الرئيسية / من / الشعر والادب / دَرْبُ الرِّضَا

دَرْبُ الرِّضَا

دَرْبُ الرِّضَا

أنْتَ مَنْ يَحْكُمُ فِي النَّاسِ وَيَقْضِي = فَاهْدِنِي الدَّرْبَ الَّذِي نَحْوَكَ يُفْضِي

إنَّهُ دَرْبُ الرِّضَا عَنْكَ إلَهِي = دَائِماً فِي كُلٍّ حَالٍ لِي وَفَرْضِ

فِي الْغِنَى والْفَقْرِ ، والرَّاحَةِ والْهَمِّ = وَفِي كُلِّ ارْتِفَاعٍ لِي وَخَفْضِ

رَضِّنِي عَنْكَ إلَهِي وَتَوَلاَّ = نِي عَلَى طُولٍ أيَا رَبِّي وَعَرْضِ

عِنْدَكَ اللَّهُمَّ رَبِّي كُلُّ خَيْرٍ = بَلْ وَمِنْ عِنْدِكَ رَبِّي كُلُّ فَيْضِ

وَإذَا رَضَّيْتَنِي عَنْكَ ، فَعَنِّي = بَعْدَ هَذَا ارْضَ لِكَيْ يَهْدَأ نَبْضِي !!

أنا عَنْ نَفْسِيَ لا أرْضَى إذَا مَا = عِنْدَكَ اللَّهُمَّ أبْدُو غَيْرَ مَرْضِي

فَارْضَ عَنِّي يَا إلَهِي وَأعِنِّي = بِكَ كَيْ أقْوَى عَلَى إنْجَازِ فَرْضِي

أنْتَ قَدْ عَلَّمْتَنِي أنَّ حَيَاتِي = فَوْقَ هَذِي الأرْضِ لَيْسَتْ غَيْرَ وَمْضِ

أنْتَ لَمْ تَخْلُقْنِيَ اللَّهُمَّ كَيْ أحْـ = ـيَا عَلَى أرْضِ ولا فِي بَطْنِ أرْضِ

بَلْ حَيَاتِي مِثْلَمَا عَلَّمْتَنِي يَا = رَبُّ لا تَبْدَأُ إلاَّ بَعْدَ قَبْضِي ..

كُلُّ مَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا سَيَفْنَى = فَعَلامَ الْعَيْشُ فِي حِرْصٍ وَرَكْضِ؟ !!

إنَّ مَا يَلْزَمُ للإنْسَانِ فِي الدُّنْـ = ـيَا بِأنْ يَرْبَأَ عَنْ حِقْدٍ وَبُغْضِ

فَإذَا مَا أخَذَ الأحْبَابُ شَيْئاً = مِنْ مَتَاعٍ زَائِلٍ عِنْدِي سَأُغْضِي

بَلْ لأحْبَابِيَ أُعْطِي الْحَقَّ فِي بَتْـ = ـرِي وَفِي قَطْعِي وَفِي قَصِّي وَقَرْضِي ..

وَدُعَائِي دَائِماً للهِ رَبِّي = وَهْوَ مَا مِنْ أجْلِهِ أقْبَلُ نَفْضِي

لا تَدَعْ أيَّ حَبِيبٍ رَبِّ أنْ يَمْـ = ـضِيَ عَنِّي ، بَلْ أنَا مَنْ عَنْهُ يَمْضِي

فَأمَامِي حِينَمَا أمْضِي رَسُولُ اللـ = ـهِ جَدِّي فَهْوَ مَنْ فِيَّ سَيَقْضِي

فَأنَا وَالَيْتَ أهْلَ الْبَيْتِ فِيهِ = دُونَهُمْ : نَفْسِي ، وَأمْوالِي ، وَعِرْضِي

وَأنَا عَادَيْتُ مَنْ قَدْ قَالَ فِيهِمْ = أنَّهُمْ يُقْصَوْنَ عَنْ أطْهَرِ حَوْضِ

وَلِهَذَا كَانَ فِي الدُّنْيَا قَبُولِي = عِنْدَ أقْوامٍ مِنَ النَّاسِ وَرَفْضِي

وَلَكِيْ يَقْبَلَنِي اللهُ بِهَذَا الْـ = ـخَطِّ فَرْداً كَانَ فِي الأحْداثِ خَوْضِي

فَمِنَ الأحْرارِ والأشْرارِ لا أقْـ = ـبَلُ أوْ أرْفُضُ بَعْضاً دُونَ بَعْضِ

فَلأجْلِ اللهِ دَفْعِي وَهُجُومِي = ولأجْلِ اللهِ إبْرامِي وَنَقْضِي

وَعَنِ التَّجْرِيحِ لِي جَرَّاءَ هَذَا = ولأجْلِ اللهِ أيْضاً كَانَ غَمْضِي

إنَّ مَنْ يَلْجَأُ للتَّجْرِيحِ كَالشُّرْ = طَة إذْ تَلْجَأُ فِي النَّاسِ لِفَضِّ !!

وَهْوَ مَنْ يَعْجَزُ فِي الْحُجَّةِ عَنْ أنْ = يَتَبَنَّى ، أوْ لَهَا يَأتِي بِدَحْضِ

إنَّمَا فَلْيَعْلَمِ الْغَافِلُ أنَّ الْـ = ـبْعَضَ هُمْ لَيْسُوا سِوَى خِرْقَةِ حَيْضِ

بَيْدَ أنْ أولاءِ مَنْ يَقْبُحُ عَنْهُمْ = لَيْسَ مَنْ يَحْسُنُ عَنْهُمْ أيُّ غَضِّ ؟ !!

لَنْ أغُضَّ الطَّرْفَ لمَّا أنْ أرَى للدِّ = ينِ مِنْ أيِّ أدِيبٍ أيَّ عَضِّ !!

فَأنَا شِعْرِيَ شِعْرٌ مَبْدَئِيٌّ = وَعَلَيْهِ جَاءَ مِنْ دِينِيَ حَضِّي

لَيْسَ مِنْ أجْلِ حِزامٍ ذَهَبِيٍّ = كَانَ هَذَا الشِّعْرُ مِنِّي أوْ لِفِضِّي !!

وَأنَا مَا قُلْتُ أشْعَارِي بِيَوْمٍ = لأسُرَّ النَّاسَ بالزَّيْفِ وَأُرْضِي

وَلِهَذَا لَمْ يَكُنْ عِنْدِي مُهِمّاً = إنْ يَكُنْ عِنْدِ أُنَاسٍ غَيْرَ بَضِّ !!

أنَا لَمْ أُنْشِئْهُ مِنْ أجْلِ رِضَا الْمُرْ = تَابِ فِي الْعَالَمِ عِنِّي والتَّرَضِّي

فَأنَا لَمَّا أُعَادَى فِيهِ لا يَصْـ = ـنَعُ بِي أيُّ عِدَاءٍ أيَّ خَضِّ

سَأُقَضِّي الْعُمْرَ لَوْ تَحْتَ عَرِيشٍ = مِا بِهِ أكْلٌ سِوَى خُبْزٍ وَبَيْضِ

هُوَ عُمْرٌ يَنْتَهِي .. إنِّي بِأدْنَى = مُسْتَوَىً لِلْعَيْشِ عُمْرِي سَأُقَضِّي

غَيْرَ أنِّي لَنَّ أَمُدَّ كَفَّ شِعْرِي = لِعَدُوٍّ أبَداً إلاَّ بِرَضِّ

عَرْضُكَ اللَّهُمَّ لِي : (جَنَّاتُ عَدْنٍ) = أ يَكُونُ لَكَ (شُحُّ النَّفْسِ) عَرْضِي ؟ !!

فَافْعَلِ اللَّهُمَّ بِي مَا أنْتَ أهْلٌ = أنَا مِنْ حُبِّكَ رَبِّي مُتَوَضِّي

وَأنَا أمْرَحُ مُرْتَاحاً هُنَا مِنْ = حُسْنِ ظَنِّي بِكَ يَا رَبِّي بِرَوْضِ

فَأنَا الْمُؤْمِنُ بالإسْلامِ حَتَّى = إنْ يَكُ الإيمَانُ عِنْدِي غَيْرَ مَحْضِ !!

وَمِنَ اللهِ أنَا أطْلُبُ رِزْقِي = فَإذَا شَاءَ كَمَا شَاءَ سَيُمْضِي

أنا لَنْ أسْعَى إلِى رِزْقِي بِشِعْرِي = بَلْ وَلَنْ أسْعَى إلَيْهِ عَبْرَ قَرْضِ

بَلْ أنَا أؤْمِنُ أنَّ الرِّزْقَ مِنْ عِنْـ = ـدِكَ يَا رَبِّي بِتَقْدِيرٍ وَقَبْضِ

وَأنَا أعْلَمُ يَا رَزَّاقُ أنْ قَصْـ = ـدُكَ لَوْ تَمْنَعُ مَا أطْلُبُ : مَخْضِي

فَبِأهْلِ الْبَيْتِ والْمَهْدِيِّ ألْطُفْ = بِيَ فِي كُلِّ الَّذِي يَا رَبُّ تَقْضِي ..

 

..

 

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...