الرئيسية / تقاريـــر / مدرسة أهل البيت ( ع ) وحل المشكلة الإقتصادية بقلم سالم الصباغ

مدرسة أهل البيت ( ع ) وحل المشكلة الإقتصادية بقلم سالم الصباغ

مدرسة أهل البيت ( ع ) وحل المشكلة الإقتصادية بقلم سالم الصباغ

ماذا خسر المسلمون بالبُعد عن أهل البيت عليهم السلام ؟

 المشاكل الإقتصادية ـ الخُمس

لعل من أهم مايواجه المجتمعات الإسلامية في هذا العصر هي المشاكل الإقتصادية وما ينتج عنها من فقر ، ومن نقص في الخدمات الصحية والتعليمية ، وما ينتج عنها أيضاَ من بطالة بين الشباب ، ومايترتب علي هذه البطالة من مفاسد كبيرة ، لعل أهمها اللجوء للتطرف والإرهاب والإفراط في التدين المغلوط ، أو اللجوء إلي التفريط والتحلل الأخلاقي إلا من رحم الله ..

ولعل من اهم ماعالجت به مدرسة اهل البيت عليهم السلام المشكلة الإقتصادية وتوابعها هو أنها جعلت الزكاة والخمس من اركان الإسلام ، والعجيب أن معظم الأمة فيما خلا اصحاب مدرسة اهل البيت عليهم السلام عطلوا فريضة الخمس بعد وفاة الرسول الأعظم صلوات الله عليه وأله ، رغم أنها وردت في نص قرأني قاطع لا لبس فيه ، وكذلك في السنة النبوية المطهرة .

والخمس هو قيام المسلم بدفع ( خمس ) الفائض من مكاسبه بعد حجز كل إحتياجاته المعيشية هو ومن يعول ، وهذا (الخمس ) هو حق الإمام ( أي حق الدولة ) وحق الفقراء من أهل بيت النبوة حيث انهم مَحرم عليهم أن يأخذوا من الصدقات ، تطهيراَ وتزكية لهم ..

وكعادة القرأن في الخلافات بين مدرسة أهل البيت عليهم السلام وبين غيرهم من المدارس الإسلامية ، يحسم القرأن الكريم هذه الخلافات بنص قاطع ، وكذلك السنة النبوية المطهرة ، راينا هذا فيما سبق أن ذكرناه في قضية الخلافة ( وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا ) ، وكذلك في قضية ( الطلاق ) والإشهاد عليه ( واشهدوا ذوى عدل منكم ) ، وفي قضية المذهب الإسلامي الواجب إتباعه ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) وحديث الثقلين ..كذلك في قضية ( الخمس ) فهي فريضة قرأنية اكدتها الاحاديث النبوية الشريفة :

ففي القرأن الكريم :
قوله تعالي :
(وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ۗ …)
وفي السنة النبوية المطهرة :

(في صحيحي البخاري ومسلم وسنن النسائي ومسند أحمد واللفظ للأول: أن وفد عبد القيس لما قالوا لرسول الله (ص): “ان بيننا وبينك المشركين من مضر، وانا لا نصل إليك إلا في أشهر حرم، فمرنا بجمل الامر إن عملنا به دخلنا الجنة وندعو إليه من وراءنا”. قال:
“آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع، آمركم بالايمان بالله. وهل تدرون ما الايمان بالله، شهادة أن لا إله إلا الله، وأقام الصلاة، وايتاء الزكاة، وتعطوا الخمس من المغنم..

ملاحظات وشبهات

1 ـ يقول المخالفون أن المقصود بقوله تعالي : (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ ) مقصود بها غنائم الحرب فقط ، بينما أن النص مطلق ، ولو كان المقصود غنائم الحرب ، لقال تعالي : واعلموا ان ماغنمتم في الحرب ) …خاصة أن الله كان يعلم أن الأمة سوف تختلف في الأمر .
2 ـ ليس من المعقول أن يتم العمل بالأية الكريمة لمدة قرنين أو ثلاثة وهي مدة الحروب والفتوحات ،ثم يتوقف العمل بها ، وتعطل نهائياَ لإنقطاع الحروب والغنائم …!!
3 ـ إذا تم تعطيل هذه الأية كما هو حادث في هذا الزمان ، فمن اين يعيش فقراء ومساكين بني هاشم ( اسرة النبي صلوات الله عليه ) وهو محرم عليهم الصدقات
4 ـ وقد يتساءل البعض : ماهي العلة في إمتناع الحكام والخلفاء عن إعطاء أهل البيت الخمس ؟ !
لو نظرنا لمصارف الخمس نجد أنها 6 مصارف :

ـ الله
ـ الرسول
ـ ذو قرابة الرسول ( الإمام )

ـ يتامي بني هاشم
ـ المساكين من بني هاشم
ـ إبن السبيل من بني هاشم

فالثلاثة أسهم الأولي وهي تعادل نصف الخمس هي للرسول في حياته ، وللإمام من أهل البيت عليهم السلام بعد وفاة الرسول صلوات الله عليه وأله ، وهو ينفق منها علي المنافع العامة للمسلمين من تعليم وصحة وتجهيز جيوش ورصف طرق وبناء مصانع ،،،، وغيرها مما يحتاجه المجتمع … ونصف الخمس الأخر يصرف علي اليتامي والمساكين وغبن السبيل من بني هاشم عائلة الرسول صلوات الله وسلامه عليه .

وحيث أن مبلغ الخمس كبير وخاصة في زمن الفتوحات ، أو الأن في زمن البترول والغاز ، فإنه لا بد أن يكون في يد الحاكم ، وهذا مما يدل علي ان الإمام لا بد أن يكون من أهل بيت النبي صلوات الله عليه وأله …ولذلك كان خمس أهل البيت هو أول ما عطل من الفرائض لإسباب سياسية …

ولقد طالبت به السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام وهي بنت النبي ، وسيدة نساء اهل الجنة ، ولا يمكن عقلاَ وشرعاَ أن تطالب بغير حقها ، وهي عندما تطالب بالخمس ليس طمعاَ في حطام الدنيا ، فهي من أزهد الناس ، ولكن لإثبات أحقية علي عليه السلام في الخلافة ، لأن من يأخذ الخمس لا بد أن يكون هو خليفة رسول الله والإمام من بعده ، ولكن رفض أبي بكر ذلك ، فغضبت عليه الزهراء عليها السلام ( راجع القصة في صحيح البخاري )

بغض النظر عما حدث في صدر الإسلام ، أليس من مصلحة المجتمعات الإسلامية في هذا العصر أن تتبع مدرسة أهل البيت عليهم السلام ، وهم ورثة علم رسول الله صلوات الله عليه وأله ، وهم أحد الثقلين مع القرأن لهداية الأمة ، وهم المطهرون بنص القرأن ، حتي لا نحرم المستضعفين من هذا الخير الوفير ، وحتي لا يستأثر بعض حكام الخليج بأموال البترول التي في خمسها حق للشعوب الإسلامية كلها …وليس للملوك والأمراء يحتكرونها ويصرفونها علي الأهواء والملذات ، والإستكبار علي المسلمين وشن الحروب ، والتحكم في إرادة وقرارت الدول بما يمنون عليهم من معونات أو هبات ، هي في الحقيقة جزء من حق الشعوب العربية والإسلامية ، إن واقع توزيع الثروة في الدول العربية والإسلامية يؤكد صحة ماذهبت إليه مدرسة اهل البيت عليهم السلام في أن الخمس مستمر وأنه في جميع أنواع المكاسب

شاهد أيضاً

قصيدةُ [ ضَرَبَتْ إِيرانُ صُهْيُونَ اللَّعِينْ ]

قصيدةُ [ ضَرَبَتْ إِيرانُ صُهْيُونَ اللَّعِينْ ] إقرأ المزيد .. الإمام الخامنئي: القضية الأساسية في ...