الرئيسية / زاد الاخرة / الفضائل والرذائل

الفضائل والرذائل

الفضائل والرذائل

الفضائل والرذائل

الفضائل والرذائل

الفضائل والرذائل

الفضائل والرذائل

وموضوع بحثي هو الرجاء منكم رجالا ونساء أن تكونوا حذرين. لئلا تفتضحوا يوم القيامة بواسطة الزمان والمكان، وبواسطة الباب والحائط وبواسطة اللحم والجلد والعظم وبواسطة العين والأذن وبواسطة النفس.
الافتضاح أمر صعب، وأكثر ما يؤلم الإنسان الافتضاح.
لو أن أحدا أذنب في الدنيا لا سمح الله، فإنه يرجح الموت على الفضيحة.
المرأة التي ارتكبت فعلا سيئا – حتى لو كان بسيطا – تفضل الموت على الفضيحة.
الرجل والمرأة اللذان لا يريدان الفضيحة عليهما أن يعلما أن يوم القيامة يوم الافتضاح، يوم يشهد فيه الله والنبي والأئمة الطاهرون والزهراء (ع) وملائكة الله المقربون، والباب والحائط والزمان والمكان وجميع أعضاء وجوارح الإنسان، أما للإنسان أو عليه.
انتبهوا لهذا الأمر، في كل يوم مرة أو اثنين أو ثلاث على الأقل بعد صلاتكم، وعند الفراغ، أو عند فراغ المرأة من أعمال البيت، أو أثناء عملك في السوق أو عندما تفرغ من ذلك، حدث نفسك وحلل هذه البحث وفكر فيه.
(تفكر ساعة خير من عبادة سنة).
فانتبه لهذا الأمر، لأن اهتمامنا يضمن السعادة في الدنيا والآخرة هذا الاهتمام يجعل الإنسان منتبها ومتفكرا، أي يمنحه ملكة التأمل والتفكر.
هنيئا لمن كان يملك هذه الملكة ملكة الالتفات والتفكر بشكل يتأمل ويلتفت إراديا ولا إراديا.
القرآن يقول، إذا وصل المرء إلى هذه الحالة فإن الله يأخذ بيده ويرفعه لحظة بعد لحظة:
(في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه) (12).
ثم يقول:
(رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله) (13).
أولئك الذين لديهم ملكة التفكر والتأمل لا تشغلهم التجارة وأعمال الدنيا من ذكر الله.


(1) سورة التوبة، الآية: 105.
(2) سورة ق، الآية: 18.
(3) سورة الإسراء، الآية: 13.
(4) سورة الإسراء، الآية: 14.
(5) سورة المطففين، الآيتان: 20 و 21.
(6) سورة الإسراء، الآية: 44.
(7) سورة سبأ، الآية: 10.
(8) سورة العنكبوت، الآية: 64.
(9) سورة فصلت، الآيتان: 20 و 21.
(10) سورة يس، الآية: 65.
(11) سورة الإسراء: الآية: 36.
(12) سورة النور، الآية: 36.
(13) سورة النور: الآية: 37.

(١٣)

شبكة أهل البيت للأخلاق الإسلامية / الفضائل والرذائل : الموضوع – ما هي الغفلة – أقسام الغفلة 1 – الغفلة عن العدو 2 – الغفلة عن العمر 3 – الغفلة عن القابليات 4 – الغفلة عن الموت الدرس الثالث رذيلة الغفلة ما هي الغفلة بحث اليوم حول رذيلة الغفلة، وهي رذيلة مضادة لفضيلة التفكر والتأمل من وجهة أخلاقية كلما كان التفكر والتأمل عاليا ورفيعا يوجب ارتفاع الإنسان وتكامله.
أما رذيلة الغفلة ورغم صغرها فإنها تحط الإنسان وتجره إلى السقوط وحسب تعبير القرآن الشريف فإنها تهبط بالإنسان إلى مستوى الحيوان بل أكثر.
(ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون) (1).
الأشخاص الذين تحطم الغفلة قلوبهم لهم أعين ولكن لا يبصرون ولهم أذان ولكن لا يسمعون ولهم قلوب ولكن لا يفهمون، أولئك كالحيوانات بل هم أحقر منها.
وحتى لو لم يكن عندنا شئ حول الغفلة سوى هذه الآية الشريفة فإنها تكفي لنقول أن الغفلة من الصفات المذمومة.
وفي آية أخرى يقول تعالى بأن الغفلة تغلق القلب وتختم السمع والبصر.
(أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون) (2).
الغافلون بلا قلوب، قلوبهم مغلقة، لا يملكون القلب الواعي ولا الأذن السامعة حقيقة ولا العين الباصرة حقيقة وبالنتيجة فان قفل الغفلة أوصل هؤلاء إلى مستوى الحيوانية صفة الغفلة على العكس من صفة الانتباه، تجر الإنسان إلى السقوط. وتفقده الدنيا كما تفقده الآخرة.
والغفلة لها مراتب ودرجات تشبه مراتب التفكر والتأمل ولكن لا نتطرق إليها.
وموضوع اليوم يدور حول الغفلة باعتبار متعلقها لا
(١٤)
بلحاظ مراتبها.
أقسام الغفلة 1 – الغفلة عن العدو:
الشئ الأول الذي يجب ان نلتفت إليه هو أن هذه الصفة تؤدي إلى الغفلة عن العدو، ومن يغفل عن عدوه يمكنه من القضاء عليه. فالغفلة في الخط الأول من جبهة الحرب تؤدي إلى إبادة ذلك الخط وإبادة الجند.
– العدو الأول: الشيطان:
يجب أن نعلم أن لنا عدوا شرسا، أقسم على العداوة.
القرآن الكريم ذكر أن الشيطان جادل الله وعانده عدة مرات وأقسم خلال جداله أن يغوي عباده ليجعلهم من أهل النار عدا المخلصين منهم – المعصوم أو من يتلو المعصوم -.
(قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين * إلا عبادك منهم المخلصين) (3).
لنا هكذا عدو أقسم على العداوة، فالغفلة عنه تجلب الفضائح، وذهاب الجاه والدنيا والآخرة.
هذا العدو أقسم أن يشرع بالقليل ولا يكتفي به بل يمضي ما استطاع لذلك.
القرآن الكريم يشير إلى أنه لا يأتي من طريق واحد بل من أي طريق يتمكن منه.
وفي بعض المواضع التي جادل فيها الشيطان رب العالمين فقال:
(فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم * ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين) (4).
يعني إلهي، بسبب ضياعي من أجل هذا الإنسان سوف أحول بينه وبين طريق السعادة.
وسوف آتيه من الأمام والخلف واليمين والشمال، ولن أسمح لهم أن يكونوا صالحين، ولن أسمح لهم أن يستمتعوا بنعمتهم.
الإمام الباقر (ع) يقول: معنى هذه الآية الشريفة أن الشيطان يقول: سأجعل الآخرة صغيرة واجعل الدنيا كبيرة في أعينهم وسوف آتيهم من طريق الذنب ومن طريق الدين. عن طريق الدين آتي إلى المقدسين، يعني عن طريق الرياء، عن طريق التظاهر بأن هذا رياء لا تفعله، هذا تظاهر لا تفعله، هذا عجب لا تفعله وأفسد عمل المتدينين بالوسوسة، وبالنتيجة سأسلك كل طريق فيه غواية للإنسان.
وواضح ما ستفعله الغفلة بالإنسان عن هذا العدو المعاند.
– العدو الثاني: هوى النفس:
العدو الثاني النفس الأمارة وهواها وحواسها، وهذه النفس الامارة
(١٥)

شاهد أيضاً

قصص المعصومين (عليهم السلام )

ودخل على الوليد.. فسلم عليه ثم قال : ـ كيف اءصبح الامير اليوم ..؟وكيف حاله ...