الرئيسية / تقاريـــر / حركة حماس.. احتفال ذكرى التأسيس وتحديات ورسائل

حركة حماس.. احتفال ذكرى التأسيس وتحديات ورسائل

حركة حماس : نعد أسرانا بصفقات تبادل وليس صفقة واحدة

وفد قيادي من حركة حماس يلتقي رئيس مجلس النواب اللبناني في بيروت

حركة حماس تنعى الشهيد ريان وتبارك عمليته البطولية

الوقت- رسائل كبيرة وكثيرة أوصلتها حركة حماس في حفل ذكرى تأسيسها الخامس والثلاثين، ووصف بأنه أكبر مهرجان وعرض عسكري لفصيل فلسطيني مقاوم، هو المهرجان الجماهيري الذي أقامته حركة حماس في قطاع غزة بمناسبة الذكرى الخامسةِ والثلاثين لانطلاقتِها. واللافت أن سماء غزّة كانت تحميها الطيور الأبابيل في رسالة واضحة لكيان الاحتلال بأن سلاح المقاومة في تطور مستمر، والطيران المسير هو عنوان المرحلة المقبلة من المواجهة. وهو ما يُرعب كيان الاحتلال ويرهق مستوطنيه، فالمعركة القادمة ستتجاوز الصواريخ، وستكون مرحلة الطائرات المسيرة التي لا تستطيع القبة الحديدية إيقافها وبالتالي تستطيع هذه الطائرات أن تضرب عمق الكيان الصهيوني بدقة عالية وبسرعة فائقة ولاسيّما الجنود المنتشرين على حدود قطاع غزّة وداخل المستوطنات المحيطة بالقطاع.

هذا المهرجان هو الأول منذ أربع أعوام، والأول بعد معركة سيف القدس، التي تعتبر علامة فارقة في الصراع مع كيان الاحتلال، حيث باتت تاريخيًا المرحلة التي توصف بأن ما قبل سيف القدس ليس كما بعدها. والمفاجأة الكبرى في هذا المهرجان كانت وجود كلمة لقائد هيئة أركان كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، محمد الضيف، الذي دعا إلى توحد كل الرايات وأن تلتئم كل الجبهات لهدف تحرير فلسطين. ووجه رسالة لقيادة كيان الاحتلال وجمهوره، بأنهم أعجز وأجبن من أن ينجحوا في ما فشل فيه آباؤهم، وأنه ستكون نهايتهم عن أرض فلسطين. وطالب بفتح كل الساحات لهدف واحد وغاية كبيرة نبيلة مقدسة وهي تحرير فلسطين. وخروج صوت محمد ضيف إلى العلن يربك أوراق الكيان الصهيوني الأمنية والعسكرية وخصوصًا أنه حاول أكثر من مرة أن يروج لخبر استشهاده، وبالتالي خروجه هذه المرة يكذب هذه الادعاءات ويرفع الروح المعنوية للمقاومين في عموم الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي قطاع غزّة على وجه الخصوص.
قائد حركة حماس في قطاع غزّة يحيى السنوار، دعا السلطة الفلسطينية الى وقف التنسيق الأمني مع كيان الاحتلال والتوافق على برنامج لمقاومة الكيان. واعتبر أن حملة الاعتقالات في الضفة مؤشر على أن قيادة التنسيق الأمني مستمرة في نفقها المظلم. وأوضح السنوار، إزاء مماطلة الاحتلال في صفقة التبادل، فإن حماس تمهله قليلًا من الوقت، وإلا ستغلق الملف إلى الأبد وتجد طريقة أخرى لتحرير الأسرى. وتصريحات السنوار هذه هي بمثابة إعلان صريح من حركة حماس حول شروطها للمصالحة مع حركة فتح وعلى رأس الشروط وقف التنسيق الأمني وإطلاق سراح المقاومين في سجون السلطة.
حماس وجهت العديد من الرسائل أبرزها أن المقاومة ثابتة في أهدافها وأن القدس واللاجئين في صلب توجهها وأن سلاحها في تطور مستمر. وحذرت الكيان الصهيوني من مغبة ارتكاب أي حماقة بحق القدس والأقصى أو أبناء الشعب الفلسطيني، لأن الرد سيكون مزلزلًا. وشددت على أن أرض غزّة والمقاومة تؤكد على فضل إيران في دعم فلسطين ومقاومتها، وخصوصًا أنَّ قطاع غزّة فرض عليه الحصار منذُ عام 2005، ومنذ ذلك الوقت قامت حركة حماس بتنظيم أمور القطاع وتأمين احتياجات اهله وخلقت قاعدة كبيرة للمقاومة سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا وحتى اجتماعيًا، وباتت مثالًا يحتذى به في هذا المجال.
كتائب القسام أرادت أن تقدم مفاجأة في المهرجان حيث تم الكشف عن بندقية الجندي الأسير هدار غولدن ورقمها في معركة العصف المأكول العام 2014، والعدد الكبير للحضور يؤكد شعبية حماس ومشروعها التحرري، الذي يقف خلفه ابناء الشعب الفلسطيني، وحماس ومن خلفها الجماهير الهادرة تجدد عهدها مع مشروع المقاومة بكل أشكالها، محذرة الاحتلال من تغيير المعادلة التي تم فرضها في معركة سيف القدس باعتبارها حدثا مفصليًا بدأ ولم يغمد.
حماس القت بثقلها في حفل ذكرى التأسيس لتؤكد للجميع أن شعبيتها لم تقل أبدًا بل على العكس ازدادت أكثر وأكثر، رغم محاولة كيان الاحتلال ووسائل الاعلام العربية المطبعة محاولة اظهار العكس، وتصوير أن الشعب الفلسطيني قد مل من المقاومة ومن حماس، وبالتالي كانت صورة التفاف الشعب خلف المقاومين أكبر رسالة لهم بأن مشروعهم قد فشل وأنهم لم يستطيعوا أن يغيروا شيئًا من شعبية المقاومة والتفاف الشعب الفلسطيني خلفها، ورسائل حماس في الاحتفال عكست إصرارها في مواصلة السير على المسار الذي بدأته منذ أكثر من 35 عامًا، وأنها لم تتغير ولم تتأثر بكل ما حصل ويحصل حولها، وأنها مواصلة في هذا الطريق حتى التحرير.

شاهد أيضاً

مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية

مصباح    26 إعلم، أيها الخليل الروحاني، وفقك الله لمرضاته وجعلك وإيانا من أصحاب شهود ...