الرئيسية / أخبار وتقارير / الرياض استخدمت تصريحات قرداحي شماعة لابتزاز لبنان.. وتحقيق رغباتها يعني حربا اهلية

الرياض استخدمت تصريحات قرداحي شماعة لابتزاز لبنان.. وتحقيق رغباتها يعني حربا اهلية

قال الدكتور رفعت بدوي, المستشار الخاص لدولة الرئيس سليم الحص “رئيس وزراء لبنان الأسبق” إن مبادرة الرئيس الفرنسي للإصلاح بين لبنان والسعودية هي عبارة عن تجميع مصالح او التقاء مصالح.

مردفا أن المصلحة الاولى فرنسية بامتياز لان الرئيس ماكرون يريد تحقيق نجاح سياسي في لبنان على وجه الخصوص وذلك لاستثمار نتائج المبادرة الفرنسية على الصعيد الفرنسي الداخلي خصوصاً انه يواجه انتخابات رئاسية قادمه وهو راغب في التجديد لولاية رئاسية ثانية.

واعتبر المستشار بدوي في حديث خص به وكالة تسنيم إن المبادرة الفرنسية مصلحة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان والذي يعاني من عزلة سياسية اوروبية امريكية منذ حادثة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي, بالإضافة الى معاناة السعودية في حربها مع حركة أنصار الله اليمنية وعدم تحقيق اي من النتائج التي اعلنت عنها السعودية في اليمن, إلى جانب تزايد الهجمات اليمنية في العمق السعودي وتهديد المصالح السعودية بشكل مباشر, لذلك وفقا لبدوي يرى محمد بن سلمان انه من المصلحة بمكان الالتقاء مع رئيس دولة اوروبية بوزن فرنسا وذلك لفتح كوة في جدار العزلة الاوروبية المفروضة على بن سلمان.
وأعرب عن اعتقاده بأن هناك مصلحة امريكية دفعت للقاء ماكرون بـ “بن سلمان” وذلك لتعويض الفرنسيين بعض ما خسروه جراء الغاء صفقة الغواصات الفرنسية مع استراليا والتي قدرت ب 66 مليار دولار نتيجة الفيتو الامريكي على تلك الصفقة, ورأى أن نجاح ماكرون بإبرام عقود وصفقات مع كل من الامارات والسعودية قُدرت بحوالي 44 مليار دولار يعطيه دفعاً لتجيير تلك الصفقات من الاسلحة الفرنسية في الداخل وللتأثير على الناخب الفرنسي خصوصاً ان ماكرون كان قد صرح بان تلك الصفقات قد امنت اكثر من عشرة الاف فرصة عمل في فرنسا.

وأردف مستشار الرئيس الحص أنه بالنسبة للمبادرة الفرنسية مع السعودية تجاه لبنان فالمعلوم بان السعودية كانت تبحث عن سلم للنزول من اعلى الشجرة بعد اتخاذها خطوات عقابية قاسية بحق لبنان ادت الى سحب السفير واغلاق الحدود امام التبادل التجاري بين بيروت والرياض اضافة الى فرض قيود قاسية على تحويل اموال اللبنانيين المقيمين في  السعودية الى ذويهم في لبنان.

وقال الدكتور بدوي: “لا يفوتنا بان توتراً بالعلاقات السعودية مع البيت الابيض قد ترجم برفع السعودية اسعار البترول كعقاب للأمريكي على موقفه من عدم استقبال بن سلمان في واشنطن ورفض الرئيس الأمريكي جو بايدن الرد على مكالماته الهاتفية ورفض لقائه في قمة المناخ في حال حضور محمد بن سلمان اضافة الى القرار الامريكي بسحب بطاريات الباتريوت مع الطواقم الامريكية من السعودية  اضافة الى الصدمة الكبرى التي احدثها الانسحاب الامريكي المذل من افغانستان كل ذلك اسهم في فقدان الثقة بين واشنطن والسعودية وساد التوتر السياسي بين الادارتين”.

وتابع: “ولان العلاقات السعودية الفرنسية كانت في السابق قد شهدت توتراً منذ اعتقال الرئيس سعد الحريري في 2017 واجباره على تقديم استقالته من الرياض وجدت فرنسا وبتفويض امريكي فرصة لرأب الصدع الامريكي السعودي من جهة و فرصة لتليين الموقف السعودي من لبنان عبر اعطاء السعوديين نوعاً من الدعم ترجم باستقالة الوزير قرداحي, ولو اني شخصياً ضد التدخل الخارجي ومن اي دولة كانت في شؤون لبنان الداخلية”.

وأضاف بدوي: “اعتقد ان الازمة السعودية المفتعلة هي ليست نتيجة تصريح وزير من هنا او هناك فلقد حُمّل الوزير قرداحي اكثر من طاقته واستعمل كشماعة لابتزاز سعودي ضد لبنان وما تصريح وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بأن المشكل ليس بتصريح وزير انما بما تسميه الرياض هيمنة حزب الله على القرار السياسي في لبنان, اذا المشكلة في مكان اخر اعمق من تصريح لوزير لبناني المشكل في الطلب السعودي بتغيير قواعد اللعبة في لبنان وهذا الطلب غير قابل للتنفيذ لأنه عبارة عن حرب اهلية حتمية تستبيح كل شيء في لبنان”.

وختم الدكتور رفعت بدوي, المستشار الخاص لدولة الرئيس سليم الحص “رئيس وزراء لبنان الأسبق” حديثه لتسنيم بالإعراب عن اعتقاده بأن نتائج المبادرة الفرنسية افرحت السعودية بعدما مُد إليها السلم الفرنسي ما أمن للسعودية هبوطاً امناً من اعلى الشجرة, معتبرا بان نتائج المبادرة ستقتصر على اعادة السفراء بين السعودية ولبنان و فتح الحدود السعودية أمام التجار اللبنانيين كرمى لعيون فرنسا ماكرون ولن تقدم السعودية على مد يد العون الاقتصادي والمالي والايداعات المصرفية في لبنان بانتظار نتائج الانتخابات النيابية المرتقبة في الشهر الثالث من العام 2022.

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...