وكالة مهر للأنباء_ القسم الدولي: في صباح يوم الأربعاء _أول أيام عيد الأضحى المبارك_ استيقظ المسلمون على مقطع فيديو يعرض فيه شاب سويدي من أصول عراقية وهو يعتدي على نسخة من المصحف الشريف، ويضرم النار فيها عند مسجد ستوكهولم المركزي، بعد أن حصل على تصريح رسمي من الشرطة السويدية.

الأمر الذي أثار غضباً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي في جميع الدول العربية والإسلامية، واستنكر مغردون سماح السلطات في السويد القيام بهذه الأعمال المتطرفة التي تؤجج مشاعر أكثر من ملياري مسلم، بذريعة حرية التعبير المشروطة.

ودعا كثيرون إلى مقاطعة المنتجات السويدية للرد على موافقة السلطات السويدية بحرق المصحف أمام مسجد ستوكهولم المركزي.

وخرجت مظاهرات شعبية كبيرة منددة بهذه الأفعال وأيضاً كان هنالك تحركاً سياسياً ودبلوماسياً من بعض الدول الإسلامية تنديداً بتلك الحادثة ومثيلاتها من حوادث الإساءة إلى القرآن الكريم واستفزاز مشاعر المسلمين على مستوى العالم.

ونظراً لأهمية الموضوع وحساسيته ولكون الملف لم يغلق بعد، أجرت وكالة مهر للأنباء حواراً مع رئيس الهيئة الاستشارية والناطق الرسمي لمجلس علماء فلسطين في لبنان والخارج الدكتور “محمد صالح الموعد” والذي لم يبخل علينا برأيه بما يخص هذا الموضوع، وكانت المقابلة على النحو التالي:

شاهدنا في الآونة الأخيرة تمادي البعض على حرمة القران الكريم وحرقهم لنسخ منه في السويد ومؤخرا في الدانيمارك، ما تعليقكم على هذه الحوادث بشكل عام، وكيف تقيٌمون ردود الأفعال العربية والإسلامية عموما على حوادث التطاول على المصحف الشريف.

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سينا محمدٍ وعلى آله وأصحابه أجمعين، بداية نعزي أنفسنا ونعزيكم باستشهاد الإمام الحسين عليه السلام، الذي كان ثورة على الباطل وكان نصرة لهذا الدين ونصرة لكل حق ونصرة لكل مستضعف وهو مدرسة بكل ما للكلمة من معنى وعلى أمتنا وعلى أجيالنا وعلى كل من يريد أن يَثبُت على الحق، أن يسير على نهج الإمامِ الحسين وأن يستقي ويتعلم من هذه المدرسة الحسينية التي فيها الكثير من المعاني، وأقل ذلك أن الحق انتصرعلى الباطل وأن الدم انتصر على السيف، وكان الإمام الحسين بثورته وبموقفه نصرة لهذا الدين وتثبيتاً لقواعده حتى يومنا هذا.

 بالنسبة لردود الفعل حقيقة، وجدنا إجماع عربي وإسلامي ولأول مرة وجدنا ان الجامعة العربية اتخذت موقف، وأيضاً وجدنا ان رؤساء وزعماء وقياديين على مستوى العالم العربي والإسلامي استنكروا ذلك لشناعة هذا الفعل ولعظمة هذا الفعل الذي فيه إساءة إلى قرآننا وإلى إسلامنا وإلى نبينا وإلى ديننا وبالتالي الحركة التي رأيناها ما في الشارع العربي والإسلامي نسبة ما مقبولة، ولكن بحاجة إلى تفعيل أكثر من ذلك، وأنا من هنا باسم مجلس علماء فلسطين، اناشد الشعب العربي وأناشد الشعوب الإسلامية أن تخرج إلى الطرقات بالملايين وترفع شعار ضد هذه الدول الغربية التي تحمي هؤلاء الظلمة والتي تحمي هؤلاء التافهين والتي تحمي هؤلاء المجريمن الذين يعتدون على مقدساتنا وقرآننا وإسلامنا، وينبغي أن يكون هناك فتوى على مستوى العالم الإسلامي، وبالمناسبة نحن في مجلس علماء فلسطين تواصلنا مع جميع الأطر العلمائية على مستوى العالم، وكان لنا فتوى واضحة جداً، قطع العلاقات مع السويد وقطع العلاقات الاقتصادية والبيع والشراء والاستيراد والتصدير على مستوى البضائع، وقطع العلاقات الدبلوماسية وإغلاق السفارات وطرد السفراء وأن يكون هناك موقف موحد من الامة، وهذا ما طالبنا به وأن يكون هناك حكم واضح بملاحقة هؤلاء المجرين، هؤلاء الإرهابيين؛ الذي يقوم بحرق نسخ من القرآن الكريم هو إرهابي وهو مجرم وهو إنسان لا ينتمي إلى الإنسانية بشئ، لأنه يجرح مشاعر ملايين المسلمين، وبالمقابل فإن إسلامنا يحافظ على كل الأديان ويرفض الإساءة إلى أي دين، وهذا ما يقوم عليه الدين الإسلامي الحنيف وهذه قيمنا وهذا إسلامنا الذي يحافظ على قيم الآخرين، وبالتالي لابد أن يكون هناك ردود فعل على مستوى الرؤساء والزعماء والدول بقطع العلاقات مع السويد كما فعلت العراق وكما فعلت إيران، وكذلك كما كان هناك صوت عالي للسيد حسن نصر الله في قطع العلاقات والخروج إلى الطرقات، وأن نعبر نحن كمسلمين عن حبنا لهذا القرآن الكريم، وأن نحمل هذا القرآن الكريم علانيةً وأن نهتف بصوت عال أننا نححب هذا القرآن ونحافظ على هذا القرآن وبالتالي لابد أن يكون هناك صوت على كل المستويات أننا متمسكون بكتابنا وبإسلامنا وبديننا، وهذا أقل ردة فعل التي ينبغي ان نقوم بها من خلال الحفاظ على القرآن الكريم، وأضيف على ذلك ان نفعّل؛ وهذا الخطاب إلى شبابنا وإلى الحاضرين والفاعلين على “السوشالميديا” وبرامج الإنترنت المختفلة، أن يرفعوا الصوت عالياً بحب القرآن الكريم وبالحفاظ عليه وأن يكون هناك ملايين الكتابات على كل وسائل التواصل الاجتماعي المتعلق بحب القرآن والحفاظ عليه، وأن تكون ردة فعلنا اننا مع كتابنا ومع مقدساتنا ومع إسلامنا ومع نبينا وأن نرفع شعار ان الإسلام يسع الجميع وأن هؤلاء الحثالة هؤلاء الشياطين من الإنس لاقيمة لهم، تافهون، مجرمون عملاء، يخدمون المشروع الصهيوني، وأن نركز بأقوالنا أن هذه الأفعال هي أفعال صهيونية ولوبيات متطرفة لابد أن يحاربها العالم لأن هؤلاء الذين ينبغي ان يصنّفوا بالإرهابيين لا الذين يدافعون عن حقوقهم وعن مقدساتهم وعن دينهم وعن قرآنهم.

يرى البعض أن من يقومون بالتمادي على القرآن هم مجرد واجهة لجماعات وأحزاب ولوبيهات متطرفة تقف خلفهم تدفعهم لتحقيق مآرب معينة، ما تعليقكم على مثل هذه التصريحات.

 أما فيما يتعلق بموضوع التبريرات لفعل هؤلاء وأن هناك لوبيّات متطرفة تقف خلف هذا الفعل، نحن نقول بدايةً أن اللوبي الصهيوني هو المستفيد الوحيد من الاعتداء على قرآننا وعلى مقدساتنا وبالتالي لابد ان يكون هناك موقف إسلامي موحد ضد اللوبي الصهيوني وضد كل اللوبيات التي تقف ضد إسلامنا، وعندما يكون هناك مداخلات ومواقف على مستوى الشارع العربي والإسلامي بالملايين، السويد وغير السويد وكل هذه الدول التي تحمي هؤلاء الحثالة الذين يعتدون على مقدساتنا ستُعيدُ النظر في أفعالها وبالتالي سترتدع وستغير هذا القانون الظالم والذي هو حماية لهؤلاء الشياطين، وأنا أعتقد انهم يقومون بتنفيذ مشروع واضح جداً ضد الإسلام وضد المسلمين، وهذا وكان واضحاً في فرنسا عندما حاربوا الحجاب وفي كثير من الدول كذلك يحاربون الحجاب في أوروبا وأمريكا وغيرها من الدول، وكأنهم يريدون أن يثبتوا معنى الرذيلة لأن الإسلام هو الذي يحمي القيم ويحمي الأخلاق ويحمي المجتمعات ويحمي الأسر ويحمي الشباب ويحمي المرأة ويحافظ على حقوق الجميع والإسلام كذلك يعطي كل ذي حق حقه ويقوم على إرساء وترسيخ معنى المساواة بين جميع أفراد المجتمع، ومن خلال الإسلام تسود المحبة ويسود الامن والامان والاستقرار والاخوة والتواصل والإسلام دين تواصل مع الجميع ودين دعوة ودين تسامح ودين محبة ودين علم ودين اقتصاد الإسلام يشمل كل شئ، والإسلام يصلح لكل المجتمعات ولكل الدول وهم يعلمون ذلك، والإسلام أصبح اليوم منتشراً في أوروبا فأكثر من ثلث الأوروبيين الآن أصبحوا من المسلمين لأن الكثير من الجاليات الإسلامية متواجدة الآن في أوروبا وحملت الجنسية ويتوالدون الآن في أووبا والمستقبل إن شاء الله للإسلام والمسلمين والصهاينة يخافون من هذا التوسع الديموغرافي، لذلك نحن نقول أننا ينبغي أن نحافظ على ديننا وقيمنا وأن نحارب هذه اللوبيات واللوبي الصهيوني على راس هؤلاء الذي يسعى دائماً للتشكيك والاعتداء على مقدساتنا وعلى نبينا وعلى قرآننا.

برأيكم ما الإجراءات التي يمكن أن يتم اتباعها على المستوى الشعبي والسياسي وتكون رادعة للحكومة السويدية وغيرها

نستطيع أن نقول أن هذه مدرسة الإسلام تجعلنا نثبت على الحق وان نواجه كل العواصف التي تهب علينا ومنها هذه العاصفة المشؤومة التي طرأت على ثقافتنا وبلادنا ولا استبعد أن يكون للصهاينة اليد الطولى في تحريض هؤلاء الذين يقومون بالاعتداء والإسلاءة على مقدساتن، كان في الماضي هناك كلام وصور، اليوم أصبح هناك فعل، اعتدوا على مقام النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، اعتدوا على مقامات وعلماء ومراجع، اعتدوا على مقدسات، اليوم يقومون بأفعال شنيعة، بحرق نسخ من القرآن الكريم وتمزيق ذلك علانية، إما للشهرة، وإما لتحقيق المكاسب المادية، لكن نقول ان هذا بغطاء من هذه الدول الأوروبية إن كانت الدانيمارك أو أخيراً في السويد ويتكرر ذلك، وهذا الامر نضع عليه علامة استفهام، لماذا يتكرر هذا الأمر؟ وفيه تجريح لمشاعر أكثر من ملياري مسلم في العالم، دون أن تأبه السويد إلى مشاعر المسلمين بل تقف عند نقطة واحدة “ان هذا في دستورنا وقانونا يحق لكل مواطن أن يعبر عن رأيه” هذا كلام حق يراد به باطل، بالنسبة للتبير الذي تتعذر من خلله دولة السويد أو تبني عليه هذه الدولة ان هذا امر قانوني بالنسبة لها، ولكن في الحقيقة هي تعتدي على مشاعرنا ومقدساتنا وتعتدي على أقدس شئ عندنا ألا وهو القرآن الكريم، وأنها تكيل بألف مكيال، لو أردنا اليوم أن نقول لدولة السويد أننا نريد أن نأخذ رخصة بتمزيق العلم الصهيوني وحرقه والدوس عليه، ستقول لا، سترفض ذلك، وستقول هذا اعتداء على الحريات وهذا اعتداء على مشاعر الناس وهذا اعتداء على السامية وفوراً ستقوم بسجن من يطالب بذلك، إذا ليس المووع موضوع حريات ولا تعبير عن راي ولا قانون سويدي إنما الفعل هذا مرتبط بالصهيونية العالمية، لأن الصهاينة هم الذين بدأوا بهذه الأفعال الشنيعة وقبل شهر تقريباً قاموا بتمزيق القرآن الكريم والدخول إلى أحد المساجد في فلسطين وتدنيس المسجد والاعتداء على القرآن الكريم وقبل ذلك كانوا يدخلون إلى المسجد الأقصى ومازالوا يدخلون بأحذيتهم يدنسون ويعربدون وقبل ذلك في ال69 قاموا بحرق المسجد الاقصى المبارك، وبعد عام 1948 قاموا بتدمير مآت المساجد في فلسطين المحتلة، وديدن الصهاينة دائماً الاعتداء على مقدساتنا وأقدس شئ عندنا ألا وهو القرآن الكريم حتى يشككوا الناس بمقدساتهم وبقرآنهم لكن بفضل الله تعالى ردة الفعل كانت عند المسلمين ردة أيجابية لأنهم رفعوا المصاحف عالياً وقات المظارهات والكل الآن يعبر عن حبه للقرآن الكريم، نحن من هنا نطالب ونقول أن هذا الفعل بحاجة لعقاب وأن الدولة السويدية تمعن بالإساءة لمشاعر المسلمين وعليها ان تلغي هذه الفقرات من دستورها التي فيها تجريح للأديان واعتداء على المقدسات وبالتالي أن يحاكم هؤلاء الذين يفعلون ذلك، وأن تكون هناك فتوى من علماء المسلمين، بأن الذي يعتدي على القرآن الكريم ويدنسه هو كافر يستحق العقاب الشديد، وهو الموت، وبالنسبة لكل الدول الإسلامية، ينبغي عليها أن تقاطع السويد على كل المستويات لانها تمعن بالاعتداء على مشاعر المسلمين من خلال تكرار هذه المسألة وبالتالي هي لا تأبه ولا تأخذ بعين الاعتبار مشاعر الناس ومشاعر المسلمين وأن هذا اعتداء على مقدساتنا وعلى رموزنا وعلى قرآننا فينبغي ان يكون هناك عقاب جماعي من المسلمين، قطع البضائع وقطع العلاقات الدبلوماسية مع السويد وحتى طرد السفراء وإغلاق السفارات وأضيف على ذلك أن يكون هناك فتوى شرعية من جميع المفتين في العالم، بقطع العلاقات مع السويد إن استمرت على نهجها هذا بالاعتداء على مقدساتنا وأن تكون هناك فتوى ثانية بكل من يتطاول على قرآننا ةمقدساتنا ونبينا محمد ان يكون عقابه الموت وأن يكون عقابه الفتوى الشرعية الجامعة عند كل المسلمين، وأن يلاحق على مستوى العالم، فهذا يستحق القتل، لأنه يجرح مشاعر مشاعر كل المسلمين ولابد أن يكون هناك عقاب واضح جداً.

.

.