مصباح 44
هذه الخلافة التي سمعت مقامها وقدرها ومنزلها، هي حقيقة “الولاية” فإنّ
الولاية هي القرب، أو المحبوبيّة، أو التصرّف، أو الربوبيّة، أو النيابة. وكلّها حق هذه الحقيقة،
وسائر المراتب ظل وفيء لها، وهي ربّ الولاية العلوية(ع) التي هي متحدة مع حقيقة الخلافة
المحمدية(ص) في النشأة الأمر والخلق؛ كما سيأتي بيانها، إن شاء الله . [37] مصباح 45
حقيقة الخلافة والولاية بمقامها الغيبية التي لايتعين بتعين ولا يتصف بصفة ولا يظهر في مرأة لا
يكون لها هيئة روحانية أصلاً. وأمّا بمقام ظهورهما في صورالأسماء والصفات وانعكاس نورهما
في مرائي التعينات، هما على هيئتة كرات محيطة بعضها على بعض. وليكن الأمر في الكرات
الإلهية والروحانية على عكس الكرات الحسية: فإن الكرات الحسية قد أحاط محيطها على
مركزها، وفي الكرات الإلهية والروحانية أحاط مركزها على محيطها، بل المحيط فيها عين المركز
باعتبار. والفرق بين الكرات الإلهية والروحانية أن الأولى كانت مُصمتة؛ والثاني مجوفة
بالتجويف الإمكاني. مع كون الكرات الإلهية مصمتة، كانت إحاطتها بالكرات المحاطة الإلهية
والنازلة الروحانيّة أتمّ .
مصباح 46
لاتتوهمن أن الإحاطه في تلك الكرات كالإحاطة في
الكرات الحسيّة من كون بعضها في جوف بعض وتماسّ سطوح بعضها بسطوح بعض. فإن
ذلك توهّم فاسد وظنّ باطل. فاخرج عن هذا السجن واترك دار الحسّ الوهم؛ وارق إلى عالم
الروحانيات؛ وابعث نفسك عن هذه القبور الهالك سكّانها، الظالم أهلها . ((تو را ز كنكَره
عرش مىزنند صفير ندانمت كه دراين دامكَه جه افتادست)) مصباح 47 قد وقع في الكلام
معلّم الصناعة، الحكيم أرسطاطاليس، أنّ الحقائق البسيطة على هيئة استدارة حقيقية. وبرهن
عليه العارف الجليل، القاضي سعيد القمي، رضوان الله عليه. قال في البوارق الملكوتية : [38]
الحقائق البسيطة، سواء كانت عقلية أو غيرها، يقتضي بذاتها الإستدارة الحقيقيّة، على
حسب سعة الدرجة وضيقها؛ وكلّ يعمل على شاكلته. وذلك لأنّ نسبتها إلى ما دونها ممّا
في حيطتها لا يختلف بجهة دون جهة؛ فلو كانت غير مستديرة، لاختلف النسبة. ( وهذا
خلف ) لا يمكن . انتهى