الرئيسية / زاد الاخرة / مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية

مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية

مصباح   27

هذه الخلافة هي روح الخلافة المحمدية (ص) ، وربها وأصلها ومبدؤها؛ منها بدأ أصل

الخلافة في العوالم كلها؛ بل أصل الخلافة والخليفة والمستخلف إليه. وهذه ظهرت، تمام الظهور،

في حضرة اسم “الله” الأعظم رب الحقيقة المطلقة المحمدية (ص)، أصل الحقايق الكلية الإلهية.

فهي أصل الخلافة، والخلافة ظهورها؛ بل هي الظاهرة في هذه الحضرة، لإتحاد الظاهر والمظهر؛

كما أشار إليه في الوحي الإلهي، إشارة لطيفة، بقول تعالى : ” أنا أنزلناه في ليلة القدر ” .

وقال شيخنا وأستاذنا في المعارف الإلهية، العارف الكامل، الميرزا محمد علي الشاه أبادي الإصفهاني،

أدام الله أيام بركاته، في أول مجلس تشرفت بحضوره وسألته عن كيفية الوحي الإلهي، في ضمن

بياناته أن “هاء” في قوله تبارك وتعالى : “إنا أنزلناه في ليلة القدر” إشارة إلى الحقيقة الغيبية النازلة

في بنية المحمدية التي هي حقيقة “ليلة القدر” .

مصباح  28 ولعلك بعد

المصابيح الماضية المستنيرة بالأنوار الإلهية المنورة لقلبك والنفثة الروحية النافخة في روعك، عرفت

كيفية ارتباط هذه الخليفة الكبرى بالأسماء الحسنى والصفات العليا؛ وأن ارتباطها بها ارتباط

افتقار ووجود، كما أن ارتباط هذه بها ارتباط تجل وظهور؛ فإن الحقيقة الغيبية الإطلاقية لا

ظهور لها بحسب حقيقتها، [ 28 ] فلا بد لظهورها من مرآة يتجلى فيها عكسها. فالتعينات

الصفاتية والأسمائية مرائى انعكاس ذلك النور العظيم ومحل ظهوره . 

 مصباح  29 كما أن الصور المنعكسة في المرائي الحسية تتشكل بشكلها من الإستدارة والإستقامة،

وتتلون بلونها من الحمرة والصفرة وغيرها، وبحسب كدورتها وصفائها تختلف الصورة، إختلافاً

بيناً، مع أن تلك الإختلافات لم تكن في ذى الصورة، وتكون بحسب اختلاف استعدادات

المرائي، كذلك وجه الحضرة الغيبية والهوية العمائية المنعكسة في المرائي الأسمائية والصفاتية مع

عدم تعينها بنفس ذاتها لعدم ظهورها بذاتها تتعين بتعينات الأسماء والصفات، وتتلون بلونها،

وتتجلى فيها بمقدار صفائها، وتظهر فيها حسب استعداداتها؛ فتكون مع “الرحيم” رحيماً، ومع

“الرحمن” رحماناً، ومع “القهار” قهاراً، ومع “اللطيف” لطيفاً، إلى غير ذلك من الجلال والجمال

.

 

شاهد أيضاً

أطائب الكلم في بيان صلة الرحم – الشيخ حسن الكركي

المطلب الثاني (في بيان معنى الصلة وما يتعلق بذلك) قال الجوهري: الوصل ضد الهجران، والتواصل ...