الرئيسية / تقاريـــر / الشهيد سليماني حوّل انتفاضة الحجارة الى انتفاضة الصواريخ وهزت اركان المحتل

الشهيد سليماني حوّل انتفاضة الحجارة الى انتفاضة الصواريخ وهزت اركان المحتل

اكد القيادي البارز في حركة الجهاد الاسلامي نافذ عزام، ان الدور الذي لعبه الشهيد الحاج قاسم سليماني بتطوير مقاومة الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده بوجه الاحتلال، قد هزّت اركان المحتل وعمقه واربكت المشروع الامريكي الاسرائيلي واطماعهما في المنطقة.

مواقف فريدة وخالدة للشهيد قاسم سليماني

وقال عزام في حوار خاص مع قناة العالم خلال برنامج “ضيف وحوار” ضمن حلقة حول مآثر الشهيد قاسم سليماني قائد فيلق القدس وشهيد القدس في ذكرى استشهاده: انه تشرف بلقاء الشهيد قاسم سليماني عندما كان يزور العاصمة الايرانية طهران بشكل رسمي ضمن وفد لحركة الجهاد الاسلامي، وكيف كان ينفعل بالقضية الفلسطينية وما يجري على ارض فلسطين، مشيراً الى انه لمس في كل اللقاءات التي تشرف معه، حرص الشهيد سليماني على القضية الفلسطينية وعلى مصالح الشعب الفلسطيني وحرصه تجاه المنطقة العربية بشكل عام.

واكد عزام، ان اهم ما يميز الشهيد الحاج قاسم سليماني هو انه كان في غاية التواضع رغم انه كان يصنف في الدوائر الامريكية والغربية والاسرائيلية انه من اخطر الشخصيات على المشروع الامريكي والصهيوني، معتبراً ان الشهيد سليماني امتلك هذه الخصائص التي أهّلته ليكون في هذه المرتبة والمكانة من حيث التأثير وتعزيز الحضور للمشروع الاسلامي في المنطقة ككل.

ما الدعم الذي قدمه الشهيد سليماني لفلسطين وللمقاومة؟

اكد عزام، ان الموقف بالنسبة للشهيد سليماني وبالنسبة للجمهورية الاسلامية بشكل عام، لم يكن الموقف مجرد سياسي مع ان هذا امر في غاية الامر ان تقف دولة مع فلسطين ومع الفلسطينيين في الجانب السياسي وهو مطلوب وضروري، لكن ما لمسه من خلال لقاءاته مع الشهيد سليماني ان الموقف كان موقفا ايديولوجيا وعقائديا، وان الشهيد سليماني كان يؤمن ان فلسطين هي قضية كل العرب والمسلمين، وهي تمثل الكشّاف لمواقف الآخرين وانها المعيار لمدى صدق اي انسان في حديثه عن الاسلام عن مشروع الاسلام وعن امة الاسلام، اضافة الى الموقف والرؤية السياسية الايرانية كان هناك موقف عقائدي تجاه فلسطين على اعتبار ان فلسطين في قلب المشروع الاسلامي للامة الاسلامية كلها.

اوضح عزام، ان العالم كله يعلم وليس خافياً على احد، ويجب ان يذكر ذلك من باب الوفاء للشهيد سليماني وللجمهورية الاسلامية، بان كل ما قدّم من دعم للشعب الفلسطيني ولمقاومته كان نتيجة هذا الايمان العقائدي، واكد انه هناك دورا كبيرا للحاج سليماني “رحمه الله” كونه كان يشرف على هذا الملف من قبل الجمهورية الاسلامية وبالتالي كان يحرص على تقديم اكبر قدر من الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني وللمقاومة تحديداً.

واضاف عزام، انه يعتز ما قدمته ايران للفلسطينيين ويعتز بالدور الذي لعبه الشهيد سليماني في تعزيز مقاومة الشعب الفلسطيني وتعزيز صمودهم وفي ارباك المشروع الامريكي في المنطقة بشكل عام، وارباك المشروع الاسرائيلي ايضاً.

واكد عزام ان الشهيد سليماني لم يتأخر في تقديم كل ما يستطيعه من اجل ابقاء فلسطين حيّة على الطاولة ومن اجل تعزيز مقاومة الشعب الفلسطيني.

الشهيد سليماني حوّل انتفاضة الحجارة الى انتفاضة الصواريخ وهزت اركان المحتل

كيف طوّر الشهيد سليماني ادوات المقاومة وهزّت المشهد الاسرائيلي؟

قال القيادي البارز في حركة الجهاد الاسلامي: ان الاطار العام لسياسة ايران كان دعم الشعب الفلسطيني بكل قوة وتحرك الشهيد سليماني في هذا الاطار الذي لم يدّخر جهداً في دعم الشعب الفلسطيني وفي تعزيز مقاومته بكل ما اوتي من قوة وبكافة اشكال الدعم والمساعدة، معتبراً ان هذا شيء يعرفه الجميع، ومن الضروري ان التأكيد عليه وتسجيل كل التقدير والشكر للحاج سليماني على ما قدمه للشعب الفلسطيني.

استطرد عزام قائلا: بعد مرور 35 عاماً على الانتفاضة الاولى التي عُرفت بانتفاضة الحجارة، تطورت ادوات المقاومة على مدى هذه الاعوام بشكل كبير في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي رغم اختلاف التحديات وتعقيد الامور اكثر، معتبراً ان هذه الادوات ايضاً اختلفت وتطورت بفضل الله عزوجل والجمهورية الاسلامية على ما يحوزه الفلسطينيون اليوم من قدرات في مواجهة الاحتلال والعدوان الاسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني، بالتأكيد الحاج سليماني له دور في هذا.

واعتبر عزام، ان ادوات الانتفاضة التي تطورت افضل بكثير مما كانت عليه عند اشتعال الانتفاضة الاولى، قد هزّت اركان الاحتلال وهزت ايضاً اركان المشروع الاسرائيلي، وقد فوجئ الجميع بانفجار البركان الذي عُرف في العالم باسم الانتفاضة بعد عشرين عاماً من النكبة الثانية التي اكملت فيها “اسرائيل” احتلال كل فلسطين، مشيراً الى ان الكثير تصوّر ان الشعب الفلسطيني قد قبل بالامر الواقع او استسلم، بعدما بذلت “اسرائيل” محاولات مجنونة لتطويع الفلسطينيين وكسر روحهم، لكن اجيال الفلسطينيين رغم الظروف المحيطة التي كانت محبطة، صنعت انجازات عظيمة، وسجلت الانتفاضة في تاريخ هذا الصراع على انها من الانجازات الكبيرة التي ابدعها الفلسطينيون.

واكد عزام، ان “اسرائيل” كانت في مأزقً وهي تواجه انتفاضة الشعب الفلسطيني، بعد ان تصورت ان الامور قد انتهت وان الفلسطينيين قد استسلموا للامر الواقع.

وبين عزام، انه رغم الحصار والظروف المحبطة والحياة القاسية التي يعيشها الشعب الفلسطيني نرى اليوم ان المقاومة بحال اكثر من جيدة، وان “اسرائيل” باتت تحسب حساباً كبيراً للشعب الفلسطيني ولمقاومته، والواضح للعالم بأسره ان الاحتلال الذي تفرضه “اسرائيل” على الشعب الفلسطيني ليس احتلالاً بلا ثمن، وليس احتلالاً مريحاً، فالسطينيون مصرون على نيل حقوقهم وعلى الدفاع عن انفسهم وعن ارضهم ومقدساتهم.

ما وراء تقوية المقاومة في الدول المحيطة بفلسطين الذي ارعب الاحتلال؟

قال القيادي البارز في حركة الجهاد الاسلامي، انه يؤمن بان قوة المنطقة العربية والاسلامية تصب في مصلحة فلسطين وقضيتها، وشدد على انه يؤمن ان حسم الصراع في مواجهة “اسرائيل” لن يتم الا اذا نهضت المنطقة والامة، واعتبر ان الفلسطينيون معنيين تماماً بقوة الدول العربية والاسلامية وبالتضامن العربي الاسلامي، اي ان تكون هناك برامج جادة تتبناها الدول العربية والاسلامية في مواجهة الخطر الذي تمثله “اسرائيل” والخطر الذي تمثله السياسة الامريكية، منوهاً بان هذا الامر في غاية الاهمية وينسحب على الدول العربية والاسلامية. ورأى ان الحاج سليماني بذلك جهداً كبيراً في هذا الاطار من اجل تقوية المنطقة من اجل ان تتماسك لمواجهة الاطماع الامريكية والاسرائيلية.

واوضح عزام، ان الظروف بلاشك كانت صعبة في المنطقة ككل، لكن نحن نظن انها كانت ستكون اكثر صعوبة والمعاناة اشد في المنطقة لولا لم يبذل الحاج سليماني الجهود الجبارة بتعزيز صمود المقاومة من اجل الوقوف في وجه المشروع الامريكي الاسرائيلي واطماعهما.

الشهيد سليماني حوّل انتفاضة الحجارة الى انتفاضة الصواريخ وهزت اركان المحتل

هل لهذا السبب كان قرار اغتيال الشهيد سليماني امريكياً ولم يكن اسرائيلياً فقط؟

لفت عزام الى انه لا يعرف الخفايا، لكن من المؤكد ان قرار اغتيال الشهيد سليماني “رحمه الله” كان اسرائيلياً حتى لو تكن مشاركة في القرار، واكد ان امريكا تقيّم المنطقة وكل من يمثل خطراً عليها، وهي رأت في الحاج سليماني هذا الخطر الكبير والداهم.

وشدد عزام على ان “اسرائيل” ما كانت لتجرأ وحدها على اغتيال الشهيد سليماني، وبالتالي نابت عنها امريكا ودخلت الامور في حسابات اخرى بلا شك، لكن من المؤكد ان اغتيال الشهيد سليماني مثّل سعادة كبيرة “لاسرائيل” وسعادة لكل اعداء العرب والمسلمين.

ماذا بعد مرحلة الشهيد سليماني؟

وحول سؤاله فيما يتعلق بما بعد مرحلة الشهيد سليماني وفيما اذا كان اغتياله هو اغتيال لنهجه ولفكره وان الاحتلال والأمريكان لم يأخذوا العبر والدروس من التاريخ، أكد عزام انهم لم يتعظون، حيث أن الطغاة والمستبدون لا يتعظون أبدا بدورس التاريخ، ولا يقرؤون الواقع جيدا لذلك هم يقومون بعمليات الاغتيال هذه بين فترة واخرى للقادة الذين يشكلون عقبة أمام استقرار مشاريع أعداء الأمة العربية والاسلامية.

وقال عزام: الامريكان والاسرائيليين كانوا يتصورون انهم وجهوا ضربة قاسمة لكل من يقف في وجه المشروع الأمريكي الاسرائيلي، وتصوروا ان اغتيال الحاج سليماني سيوجه ضربة قاسمة لمشروع المقاومة في المنطقة ككل، بالتاكيد الخسارة كبيرة بغياب واستشهاد الحاج سليماني لكن من المؤكد ان السياسة مستمرة لم تتأثر، بمعنى أن سياسة تعزيز المقاومة في المنطقة لم تتأثر وروح المقاومة تتصاعد وتتنامى في المنطقة ككل وفي فلسطين تحديدا، وبالتالي فان أهداف الاغتيال لم تتحقق لان مقاومة “اسرائيل” مستمرة والتصدي للسياسة الامريكية مستمر ايضاً، ولان سياسية الجمهورية الاسلامية لم تتغير على الاطلاق لم يتوقف دعمها للشعب الفلسطيني ولم يتوقف دعمها للمقاومة في المنطقة ككل. نحن نؤمن تماما ان الطغاة لا يتعظون بما يجري ولا يستفيدون من دروس التاريخ ويكررون نفس التجارب.

ولفت عزام الى ان الأمة التي دينها الاسلام، هي امة تتحرك دفاعا عن تاريخ طويل من العمل من أجل تعزيز الحق والخير وتعزيز العدل وتعزيز السلام، هذه الامة لا يمكن أن تموت مهما تعرضت، فأمتنا تعرضت لأهوال وارتكبت بحقها مجازر من الاستعمار القديم والحديث، وقُتل ملايين من العرب والمسلمين على يد المستعمرين والطغاة وعلى يد المحتلين، لكن هذه الأمة لم تندثر، وحافظت على روحها وحافظت على حضارتها ودينها ومعتقدها، والشعب الفلسطيني أيضا مثال حي لفشل المحاولات الهادفة الى وأد المقاومة والى مصادرة حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه.

الشهيد سليماني حوّل انتفاضة الحجارة الى انتفاضة الصواريخ وهزت اركان المحتل

معركة سيف القدس من انجازات الشهيد سليماني

وحول قراءة ودلالة حدوث معركة “سيف القدس” في غياب الحاج الشهيد قاسم سليماني قال عزام: لم يتغير شيء من حيث ايمان ايران بالقضية الفلسطينية، ومعركة سيف القدس كانت دليلا واضحا بعد استشهاد الحاج الشهيد قاسم سليماني بشهور طويلة، فقد أبلى الفلسطينيون بلاء حسنا في معركة سيف القدس وحققوا انجازات كبيرة وتأكد لإسرائيل وللجميع ان السياسة الايرانية الداعمة للشعب الفلسطيني لم تتغير وان الشعب الفلسطيني لا يمكن على الاطلاق ان يخضع او يتنازل عن حقوقه، فالشعب الفلسطيني مصر على استكمال رحلة كفاحه وجهاده مهما تواضعت امكاناته ومهما بلغت قسوة الحياة التي يعيشها.

وتابع عزام يقول: الشعب الفلسطيني مستمر في جهاده وكفاحه الظاهرة التي نراها الان في الضفة الغربية وغزة التي تمثل نموذجا شامخا أمام العالم بأسره، والفلسطينيون حتى في مخيملات المناف والشتات كل ذلك يؤكد أن أصحاب الحق متمسكون بحقهم ولا يمكن على الاطلاق أن يتراجعوا أو أن يتنازلوا وهذا يؤكد أن ما قدمه الحاج الشهيد قاسم سليماني لم يذهب هباء وهدرا، وان هناك حقيقة ثابتة في هذه المنطقة أن الأمة العظيمة لا يمكن على الاطلاق أن تفرط في تاريخها وموروثها الحضاري العظيم ولا يمكن أن تستسلم لاعدائها، والشعب الفلسطيني يحظى بهذا الشرف شرف الدفاع عن كرامة الأمة وأقدس مقدساتها وباذن الله الشعب الفلسطيني ماض في تحقيق أهدافه ان شاء الله.

استفتاء الفلسطينيين على خيار المقاومة

وفيما يتعلق برسالته الى جمهورية ايران الاسلامية في مرحلة ما بعد الحاج الشهيد قاسم سليماني وللأمة العربية والاسلامية، واستفتاء الشعب الفلسطيني على اختيار المقاومة، أكد عزام، ان رسالته للجمهورية الاسلامية في ايران هي الشكر والتقدير معتبراً ، ايران لم تقصر أبدا في دعم الفلسطينيين ولم تتخل أبدا رغم الضغوط الهائلة التي مورست عليها ورغم الاثمان الباهظة التي تدفعها نتيجة موقفها الشريف تجاه القضية الفلسطينية، لم تتخل عن دعمها ولم تتراجع أبدا ولم تطرح هذا الأمر على موائد التفاوض والمساومة.

واشار عزام الى ان ايران كان بإمكانها أن تجني الكثير وكان بإمكانها أن ترتاح من هذا الحصار الضاغط عليها لكنها آمنت بفلسطين واستمرت في دعم الشعب الفلسطيني، ويجب أن نقول لها شكرا يجب أن نتوجه بأسمى عبارات التقدير للجمهورية الاسلامية على كل ما قدمته وما تقدمه للشعب الفلسطيني.

وأضاف عزام، رسالتنا للأمة العربية والاسلامية أيضا يجب أن نؤكد فيها ان الشعب الفلسطيني لا يمكن على الاطلاق أن يتخلى عن واجباته وهو ينتمي الى هذه الأمة المباركة، واذا كانت هذه الأمة تعيش حالة من الاستضعاف والقهر اليوم فهذا أمر طاريء ومؤقت، باعتبار ان هذه الأمة ستنهض من جديد، ونقول لهم كونوا مطمئنين أن الشعب الفلسطيني على قدر الأمانة وقدر المسؤولية وانه يعيش حالة المقاومة دفاعا عن التاريخ ودفاعا عن المقدس ودفاعا عن الحاضر، وان الشعب الفلسطيني لا يمكن على الاطلاق أن يفرط في هذه الأمانة والمسؤولية ان شاء الله.

شاهد أيضاً

الجهاد – طريقة العمل

طريقة العمل                                  * العمل  طبق التكليف والأحكام الشرعية                                * كسب محبة الشعب ...