الرئيسية / من / طرائف الحكم / احتجّ (الله) ببلدة قم على ساير البلاد وبأهلها على جميع أهل المشرق والمغرب من الجن والأنس

احتجّ (الله) ببلدة قم على ساير البلاد وبأهلها على جميع أهل المشرق والمغرب من الجن والأنس

بسم الله الرحمن الرحيم

روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال :
(واحتجّ (الله) ببلدة قم على ساير البلاد وبأهلها على جميع أهل المشرق والمغرب من الجن والأنس … إلى أن قال عليه السلام : وسيأتي زمان تكون بلدة قم وأهلها حجة على الخلائق ، وذلك في زمان غيبة قائمنا إلى ظهوره ، ولولا ذلك لساخت الأرض بأهلها .)

وعنه عليه السلام أيضاً :
(…ثم يظهر العلم ببلدة يقال لها قم ، وتصير معدناً للعلم والفضل حتى لا يبقى في الأرض مستضعف في الدين حتى المخدرات في الحجال ، وذلك عند قرب ظهور قائمنا فيجعل الله قم وأهله قائمين مقام الحجة ، ولولا ذلك لساخت الأرض بأهلها ولم يبق في الأرض حجة ، فيفيض العلم منه إلی ساير البلاد فی المشرق والمغرب ، فيتم حجه الله علی الخلق حتی لا يبقی أحد على الأرض لم يبلغ اليه الدين والعلم ، ثم يظهر القائم ويصير سبباً لنقمة الله وسخطه على العباد لأنّ الله لا ينتقم من العباد إلّا بعد إنكارهم حجةً .)

الملاحظ في هاتين الروايتين أنّ الإمام عليه السلام قد ربط بين هذا الحدث وبين ظهور الإمام المهدي عليه السلام ، حيث قال في الأولى : (عند قرب ظهور قائمتا) ، وفي الثانية : (وذلك في زمان غيبة قائمنا إلى ظهوره) .

وقال كذلك أن الله سبحانه وتعالى ينتقم من العباد بواسطة الإمام عليه السلام عندما يظهر ، وأنّ الذي يشمله سخط الله وتشمله نقمته هو المنكر للحجة المذكورة التي قامت مقام الإمام عليه السلام ، وأتمت الحجة على الناس قبل ظهوره ، لأنّ العقاب والانتقام لا يأتيان إلّا بعد إتمام الحجة .

قال تعالى :
(وما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل) .
وروي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال في قول الله عزّ وجلّ :
{(يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها لم تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانها خيرا) : يعني خروج القائم المنتظر مِنّا .}

وجاء في رواية الإمام الصادق عليه السلام أيضاً : (فيفيض العلم منه إلی سایر البلاد فی المشرق والمغرب… حتى لا يبقى أحد على الأرض لم يبلغ إليه الدين والعلم) ، و (حتى لا يبقى مستضعف في الدين حتى المخدرات في الحجال) .

يعني حتى النساء اللواتي لا يخرجن من بيوتهنّ ، لوجود الوسيلة التي يمكن من خلالها إيصال كلمة الحق إليهنّ من دون الحاجة إلى خروجهن من البيت ، الوسيلة التي لا يكاد يخلو منها بيت من البيوت في الوقت الحاضر ، من قبيل أجهزة التقاط القنوات الفضائية ، وشبكات التواصل الاجتماعي ، وما إلى ذلك .

فالظاهر من الروايات أن الحق قبل ظهور الإمام أرواحنا فداه متمثل بأهل هذه البقعة الشرقية من الأرض ، لأنهم وكما جاء في الرواية قائمون مقام الحجة ، وفي ذلك دليل على وجود من له مثل هذه المكانة والمنزلة ، منزلة النيابة العامّة للإمام عليه السلام ، وأنّ قيامه يبدأ من هذه المنطقة ، بحيث تكون زمام الأمور بيده ، وله من الإمكانات والأعوان والأنصار العدد الكافي الذي يُمكّنه من نشر الدين وإلقاء الحجة : (على جميع أهل المشرق والمغرب من الجن والإنس) كما جاء في الرواية ، وإتمامها عليهم كذلك .

روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال :
(يخرج ناس من المشرق فيوطئون للمهدي ، يعني سلطانه)

والملاحظ اليوم ، هو ظهور هذا الدور المهم لمدينة قم المقدسة ، وكذلك لراية الحق التي ارتفعت منها على يد الإمام الخميني قدّس سرّه ، الذي استطاع وبمعونة أهل المشرق أن ينهض بثورته العظيمة التي حطّمت عرش الطاغوت في إيران ، وكانت سبباً في دخول الملايين من اتباع الديانات والمذاهب الأخرى إلى المذهب الحق .

هذه النهضة التي أعادت الحق المضيّع والمغصوب إلى نصابه وإلى أهله في هذه البقعة المباركة من الارض ، والتي أعادت للأمة كرامتها وعزّتها لما قدّمته من خدمات وتضحيات ، ودماء روّت بها شجرة الإسلام ، هذه النهضة التي رفعت راية الإسلام وحققت آمال الأنبياء والاوصياء ، وجميع من يحب أن تكون الحاكمية لله عزّ وجلّ دون غيره .

إن من الأمور المهمة التي قام بها الإمام الخميني وبسبب نهضته المباركة هذه ، هو تهيئة الأنصار الحقيقيين للحق ليس في الجمهورية الإسلامية فحسب بل في الكثير من البلدان الإسلامية الأخرى ، وهذا هو العامل الذي له الصدارة في رفع المانع الذي يقف أمام ظهور الإمام المهدي عليه السلام ، ويمهّد الأرضية لظهوره .

(وَالْحَمْدُ لِله رَبِّ الْعَالَمِينَ)

شاهد أيضاً

سقوط مرتزقة الإعلام في معسكر العمى الإستراتيجي

سقوط مرتزقة الإعلام في معسكر العمى الإستراتيجي بين نمط د. هشام الهاشمي للقصف الإيراني لقاعدة ...