الرئيسية / بحوث اسلامية / الزهراء عليها السلام – جمع من الأخوات المؤمنات

الزهراء عليها السلام – جمع من الأخوات المؤمنات

خـديجة قبل ولادة الزهـراء عليهما السلام

وقد عاشت أمها خديجة بنت خويلد عليها السلام حالة الغم عندما حضرتها الولادة وذلك لعدم مجيء نساء قريش وبني هاشم لمساعدتها في أمر الولادة، إذ أن من المتعارف عليه في عصر رسول الله هو تكاتف النسوة في أمر الولادة، إلاَّ أن خديجة عليها السلام رغم منزلتها الرفيعة وشأنها العظيم، كانت مُقاطَعة من قبل نسوة مكة بسبب عدم رضا نساء قريش وبني هاشم من تزويجها من الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم.

((فلم تزل خديجة عليها السلام على ذلك إلى أن حضرت ولادتها فوجهت إلى نساء قريش وبني هاشم أن تعالين لتلين مني ما تلي النساء من النساء فأرسلن إليها: أنت عصيتنا ولم تقبلي قولنا وتزوجت محمدا يتيم أبي طالب فقيرا لا مال له فلسنا نجئ ولا نلي من أمرك شيئا)) (بحار الأنوار ج39 باب1 ص3 رواية1).

ولكن الأمر الإلهي قد نزل بأن تتم ولادة الزهراء عليها السلام في هذا اليوم بواسطة من يرسلهن الله إلى خديجة، فقد تكفل بأمر الولادة أربع نسوة فعند دخولهن عليها تصورت خديجة أنهن نسوة بني هاشم ففزعت منهن خوفاً ولكنهنَّ قمن بطمأنتها فالتي كانت ناطقة باسم تلك النسوة هي سارة فقالت:

((أنا سارة وهذه آسية بنت مزاحم وهي رفيقتك في الجنة وهذه مريم بنت عمران وهذه كلثم أخت موسى بن عمران بعثنا الله إليك لنلي ما تلي النساء من النساء فجلست واحدة عن يمينها وأخرى عن يسارها والثالثة بين يديها والرابعة من خلفها فوضعت فاطمة عليها السلام طاهرة مطهرة.)) (بحار الأنوار ج39 باب1 ص3 رواية1).

فهكذا ولدت الصديقة الزهراء عليها السلام.

سـاعة ولادتـها عليها السـلام

وعلى الرغم من أن ساعة ولادة الزهراء عليها السلام لم تشهدها إلاَّ والدتها والمحيطات بها من رسل الله، ولكن أثر هذه الساعة قد امتد ليعم الكون كله، فقد بزغ نورٌ جديد على وجه الدنيا، هذا النور الذي خلَقه الله من قبل وكأنه كان محفوظاً عند الله ثم سُمح له بالظهور فانكشف وتجلَّى ولم يحجبه حاجب فاستولى على كل الأنوار، فهو نور الزهراء عليها السلام الذي لم يكن من الأنوار الحسيَّة وقد انبثق إلى شرق الأرض وغربها وحتى الملائكة لم تر هذا النور من قبل.

((فلما سقطت إلى الأرض أشرق منها النور حتى دخل بيوتات مكة ولم يبق في شرق الأرض ولا غربها موضع إلا أشرق فيه ذلك النور))

إن ما حدث للزهراء عليها السلام ساعة ولادتها لا يمكن عدّه من الأمور الدنيوية، فالزهراء بعد نزولها للدنيا تعيش الجنّة أيضاً وكأنها جاءت من الجنة إلى الأرض لتظل متصلة بالجنة فتكون حبلاً لمحبيها يصعدون بالتمسك بها إلى عالم القدس، فلو رجعنا للرواية السابقة لوجدنا أن كل ما أُحيط بالزهراء ساعة ولادتها هو من الجنّة ولم يصبها شئٌ من الأمور الدنيوية.

((ودخل عشر من الحور العين كل واحدة منهن معها طست من الجنة وإبريق من الجنة وفي الإبريق ماء من الكوثر فتناولتها المرأة التي كانت بين يديها فغسلتها بماء الكوثر وأخرجت خرقتين بيضاوين أشد بياضا من اللبن وأطيب ريحا من المسك والعنبر فلفتها بواحدة وقنعتها بالثانية ثم استنطقتها فنطقت فاطمة عليها السلام بالشهادتين وقالت: أشهد أن لا إله إلا الله وأن أبي رسول الله سيد الأنبياء وأن بعلي سيد الأوصياء وولدي سادة الأسباط ثم سلمت عليهن وسمت كل واحدة منهن باسمها وأقبلن يضحكن إليها وتباشرت الحور العين وبشر أهل السماء بعضهم بعضا بولادة فاطمة عليها السلام وحدث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك))(بحار الأنوار ج39 باب1 ص3 رواية1).

خدمتها الحور العين وحملن من الجنة إبريقاً وطستاً وغسلوها بماء الكوثر، فالله عز وجل لم يرد للزهراء عليها السلام في ساعة ولادتها أمورا دنيوية حتى في الإبريق والطست، فما بالك بعد ذلك ؟

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...