57 عبد اللَّه بن مُغَفَّل المُزني « 1 »
( . . – 60 ه ) عبد اللَّه بن مُغَفَّل المُزني ، أبو سعيد ، وقيل : أبو زياد .
شهد بيعة الرضوان « 2 » وهو أحد البكاءين « 3 » في غزوة تبوك فيما قيل .
سكن المدينة ، ثمّ البصرة ، وله عدة أحاديث .
روى عنه : سعيد بن جبير ، والحسن البصري ، وثابت البُناني ، وغيرهم .
وعدّه أبو إسحاق الشيرازي ممّن نُقل عنه الفقه من الصحابة .
قال الحسن البصري : كان عبد اللَّه بن مغفّل أحد العشرة الذين بعثهم إلينا عمر بن الخطاب يفقّهون الناس .
وقيل : إنّه أوّل من دخل من باب مدينة تُستَر يومَ فتحِها « 1 » روي عن عبد اللَّه أنّ رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم قال : لا يبولنّ أحدكم في مستحمّه .
توفّي بالبصرة – سنة ستين ، وقيل : – تسع وخمسين ، وأوصى أن لا يصلَّي عليه عبيد اللَّه بن زياد « 2 » وأن يصلَّي عليه أبو برزة الأسلمي .
58 عَتّاب بن أَسيد « 1 »
( 13 ، 15 ق . ه – 13 ه ) ابن أبي العيص الأُموي ، أبو عبد الرحمن ، أبو محمّد المكيّ .
أسلم يوم فتح مكة ، واستعمله رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم على مكة بعد الفتح لمّا سار إلى حنين ، وقيل : إنّ النبيّ – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ترك معاذ بن جبل بمكة يفقّه أهلها ، واستعمل عتّاباً بعد عوده من حصن الطائف ، وكان عمره حين استعمل نيفاً وعشرين سنة ، فأقام للناس الحج تلك السنة وهي سنة ثمان ، وحجّ المشركون على ما كانوا عليه .
أخرج في الدر المنثور ج 1 – ص 366 عن ابن جرير وابن جريج في قوله تعالى : « * ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا ا للهَ وَذَرُوا ) * . . » « 2 » قال : كانت ثقيف قد صالحت النبي – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم على أنّ مالهم من ربا على الناس ، وما كان للناس عليهم من ربا فهو موضوع ، فلمّا كان الفتح استعمل عتّاب بن أسيد على مكة ، وكانت بنو عمرو
بن عمير بن عوف يأخذون الربا من بني المغيرة ، وكانت بنو المغيرة يربون لهم في الجاهلية ، فجاء الإسلام ولهم مال كثير ، فأتاهم بنو عمرو يطلبون رباهم ، فأبى بنو المغيرة أن يعطوهم في الإسلام ، ورفعوا ذلك إلى عتّاب بن أسيد ، فكتب عتّاب إلى رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم فنزلت : « * ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا ا للهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا ) * » إلى قوله : « * ( وَلا تُظْلَمُونَ ) * » فكتب بها رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم إلى عتّاب وقال : إن رضوا وإلَّا فأْذنهم بحرب « 1 » روى عتّاب عن رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم .
روى عنه : عطاء بن أبي رباح ، وسعيد بن المسيب .
قيل : ولم يدركاه .
وعُدّ من المقلَّين في الفتيا من الصحابة .
عن سعيد بن المسيب عن عتاب ، قال : أمر رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم أن يخرص العنب كما يخرص النخل ، تؤخذ زكاته زبيباً كما تؤخذ صدقة النخل تمراً .
توفّي عتاب – يوم وفاة أبي بكر ، وقيل : جاء نعي أبي بكر يوم دفن عتّاب .
59 عثمان بن حُنيف
« 1 » ( . . – بعد 40 ه ) ابن واهب بن العُكيم الأنصاري ، الأوسي ، أبو عمرو ، وقيل : أبو عبد اللَّه المدنيّ ، والي البصرة ، أخو سهل بن حنيف .
شهد مع النبي – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم أُحُداً « 2 » وما بعدها من المشاهد ، وكان من الموالين لَامير المؤمنين – عليه السّلام مُقدّماً له .
وقد عدّه البرقي من شرطة الخميس من أصحاب عليّ – عليه السّلام الذين كانوا يبايعون على الموت .
ولَّاه عمر بن الخطاب مساحة الأرض وجبايتها بالعراق ، وضَرْبَ الخراج والجزية على أهلها .
وكتب إليه : أن افرض الخراج على كلّ جَريب ، عامر أو غامر درهماً وقَفيزاً ،
وافرض على الكَرْم على كل جريب عشرة دراهم . .
وكان عمر كما ذكر العلماء بالأثر والخبر قد استشار الصحابة في رجل يوجّهه إلى العراق فأجمعوا جميعاً على عثمان بن حنيف ، وقالوا : إنْ تبعثه على أهمّ من ذلك ، فإنّه له بصراً وعقلًا وتجربة .
ولما بويع عليّ – عليه السّلام بالخلافة بعث عثمان بن حنيف والياً على البصرة ، فلم يزل حتى قدم عليه طلحة والزبير وعائشة ، فجرت بين الفريقين وقائع ، ثم تنادوا إلى الصلح وتوادعوا ريثما يقدم عليهم أمير المؤمنين – عليه السّلام ، فكتبوا بينهم كتاباً : إنّ لعثمان بن حنيف دار الامارة والرحبة والمسجد وبيت المال والمنبر . .
فلم يلبث إلَّا يومين أو ثلاثة حتى وثبوا على عثمان ، فظفروا به ، وأصابوه بأذى ، ثم خلَّوا سبيله ، فلحق بعلي – عليه السّلام ، وحضر معه وقعة الجمل .
ثم سكن الكوفة بعد استشهاد أمير المؤمنين – عليه السّلام ، ومات بها في زمن معاوية .
روى عثمان عن النبي – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم .
وروى عنه : ابن أخيه أبو أمامة بن سهل ، وعبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة ، وعمارة بن خزيمة بن ثابت ، ونوفل بن مساحق ، وهانىَ بن معاوية الصَّدفي .
60 عثمان بن عفان « 1 »
( . . – 35 ه ) ابن أبي العاص بن أميّة القُرشي الأُموي ، أبو عبد اللَّه وأبو عمرو .
ولد بمكة ، وأسلم بعد البعثة بقليل .
هاجر إلى أرض الحبشة الهجرتين ، ثم عاد إلى مكة وهاجر إلى المدينة .
شهد أُحداً « 2 » وما بعدها من المشاهد ، وكان قد تخلَّف عن بدر ، ويقال انّه
تخلَّف عنها لتمريض زوجته رقية بنت رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم .
وهو أحد الستة الذين رشحهم عمر بن الخطاب للخلافة ، ففاز بها لقبوله بالشرط الذي اشترطه عبد الرحمن بن عوف في تحكيم سنّة الشيخين أبي بكر وعمر « 1 » .
وفي أيامه افتتحت أرمينية والقفقاز وخراسان وكرمان وسجستان وقبرس وغيرها .
رُوي له عن رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم مائة وستة وأربعون حديثاً .
روى عنه : زيد بن ثابت وأنس بن مالك وزيد بن خالد الجهني وعبد اللَّه بن عمر وأبو هريرة ، وأبان بن عثمان ، وآخرون .
وقد عُدّ من المتوسطين في الفتيا من الصحابة ، وذكر له الشيخ الطوسي في « الخلاف » ستين فتوى .
وكان يحكم برأيه ويجتهد في مقابل النص في كثير من الاحكام .
ولمّا دحض عبد الرحمن بن عوف حججه في الإتمام بالسفر ، قال عثمان : هذا رأي رأيته « 2 » .
روى البخاري والبيهقي وأحمد بن حنبل عن عبد اللَّه بن عمر قال ( واللفظ لَاحمد ) : صلَّيت مع رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ركعتين بمنى ومع أبي بكر ركعتين ومع عمر ركعتين ، ومع عثمان صدراً من خلافته ثم صلَّاها أربعاً « 3 »
وروى البيهقي بإسناده عن مروان بن الحكم قال : شهدت عثمان وعلياً رضي اللَّه عنهما بين مكة « 1 » وعثمان رضي اللَّه عنه ينهى عن المتعة ، وأن يُجمع بينهما [ أي بين الحج والعمرة ] ، فلما رأى ذلك علي رضي اللَّه عنه أهلّ بهما جميعاً ، فقال : لبيك بعمرة وحجّة ، فقال عثمان رضي اللَّه عنه : تراني أنهى الناس عن شيء وأنت تفعله ، قال : ما كنت لَادع رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم لقول أحد من الناس « 2 » وكان عثمان قد اختص أقاربه من بني أُمية بالمناصب والولايات « 3 » وأعطاهم الأموال الطائلة ، ممّا أثار نقمة الناس عليه .
قال ابن قتيبة في « المعارف » : وكان ممّا نقموا على عثمان أنّه آوى الحكم بن أبي العاص وأعطاه مائة ألف درهم ، وقد سيّره رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ثم لم يؤْوه أبو بكر ولا عمر .
قالوا : وتصدّق رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم بمهروز موضع سوق المدينة على المسلمين فأقطعه عثمان الحارث بن الحكم أخا مروان ، وأقطع فدك « 4 » مروان ، وهي صدقة رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم فوهبه كلَّه لمروان .
ومن الاحداث التي نقمت على عثمان أنّه نفى الصحابي الكبير أبا ذر الغفاري إلى الشام ثمّ استقدمه إلى المدينة لمّا شكى منه معاوية ، ثم نفاه إلى الربذة ،
وكان أبو ذر ينكر على الولاة وبطانة عثمان استئثارهم بالأموال وعدم إنفاقها في وجوهها ، وكان رحمه اللَّه تعالى يقول : واللَّه لقد حدثت أعمال ما أعرفها ، واللَّه ما هي في كتاب اللَّه ولا سنّة نبيّه « 1 » فسارت إليه الوفود من مصر والبصرة والكوفة ومعهم أهل المدينة ، يطلبون منه أن يردّ المظالم ويعزل كل عامل كرهوه ، فأعطاهم الرضى ، فانصرف القوم ، فلمّا كان المصريون ببعض الطريق وجدوا كتاباً مع غلام عثمان إلى عامله على مصر أن يضرب أعناق رؤَساء المصريين ، فرجعوا إلى المدينة وحصروه مدة ثم قتلوه وذلك في – ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ، ودفن في حشّ كوكب « 2 »
شاهد أيضاً
مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين عليه السلام
شعره الرائق: أضاء بك الأفق المشرق * ودان لمنطقك المنطق وكنت ولا آدم كائنا * ...