الرئيسية / بحوث اسلامية / البعد الروحي للاحرام – السيد عبد الستار الجابري

البعد الروحي للاحرام – السيد عبد الستار الجابري

البعد الروحي للاحرام – التتمة
عبد الستار الجابري

– الحلقة 09

“لبيك انت الغني ونحن الفقراء اليك لبيك”
عرف الغنى بانه اليسار وهو الزيادة عن حد الكفاية ، وقيل هو في غنى اي اكتفاء ويسار، وغني فلان اي كثر ماله وصار ثريا او ملك ما يفيض عن حاجته، والغني هو الثري كثير المال، ورجل غان عن كذا اي مستغن عنه وليس به حاجة اليه.

الاستعمال اللغوي لكلمة الغني والغنى تشير الى اصلها الذي يعني نفي الحاجة مطلقا تارة وعن شيء ما تارة اخرى، فالغني المطلق هو الذي ليس له بحاجة الى شيء ابدا، ولا يمكن ان يتحقق ذلك الا في من كان بذاته غير محتاج لاي شيء اخر، وذلك منحصر بالله تبارك وتعالى، فالله تعالى واجب الوجوب بالذات ومستغن بذاته عن جميع الموجودات، فالله هو الاول الذي لم يسبقه وجود، وهو الحي الذي لا يعروه الفناء، وهو المعطي الذي لا يحتاج الى عطاء، وهو الموجد الذي لا يحتاج الى من يوجده، وهو خالق كل شيء المنزه عن كل نقص سبوح قدوس رب الملائكة والروح.
وكل ما خلا الله تعالى محتاج اليه ومفتقر الى فيضه ونعمائه، فهذا الكون الواسع محتاج في وجوده وبقائه الى الله تعالى، وكل مفردة من مفردات هذا الكون غير المحدود لها فترة حياة وزوال قرها لها الرب العليم الحكيم، فعلى سبيل المثال يقول علماء الفلك ان ما نراه من نجوم في السماء هي نجوم قد تلاشت منذ ملايين السنين، والان وصل ضوؤها الينا، وهناك ثقوب سوداء في هذا الكون العظيم دورها ابتلاع الاجرام السماوية مهما عظمت بعد انتهاء مدتها الحياتية، اي انها تعمل كاجهزة التنظيف الذاتي التي يحيويها بدن الانسان كالكلية والرئتين والامعاء الغليظة والمسامات الجلدية، حيث ينتقل اليها ما يضر الجسم ولم يعد بحاجة اليه ليخلص الجسم منه او كالطحال الذي يخزن الكريات الدم المريضة والميتة، او كبعض انواع الاسماك التي وظيفتها التقاط النفايات وخزنها في اجسامها لتنقي المحيط المائي للاسماك الاخرى التي لا يمكنها العيش في حال وجود نفايات معينة في محيطها. وهكذا الحال في كل ي ما يحيط بنا، فان لكل موجود فيهذا الكون مهمة خاصة في حفظ التوازن الذي يقتضيه وجود الكون واستمرار بقائه. فاذا طرأت تغيرات كبرى وانتهى دور تلك الاحياء العاملة تلاشت وزالت، والحال بعينه في بدن الانسان فاذا لم يعد جسد الانسان قابلا للبقاء تعطلت اجهزة بدنه اما العاملة الاصلية او التي تقوم بدور التنظيف والتنقية لتتوقف بعد ذلك حياة ذلك الفرد ، والامر بعينه يجري في الكون الواسع الذي لم يكتشف منه اسراره الا اقل القليل، ولم تسخر من طاقاته الكامنة الا ما هو ادون من ذلك واقل، وهو السر الذي نطقت به النصوص الدالة على ان العلم على 27 حرفا ظهر للناس منها منذ ادم (عليه السلام) وحتى ظهور المهدي (عليه السلام) حرفان فاذا ظهر (صلوات الله عليه) اظهر الخمس وعشرين حرفا الباقية، والامام المهدي (عجل الله فرجه) عبد من عباد الله ادخره الله لتحقيق ارداته في المجتمع الانساني على الارض.

شاهد أيضاً

الأمان الرقمي للأسرة: كيفية إنشاء خطة عائلية للتعامل مع حوادث أمن المعلومات

تكنولوجيا وأمن معلومات  27/03/2024 الأمان الرقمي للأسرة: كيفية إنشاء خطة عائلية للتعامل مع حوادث أمن ...