التركيز على العبارات للوصول إلى مبتغاه، ولكن المنهجية المطروحة في هذا الكتاب (الجداول الفقهية للمسائل المنتخبة) تيسّر له الأمر، وتبيّن له المواضيع والأحكام الشرعية بشكل واضح ومحدّد، وتتيح له التقليل من حالة التركيز في طلب المعرفة.

والمؤمّل أن تشهد ساحاتنا العلمية -إضافة إلى اهتمامها بالمضامين في التأليف والتحقيق – المزيد من الاهتمام بطرق وأساليب تبيين المعلومات، من قبيل الاهتمام باللغة المعاصرة واتّباع المناهج الحديثة والأساليب المؤثّرة في إيصال المعلومات الدينية إلى المخاطبين ليسهل عليهم تلقّي أكبر قدر ممكن من المعلومات والإلمام بها في أقلّ قدر ممكن من صرف الوقت وبذل الجهد والطاقة.

 

نماذج من الأحكام المجدولة في كتاب: الجداول الفقهية للمسائل المنتخبة

الجداول الفقهية للمسائل المنتخبة

الجداول الفقهية للمسائل المنتخبة

الجداول الفقهية للمسائل المنتخبة

الجداول الفقهية للمسائل المنتخبة

 

الجداول الفقهية للمسائل المنتخبة

شکر و تقدیر خاص:

نتقدّم بجزيل الشكر والتقدير لسماحة السيّد جواد الشهرستاني (دام عزّه)- الوکیل المطلق لسماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني (دام ظلّه) – حیث بدأ العمل بتأییده وموافقته، ثمّ قمنا بالعمل، وبعد إكماله أمر سماحته بإرسال الكتاب إلى المكتب في مدينة قم المقدّسة، فراجعه بعض الثقات في لجنة الاستفتاءات وأبدوا الملاحظات اللازمة، فتمّ مراعاتها بدقّة، كما نشكر فضيلة الشيخ عبد الله الخزرجي على قيامه بتقويم نص الكتاب.

علاء الحسّون
مصطفی الجواهري
قم المقدّسة / ۱ جمادی الثانیة 1438 ه.ق

 

 

 

 

شاهد أيضاً

قيادي في الحرس الثوري: إعادة النظر في الاعتبارات النووية في حال وجود تهديدات اسرائيلية

قال قائد قوات حماية المراكز النووية التابعة للحرس الثوري العميد احمد حق طلب: إذا كانت ...