الرئيسية / من / طرائف الحكم / النجم الثاقب في أحوال الإمام الحجّة الغائب

النجم الثاقب في أحوال الإمام الحجّة الغائب

النجم الثاقب في أحوال الإمام الحجّة الغائب – (ج 1) / الصفحات: ١٠١ – ١٢٠

 

واما غيرهم من الناس فما اوتوا من كمال فهو يوقد من شجرتهم المباركة الزيتونة اللاشرقية واللاغربية. وهؤلاء الكاملين على مراتب، ولايمكن تصور تحقق الكمال الاعلى لغير المعصومين عليهم السلام كما انه من الممكن تصور تحقق الكمال بمراتبه الاولى لغيرهم صلوات الله عليهم، وقد تظهر في بعض الناس اسماء من الكمال دون غيرها من الاسماء الحسنى الكمالية كما ان لكل اسم من الاسماء مراتب كمالية متعددة حتى تصل الى اعلاها التي كانت كائنة في الحقيقة المحمدية.

وكل مراتب الكمال سواء بالاسماء الكلية او بالاسم الكامل فهي تجذب غير الكُمّل اليها لتكملهم ولترفعهم الى مرتبتها من الكمال.

والى هذه المعاني القدسية اشارت الروايات المتظافرة الشريفة في مراتب الايمان(١).

وملخص هذا الكلام ان القدوة في الكمال، وان الكمال قدوة ذاتية في الموجودات. وان الناس مختلفون في مراتب الكمال، وان القدوة في كمال الكاملين وان كان كمالهم نسبي وبجهة محدودة او بجهات محدودة.

وكانت هذه المقدمة لتوضيح اشتباه يقع به الكثيرون وهم عندما يضعون انساناً قدوة فانهم يفترضون فيه ان يكون جامعاً لكل معاني القدوة في الكمال فلذلك تراهم يتراجعون عن تقييمهم الاول عندما تبدر من ذلك الكامل هفوة وزلة ويصدر منه نص ; فانهم لايتراجعون عن تقييمهم لدرجة كمال ذلك الانسان فحسب، بليقلبون الميزان عكساً فيعتبرون ذلك الكمال نقصاً. فيكونون بحسابهم ذلك من الأخسرين اعمالا ويحسبون انهم يحسنون صنعاً.

واذا اردنا ان ندرس اي عالِم من علمائنا او شخصية كبيرة ظهرت فيها آيات الكمال،

١- راجع: الكافي ـ الاصول ـ باب السبق الى الايمان: ج ١ ـ باب درجات الايمان: ح ١، ح ٢ ـ باب آخر منه: ح ١، ح ٢ ح ٣.

١٠١

فعلينا ان نلتفت الى مظاهر الكمال فيه لتكون اسوة لنا في كماله، ولايشترط عدم صدور خلل او هفوة منه، لان الاقتداء بهم لكمالاتهم لا لاشخاصهم، عكس الاقتداء بالكملين فان الاقتداء بهم وباشخاصهم لانهم ذابت فيهم الانا والانانية وظهرت فيهم الاسماء الحسنى بتجلياتها.

ومهما قيل وما يمكن ان يقال في العلامة النوري قدس سره(١) فان ما سجل في شخصية النوري قدس سره له صورة من صور الكمال التي تستحق الخلود كما قال ذلك تلميذه العلامة المحقق الطهراني قدس سره، واهم ما نجده في هذه الشخصية الكريمة ما يلي:

١ ـ اهتمامه الشديد بطلب العلم فتراه منذ نعومة اظفاره يتجه بكل وجوده ويسافر الى خارج موطنه وراء طلب العلم وقد كان السفر في ذلك الوقت يكلف الانسان كثيراً في نفسه وماله وعلاقاته.

ثم يستمر بطلب العلم الى ساعة وفاته ولم يسقط القلم من بين يديه.

١- يمكن حصر المؤاخذات التي سجلت على الشيخ النوري قدس سره بما يلي:

١ ـ تأليفه كتاب فصل الخطاب.

٢ ـ اهتمامه بجمع الأخبار الغريبة والضعيفة.

وربما تعود الملاحظة الثانية الى الملاحظة الاولى.

٣ ـ هجومه على الفلاسفة وبالخصوص صدر المتألهين لاحترامه ابن عربي.

ولعل منشأ هذا الهجوم يعود الى سليقته بمعاداة الفلسفة والفلاسفة، ومنها حملاته على صدر المتألهين، واما اتهام ابن عربي بالنصب فانه نتج عن اشتباهه بابن عربي الناصبي صاحب كتاب (العواصم من القواصم) والذي كان شديد النصب على اهل البيت عليهم السلام.

واما حربه ضد الفلسفة والفلاسفة فقد نشأت من عدم دراسته لها وعدم اطلاعه على جزئياتها. وليس هنا محل تفصيل الكلام، فان منهج محاربه الفلسفة موجود لحد الآن واعتبارها تتعارض مع احاديث اهل البيت عليهم السلام وانها غريبة عن الاسلام واصلها يوناني وما الى ذلك.

١٠٢

٢ ـ اهتمامه بحفظ تراث اهل البيت عليهم السلام فهو المصدر الثاني من مصادر الشريعة المقدسة ويأتي بعد القرآن الكريم مباشرة. وللحفظ اشكال متعددة فمنها: جمعه، وتأليفه، والاهتمام به، والتأليف فيه، ودراسته، ودراسة علومه (علم الحديث ـ الدراية ـ الرجال وغيرها) واعطائه موقعه بفهم جميع القضايا. مع انكار الاستحسان والقياس وغيرها.

٣ ـ عدم الاهتمام بما يقول الناس عندما يعلم ان ما يفعله هو الصحيح وهو الذي يرضي ربه، ومثال ذلك نجده في قصة شراء الاصلين في باب صحن الامام الحسين عليه السلام التي تقدمت.

٤ ـ عشقه لكتب اهل البيت عليهم السلام وحفظ تراثهم وتفهمها بالقصة السابقة وغيرها.

٥ ـ الجد في حياته فهو لايفوت دقيقة من حياته دون عمل وجد واشتغال كما قال تلميذه القمي: ” وكان ضنيناً بعمره بحيث لم يدع دقيقة من دقائق عمره، ونفيس جوهر حياته يمضي بلا فائدة ويفنى بلا عائدة بل اخذ منه حظه ونصيبه “(١).

٦ ـ النظام في اوقاته وقد تقدم النص الذي نقلناه عن الطهراني في نقباء البشر عندما شرح اوقات عمله اليومي، وهو في سن الشيخوخة(٢).

٧ ـ تصديه لارتقاء المنبر الحسيني الشريف ولم يتركه للبسطاء وغير المجتهدين

١- الفوائد الرضوية (الشيخ عباس القمي): ص ١٥٢.

٢- راجع النص في (نقباء البشر): ج ٢، ص ٥٤٦ – ٥٤٧.

١٠٣

كما هو الشائع سابقاً وحالياً غالباً، حتى اعتبر ارتقاء المنبر الحسيني مهنة يتنزه عنها فضلاء العلماء، بينما نجده في كل يوم جمعة يشتغل بعد الرجوع من الحرم الشريف بمطالعة بعض كتب الذكر والمصيبة لترتيب ما يقرؤه على المنبر بداره، ويخرج من مكتبته بعد الشمس بساعة الى مجلسه العام فيجلس ويحيي الحاضرين ويؤدي التعارفات ثم يرقي المنبر ويقرأ ما رآه في الكتب بذلك اليوم(١).

بل وفي قرائته المجلس الحسيني يعلم قراء المنبر ان لايقولوا بغير علم، ولا يعتمدوا على محفوظاتهم القديمة فقط، بل عليهم ان يراجعوا المصادر الصحيحة في نقل ما يقولونه على منبر سيد الشهداء عليه السلام فهو مع من اوتي من حفظ وسعة اطلاع واحاطة بالحديث والفقاهة وغير ذلك لايعتمد على محفوظاته بل يراجع قبل ان يصعد المنبر، ويقضي من وقته ساعات في المراجعة لما يريد ان يلقيه في ذلك اليوم.

ومن حياته القدوة في المنبر الحسيني فانه مع مراجعته واحاطته فقد كان يحتاط في النقل بما لم يكن صريحاً في الاخبار الجزمية(٢).

ويعلم القراء الحسينيين انهم خدام الحسين عليه السلام والدالون على افضل الكرامات وان مقامهم مقام القدوة فلابد ان يعيشوا مصائب سيد الشهداء عليه السلام فيحياتهم وتؤثر مصيبته في نفوسهم، فليست مهمتهم ابكاء الاخرين فقط وانما بالاضافة الى ذلك ابكاء انفسهم فالمصيبة اعظم المصائب التي جرت في السماوات والارض، فلذلك كان الشيخ النوري قدس سره اذا ما قرأ المصيبة تنحدر دموعه على شيبته(٣).

٨ ـ وكان مجلسه مملوءاً بالتعليم والارشاد والهداية وتوضيح حركة سيد الشهداء عليه السلام وكانت مجالس خير نافعة في التربية وقد كتب ما كان عليه في

١ و ٢- راجع نقباء البشر: ج ٢، ص ٥٤٧.

٣- نقباء البشر: ج ٢، ص ٥٤٧.

١٠٤

مجالس وعظه من الاخلاق والآداب جماعة منهم المولى محمد حسين القمشهي وغيره(١).

٩ ـ وكان مع ما اوتي من الفضل والعلم والقرب الى السيد المجدد الشيرازي يمارس العلاقات والروابط الاجتماعية وموقع العالم في الامة. كما تقدم ذلك(٢).

١٠ ـ كما انه لم يجلس بمعزل عن مؤامرات الاستعمار، بل شارك بالمقدار الممكن في الحركة الثورية التي قادها السيد المجدد الشيرازي ضد الاستعمار الانكليزي ولو ان التاريخ لم يذكر ذلك تفصيلا ولكنه لم يغفل من ذكر بعض نشاطاته وتحركه كما تقدم.

١١ ـ اهتمامه بتربية الطلاب المخلصين الذين يحملون همّ الرسالة وبالفعل تمكنفي اخر عمره ان يخرّج علمين كبيرين من علماء الامامية هما الشيخ عباس القمي والشيخ اقا بزرگ الطهراني.

١٢ ـ عصاميته التي رافقته طيلة حياته والتي استطاع ان يثبت للاخرين ان الانسان بنفسه وليس بغيره. فقد فقد اباه منذ صغره واعتمد على نفسه في الوصول الى مدارج الكمال بمساعدة اساتذته الذين احسن اختيارهم.

١٣ ـ جلده وصبره على تحمل المشاق، وان لم يذكر هذا المعلم تفصيلا ولكن قد المح اليه في بعض الكتب التي تحدثت عمّا لاقاه من خصومه، خصوصاً موقفه بتأييد السيد المجدد الشيرازي قبل الحركة وبعدها. فان السيد المجدد كان قد عانى

١- راجع نقباء البشر: ج ٢، ص ٥٥٤.

٢- راجع نقباء البشر: ج ٢، ص ٥٤٩.

١٠٥

الامرّين من الأصدقاء والأعداء ولكن بوقوف النوري الى جنبه استطاع ان يتجاوز العقبات ويخرج منتصراً بكل المعارك الى ان لاقى ربّه.

وهل نتصور ان القوم ينسون ذلك، ويغفرون له موقفه؟

ولكنه صبر وتحمل ـ وان حاول بعض الناس عزله في آخر حياته بحجة كتابه فصل الخطاب ـ ولكن وراء فصل الخطاب فصل الخطاب.

ولعل لاولئك يداً في جرّه الى كتابة فصل الخطاب الذي صار سبباً في النيل منه..

١٤ ـ احترامه للآخرين ولمشاعرهم والذي كان سبب وفاته كما ستأتي ان شاء الله تعالى.

١٥ ـ اهتمامه بالالتزام بالاداب الشرعية والسنن المحمدية والمستحبات الالهية(١).

١٦ ـ احيائه للسنن ; ومنه احياء سنة المشي على الاقدام لزيارة سيد الشهداء عليه السلام كما تقدمت(٢).

والى غير ذلك من الجوانب الجمالية في حياته رضي الله تعالى عنه، ولتلميذه الحق عندما ختم الحديث عنه (فقد رأيته عالماً ربانياً الهياً)(٣).

*  *  *

١ و ٢- راجع نقباء البشر: ج ٢، ص ٥٤٧.

٣- راجع نقباء البشر: ج ٢، ص ٥٥٥.

١٠٦
وفاتــه

١٠٧

وفاتـه

تحدث الطهراني عن سبب وفاته ويومه قائلا:

وفي السنة الاخيرة يعني زيارة عرفة (١٣١٩) ـ وهي سنة الحج الاكبر التي اتفق فيها عيد النيروز والجمعة والاضحى في يوم واحد ولكثرة ازدحام الحجيج حصل في مكة وباء عظيم هلك فيه خلق كثير ـ تشرفت بخدمة الشيخ الى كربلاء ماشياً، واتفق انه عاد بعد تلك الزيارة الى النجف ماشياً ايضاً ـ بعد ان اعتاد على الركوب في العودة ـ وذلك باستدعاء الميرزا محمد مهدي ابن المولى محمد صالح المازندراني الاصفهاني صهر الشيخ محمد باقر بن محمد تقي محشى (المعالم)، وذلك لانه كان نذر ان يزور النجف ماشياً ولما اتفقت له ملاقاة شيخنا في كربلاء طلب منه ان يصحبه في العودة ففعل ; وفي تلك السفرة بدا به المرض الذي كانت فيه وفاته يوم خروجه من النجف وذلك على اثر اكل الطعام الذي حمله بعض اصحابه في اناء مغطى الرأس حبس فيه الزاد بحرارته فلم ير الهواء وكل من ذاق ذلك الطعام ابتلى بالقي والاسهال، وكانت عدة اصحاب الشيخ قرب الثلاثين ولم يبتل بذلك بعضهم لعدم الأكل ـ وانا كنت من جملتهم ـ، وقد ابتلى منهم بالمرض قرب العشرين وبعضهم أشد من بعض وذلك لاختلافهم في مقدار الاكل من ذلك، ونجا اكثرهم بالقي إلا شيخنا

١٠٨

فانه لما عرضت له حالة الاستفراغ امسك شديداً حفظاً لبقية الاصحاب عن الوحشة والاضطراب. فبقاء ذلك الطعام في جوفه اثر عليه كما اخبرني به بعد يومين من ورودنا كربلاء قال: اني احسّ بجوفي قطعة حجر لاتتحرك عن مكانها. وفي عودتنا الى النجف عرض له القي في الطريق لكنه لم يجده ; وابتلى بالحمى وكان يشتد مرضه يوماً فيوماً الى ان توفي في ليلة الاربعاء لثلاث بقين من جمادي الثانية (١٣٢٠) ودفن بوصية منه بين العترة والكتاب يعني في الايوان الثالث عن يمين الداخل الى الصحن الشريف من باب القبلة وكان يوم وفاته مشهوداً جزع فيه سائر الطبقات ولاسيما العلماء. ورثاه جمع من الشعراء وارخ وفاته آخرون منهم الشاعر الفحل الشيخ محمد الملا التستري المتوفي في (١٣٢٢) قال:

مضى الحسين الذي تجسّد من نور علوم من عالم الذر
قدِّس مثوىً منه حوى علماً مقدّس النفس طيب الذكر
اوصافه عطّرت فانشقنا منهن تأريخه (شذى العطر)

ولجثمانه كرامة، فقد حدثني العالم العادل والثقة الورع السيد محمد بن ابي القاسم الكاشاني النجفي قال: لما حضرت زوجته الوفاة أوصت أن تدفن الى جنبه ولما حضرت دفنها ـ وكان ذلك بعد وفاة الشيخ بسبع سنين ـ نزلت في السرداب لأضع خدها على التراب حيث كانت من محارمي لبعض الأسباب، فلما كشفت عن وجهها حانت مني التفاتة الى جسد الشيخ زوجها فرأيته طرياً كيوم دفن، حتى ان طول المدة لم يؤثر على كفنه ولم يمل لونه من البياض الى الصفرة(١).

*  *  *

١- نقباء البشر: ج ٢، ص، ٥٤٨ – ٥٤٩.

١٠٩

موضوع الكتاب

بمراجعة سريعة لفهرست الكتاب فان موضوعه الحديث عن المهدي الموعود عجل الله تعالى فرجه الشريف.

ولايوجد كتاب جامع مثله في موضوعه وهذا ما شهد له به السيد المجدد رحمه الله تعالى كما في تقريظه على الكتاب..

ومع عظمة تأليفه هذا الكتاب الشريف فلابد من تسجيل ملاحظات عليه كانت بودّنا ان المؤلف رحمه الله تعالى قد تخلص منها في كتابه هذا ليبقى الكتاب بدون ريب:

١ ـ احتواء الكتاب على بعض الروايات والتي لاتشكل موقعاً مهماً منه، بل بالعكس فان حذفها سوف لايؤثر على اهمية الكتاب بل كان يعطي للكتاب اهمية اكبر.

ومنها استعانته ببعض الروايات غير المشهورة والتي كان يمكنه ان يستعيض عنها في محلها بروايات مشهورة ومعروفة ومتداولة بين العلماء. ونحن وان كنا ـ في باب البحث العلمي ـ نعذره لما بينّاه سابقاً من أنه كان مهتماً بجمع التراث وكان يأملمن الذين يأتون من بعده ان يأخذوا على عاتقهم التمحيص والتمييز.

١١٠

٢ ـ نقله بعض الحكايات في من رآه في الغيبة الكبرى والتي احتوت على امور غريبة جداً بل يقطع في بعضها بعدم صحتها. ولكنه رحمه الله تعالى نقلها مع ضعفها الواضح اعتماداً على صحة سندها. ولكن بتتبع سيرة الاقدمين من علمائنا نجدهم قد نزهوا كتبهم من بعض الروايات التي صحّ سندها ولكنها غير صحيحة المعنى. ومنها تركوا العمل ببعض الروايات الصحيحة سنداً كما هو معروف عند اهله.

وللأسف الشديد فان وجود مثل تلك القصص قد يؤثر على الحكايات الاُخرى الصحيحة معنىً وسنداً، فان تلك الحكايات الاولى تدخل الشك في نفس السامع والقارئ بحيث تتوسع دائرتها الى الحكايات الاُخرى.

*  *  *

١١١

عملنا في الكتاب

قمنا بما يلي:

١ ـ ترجمة الكتاب من لغته الاصلية التي كتب بها وهي اللغة الفارسية الى اللغة العربية.

٢ ـ ارجاع النص العربي الى اصله من مصدره.

٣ ـ قمنا بتحقيق النصوص ومقابلتها مع عدة مصادر واصول للتحقق منه.

٤ ـ وقد كتبنا ترجمة وافية لحياة المؤلف العلامة الشيخ النوري قدس سره وجعلناها في مقدمة الكتاب.

٥ ـ وقمنا بالتعليق على الموارد التي رأينا من المناسب التعليق عليها وتوضيحها كما تجد كل ذلك في الكتاب الذي بين يديك.

علماً اننا حاولنا جهد الامكان ان نلتزم بالنص الفارسي وترجمته حرفياً وان كان على حساب ترك التزويق اللفظي، فما تجده من بعض العبارات التي تحتاج الى توضيح اكثر فان السبب في ذلك يعود لالتزامنا بالشرط المتقدم الذي آليناه على انفسنا للحفاظ على امانة النقل.

ثم اننا اعتمدنا في الترجمة على النسخة المطبوعة في مشهد “كتابفروشي

١١٢

جعفري”، وهي مطبوعة على النسخة التي طبعها حسين علي بن علي اصغر المطبوعة عن نسخة المؤلف رحمه الله تعالى.

واننا ربما اضفنا كلمة (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بعد اسم النبي الاكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم أو (عليه السلام) أو (عليهم السلام) بعد اسم المعصومين عليهم السلام. واننا ترجمنا كلمة (آنجناب) بارجاعه الى النبي أو الامام صلوات الله عليهم.

واشكر جميع اخواني وابنائي الاعزاء الذين ساعدوني في المطابقة والمراجعة والطبع والنشر فلهم مني جزيل الشكر ومن الله تعالى الاجر والثواب الذي يؤجرهم على ما بذلوه من جهود مشكورة في محبة حجة العصر وناموس الدهر الغائب المنتظر الحجة بن الحسن عجل الله تعالى فرجه الشريف.

واخيراً ارفع جهدي المتواضع الى الساحة المقدسة لولي الله الاعظم ارواحنا لتراب قدمه الفدى متضرعاً اليه بقبوله داعياً الله عزوجل ان يرزقنا رضاه وعفوه ودعائه وخيره ورحمته وان يجعلنا معه في الدنيا والاخرة. واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.

١٣ جمادي الثانية ١٤١٥             
قم المقدسة عش آل محمد عليهم السلام       
ياسين الموسوي                 
عفى الله تعالى عنه وعن والديه بمحمد وآله الطاهرين

١١٣
مقدّمة المؤلف

١١٤

١١٥

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله بلا حدّ ولا قياس، بما هو أهله للقائم بالذات الغائب عن عالم الفكر والحواس، والثناء بلا حدّ ولا إحصاء بما يليق بالصاحب المأمول والمرتجى في زمان الشدة والرخاء، الهادي لما هو جلي، والدليل على ما يعمل بأمره، والتحية التامة على الروح الطاهرة، أول من أجاب بـ (بلى)، والمصطفى من الله الحق قبل أن يلبس آدم خلعة الإصطفاء، فاتح أبواب الخير والرشاد، وخاتم الرسل الأطهار، المنصور المؤيد، المحمود الأحمد أبي القاسم محمد صلى الله عليه وآله وسلّم وعلى المطهرين الأطهار من ذرية سيّد الأنبياء خصوصاً خلف السلف، وصاحب غالية عزة الشرف، قطب الأرض، وغوث الزمان، كنز الرجاء، وكهف الأمان، والجوهرة المضيئة في بحر الامكان، الحجاب الازلي للحق السبحان، والاسم الأعظم الالهي المخفي والمستور، وعنقاء القاف المحيط بالعالم، وحاكم المحتاجين، والطالب بدم المصطفين، ومطهّر اطراف الأرض من لوث الملحدين، وملك ملوك ممالك الأرض والسماء، وحجة الله البالغة على العالم والعالمين بقية الله الحجة بن الحسن العسكري صاحب العصر والزمان عليه وعلى آبائه صلوات الله الملك المنان.

وبعد: يقول العبد المذنب المسيء حسين بن العالم المؤيد محمد تقي النوري الطبرسي احسن الله تعالى عاقبته وجعل من أشرف الخواتيم خاتمته، إنّ صاحب الجاه العالي والرفيع ومحل اكتناه الكمالات الحاج ميرزا حسين علي ابن المرحوم المغفور له الحاج علي اصغر النوري وفّقه الله تعالى لمراضيه، انّه كان ـ وبحسب سلامة فطرته وطهارة طينته ـ يفكر في تحصيل الزاد للمعاد والوسيلة للفوز في مقام المرصاد،

١١٦

فرأى أن لا توجد وسيلة أحسن من التشبث بأذيال خليفة الرحمن وإمام الإنس والجان عليه السلام وخدمة هذا الولي العلي القدر، العظيم الشأن.

ولهذا فقد التمس وقبل عدة أشهر من حضرة المستطاب فخر الشيعة وتاج الشريعة رئيس المسلمين وسيد الفقهاء الكاملين وافضل العلماء الراشدين المنتهى اليه رئاسة الامامية في عصره، حجة الاسلام الحاج الميرزا محمد حسن الشيرازي المجاور لبلدة (سُرّ مَنْ رأى) الطيبة متّع الله تعالى اهل الايمان بطول بقائه أن يأمر بترجمة كتاب (كمال الدين) الشريف للشيخ الأقدم أبي جعفر محمد بن عليّ بن بابويه الملقب بالصدوق رضوان الله عليه الى اللغة الفارسية ليقوم بطبعه ونشره في وسط أهل الإيمان.

فاستشارني سماحته دام ظله العالي في اجابة هذا الطلب، فاجبته أن العالم الفاضل السيد علي بن السيد محمد الاصفهاني المعروف بالامامي تلميذ العلامة المجلسي، قد ترجم هذا الكتاب ضمن كتابه ” هشت بهشت (ثمان جنات) ” التي ترجم فيها ثمانية كتب من امثال العيون والأمالي والخصال.

وكذلك ترجم هذا الكتاب الشريف المذكور بعض الفضلاء المعاصرين من سادات شمس آباد اصفهان.

وعليه فليس هناك فائدة في تحمل أي جهد لتجديد ترجمته، فمن الاحسن أن يُسعى في الحصول على تلك الترجمة لنشرها.

وبعد ذلك انصرف ذهنه عن هذا الموضوع ليهتم في الكتاب الآخر الذي تحدث عنه، ومضت على هذه القضية مدة من الزمن حتى شهر شعبان الماضي من سنة ١٣٠٣ هـ، فقد كنت حاضراً ليلة في مجلسه الشريف وجاء الحديث بالأثناء عن تلك المسألة، وعاد التحقيق بالموضوع، وأخيراً قال: من الأحسن أن يكتب كتاب مستقلٌ في هذا الباب وانك الشخص المناسب للقيام بهذه الخدمة.

ونظراً لقلة البضاعة العلمية عند هذا الحقير، ولكثرة توارد أسباب

١١٧

١١٨

الخصيب آبادي.

كتاب مختصر ما نزل من القرآن في صاحب الامر عليه السلام لأبي عبد الله احمد بن محمد بن عياش.

كتاب ترتيب الأدلة فيما يلزم خصوص الامامية دفعه عن الغيبة والغايب، لأحمد بن حسين بن عبد الله المهراني والد أبي العباس العروضي.

كتاب في ذكر القائم من آل محمد عليهم السلام لأحمد بن رميح المروزي.

كتاب المهدي لأبي موسى عيسى بن مهران.

كتاب الغيبة للحسن بن حمزة العلوي الطبري المرعشي.

كتاب اثبات الرجعة المعروف بالغيبة لأبي محمد الفضل بن شاذان النيسابوري.

كتاب الحجة في ابطاء القائم عليه السلام له ايضاً.

كتاب ازالة الران عن قلوب الاخوان في الغيبة لأبي علي احمد بن محمد بن الجنيد المعروف بابن الجنيد.

كتاب كمال الدين للشيخ الصدوق.

رسالة الغيبة لاهل الري، له ايضاً.

كتاب الغيبة للشيخ الجليل محمد بن مسعود العياشي صاحب التفسير.

كتاب الرجعة له ايضاً.

كتاب الغيبة لأبي عبد الله محمد بن ابراهيم النعماني، تلميذ ثقة الاسلام الكليني، وهذا الكتاب من نفائس الكتب المدونة في هذا الباب وقد مدحه الشيخ المفيد في الإرشاد، وكما يظهر انّه لم يصنف قبله احسن منه في هذا الباب.

رسالة الغيبة للشيخ المفيد.

كتاب المقنع في الغيبة للسيد المرتضى، كتبه للوزير المغربي.

١١٩

كتاب الغيبة لشيخ الطائفة ابي جعفر الطوسي (رحمه الله).

كتاب البرهان في طول عمر صاحب الزمان عليه السلام لأبي الفتح محمد بن علي بن عثمان، وقد جعله العلامة الكراچكي ضمن كتابه (كنز الفوائد).

كتاب صاحب الزمان عليه السلام لمحمد بن جمهور العمي صاحب كتاب (الواحدة).

كتاب وقت خروج القائم عليه السلام، له ايضاً.

كتاب الفرج الكبير في الغيبة لأبي عبد الله محمد بن هبة بن جعفر الوراق الطرابلسي.

كتاب الغيبة لأبي المظفر علي بن حسين الحمداني، الذي كان من سفراء الامام عليه السلام كما قاله الشيخ منتجب الدين في رجاله.

كتاب توقيعات الغيبة لأبي عبد الله بن جعفر الحميري.

كتاب جنا الجنتين في ذكر ولد العسكريين عليهما السلام للقطب الراوندي.

كتاب السلطان المفرج عن اهل الايمان.

كتاب سرور اهل الايمان في علائم ظهور صاحب الزمان عليه السلام.

كتاب الغيبة، والثلاثة لبهاء الدين عليّ بن عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني النيلي النجفي صاحب المقامات والكرامات واستاذ ابن فهد، وقد احتمل بعضهم أن الكتابين الأخيرين انما هما كتاب واحد، واما ما ذكره الحر العاملي في (أمل الآمل) في ضمن احوال السيد المذكور: أن من تصانيفه الانوار المضيئة في احوال المهدي عليه السلام فهو اشتباه، لأن (الأنوار المضيئة في الحكمة الشرعية) من الكتب التي لا نظير لها ومشتمل على جميع اصول الدين والمذهب وأبواب الفقه والأخلاق والأدعية وغيرها، ومع انّه قد بسط الكلام في احواله عليه السلام في المجلد الاول في ضمن احوال سائر الائمة عليهم السلام، لكنه ليس كتاباً مختصاً به عليه السلام.

 

شاهد أيضاً

قراءة القرآن وآداب تلاوته ومقاصده

الدرس السابع عشر: تفسير سورة الجمعة     أهداف الدرس على المتعلّم مع نهاية هذا ...