من أدعية أميرالمؤمنين عليهالسلام
الأول : دعاء إليك رفعت الأصوات
روى الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة ، ص ١٦٧ : عن أبي نعيم محمد بن أحمد الأنصاري ، عن القائم عجل الله تعالى فرجه في حديث طويل ، قال : كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول بعد صلاة الفريضة :
إلَيْكَ رُفِعَتِ الأصْوَاتُ ، وَلَكَ عَنَتِ الوُجُوهُ ، وَلَكَ خَضَعَتِ الرِّقَابُ ، وَإلَيْكَ التَحَاكُمُ في الأعْمَالِ ، يَا خَيْرَ مَنْ سُئِلَ وَيَا خَيْرَ مَنْ أعْطَى ، يَا صَادِقُ يَا بَارِئُ يَا مَنْ لا يُخْلِفُ المِيْعَادَ ، يَا مَنْ أمَرَ بِالدُّعَاءِ ، وَتَكَفَّلَ بالإجابَةِ ، يَا مَنْ قَالَ : (ادْعُونِي أسْتَجِبْ لَكُمْ) يَا مَنْ قَالَ : (وَإذَا سَأَلَكَ عِبَادي عَنِّي فَإنِّي قَرِيْبٌ أُجِيْبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إذَا دَعَانِ فَليَسْتَجيْبُوا لِي وَليُؤمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) وَيَا مَنْ قَالَ : (يَا عِبَادِيَ الَّذِيْنَ أسْرَفُوا عَلَى أنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ
١٩٧
رَحمَةِ اللهِ إنَّ الله يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيْعَاً إنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيْمُ) لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ ، هَا أنَا ذَا بَيْنَ يَدَيْكَ ، المُسْرِفُ عَلَى نَفْسي ، وَأنْتَ القَائِلُ ، (لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحمَةِ اللهِ إنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَميعاً).
الثاني : دعاء الخضر عليهالسلام وهو لمغفرة الذنوب
يَا مَنْ لا يَشْغَلُهُ سَمْعٌ عَنْ سَمْع ، يَا مَنْ لا يُغَلِّطُهُ السَّائِلُونَ ، يَا مَنْ لايُبْرِمُهُ إلْحَاحُ الْمُلِحِّيْنَ ، أذِقْني بَرْدَ عَفْوِكَ ، وَحَلاَوَةَ رَحْمَتِكَ.
روى الشيخ المفيد قدس الله روحه في الأمالي ، ص ٩٢ بسنده عن محمد بن الحنفية رحمه الله تعالى قال : بينا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام يطوف بالبيت إذا رجل متعلق بالأستار وهو يقول : يَا مَنْ لا يَشْغَلُهُ سَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ ، يَا مَنْ لا يُغَلِّطُهُ السَّائِلُونَ ، يَا مَنْ لايُبْرِمُهُ إلْحَاحُ المُلِحِّيْنَ ، أذِقْني بَرْدَ عَفْوِكَ ، وَحَلاَوَةَ رَحْمَتِكَ. فقال له أمير المؤمنين عليهالسلام : هذا دعاؤك؟ قال له الرجل : وقد سمعته؟ قال : نعم ، قال : فادع به في دبر كل صلاة ، فو الله ما يدعو به أحد من المؤمنين في أدبار الصلاة إلّا غفر الله له ذنوبه ، ولو كانت عدد نجوم السماء وقطرها ، وحصباء الأرض وثراها.
١٩٨
فقال له أمير المؤمنين عليهالسلام : إن علم ذلك عندي ، والله واسع كريم ، فقال له الرجل وهو الخضر عليهالسلام : صدقت والله يا أمير المؤمنين ، وفوق كل ذي علم عليم.
الثالث : تسبيح لدفع ألف بلية في الدنيا
عن القطب الراوندي في مهج الدعوات ، ص ١٥ ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، أنه قال : للبراء بن عازب : ألا أدلك على أمر : إذا فعلته كنت وليَ الله حقاً؟ قلت : بلى ، قال : تسبح الله تعالى في دبر كل صلاة عشراً ، وتحمده عشراً ، وتكبره عشراً ، وتقول : لا إله إلّا الله ، عشراً ، يصرف ذلك عنك ألف بلية في الدنيا ، أيسرها الردة عن دينك ، ويدخر لك في الآخرة ألف منزلة ، أيسرها مجاورة نبيك محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
الرابع : اللهم تمّ نورك فهديت
عن دعائم الإسلام (ج ١ ص ١٦٩) : عن أمير المؤمنين علي عليهالسلام : أنه كان يقول في دبر كل صلاة :
اللَّهُمَّ تَمَّ نُورُكَ فَهَدَيْتَ ، فَلَكَ الحَمْدُ ، وَعَظُمَ حِلْمُكَ فَعَفَوْتَ ، فَلَكَ الحَمْدُ ، وَبَسَطْتَ يَدَكَ فأعْطَيْتَ ، فَلَكَ الحَمْدُ ،
١٩٩
رَبَّنَا وَجْهُكَ أكْرَمُ الْوُجُوهِ ، وَجَاهُكَ خَيْرُ الْجَاهِ ، وَعَطِيَّتُكَ أنْفَعُ العَطِيَّةِ وَأهْنَأُهَا ، تُطَاعُ رَبَّنَا فَتَشْكُرُ ، وَتُعْصَى رَبَّنَا فَتَغْفِرُ ، وَتُجِيْبُ الْمُضْطَرَّ ، وَتَكْشِفُ السُّوْءَ ، وَتَشْفِي السُّقْمَ ، وَتُنَجِّي مِنَ الْكَربِ ، وَتَقْبَلُ التُّوْبَةَ ، وَتَغْفِرُ الذُّنُوبَ ، لا يَجْزِي بِآلائِكَ أَحَدٌ ، ولاَ يُحْصِي نِعْمَتَكَ عادٌّ ، وَلا يَبْلُغُ مِدْحَتَكَ قَوْلُ قَائِلٍ.
الخامس : سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ
روى الحميري رحمه الله تعالى في قرب الإسناد ، ص ٣٣ ، عن بكر بن محمد الأزدي ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : من أراد أن يكتال له بالمكيال الأوفى ، فليقل في دبر كل صلاة :
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ، وَسَلاَمٌ عَلَى المُرْسَلِيْنَ ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ.
السادس : اللَّهُمَّ اغْفِرَ لِيْ مَا قَدَّمْتُ
عن دعائم الإسلام (ج ١ ص ١٧٠) روي عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، أنه كان يقول بعد السلام :
٢٠٠
اللَّهُمَّ اغْفِرَ لِيْ مَا قَدَّمْتُ وَمَا أخَّرْتُ ، وَمَا أسْرَرْتُ وَمَا أعْلَنْتُ ، وَمَا أنْتَ أعْلَمُ بِه مِنِّي ، أنْتَ المُقَدِّمُ وَأنْتَ المُؤَخِّرُ ، لا إله إلّا أنْتَ.
السابع : لتلافي ما حصل في الصلاة من الغفلة
قال السيد ابن طاووس رحمه الله تعالى في فلاح السائل ، ص ٣٢٦ ـ ٣٣٠ : ومن المهمات بعد فراغه من الصلوات لتلافي ما يكون حصل فيها من الغفلات والجنايات من كتاب أحمد بن عبد الله عن سعد بن عبد الله الأشعري قال : عرض أحمد بن عبد الله بن خانبه كتابه على مولانا أبي محمد الحسن بن علي بن محمد صاحب العسكر الآخر فقرأه وقال : صحيح فاعملوا به ، فقال أحمد بن خانبه في كتابه المشار إليه في الدعاء والمناجات بعد الفراغ من الصلاة يقول :
اللَّهُمَّ لَكَ صَلَّيْتُ ، وَإيَّاكَ دَعَوْتُ ، وَفِي صَلاتِي وَدُعَائِي مَا قَدْ عَلِمْتَ مِنَ النُّقْصَان ، وَالْعَجَلَةِ وَالسَّهْوِ وَالغَفْلَةِ وَالكَسَلِ وَالفَتْرَةِ وَالنِّسْيانِ وَالمُدَافَعَةِ وَالرِّيَاءِ وَالسُّمْعَةِ وَالرَّيْبِ وَالْفِكْرَةِ وَالشَّكِ وَالمَشْغَلَةِ ، وَاللَّحْظَةِ المُلْهِيَةِ عَنْ إقامَةِ فَرَائِضِكَ ،
٢٠١
فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاجْعَلْ مَكَانَ نُقْصَانِهَا تَمَاماً ، وَعَجَلَتِي تَثْبِيْتَاً وَتَمَكُّنَاً ، وَسَهْوِي تَيَقُّظَاً ، وَغَفْلَتِي تَذَكُّرَاً ، وَكَسَلِي نَشَاطَاً ، وَفُتُورِي قُوَّةً ، وَنِسْيَانِي مُحَافَظَةً ، وَمُدَافَعَتِي مُوَاظَبَةً ، وَرِيَائِي إخْلاصَاً ، وَسُمْعَتِي تَسَتُّرَاً ، وَرَيْبِي بَيَانَاً ، وَفِكْرِي خُشُوعاً ، وَشَكِّي يَقيْنَاً ، وَتَشَاغُلي فَرَاغَاً ، وَلِحَاظِي خُشُوعاً فَإنِّي لَكَ صَلَّيْتُ ، وَإيَّاكَ دَعَوْتُ ، وَوَجْهَكَ أرَدْتُ ، وَإلَيْكَ تَوَجَّهْتُ ، وَبِكَ آمَنْتُ ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ ، وَمَا عِنْدَكَ طَلَبْتُ ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْ لِي في صَلاَتِي وَدُعَائِي رَحْمَةً وَبَرَكَةً تُكَفِّرُ بِهَا سَيِّئَاتِي ، وَتُضَاعِفُ بِهَا حَسَنَاتِي ، وَتَرْفَعُ بِهَا دَرَجَتِي ، وَتُكْرِمُ بِهَا مَقَامِي ، وَتُبَيِّضُ بِهَا وَجْهِي ، وَتَحُطُّ بِهَا وِزْرِي ، وَتَقْبَلُ بِهَا فَرْضِي وَنَفْلِي.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاحْطُطْ بِهَا وِزْري ، وَاجْعَلْ مَا عِنْدَكَ خَيْرَاً لِي مِمَّا يَنْقَطِعُ عَنِّي ، الْحَمْدُ للهِ الَّذي قَضَى عَنِّي صَلاَتِي إنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى المُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً ، يَا أرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ ، الْحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِي لَوْ لاَ أنْ هَدَانَا اللهُ ، الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أكْرَمَ وَجْهِي
٢٠٢
عَن السُّجُودِ إلّا لَهُ.
اللَّهُمَّ كَمَا أكْرَمْتَ وَجْهِي عَنِ السُّجُودِ إلّا لَكَ ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَصُنْهُ عَنِ المَسْألَةِ إلّا مِنْكَ ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِه ، وَتَقَبَّلْهَا مِنِّي بأحْسَنِ قَبُولِكَ ، وَلا تُؤَاخِذْنِي بِنُقْصَانِها ، وَمَاسَهَى عَنْهُ قَلْبِي مِنْهَا فَتَمِّمْهُ لِي بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، أُولِي الأَمْرِ الَّذِيْنَ أَمَرْتَ بِطَاعَتِهِمْ ، وَأُولِي الأرْحَامِ الَّذِيْنَ أمَرْتَ بِصِلَتِهِمْ وَذَوِي القُرْبَى الَّذِيْنَ أمَرْتَ بِمَوَدَّتِهِمْ ، وَأهْلِ الذِّكْرِ الَّذِيْنَ أمَرْتَ بِمَسْألَتِهِمْ ، وَالْمَوَالِي الَّذِيْنَ أَمَرْتَ بِمُوَلاتِهِمْ ، وَمَعْرِفَةِ حَقِّهِمْ ، وَأَهْلِ الْبَيْتِ الَّذِيْنَ أذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرْتَهُمْ تَطْهِيْرَاً.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْ ثَوَابَ صَلاَتِي وَثَوَابَ مَجْلِسِي رِضَاكَ وَالجَنَّةَ ، وَاجْعَلْ ذَلِكَ كُلَّهُ خَالِصَاً مُخْلَصَاً يُوَافِقُ مِنْكَ رَحْمَةً وَإجَابَةً ، وَافْعَلْ بِي جَمِيْعَ مَا سَأَلْتُكَ مِنْ خَيْرٍ ، وَزِدْنِي مِنْ فَضْلِكَ إنِّي إلَيْكَ مِنَ الرَّاغِبيْنَ ، يَا أرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ ، يَا ذَا الْمَنِّ الَّذِي لا يَنْقَطِعُ أبَدَاً ، يَا ذَا المَعْرُوفِ الَّذِي
٢٠٣
لا يَنْفَدُ أبَدَاً ، يَا ذَا النَّعْمَاءِ الَّتِي لا تُحْصَى عَدَدَاً ، يَا كَرِيمُ يَا كَرِيمُ يَا كَريمُ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ آمَنَ بِكَ فَهَدَيْتَهُ ، وَتَوَكَّلَ عَلَيْكَ فَكَفَيْتَهُ ، وَسَألَكَ فَأعْطَيْتَهُ ، وَرَغِبَ إلَيْكَ فَأرْضَيْتَهُ ، وَأخْلَصَ لَكَ فَأَنْجَيْتَهُ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاحْلُلْنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِكَ لاَ يَمَسُّنَا فيهَا نَصَبٌ وَلاَ يَمَسُّنَا فيهَا لُغُوبٌ ، اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ مَسْألَةَ الذَّلِيْلِ الْفَقِيرِ أنْ تُصَلِّي عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأنْ تَغْفِرَ لِي جَمِيْعَ ذُنُوبِي ، وَتَقْلِبَنِي بِقَضَاءِ جَمِيْعَ حَوَائِجِي إلَيْكَ ، إنَّكَ عَلَى كُلِّ شيءٍ قَديرٌ.
اللَّهُمَّ مَا قَصُرَتْ عَنْهُ مَسْأَلَتي ، وَعَجَزَتْ عَنْهُ قَوَّتي ، وَلَمْ تَبْلُغْهُ فِطْنَتِي ، مِنْ أمْرٍ تَعْلَمُ فيهِ صَلاَحَ أمْرِ دُنْيَايَ وَآخِرَتِي ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَافْعَلْهُ بِي ، يَا لا إلَهَ إلّا أنْتَ ، بِحَقِّ لاَ إلَهَ إلّا أنْتَ ، بِرَحْمَتِكَ في عَافِيَةٍ ، مَا شَاءَ اللهُ وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلّا بِاللهِ.
يقول السيد الإمام العالم العامل الفقيه العلامة رضي الدين ركن الإسلام أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد
٢٠٤
ابن محمد الطاووس : وروي هذا الدعاء عن مولانا علي بن أبي طالب عليهالسلام من أوله إلى قوله في الدعاء : (كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً) ثم قال : يا أرحم الراحمين.
وفي الروايتين اختلاف ثم قل :
يَا اللهُ المَانِعُ قُدْرَتَهُ خَلْقَهُ ، وَالْمَالِكُ بِهَا سُلْطَانَهُ ، وَالْمُتَسَلِّطُ بِهَا في يَدَيْهِ ، كُلُّ مَرْجُوٍّ دُوْنَكَ يَخِيْبُ رَجَاءُ رَاجِيْهِ وَرَاجِيْكَ مَسْرُورٌ لا يَخِيبُ ، وَأَسْأَلُكَ بِكُلِّ رَضَاً لَكَ مِنْ كُلِّ شَيءٍ أنْتَ فيهِ ، وَبِكُلِّ شَيءٍ تُحِبُّ أنْ تُذْكَرَ بِهِ وَبِكَ يَا الله فَلَيْسَ يَعْدِلُكَ شَيءٌ أنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَأنْ تَحُوطَنِي وَإخْوَانِي وَوُلْدِي ، وَتَحفَظَنِي بِحِفْظِكَ ، وَأنْ تَقْضِيَ حَاجَتِي في كذا وكذا وتَذكر ما تُريد ، فقد روي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه إذا قال ذلك قضيت حاجته من قبل أن يزول.
من أدعية الإمام زين العابدين عليهالسلام
روى محمد بن جرير الطبري في دلائل الإمامة ، ص ٥٣٩ ح ١٢٥ ، بسنده عن أبي علي محمد بن أحمد المحمودي ، عن القائم عليهالسلام قال : كان زين العابدين عليهالسلاميقول في
٢٠٥
دعائه عقيب الصلاة :
اللَّهُمَّ إنَّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي بِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالأرْضُ ، وَبِاسْمِكَ الَّذي بِهِ تَجْمَعُ الْمُتَفَرِّقَ ، وَبِهِ تُفَرِّقُ المُجتَمِعَ ، وَباسْمِكَ الَّذِي تُفَرِّقُ بِهِ بَيْنَ الحَقِّ وَالْبَاطِلِ ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي تَعلَمُ بِهِ كَيْلَ الْبِحَارِ ، وَعَدَدَ الرِّمَالِ ، وَوَزْنَ الْجِبَالِ ، أنْ تَفْعَلَ بي كذا وكذا.
من أدعية الإمام الباقر عليهالسلام
الأول : قراءة السور الأربع
عن مستدرك الوسائل ، النوري : ج ٥ ص ٧٢ ح ٧ ، عن محمد بن مسلم ، قال : دخلت على أبي جعفر عليهالسلام ، فجلست حتى فرغ من صلاته ، فحفظت في آخر دعائه ، وهو يقول : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ إلى آخر السورة ، ثم أعادها ، ثم قرأ : (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) ، حتى ختمها ، ثم قال : لا أَعْبُدُ إلّا اللهَ ، (لا أَعْبُدُ إلّا اللهَ) ، وَالإسْلامُ دِيْنِي ، ثم قرأ المعوذيتن ، ثم أعادهما ، ثم قال : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، مَن اتَّبَعَهُ مِنْهُمْ بِإِحْسَان.
٢٠٦
الثاني : دعاء مستجاب
دعاء مستجاب علمه الإمام الباقر ولده الإمام الصادق عليهماالسلام عن فلاح السائل ، ص ٣٠٦ ـ ٣٠٧ ح ٣٩ ، روي عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : دخلت على أبي يوماً وقد تصدق على فقراء أهل المدينة بثمانية آلاف دينار ، وأعتق أهل بيت بلغوا أحد عشر ، فكان ذلك أعجبني ، فنظر إليَّ ثم قال : هل لك في أمر إذا فعلته مرة واحدة ، خلف كل صلاة مكتوبة ، كان أفضل مما رأيتني صنعت ، ولو صنعته كل عمر نوح؟ قال : قلت : ما هو؟ قال : تقول خلف الصلاة :
أَشْهَدُ أنْ لاَ إلَهَ إلّا اللهُ ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكَ ، وَلَهُ الْحَمْدُ ، يُحْيِي وَيُمِيْتُ ، وَيُمِيْتُ وَيُحْيي ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ ، وَلا حَوْلَ وَلا قوَّةَ إلّا بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيْمِ.
سُبْحَانَ ذِي المُلْكِ وَالمَلَكُوتِ ، سُبْحَانَ ذِي الْعِزَّةِ وَالْجَبَرُوتِ ، سُبْحَانَ ذِي الْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ ، سُبْحَانَ الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ ، سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى ، سُبْحَانَ رَبِّيَ العَظِيْمِ ، سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمدِهِ ، كُلُّ هَذَا قَلِيلٌ يَا رَبِّ ، وَعَدَدَ خَلْقِكَ ،
٢٠٧
وَمِلْءَ عَرْشِكَ ، وَرِضَا نَفْسِكَ ، وَمَبْلَغَ مَشِيْئَتِكَ ، وَعَدَدَ مَا أحْصَى كِتَابُكَ ، وَمِلْءَ مَا أحْصَى كِتَابُكَ ، وَزِنَةَ مَا أحْصَى كِتابُكَ ، وَمَلْءَ خَلْقِكَ ، وَزنَةَ خَلْقِكَ ، وَمِثْلَ ذَلِكَ ، وَأضْعَافاً لاَ تُحْصَى ، وعَدَدَ بَرِيَّتِكَ ، وَمِثْلَ ذَلِكَ ، وَمِلْءَ بَرِيَّتِكَ ، وَزِنَةَ بَرِيِّتِكَ ، وَمَثْلَ ذلكَ ، أضْعَافَاً لا تُحْصَى ، وعَدَدَ مَا تَعْلَمُ ، وَزِنَةَ مَا تَعْلَمُ ، وَمِلْءَ مَا تَعْلَمُ ، وَمِثْلَ ذَلِكَ ، أضْعَافَاً لا تُحْصَى ، وَمِنَ التَّحْمِيدِ وَالتَّعظِيمِ وَالتَّقْدِيسِ ، وَالثَّنَاءِ وَالشُّكْرِ ، وَالخَيْرِ وَالمَدْحِ ، وَالصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ وَأهْلِ بَيْتِهِ ، صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ مِثْلَ ذَلِكَ ، وَأضَعَافَ ذَلِكَ ، وَعَدَدَ مَا خَلَقْتَ وَذَرَأْتَ وَبَرَأْتَ ، وَعَدَدَ مَا أنْتَ خَالِقُهُ مِنْ شَيءٍ ، وَمِلْءَ ذَلِكَ كُلِّهِ ، وَأضْعَافَ ذَلِكَ كُلِّهِ أضْعَافَاً ، لوخَلَقْتَهُمْ فَنَطَقُوا بِذَلِكَ مُنْذُ قَطُّ إلَى الأبَدِ ، لاانْقِطَاعَ لَهُ ، يَقُولُونَ كَذِلِكَ لا يَسْأَمُونَ ، وَلا يَفْتُرُونَ ، أسْرَعَ مِنْ لَحْظِ الْبَصَرِ ، وَكَمَا يَنْبَغِي لَكَ ، وَكَما أنْتَ لَهُ أهْلٌ ، وَأضْعَافَ مَا ذَكَرْتُ ، وَزِنَةَ مَا ذَكَرْتُ ، وَمِثْلَ جَمِيعِ ذَلِكَ ، كُلُّ هَذَا قَلِيلٌ.
يا إلهِي تَبَارَكْتَ وَتَقَدَّسْتَ ، وَتَعَالَيْتَ عُلُوَّاً كَبِيرَاً ، يَا ذا
٢٠٨
الْجَلالِ وَالإكْرَامِ ، أسْألُكَ عَلَى إثْرِ هَذَا الدُّعَاءِ ، بِأسْمَائكَ الْحُسْنَى ، وَأمْثَالِكَ العُلْيَا ، وَكَلِمَاتِكَ التَّامَّاتِ ، أنْ تُعافِيَني في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.
قال أبو يحيى : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : الدعاء هذا مستجاب.
الثالث : اللَّهُمَّ إنَّي أسْألُكَ مِنْ كُلِّ خَيْر
عن دعائم الإسلام : ج ١ ص ١٧٠ ، روي عن أبي جعفر محمد بن علي عليهماالسلام ، أنه قال : أقل ما يجزئ من الدعاء بعد الفريضة ، أن تقول :
اللَّهُمَّ إنَّي أسْألُكَ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ أحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ ، وَأعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ شَرٍّ أحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ ، اللَّهُمَّ إنَّي أسْأَلُكَ عَافِيَتَكَ في أُمُورِي كُلِّها ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وَمِنْ عَذَابِ الآخِرَةِ.
الرابع : اللَّهُمَّ اهْدِنِي مِنْ عِنْدِكَ
قال الشيخ الطبرسي رحمه الله تعالى في مكارم الأخلاق ، ص ٢٨٣ : وكان أبو جعفر الباقر عليهالسلام يقول في
٢٠٩
دبر كل صلاة :
اللَّهُمَّ اهْدِنِي مِنْ عِنْدِكَ ، وَأفِضْ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ ، وَانْشُرْ عَلَيَّ مِنْ رَحْمَتِكَ ، وَأنْزِلْ عَلَيَّ مِنْ بَرَكاتِكَ.
الخامس : استغفار لمغفرة الذنوب
في الكافي ، ج ٢ ص ٥٢١ ح ١ ، عن الحسين بن حماد عن أبي جعفر عليهالسلام قال : من قال في دبر صلاة الفريضة قبل أن يثني رجليه :
أَسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذِي لا إلَهَ إلّا هُوَ الحَيُّ الْقَيُّومُ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ. ثلاث مرات ، غفر الله عزّوجلّ له ذنوبه ، ولو كانت مثل زبد البحر.
السادس : لعن بني أمية
في تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي : ج ٢ ص ١٠٩ ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إذا انحرفت عن صلاة مكتوبة فلا تنحرف إلّا بانصراف لعن بني أمية.
هذا ، وقد جاء في تفسير قوله تعالى : (وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ
٢١٠
فِي الْقُرْآَنِ) عن ابن عباس : أن الشجرة الملعونة هم بنو أمية ، راجع : تفسير القرطبي : ج ١٠ ص ٢٨٦ ، الدر المنثور : ج ٤ ١٩١ ، تفسير الرازي : ج ٢٠ ص ٢٣٧.