الرئيسية / بحوث اسلامية / شمعون الصفا وصي المسيح (ع) وجد الإمام المهدي (ع) لأمه

شمعون الصفا وصي المسيح (ع) وجد الإمام المهدي (ع) لأمه

كتبه: علي الكوراني العاملي

قم المشرفة ربيع المولود 1435

مدخل حول المسيح (ع) والمسيحية 

غَيَّرَ الله العالم بعيسى المسيح (ع)  !

  وُلد المسيح (ع) من غيرأب ، وأنطقه الله تعالى بعد ولادته، فهزَّ مشهده اليهود  ثم هز العالم ، ثم سكت المسيح (ع) وبعد مدة عاد اليهود الى افترائهم واتهامهم لمريم (س) وحركوا الرومان ليقتلوا المسيح لأن الناس يسمونه ملك اليهود ، فأرادوا قتله ، فهربت به أمه من القدس الى العراق ، ثم الى مصر  كما قال تعالى: وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ. (المؤمنون:50) ثم رجع الى القدس في السابعة من عمره ، ثم رجع في سن الثلاثين ودعا الناس الى الله نحو ثلاث سنوات ، فأرادوا قتله ، فرفعه الله اليه .

 لكن مبعوثيه الى الروم نجحوا نجاحاً باهراً ، فسَرَتْ حركة الإيمان بالمسيح في روما وأنطاكية ، وبلاد الشام ، وغيرها من بلاد الأمبراطورية الرومية !

  لقد غيَّرالله خريطة العالم من الوثنية الى المسيحية ، في مدة قياسية نسبياً ، وبيد الأمبراطورية نفسها التي قاومت المسيحية واضطهدتها في أول الأمر!

 

 قال الإمام الصادق (ع) كما في قصص الأنبياء (ع) للراوندي/267: ( وكان يبعث إلى الروم رجلاً لايداوي أحداً إلا برئ من مرضه ، ويبرئ الأكمه والأبرص ، حتى ذكر ذلك لملكهم فأدخل عليه فقال: أتبرئ الأكمه والأبرص؟ قال: نعم !

  قال: أتيَ بغلام منخسف الحدقة لم ير شيئاً قط ، فأخذ بندقتين فبندقهما ، ثم جعلهما في عينيه ودعا فإذا هو بصير ، فأقعده الملك معه وقال: كن معي ولا تخرج من مصري  فأنزله معه بأفضل المنازل . ثم إن المسيح (ع) بعث آخر وعلمه ما به يحيي الموتى ، فدخل الروم وقال: أنا أعلم من طبيب الملك!… فركب الملك والناس إلى قبر ابن الملك وكان قد مات في تلك الأيام.. فانشق القبر فخرج ابن الملك.. وأعظموا أمر المسيح (ع) حتى قال فيه أعداء الله ماقالوا ،واليهود يكذبونه ويريدون قتله )!

 

 أقول: يقارن الإمام الصادق (ع) بين الروم واليهود ، ويتعجب من تكبر اليهود وإصرارهم على قتل المسيح (ع) ، بينما عرف الروم قدر تلاميذه وآمنوا بمعجزاتهم

 دور المسيح الواسع بين أدوار الأنبياء (ع) ! 

  فهو معجزة في خلقه من غيرأب: إذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ الله يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجيِهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ . وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ . قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِى بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ الله يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ..(آل عمران:45-57).

 وهو رسول من أولي العزم (ع) : وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّى قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّى أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ الله وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِى الْمَوْتَى بِإِذْنِ الله وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَاكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لايَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ . 

 وهو صاحب شريعة وإن أقر أكثر شريعة موسى (ع) : شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى . وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَىَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ.

 وهو صاحب كتاب عالمي: وَآتَيْنَاهُ الآنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً للَّمُتَّقِينَ. 

   وهو صاحب ولاية تكوينيةوَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِى فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِى وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِى وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِى.

   وصاحب معجزات كبرى: إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا الله إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ. قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ. قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ الله مَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لأَوَلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ . المائدة:114 قَالَ الله إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ .  

  وهو الرسول الوحيد الذي مدَّ الله في عمره ورفعه الى السماء: إِذْ قَالَ الله يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَىَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ . 

   وهو يرجع من السماء فيقيم مع الإمام المهدي (ع) دولة العدل وينهيان الظلم من الأرض: وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ للَّسَّاعَةِ.. وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ . 

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...