“الحسين يجمعنا” شعار تبنّاه مؤتمر تكريم خدام أربعينية الإمام الحسين عليه السلام بهدف تعزيز الأخوة بين المتطوعين للخدمة الحسينية، ونقل الخبرة في التنوع بالخدمات المقدمة، والمزيد من التنسيقات اللوجستية والتعاون المستمر لسد حاجة الزوار في موسم الزيارة الأربعينية.
واستضافت مدينة مشهد المقدسة ( شمال شرق إيران) مؤتمرا لتكريم خدام أربعينية الامام الحسين عليه السلام حرصا على المزيد من التنسيقات لتقديم الخدمات المتنوعة والتسهيلات اللازمة لملايين الزوار من كافة دول العالم.
على إيقاع هذا النداء أعلن خدام أربعينية الإمام الحسين عليه السلام بدء عملية التحضيرات لإستضافة ملايين الزوار خلال الزيارة الأربعينية في العراق، 1200 متطوع عراقي وإيراني من أصحاب المواكب الحسينية حضروا عند العتبة الرضوية الشريفة والتي تُعتبر من أكبر المؤسسات الخدمية الإيرانية في الطريق مابين النجف وكربلاء أثناء موسم الزيارة.
وحول مسيرات الأربعين التي كانت محدودة في العراق وإيران وتحولت الى ظاهرة عالمية ، قال الدكتور سليم الجصاني استاذ الفقة في جامعة الكوفة في تصريح لوكالة تسنيم الدولية للانباء ،” بالنسبة لبدايات المسيرة الاربعينية هي كانت بمباركة قائد الثورة وهو من الداعمين لها وكانت من النجف الأشرف إلى كربلاء بتأييد مرجعي لأهميتها أي كانت مرجعية الامام القائد ومرجعية القائد الراحل الامام الخميني ( رض )كانت تدعمها على الرغم من قلة الذاهبين في مسيرة الاربعينية من النجف إلى كربلاء وكانت في العراق وكانت فقط من النجف إلى كربلاء وكان افراد يأتون من المحافظات ويسيرون بعد تعزية الامام أمير المؤمنين عليه السلام إلى كربلاء”.
واضاف، إنها تحولت الان إلى ظاهرة واسعة جداً على الرغم من محاولات القمع التي تعرضت لها في أيام البعثيين وما سبقهم من العباسيين حيث كان في البداية اهل البيت(ع) يدعمونها ووصولا الى البعثيين الذين وصل بهم الامر الى قتل من يذهب الى زيارة الاربعين ، نحن لدينا حسينية اسمها حسينية شهداء طريق كربلاء باسم الشهداء الذين رفضوا منعهم من المسير الى كربلاء ولذلك تم قتلهم وشردت عوائلهم.
ونوه الدكتور سليم الى ان المسيرة تحولت الى رمز ودعم للمقاومة حيث يوجد عقيدة تدعو للإصلاح وطاعة الله ونشر الفضيلة في الأرض واحترام الإنسانية وعدم التجاوز على الانسان. واضاف، نحن في خدمة الزوار في حسينية شهداء طريق كربلاء حيث تحولت كل الحسينيات على امتداد العراق الى مظهر اعلامي يسوق لمفاهيم الخير والمقاومة التي ترفض عملية فرض السوء المتمثل بأمريكا وإسرائيل. أي محاولة فرض السوء على المفاهيم الإسلامية وعلى مناطقنا في الجمهورية الإسلامية والعراق والنجف والحجاز واليمن يريدون أن يقولوا أن هذا هو النهج الثقافي الذي نريده ابتعدوا عن القران ابتعدوا عن رسول الله صلى الله عليه واله بما يحمل وال بيته من قيم وخير وتسامح هذه المسيرة هي ليست فقط مسيرة طقوسية بل هي تمثيل لهذه القيم.
ونوه الدكتور سليم الى ان حسينية شهداء طريق كربلاء بأسماء الذين استشهدوا في طريق كربلاء، قائلا، نحن خدام في طريق الحسين لكن هذه القضية كي تذكر ان هذا الطريق استنزف الكثير من الشهداء ذهبوا الى ربهم بوجوه باسمة مستبشرة فرحة لأنها مضت على عقيدة من امرها.
ومن جانب اخر اشار الدكتور عدنان عبد طلاك الاستاذ في كلية العلوم التربوية وعلم النفس في جامعة الكوفة في تصريح لمراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء إلى ان الشعبين العراقي والايراني تربطهما علاقة وطيدة فأولا هي علاقة تاريخية وجغرافية.
واضاف، هناك علاقة وطيدة بين الشعبين العراقي والايراني كلاهما شعب مسلم بالاضافة الى أن اغلب الشعبين هم من شيعة آل البيت عليهم السلام وهم يدينون بالدين الاسلامي والمذهب الامامي الاثني عشري فالذي يوحدنا هو الامام الحسين(ع) فكل تلك الامور جعلت كل من الشعبين يحبون بعضهم الاخر بغض النظر عن المسميات بغض النظر عن كل ما يقال من هنا و هناك.
وتابع، ان الاعلام الان له دور كبير في هذا المجال فالبعض ربما يريد أن ينغص على الشعبين أو يقوم بفتن أو اضطرابات او بعض الامور التي يريد منها اعداء آل البيت ( ع ) النيل من هذين الشعبين لكنهم لن يحققوا هدفهم هذا لان هدفنا هو الامام الحسين(ع).
ومضى بالقول، يجب ان يقوم اهل المنابر وذوي التخصص ورجال التاريخ والدين و السياسة بدورهم لأننا دولة واحدة في العراق وايران ، يحيط بنا ستة دول ( الكويت ، سوريا ، الاردن ، تركيا ، السعودية وايران الجارة ) ولكن ايران لها الحظ الاكبر من حيث الموقع و التأثير فنحن لا ننسى موقف ايران معنا في فترة التسعين فترة الحصار الظالم الكل وقف ضد العراق ولكن الشعب الايراني وقفوا معنا وبدؤوا يرسلون الغذاء للشعب العراقي في تلك الفترة ، العرب تخلوا عنا لكن ايران بقيت مساندة لنا .
وانا دائما اقول : ان ايران وقفت وساندت الشعب العراقي ولا تزال و نحن لا ننسى موقفه في الحرب ضد داعش هذا الموقف لا ننساه ابداً كيف ساعدوا الشعب العراقي وكيف وفروا لنا الدعم اللوجستي والنفسي والدعم بالسلاح في حين تخلت عنا أغلب الدول العربية فنحن لا ننسى هذا الموقف.
وشدد على ان الذي يوحد ايران والعراق اكثر من أي أمر آخر هي قضية الامام الحسين عليه السلام و زيارة الاربعين ومسيرتها، قائلا، ان أكثر من 3 مليون زائر ايراني يدخلون العراق و نحن في خدمتهم ما زلنا ولازلنا وللمستقبل انشاء الله فنحن في خدمة الشعب الايراني.
وفي السياق ذاته قال الاستاذ في جامعة الامام جعفر الصادق (ع) وعميد كلية الآداب الدكتور بشير حسن راضي العامري، نحن نحترم الجمهورية الاسلامية ونرى فيها الحق والعدالة وهي حمت العتبات من داعش والوهابية. منوها الى ان الجمهورية الاسلامية ستبقى علم يرفرف على رؤوس الاعداء والحاقدين والمتآمرين.
وأوضح ان الشعب المسلم ليس له ذنب سوى أنه وقف بوجه الجبروت الامريكي والسعودي والوهابي، قائلا، ان هؤلاء يتآمرون ولكن لن يستطيعوا قيد انملة المساس بايران لأن كل الدول تحسب لها الحسبان بإمكانياتها وولائها للثورة الاسلامية والثورة الحسينية.
وشدد الاستاذ في جامعة الامام جعفر الصادق (ع) على ان ايران قدمت لسوريا والعراق ولا زالوا يقدمون لشعوب المنطقة.
وحول مسيرات الأربعين التي كانت محدودة في العراق وإيران وأصبحت اليوم دولية، قال الدكتور بشير حسن راضي العامري ان مسيرة الاربعين هي تجديد للعهد وغسل للقلوب من الالم الذي اصاب جميع اولياء اهل البيت(ع).
وأضاف، هي ظاهرة عظيمة وهي بمثابة الحجة الكبرى عند الشيعة واتباع اهل البيت(ع) وفي العراق يعقد مؤتمر سنوي يسموه الطف الدولي في الجامعة المستنصرية سنويا بعد زيارة الاربعين وتشارك فيه معظم دول العالم.
وأضاف، هذه السنة سيعقد هذا المؤتمر، الامام الحسين ( ع ) عندما ضحى من اجل الحق ومحاربة الظلم كان هدفا عظيما لم ينتبه اليه احد في ذلك الزمان، هذه التضحية والايثار هي دروس وعبر يستفيد منها كل انسان ان الظلم لا يدوم في الارض والامام الحسين(ع) وابناءه واحفاده تعلموا منه.