الشهيد حامد ناصر محمود ولد في مدينة التضحية والفداء — كربلاء المقدسة عام1964م. ينتمي إلى أسرة دينية عريقة ينتهي نسبها إلى أطهر سلالة عرفتها البشرية، وهي السلالة النبوية الطاهرة.
نشأ وترعرع في كربلاء المقدسة، وتشبّع بأريجها المعطّر بشذى الجهاد الحسيني، فتغذى من تلك الأجواء المفعمة بالمعاني الحسينية الخالدة بروح التضحية، سالكا درب الشهادة الدامي.
كانت سمة الولاء لأهل البيتعليهمالسلام وساما رفعه على صدره، إذ عاش ذكر الحسينعليهالسلام حيا خالدا في ضميره، مشاركا في إقامة وإحياء الشعائر الحسينية التي كانت شوكة في عيون الظالمين.
مضت عجلة الزمن سريعة خاطفة، فأشرق ضوء الثورة الإسلامية في إيران، فمالت القلوب العطشى للإسلام نحو هذا الوليد الجديد، وعندها دخل العراق مرحلة جديدة من مراحل حكم الطاغوت الأسود وازداد الإرهاب البعثي، حيث دخل أبناء العراق عصرا هو من أسوء العصور والفترات التي مرّت به، فقد أصبح الانتماء للإسلام جريمة تؤدي بصاحبها إلى الهلاك. كان شهيدنا خلال تلك الفترة قمة من قمم الجبال الرواسي،
مدافعا عن الإسلام وثورته مبغضا للبعثيين وحزبهم في السر والعلن وأمام أدعيائه. لكنه شعر أن الظروف الأمنية والأجواء البوليسية التي فرضها النظام قيّدت حركته ولم تسمح له بحرية العمل، فكان عليه أن يسلك طريق الهجرة، لكنه لم يخطر بباله أنه سوف لن يعود مرة أخرى إلى هذه المدينة الطاهرة وأن جسده سوف يدفن في أرض أخرى.
قرّر الخروج إلى الكويت وكان بيته فيها ملاذا وملجأ لإخوته المجاهدين المهاجرين، يخفف عنهم ألم الهجرة بكلماته الرقيقة ويزيل عنهم وحشة السفر بذلك القلب الكبير الحاني، ويُعِينهم بما تجود به نفسه الكريمة من مال، مخففا عنهم ضنك العيش في بلاد الغربة.
هاجر إلى الجمهورية الإسلامية وبعد أن قضى فترة من حياته في قم المقدسة توجه إلى ساحات الجهاد والفداء حاملا بندقيته ملتحقا بقوات بدر بتاريخ23/12/1985م، وأثناء التدريب وخلال الدورة العسكرية حصل على جائزة معسكر التدريب المقدمة لأحسن متدرب في السلوك والأخلاق وتطبيق التمارين، بشهادة مدربيه فقد كان مطيعا للأوامر العسكرية، تلك الطاعة النابعة من سلوكه وتدينه، إذ كان نموذجا لكل ما هو طيب وحميد من الأخلاق والسجايا.
التحق بعد الدورة بفوج الأبطال فوج الشهيد الصدر، وكان دائما طاقة للبذل وحركة لاتعرف الكلل والملل.
كان معاونا لآمر أحد الفصائل المهاجمة ضمن مجموعة الصولة، وهي أُولى مجاميع الهجوم التي تلقت النار بالصدور، مسترخصة دماءها من أجل إسلامها العظيم الغالي، وختم تلك الحياة المليئة بالبذل والعطاء في ليلة التضحية والفداء ليلة عمليات حاج عمران ليلة 1/9/1986م، حيث سقى بدمه الطاهر شجرة الإسلام الباسقة، ورجعت نفسه المطمئنة إلى بارئها راضية مرضية، لتتبوأ مقعد صدق عند مليك مقتدر.
سلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يُبعث حيا