الرئيسية / الاسلام والحياة / الأسرة في الإسلام – حكم ومواعظ القرآن الكريم والروايات

الأسرة في الإسلام – حكم ومواعظ القرآن الكريم والروايات

في البداية نتطرق إلى ما استعرضه القرآن الكريم بهذا الصدد.

القرآن بشكل كلي يحث الإنسان على ستر عيوب الآخرين، وليعلم هذا الإنسان أنه خطاء وكله عيوب ونقص من مفرق رأسه وحتى أخمص قدميه؛ ولو كشف الله ستار العيوب عن أنظار الناس، لافتضح هذا الإنسان بشكل تشمل الفضيحة معه الخاص والعام.

فينبغي للإنسان أن يشكر المولى على هذه النعمة العظيمة حين أعمى البصائر عن نقائص وأخطاء الآخرين ليكم بذلك الأفواه عن فضح العيوب؛ وحري بالزوجة خاصة أن تهتم بهذا الأمر المهم ولتعلم أن الفقر والغنى كليهما ابتلاء للإنسان.

فبالغنى والفقر يمتحن الله مخلوقاته.

فعلى الزوجة أن لا تنتقص من زوجها ولا تنظر إليه من منظار مادي، وتسعى جاهدة أن لا تقارن بين حرمانها الحياتي مع غنى أقاربها ومعارفها حتى لا تتبدل حلاوة الحياة بمرها، فيطغى ذلك مؤثراً في نظام الأسرة.

وقد جاء في الأخبار أن أمير المؤمنين (ع) دخل بيته المتواضع أحس بالهدوء والطمأنينة وسكنت آلامه في الزهراء ـ عليه السلام ـ التي كانت تبذل قصارى جهدها لتخفف عنه أعباء الحياة وأذى الناس.

أما، إذا كانت الزوجة بعيدة عن الصلاح ولا تتصف بما عرضناه من صفات النساء الصالحات، ولا تؤدي ما عليها لزوجها فما الحل لهذا المشكل؟ الجواب: الموعظة فقط.

عمل المرأة وارتباطه بالعرف

من الطبيعي أن حقوق الزوج في عنق زوجته تنطوي تحت ظل الوظائف الأخلاقية التي تنفصل عن الوظائف العرفية.

ولا يحق للزوج أن يفرض على زوجته أوامر من قبيل كي الملابس وتهيئة الغذاء الجيد وما إلى ذلك، فحق الزوج المسلم على زوجته يتعلق فقط بالحق العام للزوجية والتسليم المحض في هذا الأمر.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن الزوجة الصالحة يمكن أن تقوم روحية ونفسية زوجها لتعمل طبقاً لما يوافق هذه الروحية والنفسية لتصل إلى مرحلة تفهم معها الزوجة مطالب زوجها بغير تذكير ولا تقرير.

شروط تأثير النصيحة

ذكرنا سابقاً أن النصيحة أو الموعظة يشترط في تأثيرها ثلاثة شروط:

1 ـ التلطف: فالموعظة يجب أن تكون بتلطف وتودد وأن تكون خارجةً من صميم القلب.

2 ـ الاستدلال: القصد من ذلك أن يكون للنصحية سند صحيح وتعتمد على أساس قوي من الدلائل والبراهين الواضحة.

3 ـ رحابة الصدر: هذا الشرط يحظى بحصة الأسد في أهميته فهو من النعم الكبيرة التي أنعم الله بها على عباده؛ ولهذا ركز عليه القرآن الكريم في قوله المبارك للرسول الأكرم (ص):

(ألم نشرح لك صدرك) سورة الانشراح، الآية: 1.

وقد عنى ـ سبحانه وتعالى ـ بشرح الصدر رحابته للأمور وقدرته على استيعابها بحكمة وطمأنينة تقربه من النفوس وتزيده جلالاً في العيون.

 رحابة الصدر من صفات الأنبياء

لقد كان الأساس في تبليغ الرسول ابتداءً من بعثته وانتهاءً برحلته رحابة صدره وحسن خلقه الكريم.

ولقد كانت رحابة الصدر من دواعي نجاحه وانتشار رسالته (ص).

وفي خطاب الله ـ سبحانه وتعالى ـ إلى موسى بن عمران (ع) الذي دعي فيه إلى دعوة فرعون للإسلام ينم عن الخلق الرفيع ورحابة الصدر إذ قال سبحانه:

(إذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى) سورة طه، الآيتان: 43 ـ 44.

وحين سمع موسى هذا الخطاب الرباني وهو يرى بأم عينه التجهيزات العسكرية والقدرة الضخمة من الجيوش التي كان يمتلكها فرعون توجه إلى الله ـ سبحانه وتعالى ـ طالباً السكينة وشرح الصدر:

(قال رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي) سورة طه، الآيات: 25 ـ 28.

من الطبيعي أنه إذا كان الإنسان واسع الصدر كان لكلامه الأثر الكبير في نفوس الآخرين، ولكن إذا ضاق صدره وارتكب ما لا يليق بالإنسان الكيس فلن يكون هناك أثر لموعظته أو حديثه في نفوس الآخرين وسيفقد حق النفوذ في نفس من يريد وعظه ونصحه.

ويجب أن يعلم ما للارتباط بالله ـ جل وعلا ـ من أمور تبعث على صفاء النفس ورحابة الصدر وطيب الخلق، وكلما زاد الإنسان من صدقه مع الباري وسعى إلى تقوية روابطه مع المولى تمكن من تنمية هممه التي تمنحه الحلم والتحمل.

من الواضح جداً إذا كان رب البيت قوي الإرادة حليماً نفذت كلمته في نفس مقابله.

 الخلافات الناتجة من اهمال الزوجين

يمكن أن نجمل ما نريد أن نقول: عند مشاهدة اهمال من الزوجة يمكن أن تتلافى الفوضى الأسرية باسداء النصيحة من غير ان تسيء الأدب لأحد من الأسرة، لأن الكلام غير المناسب يتلف الثمرة المرجوة.

إن أغلب المشكلات التي تحدث الخلل في النظم الأسري ليس فقط من المرأة فقد تكون من الزوجين كليهما.

ويمكن أن نرجح أكثر الاختلافات والمشكلات في الأسرة إلى الرجل، لأنه يتصرف بخشونة واستعلاء.

إذا كنا نروم اصلاح المرأة، ينبغي أن لا نغفل عن أنفسنا، إذ من المهم أولاً أن نترفع عن المعاصي والأخطاء ونربي أنفسنا قبل اصلاح غيرنا ولا سيما الزوجة التي تتأثر بما تشاهد من أفعالنا أكثر من تأثرها بما تسمع من أقوالنا النصح والموعظة. وبهذه الطريقة فقط يمكن أن نقلل من ظهور المشكلات وبروز الاختلافات.

إن ضغوط الحياة والعمل والمجتمع لا ينبغي أن تنعكس على محيط الأسرة لتطفو المشكلات على سطح الحياة البيتية، لما لسوء الخلق والتخاذل الذي يبديه الأب والأم من أثر سلبي على الأولاد.

لقد أشار علماء النفس كثيراً إلى أن التعامل الحاد والخشن والضرب قد يضر الأولاد ويدمر شخياتهم، ربما أدى إلى ضياعهم ضياعاً لا يؤثر فيه الإصلاح والتهذيب.

شاهد أيضاً

مع اية الله العظمى الامام الخامنئي والاحكام الشرعية من وجهة نظره

رؤية الهلال س833: كما تعلمون فإن وضع الهلال في آخر الشهر (أو أوّله) لا يخلو ...