الحلقة الرابعة– طوفان الاقصى وحزب الله
حزب الله واحداث اكتوبر
اعلن حزب الله من انطلاق عملية 7 اكتوبر البطولية موقفه الى جانب حماس بحسب ما تمليه الساحة، لذا منذ يوم 8 اكتوبر بدأ حزب الله بتبادل اطلاق النار ضد المقرات العسكرية الاسرائيلية وكان يقدم الشهداء كل يوم.
ولم يقف الصهاينة مكتوفي اليد بل وجهوا قذائف المدفعية فضلاً عن اغتيال الشخصيات القيادية لحزب الله في داخل لبنان او في سوريا وضرب مقرات حزب الله، ونتج عن تبادل اطلاق النار بين الطرفين نزوح اعداد كبيرة من الحاضنة الشيعية لحزب الله من الجنوب اللبناني وكذلك نزوح اعداد كبيرة من المستوطنين الصهاينة من المستوطنات في شمال الارض المحتلة في الجليل.
وتطور الصراع بين الصهاينة وحزب الله الى استخدام حزب الله الصواريخ في حربه ضد الصهاينة واستخدم الصهاينة الطيران في قصف اراضي الجنوب اللبناني.
مع احتلال جيش الكيان الصهيوني لاراضي غزة وتهجير اهلها منها وتدمير كل البنى التحتية فيها وانهاء القدرة العسكرية الفاعلة لقوات القسام، بدأ الصهاينة بالاستعداد لشن حرب شاملة ضد حزب الله، فبدأوا حربهم استخبارياً مقترناً بتكثيف القصف الجوي والمدفعي، ففجرت اجهزة الاتصالات بايدي انصار حزب الله وخلفت عدة الاف بين شهيد وجريح،
واستمرت في استهداف القادة في حزب الله، ولما استهدف ابطال حزب الله منزل نتياهو بطائرة مسيرة وقبلها استهدفوا اجتماعاً لقيادات الكيان الصهيوني بمسيرة ايضاً كشف عن قدرة استخبارية عالية لحزب الله رد الكيان الصهيوني بضربة اكبر اغتال فيها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ثم اردفها باغتيال الشخصية المرشحة لقيادة الحزب من بعد السيد هاشم صفي الدين، في الوقت الذي كان القوات البرية الصهيونية تحاول التقدم في اراضي الجنوب اللبناني ولكنها كانت تجابه بمقاومة بطولية تحول دون تحقيقهم الاهداف التي يريدونها.
لقد سطر ابطال حزب الله بطولات اسطورية في صد العدوان الصهيوني المتفوق عدة وعدداً.
تحولت الحرب في الجنوب اللبناني بالنسبة الى المقاومة اللبنانية الى حرب استنزاف اذ جيش الكيان الصهيوني مصمم على الاستمرار في ضرب كل البنى التحتية لحاضنة حزب الله من خلال الطيران الحربي الاسرائيلي واصبح الجنوب اللبناني كغزة من حيث التدمير والنزوح، وكان الاستمرار بالحرب خياراً صعباً جداً، وفي المقابل علم الكيان الصهيوني ايضاً انه لن يحقق المزيد في الحرب البرية مع حزب الله فهو مع كل ماله من قدرة عسكرية لم يحقق تقدماً ملموساً خلال شهرين من العمليات العسكرية البرية فصمود ابطال حزب الله وتفانيهم وتضحياتهم اشلت قدرته فلم يحقق الا تقدماً جزئياً لا يتناسب مع القدرات الكبيرة التي خاض بها الحرب ضد مقاتلي الحزب،
مضافاً الى ان صورايخ الحزب لم تتوقف بل اصبحت تل ابيب هدفاً لصواريخ حزب الله وشلت الحياة فيها، فلذا قررت القيادة السياسية في الكيان الصهيوني ايقاف الحرب في الجنوب اللبناني بناء على هدنة لوقف اطلاق النار بين الجانبين لستين يوماً.