الرئيسية / من / الشعر والادب / أبو العباس الضبي وشعره في الغدير / الصفحات: ١ – ٢٠

أبو العباس الضبي وشعره في الغدير / الصفحات: ١ – ٢٠

أبو العباس الضبي وشعره في الغدير / الصفحات: ١ – ٢٠

الصفحة: ١ فارغة
كتاب أبو العباس الضبي وشعره في الغدير للعلامة الأميني (ص ١ – ص ١٠)

[image] - مركز الأبحاث العقائدية

أبو العباس الضبي

 

المتوفى ٣٩٨

لعلي الطهر الشهير * مجد أناف على ثبير
صنو النبي محمد * ووصيه يوم الغدير
وحليل فاطمة ووالد * شبر وأبو شبير (١)

 

* (ما يتبع الشعر) *

 

* (ثبير) *

بفتح المثلثة ثم الموحدة المكسورة من أعظم جبال مكة بينهما و بين عرفة، سمي باسم رجل من هذيل مات في ذلك الجبل. أخرج أبو نعيم في [ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين] والنطنزي في [الخصايص العلوية] عن شعبة ابن الحكم عن ابن عباس قال: أخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونحن بمكة بيدي وبيد علي فصعد بنا إلى (ثبير) ثم صلى بنا أربع ركعات ثم رفع رأسه إلى السماء فقال: أللهم إن موسى بن عمران سألك وأنا محمد نبيك فأسئلك أن تشرح لي صدري وتيسر لي أمري وتحلل عقدة من لساني ليفقه قولي واجعل لي وزيرا من أهلي علي بن أبي طالب أخي، اشدد به أزري وأشركه في أمري، قال ابن عباس: فسمعت مناديا ينادي: يا أحمد قد أوتيت ما سألت.

 

* (الشاعر) *

الكافي الأوحد أبو العباس أحمد بن إبراهيم الضبي – نسبة إلى ضبة – الوزير الملقب بالرئيس، أحد من ملك أزمة السياسة والأدب بعد الصاحب ابن عباد، وكان من ندمائه واختص بالزلفة منه والتأدب بآدابه، والحظوة بقرباه حتى عاد منار

 

(١) مناقب ابن شهر آشوب ١ ص ٥٥٠ ط ايران.

٢
الفضل والأدب ومفزع روادهما، وممن يشار إليه وينص عليه، لم يفتء كذلك حتى قضى الصاحب نحبه سنة ٣٨٥ فخلفه على الوزارة لما استوزره فخر الدولة البويهي وضم إليه أبا علي الملقب بالجليل وفي ذلك قال بعض ولد المنجم: 

والله والله لا أفلحتم أبدا * بعد الوزير ابن عباد بن عباس
إن جاء منكم جليل فاقطعوا أجلي * أو جاء منكم رئيس فاقطعوا رأسي

فالمترجم كانت تحط بفنائه الرحال، وتنال منه الآمال، وتفد إليه القوافي من كل حدب، ويسير شعره مع الركبان، وكان نعم الخليفة لسلفه الصاحب، والموئل الفذ لما كانت له من مراتب، وله في جامع إصبهان خانكات مرتفعة، وخانات عامرة متسعة، قد وقفت لأبناء السبيل، وبحذائه دار الكتب وحجرها وخزانتها وقد بناهن ونضد فيها من الكتب عيونا، وخلدها من العلوم فنونا، يشتمل فهرستها على ثلث مجلدات كبيرة كما في محاسن إصبهان ص ٨٥، وكتب التراجم (١) تطفح بالثناء عليه، ولشعراء عصره قصائد رنانة في مدحه ومنهم: أبو عبد الله محمد بن حامد الخوارزمي له قصيدة في إطراءه منها:

 

زمان جديد وعيد سعيد * ووقت حميد فماذا تريد؟!
وأحسن من ذاك وجه الرئيس * وقد طلعت من سناه السعود
وكم حلة خطها قد غدت * على برد آل يزيد تزيد

٢ – أبو الحسن علي بن أحمد الجوهري الجرجاني [السابق ذكره] له قصائد في المترجم له منها: قصيدة في ميلاده وتحويل سنه ذكرها الثعالبي في (اليتيمة) ٤ ص ٣٨ منها:

 

يوم تبرجت العلا * فيه ومزقت الحجب
يوم أتاه المشتري * بشهاب سعد ملتهب
بسلالة المجد الفصيح * وصفوة المجد الزرب

 

 

(١) راجع يتيمة الدهر ٣ ص ٢٦٠، معجم الأدباء ١ ص ٦٥، كامل ابن الأثير ٩ ص ٧٣، معالم العلماء لابن شهر آشوب، ديوان مهيار؟ ص ٢٩، أعيان الشيعة ٨ ص ٧٧، دائرة المعارف للبستاني ١١ ص ١٢٠.

٣
ملك إذا ادرع العلا * فالدهر مسلوب السلب
وإذا تنمر في الخطوب * فيا لنار في حطب
وإذا تبسم للندى * مطرت سحائبه الذهب
يا غرة الحسب الكريم * وأين مثلك في الحسب؟!
هذا صباح حليت * بسعوده عطل الحقب
ميلادك الميمون فيه * وهو ميلاد الأدب
عرج عليه بمجلس * ريان من ماء العنب
واضرب عليه سرادقا * للأنس ممتد الطنب

٣ – مهيار الديلمي [أحد شعراء الغدير الآتي ذكره] مدح المترجم بقصائد منها ميمية ٦٥ بيتا توجد في ديوانه ٣ ص ٣٤٤ أولها:

 

أجيراننا بالغور والركب متهم * أيعلم خال كيف بات المتيم؟!
رحلتم وعمر الليل فينا وفيكم * سواء ولكن ساهرون ونوم

ومنها بائية ٤٥ بيتا في ديوانه ج ١ ص ١٥ مطلعها:

 

شفى الله نفسا لا تذل لمطلب * وصبرا متى يسمع به الدهر يعجب

ودالية ٦١ بيتا في ديوانه ج ١ ص ٢٣٠ أولها:

 

إذا صاح وفد السحب بالريح أوحدا * وراح بها ملأى ثقالا أو اغتدى

وبائية ٣٧ بيتا في ديوانه ج ١ ص ١٢ مستهلها:

 

دواعي الهوى لك أن لا تجيبا * هجرنا تقى ما وصلنا ذنوبا

وعينية ٤٠ بيتا في ديوانه ٢ ص ١٧٩ مطلعها:

 

على أي لائمة أربع؟! * وفي أيما سلوة أطمع؟!
وقد أخذ العهد يوم الرحيل * أمامي والعهد مستودع

ولامية ٥٢ بيتا في ديوانه ٣ ص ١٨ مستهلها:

 

اليوم أنجز ماطل الآمال * فأتتك طائعة من الاقبال

وقصيدة ٦٩ بيتا توجد في ديوانه ٤ ص ٣٠ نظمها سنة ٣٩٢، أولها:

 

قالوا: عساك مرجم فتبين * هيهات ليس بناظري إن غرني

 

٤
هي تلك دارهم وذلك ماؤهم * فاحبس ورد وشرقت إن لم تسقني
ولقد أكاد أضل لولا عنبر * في الترب من أرج الحبائب دلني
فتقوا به أنفاسهن لطائما (١) * وظعن وهي مع الثرى لم تظعن
يا منزلا لعبت به أيدي الصبا * لعب الشكوك وقد بدت بتيقني
إما تناشدني العهود فإنها * حفظت فكانت بئس ذخر المقتني
سكنتك بعدهم الوحوش تشبها * بهم وليتك آنفا لم تسكن
لعيونهن علامة سحرية * عندي فما بال الظباء تغشني؟!

ويقول فيها:

 

حاشا طلابي أن أعم به وقد * خص السماح بموضع متعين؟!
يا حظ قم فاهتف بناحية الغنى * في الري وارحم كد من لم يفطن
وأعن على إدراكها فبمثلها * فرقت بين موفق ومحين
لمن الخليط مشرق وضمانه * رزق لنا في غيره لم يؤذن
اشتقت يا سفن الفلاة فأبلغي * وطربت يا حادي الركاب فغنني
وأنهض فرحل يا غلام مذللا (٢) * تتوعر البيداء منه بمدمن
يرضى بشم العشب إما فاته * والسير يأكل منه أكل الممعن
مرح الزمام يكاد يصعب ظهره * فتصيح فاغرة الرحال به: لن
الرزق والانصاف قد فقدا فلذ * بالري واستخرجهما من معدن.
وإلى أبي العباس حافظ ملكها * سهل الأشد ولأن خبث الأخشن

٤ – أبو الفياض سعد بن أحمد الطبري له قصيدة في مدح أبي العباس منها:

 

وإني وأقواف القريض أحوكها * لاشعر من حاك القريض وأقدرا
كما تضرب الأمثال وهي كثيرة * بمستبضع تمرا إلى أهل خيبرا
ولكنني أملت عندك مطلبا * انكبه عمن ورائي من الورى
ألم تر أن ابن الأمير أجارني * ولم يرض من إدرائه لي سوى الذرى؟!

 

 

(١) لطائم جمع لطيمة، وهي نافجه المسك.(٢) المذلل: الجمل يذلل الطريق ويعبدها

٥
٥ – صاعد بن محمد الجرجاني كتب إلى المترجم له بقوله: 

ولو أنني حسب اشتياقي ومنيتي * منحتك شيئا لم يكن غير مقلتي
ولكنني أهدي على قدر طاقتي * وأحمل ديوانا بخط ابن مقلة

٦ – أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن علي بن الحريش الاصبهاني قال في المترجم من قصيدة كبيرة:

 

بنفسي وأهلي شعب واد تحله * ودهر مضى لم يجد إلا أقله
وعطفه صدغ يهتدي فوق خده * ويضربه روح الصبا فيضله
وطيب عناقي منه بدرا أضمه * ألي وأهوى لثمه فاجله
وقفنا معا واللوم يصفق رعده * ومنا سحاب الدمع يسجم وبله
ترق على ديباجتيه دموعه * كما غازل الورد المضرج طله
وينأى رقيب عن مقام وداعنا * وتبلغه أنفاسنا فتذله
يقلقني عتب الحبيب وعذره * ويقلقني جد الرقيب وهزله
وكيف أقي قلبي مواقع رميه؟! * ولست أرى من أين ينثال نبله
يولي وبالأحداق تفرش أرضه * ويفدى وبالأفواه ترشف رجله

وبعد ردح من تقلده الوزارة كما وصفناه اتهمته أم مجد الدولة بأنه سم أخاه فطلبت منه مائتي ألف دينار لينفقها في مأتم أخيه فأبى عليها ذلك فهرب عنها سنة ٣٩٢ إلى (بروجرد) وهي من أعمال بدر بن حسنويه (١) فبذل بعد ذلك مأتي ألف دينار ليعود إلى عمله فلم يقبل منه، ولم يبرح بها حتى مات سنة ٣٩٨ وقيل: إن أبا بكر ابن رافع أحد قواد فخر الدولة واطأ أحد غلمانه فسقاه سما، وأرسل ابنه تابوته إلى بغداد مع أحد حجابه وكتب إلى أبي بكر الخوارزمي يعرفه أنه وصى بدفنه في مشهد الحسين

 

(١) من أمراء الجبل لقبه القادر بناصر الدولة وعقد له لواءا وكان يبر العلماء والزهاد والأيتام، وكان يتصدق كل جمعة بعشرة آلاف درهم، ويصرف إلى الأساكفة والحذائين بين همدان وبغداد ليقيموا للمنقطعين من الحاج الأحذية ثلاثة آلاف دينار، ويصرف إلى أكفان الموتى كل شهر عشرين ألف درهم، واستحدث في أعماله ثلاثة آلاف مسجد وخان للغرباء، وكان ينقل للحرمين كل سنة مصالح الطريق مائة ألف دينار، ثم يرتفع إلى خزائنه بعد المؤن والصدقات عشرون ألف ألف درهم (شذرات الذهب ٣ ص ١٧٣).

٦
عليه السلام بكربلاء المشرفة ويسأله القيام بأمره وابتياع تربة بخمس مائة دينار، فقيل للشريف أبي أحمد [والد السيدين علم الهدى والشريف الرضي]: أن يبيعه موضع قبره بخمسمائة دينار. فقال: هذا رجل التجأ إلى جوار جدي فلا آخذ لترتبه ثمنا. وكتب نفسه الموضع الذي طلب منه وأخرج التابوت إلى (براثا) وخرج الطاهر أبو أحمد ومعه الأشراف والفقهاء وصلى عليه وأصحبه خمسين رجلا من رجاله حتى أوصلوه ودفنوه هناك (١) ورثاه مهيار الديلمي [الآتي ذكره] بقصيدة ٥٩ بيتا ويعزي ابنه سعدا و أنفذها إلى (الدينور) توجد في ديوانه ٣ ص ٢٧ أولها: 

ما للدسوت وللسروج تسائل: * من قائم عنهن أو من نازل؟!
لم سد باب الملك وهو مواكب؟! * وخلت مجالسه وهن محافل؟!
ما للجياد صوافنا (٢) وصوامتا * نكسا؟! وهن سوابق وصواهل
من قطر (٣) الشجعان عن صهواتها؟! * وهم بها تحت الرماح أجادل (٤)
٥ ما للسماء عليلة أنوارها؟! * لمن السماء من الكواكب ثاكل؟!
من لجلج الناعي يحدث إنه * أودي فقيل: أقائل؟! أم قاتل؟!
المجد في جدث ثوى؟ أم كوكب الدنيا * هوي؟! أم ركن ضبة مائل؟!
ما كنت فيه خائفا إن الردى * من عز جانبه إليه واصل
أدرى الحمام بمن – وأقسم ما درى – * تلتف كفات له وحبائل؟!
١٠ خطب أخل الدهر فيه بعقله * والدهر في بعض المواطن جاهل
يا غيث أرضي الأرض سقيا واحتبي * بالروض يشكره المحل الماحل
ينهل منهل المزادة (٦) موثقا * إن الثرى الظمآن منه ناهل
يسم الصخور كأن كل مجودة (٧) * لحظ العليق بها حصان

 

 

(١) معجم الأدباء ج ١ ص ٦٥.(٢) الصوافن من الخيل: الواقفة على ثلاث وقوائم وطرف حافر الرابعة.

(٣) قطر: ألقى.

(٤) أجادل جمع أجدل وهو الصقر.

(٥) الكفات جمع كفة بضم الكاف وهي الحبالة.

(٦) المزادة: الراوية. يربد بها السحاب الممطر على التشبيه.

(٧) المجودة: الأرض جادها المطر.

٧
تمريه غبراء الإهاب كأنما (١) * قادت خزائمها النعام الجافل
حلفت لأفواه الربي أخلافها * أيمان صدق إنهن حوافل (٢) ١٥
وليت سيوف البرق قطع عروقها * فبكل فج شاريان سائل
أبلغ أبا العباس أنك فاحص * حتى تبل جوى ثراه فواغل (٣)
مني وأطباق الصعيد حجابه * عني فكيف تخاطب وتراسل؟!
سعدت جنادل ألحفتك على البلى * لا مثل ما شقيت عليك جنادل
أبكيك لي والمرملين بنوهم الأيتام * بعدك والنساء أرامل ٢٠
ولمستجير والخطوب تنوشه * مستطعم؟ الدهر فيه آكل
متلوم (٤) العزمات لا هو قاطن * في داره قفرا ولا هو راحل
أودى به التطواف ينشد ناصرا * فيضل أن يلقاه إلا خاذل
حتى إذا الاقبال منك دنا به * أنساه عندك عام بؤس قابل
ولمعشر طرق العلوم ذنوبهم * في الناس وهي لهم إليك وسائل ٢٥
كانوا عن الطلب الذليل بمعزل * ثقة وأنت بما كفاهم كافل
قطع الجدا بهم وقد قطع الردى * بك أن يظن تزاور وتواصل
وعصائب هي إن ركبت مواكب * تسع العيون وإن غضبت جحافل
تفري بأذرعها الكعوب كأنما * تحت الرماح على الرماح عوامل (٥)
لو كان في (ثعل) بموتك ثأرها * ما عاش من ثعل (٦) عليك مناضل ٣٠
نكروا حلومك والمنون تسوقها * حقا وأنت مدافع متثاقل
قعد البعيد وقام عنك متاركا * ما جاء يقنصك القريب الواصل
ولج الحمام إليك بابا ما شكا * غير الزحام عليك فيه داخل

 

 

(١) تمريه: تدر عليه. غبراء الإهاب: السحابة السوداء.(٢) أخلاف جمع خلف وهو حلمة الضرع. حوافل: ممتلئة.

(٣) الواغل: الداخل المتغلغل في الشئ.

(٤) المتلوم: المنتظر.

(٥) تفرى من الفرى: الشق. كعوب جمع كعب: العقدة. عوامل جمع عامل وهو صدر الرمح الذي يلي السنان.

(٦) ثعل: قبيلة مشهورة بالرمي.

٨
مستبشرا بالوفد لم يجبه به * رد ولم ينهر عليه سائل
٣٥ لم يغنك الكرم العتيد ولا حمى * عنك السماح ولا كفاك النائل
كنت الذي مر الزمان وحلوه * فيمن يصابر عيشه ويعاسل
فغدوت مالك في عدوك حيلة * تغني ولا لك من صديقك طائل
والموت أجور حاكم وكأنه * في الناس قسما بالسوية عادل
لا اغتر بعدك بالحياة مجرب * عرف الحقوق فلم يرقه الباطل
٤٠ يا ثاويا لم تقض حق مصابه * كبد محرقة وجفن هامل
أفديك لو أن الردى بك قابل * من مهجتي وذوي ها أنا باذل
ما بال أوقاتي بفقدك هجرت؟! * ولقد تكون لديك وهي أصائل
قد كنت ملتحفا بمدحك حلة * فخرا تجر لها علي ذلاذل (١)

ويقول فيها:

 

لا تحسبن وسعد ابنك طالع * يحتل برجك إن سعدك آفل
٤٥ ما أنكر الزوار بعدك وجهه * في البدر من شمس النهار مخايل
أجمل له يا سعد واحمل وزره (٢) * ما طال باع أو أطاعك كاهل
وأنا الذي يرضيك فيه باكيا * ويسره بك في الذي هو قائل

ولشاعرنا أبي العباس الضبي شعر رقيق ونظم جيد ومنه قوله:

 

ترفق أيها المولى بعبد * فقد فتنت لواحظك النفوسا
وأسكرت العقول فليس ندري * أسحرا ما تسقى أم كؤوسا؟!

وله قوله وهو مما يتغنى به:

 

ألا يا ليت شعري ما مرادك؟! * فقلبي قد أضر به بعادك
وأي محاسن لك قد سباني؟! * جمالك؟! أم كمالك؟! أم ودادك؟!
وأي ثلاثة أوفى سوادا؟! * أخالك؟! أم عذارك؟! أم فؤادك؟!

 

 

(١) الذلاذل: أسافل القميص الطويل.(٢) الوزر: الحمل الثقيل.

٩
قلت لمن أحضرني زهرة * ومجلسي بالأنس بسام
وقرة العينين نيل المنى * عندي ولا سام ولا حام
: تجنب النمام لا تجنه * فإنما النمام نمام
أخشى علينا العين من أعين * يبعثها بالسوء أقوام

وله قوله:

 

لا تركنن إلى الفراق * فإنه مر المذاق
الشمس عند غروبها * تصفر من فرق الفراق

ومما كتب إلى الوزير الصاحب ابن عباد قوله:

 

أكافي كفاة الأرض ملكك خالد * وعزك موصول فأعظم بها نعمي
نثرت على القرطاس درا مبددا * وآخر نظما قد فرعت به النجما
جواهر لو كانت جواهر نظمت * ولكنها الأعراض لا تقبل النظما

وله في الثريا:

خلت الثريا إذ بدت * طالعة في الحندس (١)
سنبلة من لؤلؤ * أو باقة من نرجس

وقوله فيها:

إذ الثريا اعترضت * عند طلوع الفجر
حسبتها لامعة * سنبلة من در

وقوله في قصر الليل:

 

وليلة أقصر من * فكري في مقدارها
بدت لعيني وانجلت * عذراء من قرارها

وقوله في طول الليل:

 

رب ليل سهرته * مفكرا في امتداده
كلما زدت رعيه * زادني من سواده
فتبينت إنه * تائه في رقاده
أو تفانت نجومه * فبدا في حداده

وخلف المترجم له على مجده وفضله ولده أبو القاسم سعد بن أحمد الضبي، تبع

 

(١) الحندس: الظلام.

شاهد أيضاً

وزير الخارجية البريطاني: إسرائيل قررت الرد على الهجوم الإيراني

وزير الخارجية البريطاني: إسرائيل قررت الرد على الهجوم الإيراني قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، ...