الرئيسية / زاد الاخرة / أدعية أهل البيت عليهم السلام في تعقيب الصلوات

أدعية أهل البيت عليهم السلام في تعقيب الصلوات

تعقيب صلاة المغرب

من أدعية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

الأول : دعاء للمغفرة

قال السيد ابن طاووس رحمه الله تعالى في فلاح السائل : ص ٤٠٩ : ويقول أيضاً ، بعد صلاة المغرب ، وبعد صلاة الفجر : سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إلّا أَنْتَ ، اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي كُلَّهَا جَمِيعاً ، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ كُلَّها جَميعاً إلّا أَنْتَ.

فقد روي عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، يرفعه إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، في حديث هذا المراد منه : أن العبد إذا قال ذلك ، قال الله عزوجل للكتبة : اكتبوا لعبدي المغفرة ، بمعرفته أنه لا يغفر الذنوب كلها جميعاً إلا أنا.

الثاني : دعاء من أفضل الأعمال

في وسائل الشيعة للحر العاملي : ج ٦ ص ٤٧٧ ح ٦ ، روي

١١٢
عن عمر بن محمد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من صلى الغداة فقال قبل أن ينقض ركبتيه ، عشر مرات :

لاَ إِلَهَ اللهُ وَحُدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ ، لَهُ المُلْكُ ، وَلَهُ الْحَمْدُ ، يُحْيِي وَيُمِيْتُ ، وَيُمِيْتُ وَيُحْيِي ، وَهُوَ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ ، بِيِدهِ الخَيْرُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ.

وفي المغرب مثلها ، لم يلق الله عزّوجلّ عبد بعمل أفضل من عمله إلاّ من جاء بمثل عمله.

من أدعية مولاتنا الصديقة فاطمة الزهراء عليها‌السلام

قال السيد ابن طاووس رحمه الله تعالى في فلاح السائل ، ص ٤٢٠ ـ ٤٢٤ : ومن تعقيب فريضة المغرب أيضاً ما يختص بها مما روي عن مولاتنا فاطمة عليها‌السلام من الدعاء عقيب الخمس الصلوات وهو :

الْحَمْدُ للهِ الَّذِي لا يُحْصِي مَدْحَهُ القَائِلُونَ ، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي لاَ يُحْصِي نَعْمَاءَهُ العَادُّوْنَ ، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي لاَ يُؤَدِّي حَقَّهُ المُجْتَهدُونَ ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ الأَوَّلُ وَالآخِرُ ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ

١١٣
اللهُ الظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ، وَلاَ إِلَهَ إِلّا اللهُ الْمُحْيِي الْمُمِيْتُ ، وَاللهُ أَكْبَرُ ذُو الطَّوْلِ ، وَاللهُ أَكْبَرُ ذُو الْبَقَاءِ الدَّائِمِ ، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي لاَ يُدْرِكُ الْعَالِمُونَ عِلْمَهُ ، وَلاَ يَسْتَخِفُّ الْجَاهِلُونَ حِلْمَهُ ، وَلاَ يَبْلُغُ الْمَادِحُونَ مِدْحَتَهُ ، وَلاَ يَصِفُ الْوَاصِفُونَ صِفَتَهُ ، وَلاَ يُحْسِنُ الْخَلْقُ نَعْتَهُ ، وَالْحَمْدُ للهِ ذِي الْمُلْكِ وَالْمَلَكُوتِ ، وَالْعَظَمَةِ وَالْجَبَرُوتِ ، وَالْعِزِّ وَالْكِبْرِيَاءِ ، وَالْبَهَاءِ وَالْجَلاَلِ ، وَالْمَهَابَةِ وَالْجَمَالِ ، وَالعِزَّةِ وَالقُدْرَةِ ، وَالحَوْلِ وَالقُوَّةِ ، وَالْمِنَّةِ وَالْغَلَبَةِ ، وَالْفَضْلِ وَالطَّوْلِ ، وَالْعَدْلِ وَالْحَقِّ ، وَالْخَلْقِ وَالْعَلاَءِ ، وَالرِّفْعَةِ وَالْمَجْدِ ، وَالْفَضِيلَةِ وَالْحِكْمَةِ ، وَالْغَنَاءِ وَالسِّعَةِ ، وَالْبَسْطِ وَالْقَبض ، وَالحِلْم وَالعِلْمِ ، وَالحُجَّةِ البَالِغَةِ ، وَالنِّعْمَةِ السَّابِغَةِ ، وَالثَّنَاءِ الحَسَنِ الجَميلِ ، وَالآلاءِ الكَرِيْمَةِ ، مَلِكِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَالجَنَّةِ وَالنَّارِ ، وَمَا فيهِنَّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.

الْحَمْدُ للهِ الَذِي عَلِمَ أَسْرَارَ الغُيُوبِ ، وَاطَّلَعَ عَلَى مَا تُجِنُّ القُلُوبُ ، فَلَيْسَ عَنْهُ مَذْهَبٌ وَلاَ مَهْرَبٌ ، وَالحَمْدُ للهِ المُتَكَبِّرِ في سُلْطَانِهِ ، العَزِيزِ في مَكَانِهِ ، المُتَجَبِّرِ في مُلْكِهِ ، الْقَويِّ في بَطْشِهِ ، الرَّفِيْعِ فَوْقَ عَرْشِهِ ، المُطَّلِع عَلَى خَلْقِهِ ، وَالْبَالِغ لِمَا أَرَادَ

١١٤
مِن عِلْمِهِ ، الحَمْدُ للهِ الَّذِي بِكلِمَاتِهِ قَامَتِ السَّمَوَاتُ الشِّدَادُ ، وَثَبَتَتِ الأَرَضُونَ المِهَادُ ، وَانْتَصَبَتِ الْجِبَالُ الرَّوَاسِيَ الأَوْتَادُ ، وَجَرَتِ الرِّيَاحُ اللَّوَاقِحُ ، وَسَارَ في جَوِّ السَّمَاءِ السَّحَابُ ، وَوَقَفَتْ عَلَى حُدُودِهَا الْبِحَارُ ، وَوَجِلَتِ الْقُلُوبُ مِنْ مَخَافَتِهِ ، وَانْقَمَعَتِ الأَرْبَابُ لِرُبُوبِيَّتِهِ ، تَبَارَكْتَ يَا مُحْصِيَ قَطْرِ الْمَطَرِ ، وَوَرَقِ الشَّجَرِ ، وَمُحْيِيَ أَجْسَادِ المَوْتَى لِلْحَشْرِ.

سُبْحَانَكَ يَا ذا الجَلاَلِ والإِكْرَامِ ، مَا فَعَلْتَ بِالْغَرِيبِ الفَقِيرِ إِذَا أَتَاكَ مُسْتَجِيْرَاً مُسْتَغِيْثاً ، مَا فَعَلْتَ بِمَنْ أَنَاخَ بِفِنَائِكَ وَتَعَرَّضَ لِرِضَاك وَغَدَا إِلَيْكَ ، فَجَثَا بَيْنَ يَدَيْكَ يَشْكُو إِلَيْكَ مَا لاَ يَخْفَى عَلَيْكَ ، فَلاَ يَكُونَنَّ يَا رَبِّ حَظِّي مِنْ دُعَائِيَ الحِرْمَانَ ، وَلاَ نَصِيْبِي مِمَّا أَرْجُو مِنْكَ الخِذْلاَنَ ، يَامَنْ لَمْ يَزُلْ وَلاَ يَزُولُ كَمَا لَمْ يَزَلْ قَائِمَاً عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ، يَا مَنْ جَعَلَ أَيَّامَ الدُّنْيَا تَزُولُ ، وَشُهُورَهَا تَحُولُ ، وَسِنِيَّهَا تدُورُ ، وَأَنْتَ الدَّائِمُ لاَ تُبْلِيْكَ الأَزْمَانُ ، وَلاَ تُغَيِّرُكَ الدُّهُورُ ، يَا مَنْ كُلُّ يَوْمٍ عِنْدَهُ جَدِيدٌ ، وَكُلُّ رِزْقٍ عِنْدَهُ عَتِيِدٌ ، لِلضَّعِيفِ وَالْقَوِيِّ وَالشَّدِيدِ ، قَسَمْتَ الأَرْزَاقَ بَيْنَ الخَلاَئِقِ ، فَسَوَّيْتَ بَيْنَ الذَّرَّةِ وَالعُصْفُورِ.

١١٥
اللَّهُمَّ إِذا ضَاقَ الْمَقَامُ بِالنَّاسِ فَنَعُوذُ بِكَ مِنْ ضِيْق الْمَقَامِ ، اللَّهمَّ إِذَا طَال يَوْمُ القِيَامَةِ عَلَى المُجْرِمِينَ فَقَصِّرْ ذَلِكَ الْيَوْمَ عَلَيْنَا كَمَا بَيْنَ الصَّلاَةِ إلَى الصَّلاَةِ ، اللَّهُمَّ إِذَا أَدْنَيْتَ الشَّمْسَ مِنَ الجَمَاجِمِ ، فَكَانَ بَيْنَها وَبَيْنَ الجَمَاجِم مِقْدَارُ مِيْلٍ ، وَزيْدَ في حَرِّهَا حَرُّ عَشْرِ سِنيِنَ ، فَإِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تُظِلَّنَا بِالْغَمَامِ ، وَتَنْصِبَ لَنَا المَنَابِرَ ، وَالْكَرَاسِيَّ نَجْلِسُ عَلَيْهَا ، وَالنَّاسُ يَنْطَلِقُونَ في المَقَامِ ، آمِيْنَ رِبَّ العَالَمِيْنَ.

أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِحَقِّ هَذِهِ المَحَامِدِ إِلّا غَفَرْتَ لِي ، وَتَجَاوَزْتَ عَنِّي ، وَأَلْبَسْتَنِي العَافِيَةَ في بَدَنِي ، وَرَزَقْتَنِي السَّلاَمَةَ في ديْنِي ، فَإِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَنَا وَاثِقٌ بِإجَابَتِكَ إِيَّايَ في مَسْأَلَتِي ، وَأَدْعُوكَ وَأَنَا عَالِمٌ بِاستمَاعِكَ دَعْوَتِي ، فَاسْتَمِعْ دُعَائِي ، وَلاَ تَقْطَعْ رَجَائِي ، وَلاَ تَرُدَّ ثَنَائِي ، وَلاَ تُخَيِّبْ دُعَائِي ، أَنَا مُحْتَاجٌ إِلَى رِضْوَانِكَ ، وَفَقِيرٌ إِلَى غُفْرَانِكَ ، وَأَسْأَلُكَ وَلاَ آيَسُ مِنْ رَحْمَتِكَ ، وَأَدْعُوكَ وَأَنَا غيرُ مُحْتَرِزٍ مِنْ سَخَطِكَ ، يَا رَبِّ وَاسْتَجِبْ لِي وَامْنُنْ عَلَيَّ بِعَفْوِكَ ، وَتَوَفَّنِي مُسْلِمَاً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِيْنَ ، رَبِّ لاَ تمنَعْنِي فَضْلَكَ يَا مَنَّانُ ، وَلاَ تَكِلْنِي إِلى نَفْسِي مَخْذُولاً يَا حَنَّانُ.

١١٦
رَبِّ ارْحَمْ عِنْدَ فِرَاقِ الأَحِبَّةِ صَرْعَتِي ، وَعِنْدَ سُكُونِ القَبْرِ وُحْدَتِي ، وَفِي مَفَازَةِ القِيَامَةِ غُرْبَتِي ، وَبَيْنَ يَدَيْكَ مَوْقُوفاً لِلْحِسَابِ فَاقَتِي ، رَبِّ أَسْتَجيْرُ بِكَ مِنَ النَّارِ فَأَجِرْنِي ، رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ فَأَعِذْنِي ، رَبِّ أَفْزَعُ إِلَيْكَ مِنَ النَّار فَأَبْعِدْنِي ، رَبِّ أَسْتَرْحِمُكَ مَكْرُوباً فَارْحَمْنِي ، رَبِّ أَسْتَغْفِرُكَ لِمَا جَهِلْتُ فَاغْفِرْ لِي ، رَبِّ قَدْ أَبْرَزَنِي الدُّعَاءُ لِلْحَاجَةِ إِلَيْكَ فَلاَ تُؤْيِسْنِي ، يَا كَرِيْمُ ذَا الآلاءِ وَالإحْسَانِ وَالتَّجَاوُزِ.

سَيِّدِي يَا بَرُّ يا رَحِيْمُ استَجِبْ بَيْنَ المُتَضَرِّعِيْنَ إِلَيْكَ دَعْوَتِي ، وَارْحَمْ مِنَ المُنْتَحِبِيْنَ بِالعوِيْلِ عَبْرَتِي ، وَاجْعَلْ في لِقَائِكَ يَوْمَ الخُرُوجِ مِنَ الدُّنْيَا رَاحَتِي ، وَاسْتُرْ بَيْنَ الأَمْوَاتِ يَا عَظِيْمَ الرَّجَاءِ عَوْرَتِي ، وَاعْطِفْ عَلَيَّ عِنْدَ التَّحوُّلِ وَحِيداً إِلَى حُفْرَتِي ، إِنَّكَ أَمَلِي وَمَوْضِعُ طَلِبَتِي ، وَالعَارِفُ بِمَا أُرِيْدُ في تَوْجِيهِ مَسْأَلَتِي ، فَاقْضِ يَا قَاضِيَ الحَاجَاتِ حَاجَتِي ، فَإلَيْكَ المُشْتَكَى وَأَنْتَ المُسْتَعَانُ وَالمُرْتَجَى ، أَفِرُّ إِلَيْكَ هَارِبَاً مِنَ الذُّنُوبِ فَاقْبَلْنِي ، وأَلْتَجِأُ مِنْ عَدْلِكَ إِلَى مَغْفِرَتِكَ فَأَدْرِكْنِي ، وَأَلْتَاذُ بِعَفْوِكَ مِن بَطْشِكَ فَامْنَعْنِي ، وَأَسْتَرْوِحُ رَحْمَتَكَ مِنْ عِقَابِكَ فَنَجِّنِي ،

١١٧
وَأَطْلُبُ الْقُرْبَةَ مِنْكَ بِالإِسْلاَمِ فَقَرِّبْنِي ، وَمِنَ الفَزَعِ الأَكْبَرِ فَآمِنِّي ، وَفِي ظِلِّ عَرْشِكَ فَظَلِّلْنِي ، وَكِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِكَ فَهَبْ لِي ، وَمِنَ الدُّنْيَا سَالِمَاً فَنَجِّنِي ، وَمِنَ الظُّلُمَاتِ إِلى النُّورِ فَأَخْرِجْنِي ، وَيَوْمَ القِيَامَةِ فَبَيِّضْ وَجْهِي ، وَحِسَاباً يَسِيراً فَحَاسِبْنِي ، وَبِسَرَائِرِي فَلاَ تَفْضَحْنِي ، وَعَلَى بَلاَئِكَ فَصَبِّرْنِي ، وَكَمَا صَرَفْتَ عَنْ يُوسُفَ السُّوْءَ وَالْفَحْشَاءَ فَاصْرِفْهُ عَنِّي ، وَمَالاَ طَاقَةَ لِي بِهِ فَلاَ تُحَمِّلْنِي ، وَإلَى دَارِ السَّلاَمِ فَاهْدِنِي ، وَبِالْقُرْآنِ فَانْفَعْنِي ، وَبالْقَوْلِ الثَّابِتِ فَثَبِّتْنِي ، وَمِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم فَاحْفَظْنِي ، وَبِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ وَجَبَرُوتِكَ فَاعْصِمْنِي ، وَبِحِلْمِكَ وَعِلْمِكَ وَسِعَةِ رَحْمَتِكَ مِنْ جَهَنَّمَ فَنَجِّنِي ، وَجَنَّتَكَ الفِرْدَوسَ فَأَسْكَنِّي ، وَالنَّظَرَ إِلَى وَجْهِكَ فَارزُقْنِي ، وَبِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فَأَلْحِقْنِي ، وَمِنَ الشَّيَاطِيْنِ وَأَوْلِيَائِهِمْ وَمِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ فَاكْفِنِي.

اللَّهُمَّ وَأعْدَائِي وَمَنْ كَادَنِي إِنْ أَتَوا بَرَّاً فَجَبِّنْ شَجْعَهُمْ ، فُضَّ جُمُوعَهُمْ ، كلِّلْ سِلاَحَهُمْ ، عَرْقِبْ دَوَابَّهُمْ ، سَلِّطْ عَلَيْهِمُ العَوَاصِفَ وَالْقَوَاصِفَ أَبَدَاً حَتَّى تُصْلِيَهُمُ النَّارِ ، أَنْزِلْهُمْ مِنْ صَيَاصِيهِمْ ، وَأَمْكِنَّا مِنْ نَوَاصِيهِمْ آمِيْنَ رَبَّ الْعَالَمِيْنَ.

١١٨
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، صَلاَةً يَشْهَدُ الأَوَّلُوْنَ مَعَ الأَبْرَارِ ، وَسَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ ، وَخَاتَمِ النَّبِيِّيْنَ ، وَقَائِدِ الخَيْرِ ، وَمِفْتَاحِ الرَّحْمَةِ ، اللَّهُمَّ رَبَّ الْبَيْتِ الحَرَامِ ، وَالشَّهْرِ الحَرَامِ ، وَرَبَّ المَشْعَرِ الحَرَامِ ، وَرَبَّ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ ، وَرَبَّ الحِلِّ وَالْحَرَامِ ، وبَلِّغْ رُوْحَ مُحَمَّدٍ مِنَّا التَّحِيَّةَ وَالسَّلاَمَ ، سَلاَمٌ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله ، سَلاَمٌ عَلَيْكَ يَا أَمِيْنَ اللهِ ، سَلاَمٌ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ بنَ عَبْدِاللهِ ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ ، فَهُوَ كَمَا وَصَفْتَهُ بِالمُؤْمِنِيْنَ رَؤُوفٌ رَحِيْمٌ ، اللَّهُمَّ أَعْطِهِ أَفضْلَ مَا سَأَلَكَ وَأَفْضَلَ مَا سُئِلْتَ لَهُ ، وَأَفْضَلَ مَا أَنْتَ مَسْئُولٌ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، آمِيْنَ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ.

من أدعية أميرالمؤمنين صلوات الله عليه

الأول : لدفع البلاء

في مستدرك الوسائل للنوري : ج ٥ ص ١٠١ ح ٧ ، روي عن إسماعيل بن همام ، عن أبي الحسن ـ يعني الإمام الرضا عليه‌السلام قال : قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : من قال :

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلّا بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ ، سبع مرات. وهو ثاني رجله بعد المغرب قبل أن يتكلم ،

١١٩
وبعد الصبح قبل أن يتكلم ، صرف الله تعالى عنه سبعين نوعاً من أنواع البلاء ، أدناها الجذام والبرص والسلطان والشيطان.

الثاني : الْحَمْدُ للهِ الَّذِي يُوْلِجُ اللَّيْلَ في النَّهَارِ

عن نصر بن مزاحم في كتاب صفين : ص ١٣٤ ، عن أبي الحسين زيد بن علي ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : خرج علي عليه‌السلاموهو يريد صفين ـ إلى أن قال ـ : ثم خرج حتى نزل على شاطىء النرس ، بين موضع حمام أبي بردة وحمام عمر ، فصلى بالناس المغرب ، فلما انصرف قال :

الْحَمْدُ للهِ الَّذِي يُوْلِجُ اللَّيْلَ في النَّهَارِ ، وَيُوْلِجُ النَّهَارَ في اللَّيْلِ ، الْحَمْدُ للهِ كُلَّمَا وَقَبَ لَيْلٌ وَغَسَقَ ، وَالْحَمْدُ للهِ كُلَّما لاحَ نَجْمٌ وَخَفَقَ.

الثالث : اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنِّي مَا كَانَ صَالِحَاً

قال السيد ابن طاووس رحمه الله تعالى في فلاح السائل : ص ٤١٩ : ومن تعقيب فريضة المغرب ما يختص بها ماروي عن مولانا أميرالمؤمنين عليه‌السلام من الدعاء عقيب الخمس المفروضات فمنها بعد صلاة المغرب :

١٢٠
اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنِّي مَا كَانَ صَالِحَاً ، وَأَصْلِحْ مِنِّي مَا كَانَ فَاسِدَاً ، اللَّهُمَّ لاَ تُسَلِّطْنِي عَلَى فَسَادِ مَا أَصْلَحْتَ مِنِّي ، وَأَصْلِحْ لِي مَا أَفْسَدْتُهُ مِنْ نَفْسِي.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ قَوِيَ عَلَيْهِ بَدَنِي بِعَافِيَتِكَ ، وَنَالَتْهُ يَدِي بِفَضْلِ نِعْمَتِكَ ، وَبَسَطْتُ إِلَيْهِ يَدِي بِسِعَةِ رِزْقِكَ ، وَاحْتَجَبْتُ فيهِ عَنِ النَّاسِ بِسِتْرِكَ ، وَاتَّكَلْتُ فيهِ عَلَى كَرِيمِ عَفْوِكَ.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ تُبْتُ إليْكَ مِنْهُ وَنَدِمْتُ عَلَى فِعْلِهِ ، وَاسْتَحْييْتُ مِنْكَ وَأَنَا عَلَيْهِ ، وَرَهِبْتُكَ وَأَنا فيهِ ، رَاجَعْتُهُ وَعُدْتُ إِلَيْهِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ عَلِمْتُهُ أَوْ جَهِلْتُهُ ، ذَكَرْتُهُ أَوْ نَسِيْتُهُ ، أَخْطَأْتُهُ أَوْ تَعمَّدْتُهُ ، هُوَ مِمَّا لاَ أَشُكُّ أَنَّ نَفْسِي مُرْتَهَنَةٌ بِهِ ، وَإِنْ كُنْتُ أُنْسِيْتُهُ وَغَفَلْتُ عَنْهُ.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ جَنَيْتُهُ عَلَيَّ بِيَدِي ، وآثَرْتُ فيهِ شَهْوَتِي أوْ سَعَيْتُ فيهِ لِغَيْرِي ، أَو اسْتَغْوَيْتُ فيهِ مَنْ تَابَعَنِي ، أَوْ كَابَرْتُ فيهِ مَنْ مَنَعَنِي ، أَوْ قَهَرْتُهُ بِجَهْلِي ، أَوْ لَطُفْتُ فيهِ بِحِيْلَةِ غَيْري ، أَوِ اسْتَزَلَّنِي إِلَيْهِ مَيْلِي وَهَوَايَ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ شَيءٍ أَرَدْتُ بِهِ وَجْهَكَ فَخَالَطَنِي فيهِ مَا

١٢١
لَيْسَ لَكَ ، وَشَارَكَنِي فيهِ مَا لَمْ يَخْلُصْ لَكَ ، وَأَسْتَغْفِرُكَ بِمَا عَقَدْتُهُ عَلَى نَفْسِي ، ثُمَّ خَالَفَهُ هَوَايَ ، الَّلهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَعْتِقْنِي مِنَ النَّارِ ، وَجُدْ عَلَيَّ بِفَضْلِكَ.

اللَّهُمَّ أَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَرِيْمِ الْبَاقِي الدَّائِمِ الَّذِي أَشْرَقَتْ بِنُوْرِهِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ ، وَكَشَفْتَ بِهِ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ، وَدَبَّرْتَ بِهِ أُمُورَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تُصْلِحَ شَأْنِي بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّحِمِيْنَ.

من أدعية الإمام زين العابدين عليه‌السلام

عن البرقي في كتاب المحاسن : ص ٢٤٨ ح ٢٥٤ ، عن أبيه ، رفعه قال : كان علي بن الحسين عليهما السلام يطيل القعود بعد المغرب ، يسأل الله اليقين.

من أدعية الإمام الصادق عليه‌السلام

الأول : دعاء للدنيا والآخرة ولوجع العين

عن الشيخ المفيد في كتاب الأمالي : ص ١٧٩ : عن محمد الجعفي ، عن أبيه ، قال : كنت كثيراً ما أشتكي عيني ، فشكوت

١٢٢
ذلك إلى أبي عبدالله عليه‌السلام ، فقال : ألا أعلمك دعاءً لدنياك وآخرتك ، وتكفى به وجع عينك؟ فقلت : بلى ، فقال : تقول في دبر الفجر ، ودبر المغرب :

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْكَ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَجْعَلَ النُّورَ في بَصَرِي ، وَالْبَصِيْرَةَ في دِيْنِي ، وَالْيَقِيْنَ في قَلْبِي ، وَالإخْلاَصَ في عَمَلِي ، وَالسَّلاَمَةَ في نَفْسِي ، وَالسِّعَةَ في رِزْقِي ، وَالشُّكْرَ لَكَ أَبَدَاً مَا أَبْقَيْتَنِي.

الثاني : لدفع البلاء

روى الشيخ الكليني رحمه الله تعالى في الكافي : ج ٢ ص ٥٣١ ح ٢٥ و ٢٦ : عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من قال في دبر صلاة الفجر ، ودبر صلاة المغرب سبع مرات :

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلّا بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ. دفع الله عزوجل عنه سبعين نوعاً من أنواع البلاء أهونه الريح والبرص والجنون ، وإن كان شقياً محي من

١٢٣
الشقاء وكتب في السعداء.

قال الشيخ الكليني : وفي رواية سعدان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله إلا أنهَ قال : أهونه الجنون والجذام والبرص ، وإن كان شقياً رجوت أن يحوله الله تعالى إلى السعادة.

وعن الشيخ إبراهيم الكفعمي في البلد الأمين : ص ٢٨ : عن الإمام الصادق عليه‌السلام قال : من بسمل وحولق في دبر كل صلاة ، من الفجر والمغرب سبعاً ، دفع الله تعالى عنه سبعين نوعاً من أنواع البلاء ، أهونها الريح والبرص والجنون ، ويكتب في ديوان السعداء ، وإن كان شقياً.

الثالث : دعاء التمسك بدين النبي وأهل بيته عليهم‌السلام

عن السيد ابن طاووس في فلاح السائل ، ص ٤٠٧ : عن إسحاق واسماعيل ابني محمد بن عجلان ، عن أبيهما قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : إذا أمسيت وأصبحت ، فقل في دبر الفريضة في صلاة المغرب ، وصلاة الفجر :

أَسْتَعِيذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ ، عشر مرات.

١٢٤
ثم قل :

اكْتُبَا رَحِمَكُمَا اللهُ : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ ، أَمْسَيْتُ وَأَصْبَحْتُ بِاللهِ مُؤْمِنَاً ، عَلَى دِيْنِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلهِ وَسُنَّتِهِ ، وَعَلَى دِيْنِ عَلِيٍّ عَلَيِه السَّلاَمُ وَسُنَّتِهِ ، وَعَلَى دِيْنِ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ وَسُنَّتِهَا ، وَعَلَى دِيْنِ الأَوْصِيَاءِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيهِمْ وَسُنَّتِهِمْ.

آمَنْتُ بِسِرِّهِمْ وَعَلاَنِيَتِهِمْ ، وَبِغَيْبِهِمْ وَشَهَادَتِهِمْ ، وَأَسْتَعِيذُ بِاللهِ في ليلَتِي هَذِهِ ، وَيَومِي هَذَا ، مِمَّا اسْتَعَاذَ مِنْهُ مُحَمَّدٌ وَعَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ ، والأَوْصِيَاءُ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ ، وَأَرْغَبُ إِلَى اللهِ فيمَا رَغِبُوا فيهِ وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلّا بِاللهِ.

الرابع : لحوائج الدنيا والآخرة

في مستدرك الوسائل ، النوري : ج ٥ ص ١٠٠ ح ٦ ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من قال بعد صلاة الفجر ، وبعد صلاة المغرب ، قبل أن يثني رجليه ، أو يكلم أحداً :

(إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا

١٢٥
صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلمُوا تَسْلِيْمَاً) اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ ، وَعَلَى ذُرِّيَّتِهِ ، وَعَلَى أهْلِ بَيْتِهِ. مرة واحدة. قضى الله تعالى له مائة حاجة ، سبعين منها للآخرة ، وثلاثين للدنيا.

الخامس : دعاء للخير الكثير

روى الشيخ الكليني رحمه الله تعالى في الكافي : ج ٢ ص ٥٤٥ ح ٢ ، بسنده عن الصباح بن سيابة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلامقال : من قال إذا صلى المغرب ثلاث مرات :

الْحَمْدُ للهِ الَّذِي يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ، وَلاَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ غَيْرُهُ. أُعطي خيراً كثيراً.

السادس : بِسْمِ اللهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلّا هُوَ

روى الشيخ الطوسي في تهذيب الأحكام : ج ٢ ص ١١٧ ، عن محمد بن مروان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلامأنه قال : تمسح بيدك اليمنى على جبهتك ووجهك في دبر المغرب والصلوات وتقول :

بِسْمِ اللهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلّا هُوَ عَالِم الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الرَّحْمَنِ

١٢٦
الرَّحِيمِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالْحُزْنِ وَالسُّقْمِ وَالعَدمِ (و) الصغارِ وَالُّذلِّ وَالْفَوَاحِشِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ.

السابع : اللَّهُمَّ بِيَدِكَ مَقَادِيرُ اللَّيْلِ

عن الشيخ الكليني في الكافي : ج ٢ ص ٥٤٦ ح ٣ ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، رفعه (عن الإمام الصادق عليه‌السلام) قال : يقول بعد العشائين :

اللَّهُمَّ بِيَدِكَ مَقَادِيرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، وَمَقَادِيرُ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، وَمَقَادِيْرُ الْمَوْتِ وَالْحَيَاةِ ، وَمَقَادِيرُ الشَّمْسِ وَالقَمَرِ ، ومَقَادِيرُ النَّصْرِ وَالْخِذْلانِ ، وَمَقَادِيرُ الْغِنَى وَالفَقْرِ ، اللَّهُمَّ بَارِكْ لِي في دِيْنِي وَدُنْيَايَ ، وَفِي جَسَدِي وَأَهْلِي وَوُلْدِي ، اللَّهُمَّ ادْرَأْ عَنِّي فَسَقَةَ العَرَبِ وَالعَجَمِ وَالْجِنِّ وَالإِنْسِ ، وَاجْعَلْ مُنْقَلَبِي إِلَى خَيْرٍ دَائِمٍ وَنَعِيمٍ لاَ يَزُولُ.

قال العلامة المجلسي رحمه الله تعالى في بحار الأنوار : ج ٨٣ ص ١٢٥ ح ٧ : هذا الدعاء ذكره الأكثر من تعقيب المغرب ، ولعله كان عندهم بين العشائين كما هو في الفقيه

١٢٧
والتهذيب ، فالأفضل القراءة في الموضعين احتياطاً لتحصيل الفضل والأجر.

الثامن : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ الْبَشِير

قال السيد ابن طاووس رحمه الله تعالى في فلاح السائل : ص ٤٢٤ ـ ٤٢٧ : ومن تعقيب صلاة المغرب أيضاً ما يختص بها من رواية معاوية بن عمار عن الصادق عليه‌السلام في تعقيب الخمس الصلوات المفروضات وهو :

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ الْبَشِيرِ النَّذِيرِ ، وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ ، الطُّهْرِ الطَّاهِرِ الخَيِّرِ الفَاضِلِ خَاتَمِ أَنْبِيَائِكَ ، وَسَيِّدِ أَصْفِيَائِكَ ، وَخَالِصِ أَخِلاَّئِكَ ، ذي الْوَجْهِ الْجَمِيْلِ ، وَالشَّرَفِ الأَصِيْلِ وَالْمِنْبَرِ النَّبيْلِ ، وَالْمَقَامِ المَحْمُودِ ، وَالْمَنْهَلِ الْمَشْهُودِ ، وَالْحَوْضِ المَوْرُودِ ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ كَمَا بَلَّغَ رِسَالاَتِكَ وَجَاهَدَ في سَبيلِكَ ، وَنَصَحَ لأَمَّتِهِ ، وَعَبَدَكَ حَتَّى أَتَاهُ الْيَقِيْنُ ، وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِيْنَ الأَخْيَارِ ، والأَتْقِيَاءِ الأَبْرَارِ ، الَّذِيْنَ انْتَجَبْتَهُمْ لِدِيْنِكَ ، وَاصْطَفَيْتَهُمْ مِنْ خَلْقِكَ ، وَائْتَمَنْتَهُمْ عَلَى وَحْيِكَ ، وَجَعَلْتَهُمْ خَزَائِنَ عِلْمِكَ ، وَتَرَاجِمَةَ

١٢٨
كَلِمَتِكَ ، وَأَعْلاَمَ نُوْرِكَ ، وَحَفَظَةَ سِرِّكَ ، وَأَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرْتَهُمْ تَطْهِيْرَاً.

اللَّهُمَّ انْفَعْنَا بِحُبِّهِمْ ، وَاحْشُرْنَا في زُمْرَتِهِمْ ، وَتَحْتَ لِوَائِهِمْ ، وَلاَ تُفَرِّقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ وَاجعَلْنِي بِهِمْ عِنْدَكَ وَجِيْهاً في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ المُقَرَّبِيْنَ ، الَّذِيْنَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَهُمْ يَحْزَنُونَ ، الْحَمْدُ للهِ الَّذِي ذَهَبَ بِالنَّهَارِ بِقُدْرَتِهِ ، وَجَاءَ بِاللَّيْلِ بِرَحْمَتِهِ ، خَلْقَاً جَدِيداً ، وَجَعَلهُ لِبَاسَاً وَسكَنَاً ، وَجَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ لِيُعْلَمَ بِهِمْا عَدَدُ السِّنِيْنَ وَالْحِسَابُ.

الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِقْبَالِ اللَّيْلِ وَإِدْبَارِ النَّهَارِ ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَصْلِحْ لِي دِيْنِيَ الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي ، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فيهَا مَعِيْشَتِي ، وَأَصْلِحْ لِي آخِرتِي الَّتِي إِلَيْهَا مُنْقَلَبي ، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي في كُلِّ خَيْر ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ سُوءٍ ، وَاكفِنِي أَمْرَ دُنْيَايَ وَآخِرَتِي بِمَا كَفَيْتَ بِهِ أَوْلِيَاءَكَ وَخِيَرَتَكَ مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِيْنَ ، وَاصْرِفْ عَنِّي شَرَّهُمَا وَوَفقنِي لِمَا يُرْضِيْكَ عَنِّي يَا كَرِيْمُ ، أَمْسَيْتُ وَالمُلْكُ للهِ الْوَاحِدِ القَهَّارِ ، وَمَا في اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ.

١٢٩
اللَّهُمَّ إِنِّي وَهَذَا اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ خَلْقَانِ مِنْ خَلْقِكَ ، فَاعْصِمْنِي فيهمَا بِقُوَّتِكَ ، وَلاَ تُرهِمَا مِنِّي جُرْأَةً عَلَى مَعَاصِيْكَ ، وَلاَ رُكُوباً مِنِّي لِمَحَارِمِكَ ، واجْعَلْ عَمَلِي فيهمَا مَقْبُولاً وَسَعْيي مَشْكُورَاً ، وَيَسِّرْ لِي مَا أَخَافُ عُسْرَهُ ، وَسَهِّلْ لِي مَا صَعُبَ عَلَيَّ أَمْرُهُ ، وَاقْضِ لِي فيهِ بِالحُسْنَى ، وَآمِنِّي مَكْرَكَ ، وَلاَ تَهْتِكْ عَنِّي سِتْرَكَ ، وَلاَ تُنْسِنِي ذِكْرَكَ ، وَلاَ تَحُلْ بَيْنِي وَبَيْنَ حَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ ، وَلاَ تَكِلْنِي إِلى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ أبداً ، وَلاَ إِلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ يَا كَرِيْمُ.

اللَّهُمَّ افْتَحْ مَسَامِعَ قَلْبِي لِذِكْرِكَ حَتَّى أَعِيَ وَحْيَكَ ، وَأَتَّبِعَ كِتَابَكَ ، وَأُصَدِّقَ رُسُلَكَ ، وَأُؤْمِنَ بِوَعْدِكَ ، وَأَخَافَ وَعِيدَكَ ، وَأُوفِيَ بِعَهْدِكَ ، وَأَتَّبِعَ أَمْرَكَ ، وَأَجْتَنِبَ نَهْيَك ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَلاَ تَصْرِفْ عَنِّي وَجْهَكَ ، وَلاَ تَمْنَعْنِي فَضْلَكَ ، وَلاَ تَحْرِمْنِي عَفْوَكَ ، وَاجْعَلْنِي أُوَالِي أَوْلِيَاءَكَ ، وَأُعَادِي أَعْدَاءَكَ وَارْزُقْنِي الرَّهْبَةَ مِنْكَ وَالرَّغْبَةَ إِلَيْكَ ، وَالْخُشُوعَ وَالْوَقَارَ ، وَالتَّسْلِيْمَ لأمْرِكَ ، وَالتَّصْدِيْقَ بِكِتَابِكَ ، وَاتِّبَاعَ سُنَّةِ نَبِيِّكَ.

١٣٠
اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ نَفْسٍ لاَ تَقْنَعُ ، وَبَطْنٍ لاَ يَشْبَعُ ، وَعَيْنٍ لاَ تَدْمَعُ ، وَقَلْبٍ لاَ يَخْشَعُ ، وَصَلاَةٍ لاَ تُرْفَعُ ، وَعَمَلٍ لاَ يَنْفَعُ ، وَدُعَاءٍ لاَ يُسْمَعُ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ سُوْءِ الْقَضَاءِ وَدَرْك الشَّقَاءِ ، وَشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ ، وَجَهْدِ الْبَلاَءِ ، وَمِنْ عَمَلٍ لاَ تَرْضَى ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ وَالْقَهْرِ وَالغَدْرِ ، وَمِنْ ضِيقِ الصَّدْرِ ، وَمِنْ شَتَاتِ الأَمْرِ ، وَمِنَ الدَّاءِ العُضَالِ ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ ، وَخَيْبَةِ المُنْقَلَبِ ، وَسُوءِ الْمَنْظَرِ في النَّفْسِ وَالدِّيْنِ وَالأَهْلِ وَالْمَالِ وَالْوَلَدِ وَعِنْدَ مُعَايَنَةِ الْمَوْتِ ، وَأعُوذُ بِاللهِ مِنْ إِنْسَانِ سَوْءٍ ، وَجَارِ سَوْءٍ ، وَقَرِيْنِ سَوْءٍ ، وَيَوْمِ سَوْءٍ ، وسَاعَةِ سَوْءٍ ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَلِجُ في الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فيهَا ، وَمِنْ شَرِّ طَوَارِقِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، إِلّا طَارِقاً يَطْرُقُ بِخَيْرٍ ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دَآبَّةٍ رَبِّي آخِذٌ بِنَاصِيَتَهِا ، إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ، فَسَيَكْفِيْكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ ، الحَمْدُ للهِ الَّذِي قَضَى عَنِّي صَلاَةً كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً.

١٣١
صلاة الغفيلة بين العشاءين وفضلها

في فلاح السائل للسيد ابن طاووس : ص ٤٣٠ ح ٢ ، عن إسماعيل بن زياد ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : صلوا في ساعة الغفلة ولو ركعتين فإنهما توردان دار الكرامة.

وروي عن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن وهب أو السكوني ، عن جعفر ، عن أبيه عليهما السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : تنفلوا في ساعة الغفلة ولو ركعتين خفيفتين فإنهما توردان دار الكرامة ، قيل : يا رسول الله وما ساعة الغفلة؟ قال : بين المغرب والعشاء.

صفة صلاة الغفيلة

قال السيد الخوئي رحمه الله تعالى في منهاج الصالحين : ج ١ ص ٢٥٩ ، في ذكر (بعض الصلوات المستحبة) : ومنها : صلاة

١٣٢
الغفيلة ، وهي : ركعتان بين المغرب والعشاء ، يقرأ في الأولى بعد الحمد : (وَذَا النُّونِ إذ ذَّهَبَ مُغَاضِبَاً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ ، فَنَادَى في الظُّلُمَاتِ أَنْ لاَ إلهَ إِلّا أَنْتَ ، سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِيْنَ ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الغَمِّ ، وَكذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ).

وفي الثانية بعد الحمد : (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلّا هُوَ ، وَيَعْلَمُ مَا في الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلّا يَعْلَمُهَا ، وَلاَ حَبَّةٍ في ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَرَطْبٍ وَلا َيَابِسٍ إِلّا في كِتَابٍ مُبِين).

ثم يرفع يديه ويقول : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَفَاتِحِ الْغَيْبِ الَّتِي لاَ يَعْلَمُهَا إِلّا أَنْتَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَفْعَلَ بِي كذا وكذا. ويذكر حاجته ، ثم يقول :

اللَّهُمَّ أَنْتَ وَلِيُّ نِعْمَتِي ، وَالْقَادِرُ عَلَى طَلِبَتِي ، تَعْلَمُ حَاجَتِي فَأَسْأُلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلاَمُ لَمَّا قَضَيْتَهَا لِي.

ثم يسأل حاجته فإنها تقضى إن شاء الله تعالى ، وقد ورد أنها تورث دار الكرامة ودار السلام وهي الجنة.

١٣٣
وقال رحمه الله تعالى في المنهاج : مسألة ٩٦٩ ـ يجوز الإتيان بركعتين من نافلة المغرب بصورة صلاة الغفيلة فيكون ذلك من تداخل المستحبين.

وفي وسائل الشيعة للحرالعاملي : ج ٨ ص ١٢١ ، وفلاح السائل للسيد ابن طاووس : ص ٤٣١ ، عن هشام بن سالم عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من صلى بين العشائين ركعتين قرأ في الأولى الحمد ـ إلى أن قال عليه‌السلام : وسأل الله حاجته أعطاه الله ما سأل.

قال الشيخ البهائي العاملي رحمه الله تعالى في مفتاح الفلاح ، ص ١٩٦ : واعلم أنه قد اشتهر تسمية هاتين الركعتين بركعتي الغفيلة ، وركعتي الغفلة ، وركعتي ساعة الغفلة ، ووجه ذلك أن الساعة التي تُصلى هاتان الركعتان فيها وهي ما بين المغرب والعشاء تسمى ساعة الغفلة ، روى رئيس المحدثين في الفقيه عن الباقر عليه‌السلام أنه قال : إن إبليس إنما يبث جنوده ، جنود الليل ، من حين تغيب الشمس إلى مغيب الشفق ، ويبث جنود النهار من حين يطلع الفجر إلى مطلع الشمس ، وذكر أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يقول : أكثروا ذكر الله عزوجل في هاتين

١٣٤
الساعتين وتعوذوا بالله عزوجل من شر إبليس وجنوده ، وعوذوا صغاركم في هاتين الساعتين ، فإنهما ساعتا غفلة.

وروى شيخ الطائفة في تهذيب الأحكام : ج ٢ ص ٢٤٣ ح ٣٢ ، عن مولانا الإمام الصادق عليه‌السلام أنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : تنفلوا في ساعة الغفلة ولو بركعتين خفيفتين ، فإنهما يورثان دار الكرامة ، قيل : يا رسول الله ، وما ساعة الغفلة؟ قال : ما بين المغرب والعشاء.

وقال رحمه الله تعالى في هامش الكتاب معلقاً على ذلك : إنما صار ساعة بث جنود النهار أطول من ساعة بث جنود الليل ، لأن إغواء الناس وإيقاعهم في المعاصي بالنهار أكثر منه بالليل ، لأن أكثرهم ينام ، فاحتاج الإغواء في النهار إلى جنود أكثر من جنود الليل فطالت لذلك مدة بثهم.

وقال رحمه الله تعالى : نقل الطبرسي في مجمع البيان : (ج ٧ ص ٤٢١) عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى حكاية عن موسى : (وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا) أن دخوله عليه‌السلام كان فيها بين المغرب والعشاء.

شاهد أيضاً

تصريح من المصارع الامريكى الاشهر جون سينا يهز امريكا والعالم

تصريح من المصارع الامريكى الاشهر جون سينا يهز امريكا والعالم…وياليت قومى يعلمون. لم يظهر عربى ...