الرئيسية / الاسلام والحياة / الحياة الآخرة – دروس في المعاد والآخرة 13

الحياة الآخرة – دروس في المعاد والآخرة 13

الدرس الثالث عشر:

الرَّجعة

 

 

أهداف الدرس:

على الطالب مع نهاية هذا الدرس أن:

1- يبيّن معنى الرّجعة في العقيدة الإسلاميّة.

2- يذكر بعض الأدلّة العقلية والنَّقلية للرجعة.

3- يبيّن الفئات المستهدفة في مسألة الرجعة.

معنى الرّجعة

وردت أحاديث كثيرة، تتحدّث عن مسألة الرّجعة، وقد رواها أكثر من أربعين من الثقاة العظام وكبار العلماء وأثبتوها في مؤلّفاتهم كالشيخ الكليني والشيخ الصدوق والشيخ الطوسي والسيد المرتضى والسيد ابن طاووس، وغيرهم من أقطاب المذهب الجعفري حتى ادُّعيّ التواتر في هذه المسألة.

 

وقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: “ليس منا من لم يؤمن برجعتنا”[1].

معنى الرجعة: الرجعة هي عبارة عن عودة قوم عند قيام القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف ممن تقدّم موته من أوليائه وشيعته إلى الحياة الدنيا، ليفوزوا بثواب نصرته ومعونته ويبتهجوا بظهور دولته، وحشر قوم من أعدائه لينتقموا منهم وينالوا بعض ما يستحقّونه من العذاب والقتل على أيدي شيعته، وليبتلوا بالذل والخزي بما يشاهدون من علو كلمته. وهي مختصة بمن محّض الإيمان ومحّض الكفر. عن الإمام الصادق عليه السلام قال: “إنما يرجع إلى الدنيا عند قيام القائم عليه السلام من مَحَضَ الإيمان محضاً أو مَحَضَ الكفر محضاً، فأمّا ما سوى هذين فلا رجوع لهم إلى يوم المآب”[2].

 

الآيات الدّالة على الرّجعة

يوجد آياتٌ عديدةٌ دلّت على الرجعة وفقاً للتفسير الذي ورد عن أهل البيت عليهم السلام,ومن هذه الآيات:

 

– الآية الأولى: ﴿وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا﴾[3].

هذه الآية المباركة دلّت على الرجعة باعتبار أنّ الحشر الأكبر يوم القيامة يكون لكل النَّاس وليس للبعض دون الآخر أما هذه الآية فقد صرّحت بأنّ الحشر للبعض دون الآخر.

 

وقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام في تفسير هذه الآية المباركة عندما سئل عليه السلام ما يقول النَّاس فيها، يقول الراوي قلت يقولون إنّها في القيامة، فقال عليه السلام: “أيحشر الله في القيامة من كل أمة فوجاً ويترك الباقين؟ إنّما ذلك في الرجعة، فأما آية القيامة فهذه: ﴿وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا﴾[4]“.

 

– الآية الثانية: ﴿وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ﴾[5].

 

ومعناها أنّه إذا نزل العذاب عليهم عند اقتراب السّاعة، أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلّمهم بلسان يفهمونه، ودابة الأرض هي أمير المؤمنين عليه السلام كما تضافرت الأخبار بذلك عندنا حيث يخرج قبل يوم القيامة، ومعه عصا موسى وخاتم سليمان فيضرب المؤمن فيما بين عيني بالعصا، فينتقش فيها أنّه مؤمن حقاً، ويسم الكافر بين عينيه فينتقش فيه أنه كافر حقاً.

 

عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: “أنا باب المَقَامِ وحجّة الخِصَامِ ودَابَّةُ الأرض وصاحب العصا وفَاصِلُ القضاء وسفينة النّجاة من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق”[6].

 

– الآية الثالثة: ﴿إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ﴾[7].

 

ورد عن الإمام الباقر عليه السلام في تفسيرها قال: “ما أحسب نبيّكم إلا سَيطَّلِع عليكم إطّلاعَة”[8].

 

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: “لا والله لا تنقضي الدّنيا ولا تذهب حتى يجتمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي عليه السلام فيلتقيان ويبنيان بِالثُّوَيَّة، وهو موضعٌ بالكوفة، مسجداً له اثنا عشر ألف باب”[9].

 

وعن الإمام الباقر عليه السلام: “رحم الله جابراً بلغ من فقه أنّه كان يعرف تأويل هذه الآية ﴿إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ﴾ يعني الرجعة”[10].

 

﴿قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ﴾[11].

 

﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾[12].

 

﴿وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ﴾[13].

 

الروايات الدالة على الرجعة

أما الروايات الدالة على الرجعة فهي كثيرة وادُّعي فيها التواتر نذكر منها:

ورد عن الإمام الكاظم عليه السلام: “لترجعنّ نفوس ذهبت، وليقتصنّ يوم يقوم ومن عذب يقتص بعذابه، ومن أُغيظ أغاظ له بغيظه، ومن قُتل اقتص بقتله، ويرد لهم أعداءهم معهم حتى يأخذوا بثأرهم، ثم يعمرون بعدهم ثلاثين شهراً ثم يموتون في ليلة واحدة، قد أدركوا ثأرهم وشفوا أنفسهم ويصير أعداؤهم إلى أشد النار عذاباً، ثم يقفون بين يدي الجبار (عزّ وجلّ) فيأخذ لهم بحقوقهم”[14].

 

من واضح أنّ هذه الرواية تتحدّث عن أناس يرجعون ويقتصّون من قاتليهم، ويثأرون منهم. وهذا الرجوع ليس يوم القيامة، لأنّه في يوم القيامة يرجع ويُبعث كل النَّاس والله تعالى هو الذي يتولى حساب النَّاس، بل في يوم القيامة يذهل النَّاس عن بعضهم البعض لهول المطلع: ﴿يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ﴾[15].

 

﴿يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ﴾[16].

 

أما في هذه الرواية فإنّ المظلوم يقتص من ظالمه، والمقتول يثأر من قاتله، ويعيشون فترة من الزمن ثم يموتون ليُبعثوا بعدها يوم القيامة.

 

وروي عن الإمام الصادق عليه السلام: “قال المأمون للرضا عليه السلام: يا أبا الحسن ما تقول في الرجعة؟ قال عليه السلام: إنها الحق، قد كانت في الأمم السالفة ونطق بها القرآن وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكون في هذه الأمة كل ما كان من الأمم السالفة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة”[17]، وقال عليه السلام: “إذا خرج المهدي من ولدي نزل عيسى ابن مريم عليه السلام فصلى خلفه”[18]، وقال عليه السلام: “بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء، قيل يا رسول الله ثم يكون ماذا، قال ثم يرجع الحق إلى أهله”[19].

 

وروي عن الإمام الصادق عليه السلام: “إنّي سألت الله في إسماعيل أن يبقيه بعدي فأبى، لكنه قد أعطاني فيه منزلة أخرى، إنه يكون أوّل منشور في عشرة من أصحابه ومنهم عبد الله بن شريك وهو صاحب لوائه”[20].

 

وروي عن داوود الرقي قال: قلت للإمام الصادق عليه السلام: إنّي كبرت ودق عظمي أحب

 

أن يختم عمري بقتل فيكم. فقال عليه السلام: “وما من هذا بدّ إن لم يكن في العاجلة يكون في الآجلة، أي في الرجعة”[21].

 

وروى الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة عن المفضّل قال: ذكرنا القائم ومن مات من أصحابنا ينتظره فقال لنا أبو عبد الله عليه السلام: “إذا قام أتى المؤمن في قبره، فيقال له يا هذا إنّه قد ظهر صاحبك فإن تشأ أن تلحق به فالحق، وإن تشأ أن تقيم في كرامة ربك فأقم”[22].

 

وروي أيضاً عن الصادق عليه السلام قال: “يخرج مع القائم من ظهر الكوفة سبعة وعشرون رجلاً، خمسة عشر من قوم موسى عليه السلام الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون، وسبعة من أهل الكهف ويوشع بن نون وسليمان وفي نسخة سلمان وأبو دجانة الأنصاري والمقداد ومالك الأشتر فيكونون بين يديه أنصاراً وحكاماً”[23].

 

وتوجد روايات كثيرة جدّاً تتحدَّث عن نفس المضمون لا مجال لذكرها كلِّها هنا، كما وذُكرت الرَّجعة كثيراً في الأدعية والزّيارات الواردة عن المعصومين عليهم السلام كما يأتي.

 

الرّجعة في الأدعية والزّيارات

في الزيارة الجامعة الكبيرة المشهورة المرويّة عن الإمام الهادي عليه السلام: “ويكرّ في رجعتكم، ويملك في دولتكم ويشرف في عافيتكم ويمكن في أيامكم، وتقرّ عينه برؤيتكم”[24].

 

وفي زيارة وداع المعصومين عليهم السلام: “ومكنّني في دولتكم، وأحياني في رجعتكم”[25].

 

وفي زيارة الأربعين: “وأشهد أنّي بكم مؤمن وبإيابكم موقن”[26].

 

وفي الزيارة الجامعة الرجبية التي رواها ابن طاووس: “ويرجعني من حضرتكم خير مرجع إلى جنابٍ مُمْرِعٍ وخَفْضٍ موّسَعٍ… حتى العود إلى حضرتكم والفوز في كرّتكم”[27].

 

وكذلك ما ورد في دعاء العهد في زمن الغيبة: “اللهم وإن كان الموت الذي جعلته على عبادك حتماً مقضياً فأخرجني من قبري مؤتزراً كفني شاهراً سيفي مجرّداً قناتي ملبياً دعوة الداعي في الحاضر والبادي”[28].

 

زمان حدوث الرجعة

إنّ ما يستفاد من الروايات أنّ زمان الرجعة هو عند ظهور صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف. ومن أحد أهداف الرّجعة خروج بعض المؤمنين لنصرة صاحب العصر والزَّمان عجل الله تعالى فرجه الشريف وليقاتلوا بين يديه ويثأروا من قاتليهم.

 

يقول الإمام الباقر عليه السلام: “إذا ظهر القائم ودخل الكوفة بعث الله تعالى من ظهر الكوفة سبعين ألف صدّيق فيكونون في أصحابه وأنصاره”[29].

 

وأيضاً الحديث الوارد عن الإمام الصادق عليه السلام: “إذا آن قيام القائم مُطر النَّاس جمادى الآخرة وعشرة أيام من رجب لم ترَ الخلائق مثله، فيُنبت الله به لحوم المؤمنين وأبدانهم في قبورهم، وكأنّي أنظر إليهم مقبلين من قِبَلِ جهينة ينفضون شعورهم من التراب”[30].

 

هذا بالإضافة إلى الفقرة التي ذكرناها من دعاء العهد في زمن الغيبة: “فأخرجني من قبري مؤتزراً كفني”.

 

الحكمة من الرجعة

إنّ كل ما يصدر عن الحكيم لا بدّ أن يكون داخل إطار الحكمة ووجود الهدف تنزيهاً له عن اللغو والعبث، وكذلك الرجعة لا بد أن تكون موافقة لقانون الحكمة ووجود الهدف من ورائها، وإن خفيت عنا بعض تلك الوجوه للحكمة. نذكر هنا بعض الأهداف التي نطقت بها الروايات.

 

1- الرّجوع لنصرة الإمام صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف كما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: “إِذَا قَامَ أَتَى الْمُؤْمِنَ فِي قَبْرِهِ فَيُقَالُ لَهُ يَا هَذَا إِنَّهُ قَدْ ظَهَرَ صَاحِبُكَ فَإِنْ تَشَأْ أَنْ تَلْحَقَ بِهِ فَالْحَقْ وَإِنْ تَشَأْ أَنْ تُقِيمَ فِي كَرَامَةِ رَبِّكَ فَأَقِمْ”[31].

 

2- رجوع بعض المؤمنين للاقتصاص والثأر من قاتليهم مثل:

أ- رجوع الأنبياء لنصرة الإمام علي عليه السلام[32].

ب- رجوع الإمام علي مع الإمام الحسين عليه السلام للانتقام من بني أمية ومعاوية ومن شهد حربه[33].

ج- رجوع المؤمنين للانتقام من قاتليهم، كما ورد عن الإمام الكاظم عليه السلام: “لترجِعَنَّ نفوس ذهبت ولَيُقتصَّنّ يوم يقوم ومن عُذِّبَ يَقْتَصُّ بعذابه ومن أُغِيظَ أَغَاظَ بِغيظهِ ومن قُتِلَ اقْتَصَّ بقتله ويُرَدُّ لهم أعداؤهم معهم حتّى يأخذوا بثأرهم…”[34].

 

من هم الذين يرجعون؟

إنّ من المسلّم به أنّ هناك قوماً من الذين ماتوا أو استشهدوا قبل ظهور الإمام صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف سيرجعون عند ظهوره المبارك، ولكن اختلفت الروايات حول أنّه هل

 

عامة المؤمنين يرجعون أم خصوص بعضهم؟

 

1- رجوع عامة المؤمنين: هناك روايات تدل على رجوع عامة المؤمنين لأنّ من مات يرجع ليذوق القتل، ومن قُتل يرجع ليذوق الموت كما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام في تفسير قوله تعالى: ﴿وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا﴾[35] ليس أحد من المؤمنين قُتل إلا سيرجع حتى يموت ولا أحد من المؤمنين مات إلا سيرجع حتى يُقتل”[36].

 

2- رجوع قوم خاصين من المؤمنين والكافرين: كما عن الإمام الصادق عليه السلام: “وأن الرجعة ليست بعامة وهي خاصة لا يرجع إلا من محّض الإيمان محضاً أو محّض الكفر محضاً”[37].

 

3- رجوع الإمام الحسين عليه السلام: ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: “أول من تنشقّ الأرض عنه ويرجع إلى الدنيا الحسين بن علي عليه السلام”[38].

 

4- رجوع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام: كما ورد أيضاً عن الصادق عليه السلام: “لا والله لا تنقضي الدنيا ولا تذهب حتى يجتمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي عليه السلام فيلتقيان ويبنيان بالثوية مسجداً، وهو موضع بالكوفة”[39].

 

5- رجوع كل الأنبياء والمرسلين: وفي الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام: “فلم يبعث الله نبياً ولا رسولاً إلا ردّهم جميعاً إلى الدنيا حتى يقاتلوا بين يدي علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام”[40].

 

على كل حال لا شك ولا ارتياب أنّ الرجعة ثابتة لما ورد من أحاديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم

 

والأئمة المعصومين عليهم السلام ولما اشتُهر من أقوال العلماء الأبرار وأجمع عليه فقهاء الشيعة الأخيار، وأنّه ثبت بالقطع خروج بعض الأموات من قبورهم، وأنّها من ضروريات المذهب، وقد ألّف فيها نحو خمسين مؤلّفاً، والاختلاف في عدد وخصوصيات وصفات الراجعين لا يضرّ في صحة ثبوت المسألة كما اختلف في كيفية الصراط وصفات الجنة والنار ولكن هذا الاختلاف لم يؤدِ إلى نفي الثبوت وإنكار الوجود.

 

الأفكار الرئيسة

1- إنّ الرجعة قد ذكرت في الكثير من الأحاديث بما يقرب من مائتي رواية وقد ذكرها العظام من الرواة الثقاة وادعي تواتر معناها.

 

2- وقد ورد في حديث عن الإمام الصادق عليه السلام: “ليس منا من لم يؤمن بالرجعة”.

 

3- الرجعة هي عودة قوم عند قيام القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف ممن تقدم موتهم عند قيامه من أوليائه وشيعته إلى الحياة الدنيا ليفوزوا بثواب نصرته ويكحلوا أنظارهم بالنَّظر إلى جمال طلته ويروا قيام دولته.

 

4- ويعود إلى الحياة أيضاً قوم من أعدائه لينتقم الله تعالى منهم لينالوا ما يستحقون من القتل والعذاب على أيدي أصحاب الإمام الخلَّص.

 

5- يمكن الاستدلال على الرجعة من خلال القرآن الكريم والأحاديث الشريفة.

 

 

للمطالعة

 

سوار القاضي والرجعة[41]

قال الحارث بن عبد الله الربعي: كنت جالساً في مجلس المنصور وسوار القاضي عنده، والسيّد الحِميري ينشده:

إنّ الإله الذي لا شيء يشبهه           أتــاكم المــلك للدنيا وللدين

أتاكم الله مــلكاً لا زوال له             حتى يقاد إليكم صاحب الصين

وصاحــب الهند مأخوذ برمته           وصاحب الترك محبوس على هون

 

حتى أتى على القصيدة والمنصور مسرور. فقال سوار: إنّ هذا والله يا أمير المؤمنين يعطيك بلسانه ما ليس في قلبه، والله إنّ القوم الذين يدين بحبهم لغيركم، وإنّه لينطوي على عداوتكم، فقال السيد: والله إنّه لكاذب، وإنّني في مدحتك لصادق، وإنه حمله الحسد إذ رآك على هذه الحال، وإنّ انقطاعي إليكم ومودتي لكم أهل البيت، لمعرّق فيها من أبويّ، وإنّ هذا وقومه لأعداؤكم في الجاهلية والإسلام، وقد أنزل الله عز وجل على نبيه عليه الصلاة والسلام في أهل بيت هذا: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ﴾ فقال المنصور: صدقت. فقال سوار: يا أمير المؤمنين إنّه يقول بالرجعة، ويتناول الشيخين بالسب والوقيعة فيهما، فقال السيد: أما قوله: إنّي أقول بالرجعة فإني أقول بذلك على ما قال الله تعالى: ﴿وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ﴾ وقد قال في موضع آخر: ﴿وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا﴾ فعلمنا أن ههنا حشرين: أحدهما عام، والآخر خاص، وقال سبحانه: ﴿قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ﴾,وقال تعالى ﴿فَأَمَاتَهُ اللّهُ

 

مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ﴾ وقال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ﴾ فهذا كتاب الله تعالى، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “يحشر المتكبّرون في صور الذر يوم القيامة” وقال صلى الله عليه وآله وسلم: “لم يجر في بني إسرائيل شيء إلا ويكون في أمتي مثله حتى الخسف والمسخ والقذف”. وقال حذيفة: والله ما أبعد أن يمسخ الله عز وجل كثيراً من هذه الأمة قردة وخنازير.

 

الرجعة التي أذهب إليها ما نطق به القرآن وجاءت به السنّة، وإنّي لأعتقد أنّ الله عز وجل يرد هذا – يعني سواراً – إلى الدنيا كلباً أو قرداً أو خنزيراً أو ذرّة، فإنّه والله متجبِّر متكبر كافر!

 

[1] بحار الأنوار، ج 155، ص 320.

[2] م. ن، ج 6، ص 253.

[3] سورة النمل، الآية 83.

[4] بحار الأنوار، ج 53، ص 51.

[5] سورة النمل:، الآية 82.

[6] م. س، ج 1، ص 5.

[7] سورة القصص، الآية 85.

[8] بحار الأنوار، ج 53، ص 113.

[9] م. ن، ص 114.

[10] م. ن، ج 22، ص 99.

[11] سورة غافر، الآية 11.

[12] سورة غافر، الآية 51.

[13] سورة الأنبياء، الآية 95.

[14] بحار الأنوار، ج 53، ص 44.

[15] سورة الحج، الآية 2.

[16] سورة عبس، الآيات 34 – 37.

[17] بحار الأنوار، ج 9، ص 249.

[18] م. ن، ج 25، ص 135.

[19] م. ن.

[20] م. ن، ج 53، ص 76.

[21] بحار الأنوار، ج 25، ص 308.

[22] م. ن، ج 53، ص 459.

[23] م. ن، ص 90.

[24] م. ن، ج 99، ص 154.

[25] م. ن، ج 53، ص 92.

[26] م. ن، ج 98، ص 322.

[27] م. س، ج 99، ص 195.

[28] مصباح الكفعمي، ص 550.

[29] م. ن،ج 53، ص 390.

[30] م. ن، ص 90.

[31] بحار الأنوار، ج 53، ص 91.

[32] م. ن.

[33] م. ن، ص 74.

[34] م. ن، ج 2، ص 44.

[35] سورة النمل، الآية 83.

[36] بحار الأنوار، ج 53، ص 44.

[37] م. ن، ص 29.

[38] م. ن، ج 53، ص 39.

[39] م. ن، ص 44.

[40] م. ن، ص 41.

[41] بحار الأنوار, ج 53، ص 131.

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...