زكريَّا بركات
خرج السُّنِّي والزَّيديُّ والاثناعشريُّ إلى ميدان الجهاد، وتعاهدوا على حماية الأرض والعرض من غير تمييز طائفي..
وهم في الطريق التقوا بسنِّي لم يقبل مرافقتهم في هذا السبيل المقدَّس، ولكنَّه أخذ يحدِّث السنِّي المجاهد عن كُفر الاثناعشري وضلال الزيدي..!
بعد قليل ظهر زيديٌّ غير مقتنع بالجهاد وحاول الانفراد بالزيديِّ المجاهد ليحدِّثه عن كفر الاثناعشري وانحراف السني..!
بعد قليل ظهر اثناعشري يرفض الجهاد أيضاً وطلب الانفراد بالاثناعشري المجاهد وأخذ يحدِّثه عن كفر الزيدي ونصب السنِّي..!
اقتنع كلُّ واحد من المجاهدين الثلاثة بضرورة ترك رفيقَيه.. ورجعوا متفرِّقين وتركوا ما تعاهدوا عليه سابقاً من جهاد العدوِّ المشترك.
ورجع السني مع السني إلى القرية..
وكذلك رجع الزيدي مع الزيدي..
وكذلك رجع الاثناعشري مع الاثناعشري..
وبعد ذلك تمكَّن العدو من اقتحام القرية لتفرُّق أهلها واختلافهم وتركهم لواجب الدفاع بعد أن مزَّقتهم نزعاتهم الطائفية..
قام العدوُّ بقتل السنة والزيدية والاثناعشرية و زجِّهم في السجون، واستباح الأرض والعرض، وعاث في البلاد فساداً، وملأ الأرض ظلماً وجوراً، واستعبد الناس وأذاقهم كؤوس الذلِّ والمهانة.
وهكذا انتهى التحريض الطائفي والتكفير المتبادل إلى ترك فريضة الجهاد..
والذين فرَّقتهم النعرات الطائفية وحَّدهم العدوُّ في أغلال الخزي والذُّلِّ والمهانة.
هل فهمتم الآن كيف يخدم المحرِّضون مشروعَ أعداء الأمَّة؟
هل فهمتم كيف يكون الحديث الديني ذريعة لإسقاط الدين وإذلال أهله؟
احذروا مكائد الشيطان وأوليائه.
ولا حول ولا قوَّة إلَّا باللّٰه العليِّ العظيم.