الرئيسية / القرآن الكريم / قراءة القرآن وآداب تلاوته ومقاصده

قراءة القرآن وآداب تلاوته ومقاصده

الدرس التاسع: ترتيب القرآن

 

 

أهداف الدرس

على المتعلّم مع نهاية هذا الدرس أن:

1- يفهم قضية نظم كلمات القرآن.

2- يعرف كيفية تأليف آيات القرآن على الترتيب الموجود.

3- يستعرض أدلّة جمع الإمام علي عليه السلام للقرآن.

 

مقدّمة

ترتيب القرآن في شكله الحاضر، في نظم آياته وترتيب سوره، وكذلك في تشكيله وتنقيطه وتفصيله إلى أجزاء ومقاطع، لم يكن وليد عامل واحد، ولم يكتمل في فترة الوحي الأولى. فقد مرّت عليه أدوار وأطوار، ابتدأت بالعهد الرسالي، وانتهت بدور توحيد المصاحف على عهد عثمان، ثم إلى عهد الخليل بن أحمد النحويّ الذي أكمل تشكيله بالوضع الموجود.

 

والمهمّ الآن هو العناية بدراسة القرآن من زاوية جمعه وتأليفه مصحفاً بين دفّتين والبحث عن الفترة التي حصل فيها هذا الجمع والتأليف وعن العوامل التي لعبت هذا الدّور الخطيروالبحث الحاضر يكتمل في ثلاث مراحل أساس:

أوّلاً: نظم كلماته بصورة جمل وتراكيب كلاميّة ضمن الآيات.

ثانياً: ترتيب آياته ضمن السّور.

ثالثاً: ترتيب السّور بين دفّتين على صورة مصحف كامل.

 

نظم كلماته

لا شكّ أنّ نظم الكلمات والجمل والتعابير في القرآن، كلّها بفعله تعالى، لم يحدث فيها أيّ تغيير أو تبديل، لا بزيادة ولا بنقص ولا بتغيير موضعي أصلاً. ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾[1]، ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾[2].

 

ولمزيد التوضيح نقول:

أوّلاً: إسناد الكلام إلى متكلّم خاصّ يستدعي أن يكون هو العامل في تنظيم كلماته وتنسيق أسلوبه التعبيري الخاصّ. وبما أنّ القرآن المجيد هو كلام الله العزيز الحميد، فلا بدّ أن يكون الوحي هو العامل الوحيد في تنظيم كلماته جملاً وتراكيب كلاميّة بديعة.

 

ثانياً: كان أحد أوجه إعجاز القرآن كامناً وراء هذا النظم البديع. وقد تحدّى القرآن فصحاء العرب وأرباب البيان ـ بصورة عامّة ـ لو يأتون بمثل هذا القرآن و﴿لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾[3].

 

وتجويز إمكان تدخّل يد بشرية في نظم القرآن، كان بمعنى إبطال هذا التحدّي الصارخ.

 

ثالثاً: اتّفاق كلمة الأمّة في جميع أدوار التاريخ على أنّ النظم الموجود في الآيات الكريمة هو من صنع الوحي السماوي. الأمر الذي التزم به جميع الطوائف الإسلاميّة، على مختلف آرائهم في سائر المواضيع.

 

تأليف آياته

تأليف الآيات ضمن كلّ سورة، على الترتيب الموجود، فهذا قد تحقّق ـ في الأكثر ـ وفق ترتيب نزولها: كانت السور تبتدأ بـ ﴿بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾ فتسجّل الآيات التي تنزل بعدها من نفس هذه السورة، واحدة أخرى تدريجيّاً حسب النزول، حتّى تنزل بسملة أخرى، فيعرف أنّ السورة قد انتهت وابتدأت سورة أخرى.

 

قال الإمام الصّادق عليه السلام: كان يعرف انقضاء السورة بنزول ﴿بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾ ابتداءً لأخرى[4].

 

وهناك عامل آخر عمل في نظم قسم من الآيات على خلاف ترتيب نزولها، وذلك بنصّ من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتعيينه الخاصّ. كان يأمر ـ أحياناً ـ بوضع آية في موضع خاصّ من سورة سابقة كانت قد ختمت من قبل.

 

روي أنّ آخر آية نزلت، قوله تعالى: ﴿وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ﴾[5]  فأشار جبرئيل أن توضع بين آيتي الربا والدين من سورة البقرة[6].

 

وربّما كانت السور تفتتح، وقبل أن تكتمل، تفتتح سورة أخرى وتكتمل هذه الأخيرة قبل أن تكتمل الأولى. وذلك كان بأمر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وبإشارته، كما في سورة البقرة، هي أول سورة ابتدأ نزولها بالمدينة بعد الهجرة، لكنّها استمرّ نزولها سنوات حتّى إلى ما بعد سنة السّت، إذ فيها الكثير من الآيات نزلن في هذه الفترات المتأخّرة، منها: آية ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا﴾[7]. إنّها نزلت عندما تحرّج المسلمون من السعي بين الصفا والمروة لمكان أساف ونائلة عليهما، وكان المشركون وضعوهما على الجبلين يطوفون بهما ويلمسونهما. فنزلت الآية دفعاً لتوهّم الحظر. الأمر الذي يستدعي نزولها بعد صلح الحديبية في عمرة القضاء[8] وهو عام السّت من الهجرة. أو لعلّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر بوضع الآية في هذا الموضع من السورة. والله العالم.

 

وهكذا نزلت آيات الحجّ في نفس العام وتثبّت في هذه السورة بالذّات!

 

ترتيب سوره

انقضى العهد النبويّ والقرآن منثور على العسب واللخاف والرقاع وقطع الأديم[9]  وعظام الأكتاف والأضلاع وبعض الحرير والقراطيس وفي صدور الرجال.

 

كانت السور مكتملة على عهده صلى الله عليه وآله وسلم مرتّبة آياتها وأسماؤها، غير أنَّ جمعها بين دفّتين لم يكن حصل بعد، نظراً لترقّب نزول قرآن على عهده صلى الله عليه وآله وسلم فما دام لم ينقطع الوحي لم يصحّ تأليف السّور مصحفاً إلّا بعد الاكتمال وانقطاع الوحي، الأمر الذي لم يكن يتحقّق إلّا بانقضاء عهد النبوّة واكتمال الوحي.

 

عن الإمام الصادق عليه السلام: “قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام: يا عليّ! القرآن خلف فراشي في الصحف والحرير والقراطيس، فخذوه واجمعوه ولا تُضيّعوه”[10].

 

وأوّل من قام بجمع القرآن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم مباشرة وبوصيّة منه صلى الله عليه وآله وسلم هو الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام ثمّ قام بجمعه زيد بن ثابت بأمر من أبي بكر، كما قام بجمعه كلّ من ابن مسعود وأُبي بن كعب وأَبي موسى الأشعري وغيرهم، حتّى انتهى الأمر إلى دور عثمان فقام بتوحيد المصاحف وإرسال نسخ موحّدة إلى أطراف البلاد وحمل الناس على قراءتها وترك سواها، على ما سنذكر.

 

جمع الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

أوّل من تصدّى لجمع القرآن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم مباشرة وبوصيّة منه هو علي بن أبي طالب عليه السلام قعد في بيته مشتغلاً بجمع القرآن وترتيبه على ما نزل، مع شروح وتفاسير لمواضع مبهمة من الآيات، وبيان أسباب النزول ومواقع النزول بتفصيل.

 

قال عليه السلام: “ما نزلت آية على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلّا أقرأنيها وأملاها عليّ فأكتبها بخطّي. وعلّمني تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها. ودعا اللهَ لي أن يُعلّمني فهمها وحفظها فما نسيت آية من كتاب الله ولا علماً أملاه عليّ فكتبته منذ دعا لي ما دعا”[11].

 

وبعث القوم إليه ليُبايع فاعتذر باشتغاله بجمع القرآن، فسكتوا عنه أيّاماً حتّى جمعه في ثوب واحد وختمه ثم خرج إلى الناس وهم مجتمعون حول أبي بكر في المسجد وخاطبهم قائلاً: “إنّي لم أزل منذ قُبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مشغولاً بغسله وتجهيزه ثمّ بالقرآن حتّى جمعتُه كلّه في هذا الثوب الواحد ولم ينزل الله على نبيّه آية من القرآن إلّا وقد جمعتها، وليس منه آية وقد أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلّمني تأويلها، أن تقولوا غداً: إنّا كنّا عن هذا غافلين”[12]!.

 

وفي عهد عثمان حيث اختلفت المصاحف وأثارت ضجّة بين المسلمين، قال طلحة للإمام عليه السلام: وما يمنعك ـ يرحمك الله ـ أن تُخرج كتاب الله إلى الناس؟! فكفّ عليه السلام عن الجواب أوّلاً، فكرّر طلحة السؤال، فقال: لا أراك يا أبا الحسن أجبتني عمّا سألتُك من أمر القرآن ألا تُظهره للناس؟

 

قال عليه السلام: “يا طلحة عمداً كففتُ عن جوابك. فأخبرني عمّا كتبه القوم أقرآن كلّه أم فيها ما ليس بقرآن”؟ قال طلحة: بل قرآن كلّه. قال عليه السلام: “إن أخذتم بما فيه، نجوتم من النار ودخلتم الجنّة”… قال طلحة: حسبي، أمّا إذا كان قراناً فحسبي[13].

 

جمع زيد بن ثابت

كان ذلك الرفض القاسي لمصحف علي عليه السلام يستدعي التفكير في القيام بمهمّة جمع القرآن مهما كلّف الأمر، بعد أن أحسّ الناس بضرورة جمع القرآن في مكان، ولا سيّما كانت وصيّة نبيّهم صلى الله عليه وآله وسلم بجمعه لئلّا يضيّع، كما ضيّعت اليهود توراتهم[14].

 

مضافاً إلى أنّه قد استحرّ القتل بكثير من حامليه ويوشك أن يذهب القرآن بذهاب حامليه، فقد قُتل منهم سبعون في واقعة يمامة. وفي رواية: أربعمأة[15].

 

وهذه الفكرة أبداها عمر بن الخطاب، واقترح على أبي بكر ـ وهو الخليفة يوم ذاك ـ أن ينتدب لذلك من تتوفّر فيه شرائط القيام بهذه المهمّة الخطيرة، فوقع اختيارهم على زيد بن ثابت، وهو شابّ حدث فيه مرونة حداثة السن وله سابقة كتابة الوحي أيضاً. فقد ملك الجدارة الذاتيّة من غير أن يخشى منه على جوانب الخلافة الفتيّة في شيء، كما كان يخشى من غيره من كبار الصحابة، وفيهم شيء من المناعة والجموح وعدم الانقياد التّام لميول السلطة واتجاهاتها آنذاك.

 

منهج زيد

وجّه زيد نداء عاماً إلى ملأ الناس: “من كان تلقّى من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئاً من القرآن فليأتِ به”.

 

وألّف لجنة من خمسة وعشرين عضواً ـ كما جاء في رواية اليعقوبي[16] ـ وكان عُمَر يُشرف عليهم بنفسه.

 

وكان اجتماعهم على باب المسجد يوميّاً والناس يأتونهم بآي القرآن وسوره، كلّ حسب ما عنده من القرآن.

 

وكانوا لا يقبلون من أحدٍ شيئاً حتّى يأتي بشاهدين يشهدان بصحّة ما عنده من القرآن سوى خزيمة بن ثابت، أتى بالآيتين آخر سورة براءة، فقبلوهما منه من غير استشهاد، لأنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اعتبر شهادته وحده شهادتين[17]. والمراد من الشاهدين شاهدان عدلان ـ أحدهما الذي أتى بالآية وعدل آخر ـ يشهدان بسماعهما قرآناً من النبي صلى الله عليه وآله وسلم بدليل قبول شهادة خزيمة بن ثابت الذي جاء بآخر سورة براءة، مكان شهادة رجلين وهكذا جاء في نصّ ابن أشته[18].

 

ومن غريب الأمر أنّ عُمَر جاء بآية الرّجم وزعمها من القرآن: “الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتّة نكالاً من الله” لكنّه ووجِه بالرفض، ولم تُقبل منه، لأنّه لم يستطع أن يُقيم على ذلك شاهدين وبقي أثر ذلك في نفس عُمَر، فكان يقول ـ أيّام خلافته ـ لولا أن يقول الناس: “زاد عمر في كتاب الله”، لكتبتها بيدي ـ يعني آية الرّجم[19].

 

ثم إنّ جمع زيدٍ لم يكن مرتّباً ولا منظّماً كمصحف، وإنّما كان الاهتمام في ذلك الوقت على جمع القرآن وحفظه من الضياع، وضبط آياته وسوره حذراً عن التلف بموت حامليه، فدوّنت في صحف وجعلت في إضبارة، وأودعت عند أبي بكر مدّة حياته، ثم عند عُمَر بن الخطّاب حتّى توفّاه الله، فصارت عند ابنته حفصة، وهي النسخة التي أخذها عثمان لمقابلة المصاحف عليها، ثمّ ردّه عليها، وكانت عندها إلى أن ماتت، فاستلبها مروان من ورثتها حينما كان والياً على المدينة من قِبَل معاوية، فأمر بها فشُقَّت[20].

 

المفاهيم الرئيسة

– أنّ نظم الكلمات والجمل والتعابير في القرآن، كلّها بفعله تعالى، لم يحدث فيها أيّ تغيير أو تبديل.

 

– تأليف الآيات ضمن كلّ سورة، على الترتيب الموجود، فهذا قد تحقّق ـ في الأكثر ـ وفق ترتيب نزولها: كانت السور تبتدأ بـ ﴿بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾ فتسجّل الآيات التي تنزل بعدها من نفس هذه السورة.

 

– وهناك عامل آخر عمل في نظم قسم من الآيات على خلاف ترتيب نزولها، وذلك بنصّ من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتعيينه الخاصّ.

 

– كانت السور مكتملة على عهده صلى الله عليه وآله وسلم مرتّبة آياتها وأسماؤها، غير أنَّ جمعها بين دفّتين لم يكن حصل بعد، نظراً لترقّب نزول قرآن على عهده صلى الله عليه وآله وسلم فما دام لم ينقطع الوحي لم يصحّ تأليف السّور مصحفاً.

 

– أوّل من تصدّى لجمع القرآن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم مباشرة وبوصيّة منه هو الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.

 

– بعد رفض مصحف الامام علي عليه السلام تم تكليف زيد بجمع القرآن الذي بدوره وجّه زيد نداء عاماً إلى ملأ الناس: “من كان تلقّى من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئاً من القرآن فليأتِ به”، وألّف لجنة من خمسة وعشرين عضواً – إنّ جمع زيدٍ لم يكن مرتّباً ولا منظّماً كمصحف، وإنّما كان الاهتمام في ذلك الوقت على جمع القرآن وحفظه من الضياع.

 

للمطالعة

 

مصاحف الصحابة

في الفترة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم قامت جماعة من كبار الصحابة بتأليف القرآن، وجمع سوره بين دفّتين، كلّ بنظم وترتيب خاصّ، وكان يُسمّى مصحفاً.

 

وحاز بعض هذه المصاحف مقاماً رفيعاً في المجتمع الإسلامي آنذاك، فكان أهل الكوفة يقرؤون على مصحف عبد الله بن مسعود، وأهل البصرة يقرؤون على مصحف أبي موسى الأشعري، وأهل الشام على مصحف أُبيّ بن كعب. وأهل دمشق خاصّة على مصحف المقداد بن الأسود وفي رواية الكامل: أنّ أهل حمص كانوا على قراءة المقداد[21].

 

وصف عامّ من مصاحف الصحابة

كان الطابع العامّ الذي كانت المصاحف آنذاك تتّسم به هو تقديم السور الطوال على القصار نوعاً ما في ترتيب منهجيّ خاصّ.

 

1- ابتداء من السور الطوال: البقرة، آل عمران، النساء، الأعراف، الأنعام، المائدة، يونس[22].

2- ثم المئين: وهي السور تربو آياتها على المائة، وهي ما تقرب من اثنتي عشرة سورة.

3- ثم المثاني: وهي السور لا تبلغ آياتها المائة، وهي ما تقرب من عشرين سورة. وسمّيت مثاني لأنّها تثنّى أي تكرّر قراءتها أكثر ممّا تقرأ غيرها من الطوال والمئين.

4- ثم الحواميم: وهي السور بدأت بـ: “حم” وهي سبع سور.

5- ثم الممتحنات: وهي ما تقرب عشرين سورة.

6- ثم المفصّلات: تبتدىء من سورة الرحمن إلى آخر القرآن.

 

وسُمّيت بذلك لقرب فواصلها وكثرة فصولها.

 

 

هذا هو الطابع العام لمصاحف الصحابة وإن كانت المصاحف تختلف مع بعضها في تقديم بعض السور على بعض وتأخيرها عنها أو يزيد عدد سور بعضها على بعض[23].

 

أمد هذه المصاحف

كان أمد هذه المصاحف قصيراً جدّاً انتهى بدور توحيد المصاحف على عهد عثمان فذهبت مصاحف الصحابة عرضة التمزيق والحرق.

 

أرسل عثمان إلى كلّ أفق بمصحف ممّا نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يُحرق[24]. نعم حظيت بعض هذه المصاحف عمراً أطول، كالصحف التي كانت عند حفصة.

[1] سورة فصّلت، الآية 42.

[2] سورة الحجر، الآية 9.

[3] سورة الإسراء، الآية 88.

[4] العياشي، تفسير العياشي، ج 1، ص 19، ح 5.

[5] سورة البقرة، الآية 281.

[6] السيوطي، الإتقان، ج 1، ص 62.

[7] سورة البقرة، الآية 158.

[8] روي ذلك عن الإمام الصادق عليه السلام، راجع: تفسير العياشي: ج 1، ص70، وص 133.

[9] العسيب: جريدة النخل إذا كشط خوصها. واللخف: حجارة بيض رقاق. والأديم: الجلد المدبوغ.

[10] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 92، ص 48، ح 7 عن تفسير علي بن إبراهيم.

[11] الزركسي، تفسير البرهان، ج 1، ص 16، ح 14.

[12] الطبرسي، الاحتجاج ، ص 82.

[13] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 92، ص42، ح 1.

[14] علي بن إبراهيم، تفسير القمي، ص 745، تحقيق السيد طيّب الموسوي الجزائري، مؤسسة دار الكتاب، ط 3.

[15] ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، ج 7، ص 447.

[16] تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 113.

[17] ابن الأثير، أسد الغابة، ج 2، ص 114.

[18] السيوطي، الإتقان، ج 1، ص 58.

[19] الزركشي، والبرهان، ج 2، ص35.

[20] القسطلاني، إرشاد الساري، ج 7، ص 449.

[21] ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 3، ص 55، والمصاحف للسجستاني: ص 11، 14. الزركشي، البرهان، ج 1، ص 239 ـ 243.

[22] تلك السبع الطوال في مصاحف الصحابة، غير أنّ عثمان عمد إلى تقديم سورة الأنفال فزعمها مع سورة براءة سورة واحدة جعلهما من السبع الطوال. راجع: السيوطي، الإتقان، ج 1، ص60، الحاكم النيسابوري ومستدرك الحاكم، ج 2، ص 221.

[23] من أراد الوقوف عليها فليراجع محمد هادي معرفة، “التمهيد في علوم القرآن” ج 1، ص 312 ـ 331.

[24] صحيح البخاري، ج 6، ص 226، نشر دار الفكر للطباعة والنشر – لبنان 1981م، كتاب فضائل القرآن.

شاهد أيضاً

الإحتجاج (ج1) / للطبرسي

الإحتجاج (ج1) / الصفحات: ٣٢١ – ٣٤٠ ٣٢١ الشهادة فلا تتم الشهادة إلا أن يقال: ...