🍁يا شيخ لا أدري قراءتك مجزئة أم لا ؟ 🍁
ــــــــــــــــــــــــ
✔يقول العلامة السيد مجتبى البهشتي ( نجل العابد الزاهد المقدس سماحة اية الله السيد علي البهشتي رض) :
أتذكر أنني لما أوصاني المحقق الكبير المرجع الاعلى السيد الخوئي (رض) بالذهاب الى حرم الإمام أمير المؤمنين عليه السلام حين ما ألبسني العمامة وكنت صبياً حينها، فذهبت إلى حرم الإمام وكان الوقت عصراً ، وعندما خرجت من الحرم كان قد حان وقت صلاة المغرب ، فرأيت شيخاً وقوراً مستعداً لإمامة الجماعة في الرواق الشريف ، فدنوت منه وسلمت عليه ولم أكن أعرفه حينها – هو آية الحق المرجع الورع التقي آية الله العظمى الشيخ مرتضى آل ياسين خال الإمام الشهيد المرجع السيد محمد باقر الصدر – فدنوت منه وكأني بعد تلبسي بالعمامة أصبحت مجتهداً أعرف المسائل الشرعية كلها باحتياطاتها ، فجلست باحترام قبالته وسلمت عليه ، فأجابني بتحنن وودّ ، فقلت : شيخي أريد أن أصلي خلفك مأموماً .
فأجاب : بارك الله بك يا ولدي .
فقلت : يا شيخ لا أدري قراءتك مجزئة أم لا ؟
فهل تقرأ لي السورة ؟
✔وكان هناك رجل مسن خلف الشيخ مأموماً ، فأنزعج من تجاوزي على المقام العلمي للشيخ ، صبي معمم يطلب من عالم كبير ومرجع أن يمتحنه بالقراءة !! فصاح بي صيحة نكراء ، وأومأ بعصاه (العوجية) : قم !! فذهلت وخفت وتحركت من مكاني مذعوراً .
لكن سماحة الشيخ توجه إليه وطلب منه أن يهدأ ولا يهدد بشيء ، وقام الشيخ (قدس) بالقراءة بكل لطف سورة الحمد .
فقلت : اقرأ السورة الأخرى ، فقرأها .
فقلت : اقرأ التسبيحات ، فقرأها ، وهكذا التشهد والسلام ، فكان سماحته يقرأ وأنا أستمع حتى أنتهى الامتحان من صبي لعالم جليل (رض) .
✔ثم سألني (قدس) : سيدي كيف قراءتي ، كيف تقيمها وتراها ؟
فقلت على بساطتي : يا شيخ قراءتك جيدة وممتازة .
✔فنظر من مكانه وهو على سجادته حيث كان في الرواق المطهر ، فرنا بنظره إلى قبر الإمام وضريحه المقدس وهو يقول : سيدي يا أمير المؤمنين ، هذا ولدك يشهد بصحة قراءتي فاقبل شهادته في حقي ، قالها (قدس) بكل اعتقاد وجدية وعبرته (دموعه) جارية وسماحته يتمتم ( أقبل شهادته) ، فصليت خلفه أول صلاة جماعة بعد التعمم ، فدعا لي وانا لا أعلم مدى جرأتي وعملي القبيح بحق سماحته من دون قصد وعلى البساطة ، لأن المسألة الفقهية تقول ” يجب أن تكون قراءة الإمام صحيحة ومجزية” .
✔وبعد أيام وشهور عرفت بواسطة والدي (قدس) من هو الشيخ ، وما هي مكانته العلمية والدينية ، وموقعه الاجتماعي واجتهاده وتقواه ، فخجلت من فعلتي هذه وندمت كثيراً ، فكان السبيل هو الأعتذار ، فإن والدي علمني أن من الأدب أن أذهب وأعتذر وأن كان أصل السؤال لا عيب فيه .
فقصدت سماحته يوماً وقبلت يده الكريمة وقدمت أعتذاري عن سوء فعلتي ، وبكيت ودموعي تجري خجلاً على يده الكريمة ، فاحتضنني بأحضان الأبوة الكريمة ، وشملني برعايته ، وراح يتلمس العذر ولا أنساه : ” لا يا ولدي كان عملك صحيحاً والسؤال حق لك ” ، وعندما سألني عن أسمي ووالدي ، وعرف اني ابن اية الله البهشتي زادني لطفاً وعناية .
ــــــــــــــــــــــــ
📚المصدر :
قصص وعبر (مخطوط)/ عادل الجوهر .
ــــــــــــــــــــــــ
🌠قناة الأحكام الشرعية، إشترك الآن، وشارك في نشر عنوان القناة