الرئيسية / تقاريـــر / لماذا يستهدفون وجود الشيعة ؟ سالم الصباغ

لماذا يستهدفون وجود الشيعة ؟ سالم الصباغ

ماذا يستهدفون وجود الشيعة ؟ سالم الصباغ

لماذا يستهدفون وجود الشيعة ؟ سالم الصباغ

قراءة في تاريخ الصراع الكوني

 

حتى نستطيع أن نفهم حقيقة مايدور من صراعات دموية فى منطقتنا ، فإن علينا ألا نغرق فى التفاصيل ، فإن الشيطان يكمن فى التفاصيل .

لو تدبرنا وتفكرنا فيما يجرى من أحداث فى منطقتنا فسوف نجد ثلاثة كيانات مولودة ولادة غير شرعية وهي( أمريكا / إسرائيل / داعش دولة الخلافة الإسلامية المزعومة ) تتجمع معاَ لتشكل تحالفاَ شيطانياَ ضد مجموعة من الدول والشعوب يَجمع أغلب سكانها مذهب واحد هو المذهب الشيعى ..!

هذه الكيانات الثلاثة التى تم صناعتها بيد الشيطان هى :

أمريكا

فعمرها يمكن أن يُحسب بعشرات السنين فلقد تم تأسيسها بتاريخ 4 يوليو عام 1776، فهى دولة ظهرت فجأة ، وهى دولة ليس لها تاريخ ، وليس معقولاَ أن يتم صناعة هذه الدولة العظمى بعيدا عن أيدى حكومة العالم الخفية التى يديرها الشيطان ، ويمكن إعتبار أمريكا نموذجا للمسيح الدجال ، حيث أنها تَدعى أنها تتحدث باسم المسيح والمسيحية ، ويسيطر على الحكم فيها مايسمى بالمسيحية الصهيونية التى تُعد لحرب عالمية يتم فيها تدمير العالم الإسلامى فيما يُسمى بمعركة هرمجدون وذلك كمقدمة لظهور المسيح المخلص ، وتسعى أمريكا دائماَ للسيطرة على العالم ، وتحارب من لايدور فى فلكها ، فشعارها هو : من لم يكن معنا فهو ضدنا ،،، وهى لاتتورع في سبيل ذلك عن تدمير الدول والشعوب والجيوش كما حدث مع فيتنام ، ولا تتورع عن إستخدام القنابل الذرية كما حدث مع هيروشيما ونجازاكى فى اليابان ..ولا تتورع عن إبادة السكان كما حدث مع الهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين ….

إسرائيل

وهى أيضاَ مثل أمريكا ، دولة لقيطة عمرها لا يتجاوز 68 عاما ، فتم إعلانها كدولة عام 1948 م … وبالطبع هذا التغيير الكبير فى خريطة المنطقة لا يمكن أن يتم بعيداَ عن عيون وأيدى حكومة العالم الخفية ، وكان الهدف من إنشائها إعادة تجربة أمريكا مع الهنود الحمر مع العالم العربى ، وشعارها المرفوع والمثبت على خريطة فى الكنيست الصهيونى هو من النيل إلى الفرات .. وهى أيضاَ لا تتورع عن إرتكاب أبشع الجرائم فى سبيل تحقيق هدفها فى هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم مكانه ..
ولقد أقيمت هذه الدولة اللقيطة عن طريق جمع شذاذ الأفاق من اليهود الصهاينة لتكوين عصابات مسلحة تعمل على طرد وتهجير الشعب الفلسطينى من أرضه عن طريق التخويف والرعب والقتل … لاحظ كما يحدث الأن تماماَ مع عصابات داعش

داعش ( الدولة الإسلامية )

أو مايسمى بدولة الخلافة الإسلامية ( المزعومة ) ، فهى أيضاَ دولة لقيطة ولدت سفاحاَ منذ أربعة سنوات فقط ، وهى أيضاَ مجموعة من العصابات وشذاذ الأفاق الذى جاءت بهم أمريكا من كل دول العالم ، مستغلة سلاح الفتنة المذهبية بين السنة والشيعة لتدمير العالم الإسلامى دولا وشعوبا وحكومات وجيوش ، مستغلة بعض أوهام عودة الخلافة عند تركيا وتنظيم الأخوان المسلمين ، ومستغلة أيضاَ دولة المذهب الوهابى وأرصدتها المليارتية وتعصبها المقيت ، ولتكشف النقاب عن أحد وجوه الشر فى العالم باسم الإسلام ..

ولعل إشتراك العدو الصهيونى مع داعش و إعتمادهما على جلب المرتزقة وشذاذ الأفاق من كل الأرض وبنفس الأسلوب لدليل على أنهما وجهان لعملة واحدة ، وربما هما المقصودان فى القرأن الكريم بقوله تعالى :
( فإذا جاء وعد الأخرة جئنا بكم لفيفا )

ورغم أن الأية تنزيلا تتحدث عن بنى إسرائيل فإنها تأويلا تتحدث عن بنى أمية والتى داعش ليست سوى فرع من شجرتها الخبيثة …

حيث حارب أبو سفيان الرسول صلوات الله عليه وأله ،
وحارب معاوية إبنه على بن أبى طالب عليه السلام ،
وحارب يزيد إبنهما الحسين وذرية الرسول صلوات الله عليهم وقتلهم ،

والحرب النهائية كما ورد فى الروايات الشريفة بين دولة السفيانى وبين دولة المهدى حفيد الرسول صلوات الله عليه وأله ، والتى بدأ أطراف الصراع فيها فى الظهور على الساحة .

والخلاصة :

أن هذه الكيانات الثلاثة تشترك فى الأتى :

1 ـ أنها دول لقيطة ليس لها تاريخ
2 ـ أنها قامت على القتل والذبح والخوف
3 ـ أنها قامت على تهجير شعوب الأرض الأصليين وإحلال شذاذ الأفاق من البلاد المختلفة مكانهم
4 ـ أنها تهدف إلى تفتيت الدول العربية إلى إمارات صغيرة وتدمير جيوشها الكبرى ( العراق / سوريا / مصر ) .

وهنا نلاحظ أن اليد التى صنعتهم هى يد واحدة ، ولا يعنى ذلك أنها يد عبقرى ، بل هى يد الغباء فهو لا يستطيع التجديد ، ولكن المشكلة فى غباء الشعوب والحكام الذين لم يستطيعوا أن يفهموا أو يقرأوا الأحداث قراءة صحيحة ..

وماذا عن المستقبل ……؟

لقد أسفر الشيطان عن وجهه الخبيث عندما صنع داعش ، وجعل هدفها هو الحرب مع الشيعة فى كل مكان أو من يتحالف معهم في محور المقاومة للعدو الصهيوني ، وهى حرب وجود وليست حرب حدود ، فالشيطان الأكبر ـ أمريكا ـ التى تعتبر التجلى الأكبر للشيطان على الأرض ـ هذه الدولة تأكدت بعد قيام الثورة الإسلامية فى إيران ، وبعد فشلها فى هزيمة الثورة بعد ثمان سنوات من الحرب الظالمة الذى شنها صدام على إيران ،،وبعد التقدم العلمى والتكنولوجى والتسليحى والطبى والفضائى لإيران الإسلامية ، وبعد أن ادركوا أنها دولة محفوظة ، والأهم والاخطر أنهم أدركوا أنها تُعد وتمهد للمهدى المنتظر ، الذى سيملأ الأرض ـ كل الأرض ـ عدلاَ بعد أن ملئت ظلماَ وجوراّ .. إن الذين كفروا من أهل الكتاب في هذا العصر ( أمريكا وإسرائيل ) يعرفون المهدي عليه السلام ويعرفون أن إيران هي الدولة الممهدة له كما يعرفون أبناءهم ..كما كان أهل الكتاب في صدر الإسلام يعرفون الرسول صلوات الله عليه وأله كما يعرفون أبناءهم .فهل يخفى على إبليس معرفة ( أدم ) عدوه الأول في الصراع على الخلافة على العالم …!

وحيث أن الصراع فى الارض طبقا للأية الكريمة :

( قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ) فى الاصل هو صراع بين : الخليفة الألهى الذى يحكم العالم باسم الله ،واسم مشروع الخلافة الأسلامى , والذى بدأ بأدم عليه السلام ، وينتهى بالمهدى عليه السلام …وبين الشيطان ومشروعة فى العداوة للخليفة الألهى ومحاولة إنتزاع الحكم منه وتسليمه إلى شياطين الإنس الذين يقودهم بلجامه كما يقاد الحصان والبهائم ..كما فى حالات أمريكا وإسرائيل وداعش ، ومن يسير فى فلكهم …

وفي هذا الصراع فإن أدم بصفته الخليفة الذى أختاره الله ، وأمر الملائكة بالسجود له ، والمعروف أن الملائكة هى المدبرات أمراَ كما وصفها القرأن الكريم ، فهو فى الحقيقة أو من يخلفه من الأنبياء والرسل والأئمة المعصومين هم من يجب أن يخضع العالم لإدارتهم وليس أمثال أمريكا وإسرائيل وداعش …

                   لماذا يستهدفون وجود الشيعة ؟

ونعود إلى السؤال عنوان المقال :

لماذا يستهدفون وجود الشيعة ؟

لأن الشيعة تتبنى نظرية الخلافة الألهية ، والإمامة المعصومة ، خاصة بعد قيام الثورة الإسلامية الإيرانية ،، وبعد نجاح إيران فى الخروج من الدوران فى الفلك الامريكى ، وبعد إستقلال قرارها السياسي ، ورفعها شعار الموت لأمريكا والموت لإسرائيل ، وبعد هزيمة المشروع الأمريكى فى العراق وسوريا وحزب الله لبنان وفى اليمن بعد إرتفاع راية الموت لأمريكا والموت لإسرائيل واللعنة على اليهود ..وبعد تبنيها لمحور المقاومة للعدو الصهيوني ،

وفى حالة اليأس التى يمرون بها ، اصبح مطلوب أمريكيا وصهيونيا وإعرابياَ قتل الشيعة فى كل مكان رعباَ وخوفاَ من قدر وموعد هو قادم لا محالة من رحم الغيب يطرق بشدة أبواب السماء ليعلن عن قرب الظهور المقدس ، وإنتهاء دولة الشيطان ودولة الظلم ودولة الفساد فى الأرض ودولة سفك الدماء ..

ولذلك أقول :

فالصراع أصبح واضحاَ وليختار كلُ مصيره :

إما مع محور المستضعفين ودولة العدل الألهى القادمة لا محالة فقد جاء أشراطها ،، وإما مع محور المستكبرين الذى يضم أمريكا وإسرائيل وداعش ومن يسير فى فلكهم ..
يقول الله تعالى : (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) 55 ..

الموعود قادم لا محالة فلا تغرنكم ألاعيب الشيطان الصبيانية وأكاذيبه على قنواته وفي مؤتمراته ، فإنها ثرثرة ( عواجيز الفرح ) ..بالتعبير الشعبي المصري .

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...